الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على «شرطة الأخلاق» الإيرانية

عناصر من «شرطة الأخلاق» في طهران (أرشيفية)
عناصر من «شرطة الأخلاق» في طهران (أرشيفية)
TT

الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على «شرطة الأخلاق» الإيرانية

عناصر من «شرطة الأخلاق» في طهران (أرشيفية)
عناصر من «شرطة الأخلاق» في طهران (أرشيفية)

تبنى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي عقوبات ضد مسؤولين إيرانيين؛ بينهم مسؤولون من «شرطة الأخلاق» ضالعون في حملة القمع التي يشنها النظام على الاحتجاجات التي أشعلتها وفاة الشابة مهسا أميني.
وتشمل قائمة العقوبات؛ التي نشرت في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي، 11 مسؤولاً إيرانياً؛ بينهم وزير الإعلام عيسى زاربور، و4 كيانات. وسيخضعون لحظر تأشيرات الاتحاد الأوروبي وتجميد الأصول.
وقال دبلوماسيون لوكالة الصحافة الفرنسية إن قائمة العقوبات التي وافق عليها سفراء الاتحاد الأوروبي قبل اجتماع الوزراء، تضم 11 مسؤولاً إيرانياً و4 كيانات. وسيخضعون لحظر تأشيرات الاتحاد الأوروبي وتجميد الأصول.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، إنّ من بين المستهدفين بالعقوبات «ما تسمى (شرطة الأخلاق)، وهي كلمة غير مناسبة حقاً عندما ترى الجرائم التي تُرتكب هناك». وُوضعت القائمة قبل التحوّل المأساوي الأخير في الأحداث في إيران، حيث اندلع حريق مميت في سجن «إيفين» المعروف بإساءة معاملة السجناء، والذي يضم معتقلين سياسيين من الإيرانيين ومزدوجي الجنسية والأجانب.
وأعرب الاتحاد الأوروبي عن انزعاجه من الحملة الدموية التي يشنّها النظام الإيراني على الاحتجاجات التي أشعلتها وفاة مهسا أميني؛ الشابة التي تبلغ من العمر 22 عاماً، بعدما كانت قد اعتقلتها «شرطة الأخلاق» قبل شهر، لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة في إيران. وتحولت المظاهرات منذ ذلك الحين إلى احتجاجات مناهضة للنظام في الشوارع.
وقالت بيربوك: «عندما ترى هذه الصور المريعة من حريق السجن... عندما ترى أشخاصاً مسالمين؛ نساءً ورجالاً وبشكل متزايد شباباً وطلّاباً في المدارس لا يزالون يتعرّضون للضرب المبرح، فلن نتمكّن ولن نغمض أعيننا عن ذلك». وحذّرت بأنه «إذا استمرّ العنف، فإنّ المزيد سيتبع».
وقالت وزيرة الخارجية السويدية، آن ليندي، إنّ العقوبات كانت ضد «هؤلاء المسؤولين عن قمع الاحتجاجات السلمية وليس أقلّها قتل العديد من النساء». وأضافت: «ستكون عقوبات ضدّ شرطة رجال الأمن والمسؤولين السياسيين وأولئك الذين قادوا العنف»، واصفة الخطوة بأنها «قرار مهم ومرحّب به».
من جهته، بدا وزير خارجية لوكسمبورغ، جان أسيلبورن، متشكّكاً بشأن ما إذا كانت عقوبات الاتحاد الأوروبي «ستضر» بإيران، لكنّه قال: «ربما يكون هذا النظام قد نجح خلال الأعوام الأربعين الماضية، لكنّه الآن لم يعد يعمل. ولهذا السبب يتعيّن على الاتحاد الأوروبي أن يتخذ هذه الخطوة الآن». وأعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا بالفعل عقوبات ضدّ إيران بسبب انتهاكات حقوق الإنسان التي تجري الآن.
وردّت إيران باتهام الولايات المتحدة بتأجيج الاحتجاجات المناهضة للنظام.
تأتي هذه التطوّرات في الوقت الذي تتضاءل فيه الآمال في إعادة إحياء الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني الذي أُبرم في عام 2015 والذي نُسف عندما سحب الرئيس السابق دونالد ترمب الولايات المتحدة منه في عام 2018. وقام الاتحاد الأوروبي على مدار مدة العام ونصف العام الماضية بتنسيق الجهود؛ ولكن من دون جدوى، لإعادة الولايات المتحدة وإيران إلى الامتثال الكامل للاتفاق، الذي يهدف إلى كبح برنامج إيران النووي.
وفي هذا الإطار، قال وزير الخارجية الهولندي، ووبكي هوكسترا: «من المنطقي... التوصل إلى اتفاق مع إيران، ولكن هناك طرف واحد يمنع ويعرقل الأمر... في الأشهر والسنوات الأخيرة، وهو إيران نفسها».
كذلك؛ شغلت إيران حيّزاً في النقاشات التي خاضها الوزراء حول الحرب الروسية في أوكرانيا. وذلك في الوقت الذي تقول فيه كييف وعدد متزايد من المراقبين إنّ إيران تمدّ روسيا بطائرات مسيّرة لضرب الأهداف الأوكرانية، الأمر الذي تنفيه طهران. وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إنّ التكتّل سيسعى للحصول على «دليل ملموس» على استخدام الطائرات الإيرانية المسيّرة في أوكرانيا.


مقالات ذات صلة

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية كوهين يتحدث عن تقارب مع أوروبا لمواجهة طهران

كوهين يتحدث عن تقارب مع أوروبا لمواجهة طهران

قال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين إن أوروبا تقترب أخيراً من الموقف الإسرائيلي بشأن إيران، بعدما أجرى مشاورات مع كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي أمس في بروكسل. وتأتي مشاورات وزير الخارجية الإسرائيلي في سياق جهود تل أبيب لدفع الاتحاد الأوروبي باتخاذ سياسة أكثر حزماً مع إيران، حسبما أورد موقع «إسرائيل أوف تايمز». وقال كوهين إنه ناقش مع رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا إدراج «الحرس الثوري» الإيراني على قائمة الاتحاد الأوروبي للمنظمات «الإرهابية»، بالإضافة إلى «محاولات إيرانية لاستهداف يهود وإسرائيليين على الأراضي الأوروبية». وذكر كوهين في حسابه على «تويتر» أنه بحث في لقائه مع ميتسول

الولايات المتحدة​ واشنطن تفرض عقوبات على روسيا وإيران لاحتجاز رهائن أميركيين

واشنطن تفرض عقوبات على روسيا وإيران لاحتجاز رهائن أميركيين

أعلنت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، اليوم (الخميس)، فرض عقوبات استهدفت روسيا وإيران لقيامهما باحتجاز أميركيين رهائنَ، بهدف ممارسة الضغط السياسي أو الحصول على تنازلات من الولايات المتحدة. طالت العقوبات جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB) لكونه المسؤول بشكل مباشر وغير مباشر في الاحتجاز غير المشروع لمواطنين أميركيين.

هبة القدسي (واشنطن)
شؤون إقليمية عقوبات غربية جديدة على طهران بسبب الاحتجاجات

عقوبات غربية جديدة على طهران بسبب الاحتجاجات

أقرَّت الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، أمس، حزمة جديدة من العقوبات المنسقة على طهران، في إطار القيود التي استهدفتها خلال الشهور الستة الأخيرة، على خلفية قمع الحراك الاحتجاجي الذي عصف بالبلاد منذ سبتمبر (أيلول) الماضي. وقالت وزارة الخزانة الأميركية، إنَّها عاقبت أربعة من قادة «الحرس الثوري» والشرطة الإيرانية لدورهم في قمع الاحتجاجات. وشملت القيود الأميركية شركة مختصة بحجب مواقع الأخبار وشبكات التواصل، والتجسس على المعارضين في الخارج. وبدوره، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على ثمانية إيرانيين، بينهم نائبان في البرلمان، وضابط برتبة رائد في «الحرس الثوري».

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية عقوبات غربية «منسقة» تستهدف طهران على خلفية قمع الاحتجاجات

عقوبات غربية «منسقة» تستهدف طهران على خلفية قمع الاحتجاجات

في خطوة منسقة، أعلنت الولايات المتحدة وحلفاؤها في الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، فرض حزمة سابعة من العقوبات على مسؤولين وكيانات إيرانية، بينهم عناصر من «الحرس الثوري»، في إطار قيود جديدة على طهران فرضتها القوى الغربية ضد قمع الحركة الاحتجاجية في إيران. قالت وزارة الخزانة الأميركية إن الولايات المتحدة استهدفت 4 من قادة «الحرس الثوري» الإيراني والشرطة على خلفية قمع الاحتجاجات.

«الشرق الأوسط» (لندن)

واشنطن تؤكد معارضتها بناء قاعدة عسكرية إسرائيلية دائمة في غزة

قافة عسكرية إسرائيلية تتحرك بالقرب من حدود قطاع غزة مع إسرائيل (أ.ب)
قافة عسكرية إسرائيلية تتحرك بالقرب من حدود قطاع غزة مع إسرائيل (أ.ب)
TT

واشنطن تؤكد معارضتها بناء قاعدة عسكرية إسرائيلية دائمة في غزة

قافة عسكرية إسرائيلية تتحرك بالقرب من حدود قطاع غزة مع إسرائيل (أ.ب)
قافة عسكرية إسرائيلية تتحرك بالقرب من حدود قطاع غزة مع إسرائيل (أ.ب)

أعلنت الولايات المتّحدة الثلاثاء رفضها بناء قاعدة عسكرية إسرائيلية دائمة في غزة، وذلك غداة تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» مفاده أنّ الجيش الإسرائيلي بصدد تسريع أعمال بناء منشآت عسكرية في القطاع الفلسطيني.

واستنادا إلى صور التقطتها أقمار اصطناعية، قالت الصحيفة النيويوركية إنّها رصدت في وسط قطاع غزة تسريعا لأعمال بناء هذه القاعدة بالتوازي مع هدم أكثر من 600 مبنى في المنطقة، ما يؤشّر إلى أنّ الجيش الإسرائيلي يخطّط لوجود طويل الأمد في القطاع.

وتعليقا على هذا التقرير، قال فيدانت باتيل، نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، إنّ الولايات المتّحدة لا تستطيع تأكيد هذه المعلومات، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنّ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أعرب منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس قبل أكثر من عام عن معارضته لأيّ وجود إسرائيلي دائم في غزة. وقال باتيل خلال مؤتمر صحافي إنّه إذا كانت معلومات نيويورك تايمز «صحيحة، فمن المؤكد أنّ هذا الأمر يتعارض مع عدد من المبادئ التي حدّدها الوزير بلينكن». وأضاف «لا يمكن أن يحصل تقليص للأراضي في غزة. أكثر من ذلك، لا يمكن أن يكون هناك تهجير قسري للفلسطينيين من منازلهم».

من جانبه، أعلن الجنرال بات رايدر، المتحدث باسم البنتاغون، أنّ موقف الولايات المتحدة هو أنّ «إسرائيل يجب أن لا تستمر في احتلال غزة بمجرد التوصل إلى وقف لإطلاق النار وبعد القضاء على التهديد الذي تشكّله حماس». وأضاف «سنواصل التشاور مع شركائنا الإسرائيليين بشأن هذا الموضوع، لكن الأهمّ هو تحقيق وقف لإطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، وإنهاء هذا النزاع الرهيب».

وفي تقريرها، نقلت «نيويورك تايمز» عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله إنّ الإنشاءات الجارية هدفها تشغيلي، مؤكّدا أنّ أيّ بناء يمكن تفكيكه بسرعة.