مخاوف إسرائيلية من «فوضى معلومات» تؤثر على نتائج الانتخابات

«الشاباك» يتحدث عن استهداف العرب والأصول الروسية لصالح نتنياهو

ملصق انتخابي يظهر بنيامين نتنياهو (إلى اليسار) ومنافسه زعيم حزب «يش عتيد» يائير لبيد بالقدس في مارس 2021 (أ.ف.ب)
ملصق انتخابي يظهر بنيامين نتنياهو (إلى اليسار) ومنافسه زعيم حزب «يش عتيد» يائير لبيد بالقدس في مارس 2021 (أ.ف.ب)
TT

مخاوف إسرائيلية من «فوضى معلومات» تؤثر على نتائج الانتخابات

ملصق انتخابي يظهر بنيامين نتنياهو (إلى اليسار) ومنافسه زعيم حزب «يش عتيد» يائير لبيد بالقدس في مارس 2021 (أ.ف.ب)
ملصق انتخابي يظهر بنيامين نتنياهو (إلى اليسار) ومنافسه زعيم حزب «يش عتيد» يائير لبيد بالقدس في مارس 2021 (أ.ف.ب)

كشفت مصادر أمنية مطلعة في تل أبيب، أن جهاز المخابرات العامة (الشاباك)، يواجه محاولات جدية مصدرها روسيا وإيران للتدخل في نتائج الانتخابات الإسرائيلية، وأن هذه المحاولات تشمل «إغراق الإسرائيليين بفوضى معلومات»، وتركز على الناخبين العرب، وكذلك على الناخبين اليهود من أصول روسية، ولمّحت إلى أنها تصب في صالح رئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتنياهو.
وأكدت المصادر، أن رئيس «الشاباك»، رونين بار، طرح الموضوع مع موسكو، ونقل تحذيراً إلى نظرائه في روسيا، طالباً بشكل صريح عدم التدخل في هذه الانتخابات.
وحسب «القناة 12» للتلفزيون الإسرائيلي، فإن «الشاباك» أنهى استعداداته لإلجام محاولات أجنبية للتأثير على انتخابات «الكنيست»، ولكنه لا يكف عن القلق من استمرارها.
وأكدت أن «التخوف في (الشاباك) هو من التأثير قبل الانتخابات بواسطة نشر فوضى معلومات، من خلال نشر معلومات كاذبة تشوش على الناخبين، وتجعلهم ينتفضون على بعض المرشحين، أو بث روح الإحباط بين مجموعات معينة من الناخبين. وهناك تخوف من أن تتواصل هذه المحاولات بعد الانتخابات بواسطة التشكيك في صحة النتائج».
وأضافت القناة، أنه في ظل النتائج التي تتوقعها استطلاعات الرأي التي تدل كلها على التوازن بين المعسكرين الخصمين، معسكر أحزاب اليمين المتطرف المعارضة، بقيادة نتنياهو، ومعسكر التغيير، ويضم التحالف الذي تستند إليه الحكومة الحالية، بقيادة رئيسها يائير لبيد؛ تزداد المخاوف من أن تتعاظم الرغبة في التأثير «والادعاء بأن هناك تزييفاً للنتائج».
وكان عدد من كبار الخبراء الذين خدم العديد منهم في أجهزة أمنية في الماضي ويواصلون العلاقة مع أجهزتهم، قد تداولوا في هذا الموضوع في الشهور الأخيرة، بما في ذلك أبحاث سرية في الأجهزة نفسها، أو في أبحاث كلية الأمن القومي التابعة للجيش، أو في معاهد الأبحاث والدراسات الأكاديمية. وقال الباحث الكبير في معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، الجنرال في الاحتياط تَمير هايمن، الذي شغل في الماضي منصب رئيس «أمان» (شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي)، إن «التدخل الأجنبي في الانتخابات الإسرائيلية القادمة في أول الشهر القادم، هو تحدٍّ استراتيجي».
وأضاف أنه من الصعب أن ترصد تدخلاً أجنبياً لصالح جهة معينة في نظام ديمقراطي، خصوصاً عندما تتم العملية بإتقان وتندمج في التطورات والتحولات الداخلية للمعركة، ولكن رغم الصعوبة، فإنه بإمكان الديمقراطية مواجهة عملية التدخل إذا جاءت من طرف واحد لمرة واحدة أو مرات منفردة، «ولكن عندما نواجه عدداً كبيراً من الهجمات، يصبح الأمر تحدياً خطيراً لعملية الانتخابات بمجملها».
وقال هايمن، إنه لا توجد صلاحيات قانونية للجنة الانتخابات المركزية من أجل مواجهة «التحديات الجديدة»، وإن أمراً كهذا يستوجب تعديلات تشريعية. وأوصى بإلزام أجهزة الأمن بالعمل مباشرة مقابل لجنة الانتخابات، ورصد ميزانية خاصة لوضع رد استخباراتي شامل لهذه المسألة.
يُذكر أن رئيس «الشاباك» السابق، نداف أرغمان، كان قد حذر عشية انتخابات «الكنيست»، في يناير (كانون الثاني) من سنة 2019، ومع أنه لم يذكر في حينه اسم تلك الدولة، لكنه لمّح إلى روسيا. ونقل موقع صحيفة «هآرتس» الإلكتروني في تقرير نشره أمس (السبت)، عن 3 مصادر مطلعة على هذا الموضوع، قولهم إن رئيس الحكومة حينها، نتنياهو، غضب جداً من أرغمان إلى درجة أنه درس إمكانية إقالته.
وفي إطار المداولات التي أجريت في معهد الأبحاث في «تل أبيب»، تمت عملية محاكاة لاحتمال محاولات التدخل الأجنبي في الانتخابات الإسرائيلية القادمة. وقد أجمع المشاركون فيها، وهم خبراء في مجالات القانون والأمن والسايبر والإعلام، على أن مصدر التدخل يتركز في المحور الروسي الإيراني. وبما أن معسكر لبيد يتهم نتنياهو بالتحيز لصالح روسيا ضد الإدارة الأميركية الحالية، فإن الشكوك تدور حول «رغبة موسكو في فوز نتنياهو».
ويربط مراقبون بين هذه الشكوك وبين ما جرى في انتخابات سابقة، عندما راح حزب نتنياهو «الليكود» يروج نبأ كاذباً، مفاده أن إيران تمكنت من اختراق الهاتف الجوال لوزير الدفاع، بيني غانتس.
وحسب الشكوك التي يطرحها الخبراء وتتقاطع مع التسريبات من «الشاباك»، فإن التدخلات الأجنبية تحاول التأثير على نسبة التصويت في المجتمع العربي في إسرائيل، وإبقاءها منخفضة، وتحاول التأثير على المصوّتين اليهود من أصول روسية حتى يتخلوا عن حزب «يسرائيل بيتينو»، بقيادة وزير المالية أفيغدور ليبرمان، وإقناعهم بالتخلي عنه والتصويت إلى معسكر نتنياهو.


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

إيران «لن تعرقل» مفتشي «الطاقة الذرية»

غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)
غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)
TT

إيران «لن تعرقل» مفتشي «الطاقة الذرية»

غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)
غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)

تعهدت إيران بعدم «عرقلة» مهمة ممثلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة لتفتيش مواقعها النووية. وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، السبت، إن إيران لن تعرقل دخول ممثلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إلى مواقعها وتفتيشها. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن إسلامي قوله: «لم ولن نضع أي عقبات أمام عمليات التفتيش والمراقبة التي تنفذها الوكالة (الدولية للطاقة الذرية)».

وأضاف: «نعمل في إطار الضمانات كما تعمل الوكالة وفقاً لضوابط، لا أكثر ولا أقل».

ووفقاً لتقرير صدر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الخميس الماضي، قبلت إيران تشديد الرقابة على منشأة فوردو النووية بعدما سرّعت طهران بشكل كبير من تخصيب اليورانيوم ليقترب من مستوى صنع الأسلحة. وقبل أيام ذكرت الوكالة أن إيران ضاعفت وتيرة تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو إلى درجة نقاء تصل إلى 60 بالمائة، أي قريباً من نسبة 90 بالمائة اللازمة لإنتاج أسلحة.

وأعلنت الوكالة أنها ستناقش الحاجة إلى إجراءات وقائية أكثر صرامة، مثل زيادة عمليات التفتيش في منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، وهي واحدة من منشأتين تصلان إلى هذا المستوى العالي من التخصيب.

وجاء في التقرير السري الموجه إلى الدول الأعضاء: «وافقت إيران على طلب الوكالة زيادة وتيرة وشدة تنفيذ إجراءات الضمانات في منشأة فوردو، وتساهم في تنفيذ هذا النهج المعزز لضمانات السلامة».

ووفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يمكن لـ«فوردو» الآن إنتاج أكثر من 34 كيلوغراماً شهرياً من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المائة، مقارنة بـ5 إلى 7 كيلوغرامات كانت تنتجها مجتمعة في فوردو ومنشأة أخرى في نطنز فوق الأرض.

ووفقاً لمعايير الوكالة، فإن نحو 42 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة تكفي نظرياً، إذا تم تخصيبها أكثر، لصنع قنبلة نووية. إيران تمتلك بالفعل أكثر من أربعة أضعاف هذه الكمية، بالإضافة إلى ما يكفي لصنع المزيد من الأسلحة عند مستويات تخصيب أقل.

وتؤكد القوى الغربية أنه لا يوجد مبرر مدني لتخصيب إيران إلى هذا المستوى، حيث لم تقم أي دولة أخرى بذلك دون إنتاج أسلحة نووية. فيما تنفي إيران هذه الادعاءات، مؤكدة أن برنامجها النووي ذو أهداف سلمية بحتة.