سهر الصايغ: الممثل الصاعد بسرعة يسقط فجأة

قالت لـ«الشرق الأوسط» إن فيلم «الباب الأخضر» حقق حلمها

ترى الصايغ أن طب الأسنان ليس بعيداً عن الفن
ترى الصايغ أن طب الأسنان ليس بعيداً عن الفن
TT

سهر الصايغ: الممثل الصاعد بسرعة يسقط فجأة

ترى الصايغ أن طب الأسنان ليس بعيداً عن الفن
ترى الصايغ أن طب الأسنان ليس بعيداً عن الفن

قالت الفنانة المصرية سهر الصايغ إن «فيلم (الباب الأخضر) حقق حلمها». وأكدت لـ«الشرق الأوسط» أنها «لم تتعجل في أي وقت أدوار البطولة، لأنها ليست مجرد دور كبير، بل مسؤولية كبيرة»، موضحة أنها «تطمح لأن تترك أعمالاً تظل في ذاكرة الجمهور».
وأكدت سهر أن «حماسها لفيلم (الباب الأخضر) لأنه للكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، وأمر مهم لأي ممثل أن يتضمن الـ(سي في) الخاص به عملاً للمبدع أسامة أنور عكاشة»، مضيفة أنها «وجدت في الفيلم فرصة تتمناها، كما أن شخصية (عيشة) التي أديتها تتيح لي مساحة تمثيل واسعة تفيدني كممثلة، إضافة إلى أنني لي تجربة أعتز بها مع المخرج رؤوف عبد العزيز في مسلسل (الطاووس) وهو مخرج يفيد الممثل، علاوة على أن حبه للممثل يجعله يضعه دائماً في أدوار مغايرة، تكشف قدرات جديدة له».
حول دخولها التمثيل بعد زمن أسامة أنور عكاشة. أكدت سهر: «قد يفاجئ الجميع بأن أول عمل ظهرت فيه، كان الجزء الخامس من مسلسل (ليالي الحلمية) وكان عمري وقتها أربع سنوات، وظهرت في مشهد كنت أتناول الطعام، ودوري في مسلسل (أم كلثوم) لم يكن أول ظهور لي، بل جاء وعمري سبع سنوات، لكن الذاكرة الفنية عندي مرتبطة بأعمال هذا المؤلف الكبير، فقد تربيت على أعماله الدرامية مثل (ليالي الحلمية) و(زيزينيا) و(أرابيسك) و(الراية البيضا)، وكنت أتفرج كمشاهدة من بعيد، لكن حينما بدأت أستعد لفيلم (الباب الأخضر) وبغض النظر عن مذاكرة دوري، كنت أحاول أن أفهم كيف كان يكتب؟، وما هو عنصر التميز الشديد لأعماله؟، وهي أشياء من الصعب أن نجدها في كثير من الأعمال، إذ إن لديه ثراء كبيراً في تفاصيل السيناريو، الذي يشرح فيه لأداء الممثل وطبيعة (اللوكيشن) وينقل خياله كاملاً على الورق فيسهل الأمر على الجميع، إضافة للحبكة والحوار، وهو ما وجدته بالضبط في سيناريو مسلسل (بدون ذكر أسماء) للمؤلف الراحل وحيد حامد».
عن تعاملها مع شخصية البطلة في الفيلم، قالت سهر: «تعاملت معها بقلق شديد لإحساسي بالمسؤولية تجاه عمل يحمل اسم أسامة أنور عكاشة، وكان المخرج وهو أيضاً منتج الفيلم يجري معنا بروفات عديدة، وكان حريصاً ألا نُغير كلمة من النص، وكان قلقي نابعاً من ألا أكون على قدر هذه الشخصية التي لها أهمية رمزية في النص». وتابعت: «ذاكرت كثيراً وكانت هناك فترة تحضير طويلة، وقدمت الشخصية مثلما كانت مكتوبة بالضبط، بالتأكيد كانت تنطوي على جهد بدني ونفسي، لأنها من أول مشهد في الفيلم وحتى النهاية، تقع في صراع غير مفهوم بالنسبة لها».
حول ردود الأفعال عقب العرض الأول للفيلم بمهرجان الإسكندرية السينمائي. أوضحت سهر الصايغ: «كنا جميعاً متخوفين، لأن الفيلم ذو طابع خاص، لكن ما طمأننا هو استقبال الجمهور وصناع السينما له بحفاوة كبيرة في مهرجان الإسكندرية، وجميعهم أكدوا أنهم (استمتعوا به كثيراً)، وسوف يبدأ عرضه على منصة (Watch It) منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل». وأضافت أن «نهاية الفيلم واقعية، لأن الطبيب الذي تعرض للاغتيال يقوم بتسليم الراية لآخر... وأرى أن المؤلف الراحل ظل مشغولاً بقضية الهوية، وهي قضية وطنية مهمة ويطرحها سؤالاً في نهاية الفيلم».
سهر قالت إنها «ليست من الممثلين الذين يتعجلون البطولة المطلقة»، لكنها تراها أنها «ليست حُلماً». وتضيف: «أرى حين أصبح بطلة، من المهم أن يكون لي رصيد وأعمال حققت بصمات سابقة عبر أدوار عديدة ومختلفة، لأنني أؤمن أن من (يصعد سريعاً يسقط سريعاً وفجأة)، وأحب أن يدعم الجمهور خطوة صعودي ويكون مرحباً بها وليس ناقماً عليها». وتابعت: «لا بد أن أكون مؤهلة لهذه الخطوة، لأن البطولة ليست دوراً كبيراً، بل هي مسؤولية كبيرة وصعبة، وعقد يوقعه الممثل مع الجمهور لا بد أن يحافظ عليه، وأنا لم أتوقف عن التمثيل منذ كان عمري أربع سنوات».
عن دراستها لطب الأسنان وليس التمثيل. أكدت سهر: «لم أربط بين التمثيل والدراسة، فمنذ طفولتي كانت دراستي شيء والتمثيل شيء آخر، فكنت أذهب للبلاتوه أمثل وأذهب للمدرسة وأجتهد في دراستي، فأنظر للتمثيل من منطق هواية، وأرى أن طب الأسنان ليس بعيداً عن الفن، بل إن تعريفه «علم الفن» (Science Of Arts)، لأن دوره علاجي وتجميلي، وقد مارسته لفترة، ثم أغلقت عيادتي لانشغالي بالتمثيل، لكني أعتقد أنه في وقت آخر يمكنني أن أمارس طب الأسنان الذي أحبه وتعبت في دراسته».
سهر «لم تستقر بعد على ما سوف تقدمه خلال شهر رمضان المقبل»، قائلة: «أقرأ حالياً بعضاً مما عرض علي»، مؤكدة أنها «تطمح في ترك أعمال تظل في ذاكرة الجمهور».


مقالات ذات صلة

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

يوميات الشرق رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً. فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه.

يوميات الشرق ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

زائرون يشاهدون عرضاً في معرض «أحلام الطبيعة - المناظر الطبيعية التوليدية»، بمتحف «كونستبلاست للفنون»، في دوسلدورف، بألمانيا. وكان الفنان التركي رفيق أنادول قد استخدم إطار التعلم الآلي للسماح للذكاء الصناعي باستخدام 1.3 مليون صورة للحدائق والعجائب الطبيعية لإنشاء مناظر طبيعية جديدة. (أ ب)

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

«نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

ستُطرح رواية غير منشورة للكاتب غابرييل غارسيا ماركيز في الأسواق عام 2024 لمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة الروائي الكولومبي الحائز جائزة نوبل للآداب عام 1982، على ما أعلنت دار النشر «راندوم هاوس» أمس (الجمعة). وأشارت الدار في بيان، إلى أنّ الكتاب الجديد لمؤلف «مائة عام من العزلة» و«الحب في زمن الكوليرا» سيكون مُتاحاً «عام 2024 في أسواق مختلف البلدان الناطقة بالإسبانية باستثناء المكسيك» و«سيشكل نشره بالتأكيد الحدث الأدبي الأهم لسنة 2024».

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)

عائلة سعودية تتوارث لقب «القنصل الفخري» على مدار سبعة عقود

الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)
الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)
TT

عائلة سعودية تتوارث لقب «القنصل الفخري» على مدار سبعة عقود

الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)
الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)

في حالة استثنائية تجسد عمق الالتزام والإرث الدبلوماسي، حملت أسرة بن زقر التجارية العريقة في مدينة جدة (غرب السعودية) شرف التمثيل القنصلي الفخري لجمهورية فنلندا عبر 3 أجيال متعاقبة، في مسيرة دبلوماسية وتجارية متواصلة امتدت لأكثر من 7 عقود.

بدأت القصة كما يرويها الحفيد سعيد بن زقر، في أعقاب انتهاء الحرب العالمية الثانية، عندما علم الجد سعيد بن زقر، بوجود جالية مسلمة في فنلندا تعاني من غياب مسجد يجمعهم، وهو ما دفعه إلى اتخاذ قرار بالسفر إلى هناك لبناء مسجد يخدم احتياجاتهم الدينية.

الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)

لكن الشيخ سعيد واجه بعض التحديات كما يقول الحفيد في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، تتمثل في منع القانون الفنلندي تنفيذ المشروع في ذلك الوقت، وأضاف: «بعد تعثر بناء المسجد، تقدمت الجالية المسلمة هناك بطلب رسمي إلى الحكومة الفنلندية لتعيين الجد سعيد قنصلاً فخرياً يمثلهم، وهو ما تحقق لاحقاً بعد موافقة الحكومة السعودية على ذلك».

وفي وثيقة مؤرخة في السابع من شهر سبتمبر (أيلول) 1950، اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، تظهر موافقة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، طيب الله ثراه، على تعيين الشيخ سعيد بن زقر قنصلاً فخرياً لحكومة فنلندا في جدة.

وجاء في الوثيقة: «فلما كان حضرة صاحب الفخامة رئيس جمهورية فنلندا، قد عيّن بتفويض منه السيد سعيد بن زقر قنصلاً فخرياً لحكومة فنلندا في جدة، ولما كنا قد وافقنا على تعيينه بموجب ذلك التفويض، فأننا نبلغكم بإرادتنا هذه أن تتلقوا السيد سعيد بن زقر بالقبول والكرامة وتمكنوه من القيام بأعماله وتخوّلوه الحقوق المعتادة وتمنحوه المميزات المتعلقة بوظيفته».

وثيقة تعيين الجد سعيد بن زقر صادرة في عهد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه (الشرق الأوسط)

وأضاف الحفيد سعيد، القنصل الفخري الحالي لفنلندا: «أعتقد أن جدي كان من أوائل القناصل الفخريين في جدة، حيث استمر في أداء مهامه حتى عام 1984، لينتقل المنصب بعد ذلك إلى والدي، الذي شغله حتى عام 2014، قبل أن يتم تعييني خلفاً له قنصلاً فخرياً».

وفي إجابته عن سؤال حول آلية تعيين القنصل الفخري، وما إذا كانت العملية تُعد إرثاً عائلياً، أوضح بن زقر قائلاً: «عملية التعيين تخضع لإجراءات دقيقة ومتعددة، وغالباً ما تكون معقدة، يبدأ الأمر بمقابلة سفير الدولة المعنية، يعقبها زيارة للدولة نفسها وإجراء عدد من المقابلات، قبل أن تقرر وزارة الخارجية في ذلك البلد منح الموافقة النهائية».

الأب محمد بن زقر عُين قنصلاً فخرياً على مستوى مناطق المملكة باستثناء الرياض مقر السفارة (الشرق الأوسط)

وتابع قائلاً: «منصب القنصل الفخري هو تكليف قبل أن يكون تشريفاً، حيث تلجأ بعض الدول إلى تعيين قناصل فخريين بدلاً من افتتاح قنصلية رسمية، لتجنب الأعباء المالية، وعادةً ما يتحمل القنصل الفخري كل التكاليف المترتبة على أداء مهامه».

ووفقاً للأعراف الدبلوماسية فإن لقب القنصل الفخري، هو شخص من مواطني الدولة الموفد إليها، بحيث تكلفه الدولة الموفِدة التي لا توجد لديها تمثيل دبلوماسي بوظائف قنصلية إضافة إلى عمله الاعتيادي الذي عادة ما يكون متصلاً بالتجارة والاقتصاد.

يسعى الحفيد سعيد بن زقر إلى مواصلة إرث عائلته العريق في تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين السعودية وفنلندا، والارتقاء بها إلى مستويات متقدمة في شتى المجالات. يقول بن زقر: «منذ تعييني في عام 2014، حرصت على تأسيس شركات وإيجاد فرص استثمارية في فنلندا، خصوصاً في مجالات تكنولوجيا الغذاء والوصفات الصناعية، إذ تتميز فنلندا بعقول هندسية من الطراز الأول، وهو ما يفتح آفاقاً واسعة للتعاون والابتكار».

الحفيد سعيد بن زقر القنصل الفخري الحالي لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)

ويرى القنصل الفخري لجمهورية فنلندا أن هناك انفتاحاً سعودياً ملحوظاً على دول شمال أوروبا، ومن بينها فنلندا، وأوضح قائلاً: «تتركز الجهود بشكل كبير على شركات التعدين الفنلندية التي تُعد من بين الأكثر تقدماً في العالم، إلى جانب وجود فرص واعدة لم تُستغل بعدُ في مجالات صناعة السيارات، والطائرات، والصناعات الدفاعية».

وفي ختام حديثه، أشار سعيد بن زقر إلى أن القنصل الفخري لا يتمتع بجواز دبلوماسي أو حصانة دبلوماسية، وإنما تُمنح له بطاقة تحمل مسمى «قنصل فخري» صادرة عن وزارة الخارجية، وبيّن أن هذه البطاقة تهدف إلى تسهيل أداء مهامه بما يتوافق مع لوائح وزارة الخارجية والأنظمة المعتمدة للقناصل الفخريين بشكل رسمي.