فرح الديباني لـ«الشرق الأوسط»: أتغذى نفسياً على أغاني داليدا

السوبرانو المصرية قالت إنها لم تتوقع احتفاء الرئيس ماكرون بها

فرح الديباني (فيسبوك)
فرح الديباني (فيسبوك)
TT

فرح الديباني لـ«الشرق الأوسط»: أتغذى نفسياً على أغاني داليدا

فرح الديباني (فيسبوك)
فرح الديباني (فيسبوك)

قالت السوبرانو المصرية فرح الديباني إن هدفها الرئيسي من المشاركة في مهرجان «هي الفنون»، الذي اختتمت فعالياته مؤخراً، هو إيصال رسالة لكل الموسيقيات بإمكانية تكوين أوركسترا مصرية كاملة من السيدات يوماً ما.
فرح، في حوارها مع «الشرق الأوسط»، أوضحت أنها تتغذى نفسياً على أغنيات الفنانة الراحلة داليدا، مشيرة إلى أنها قامت مؤخراً بترجمة إحدى أغنياتها الفرنسية؛ لتقديمها باللغة العربية، خلال الفترة المقبلة، عقب انتهائها من حفل انتصارات أكتوبر الذي من المقرر أن تحييه في العاصمة الفرنسية باريس، في الأسبوع الأخير من الشهر الحالي.
تحدثت فرح الديباني، في البداية، عن مشاركتها في مهرجان «هي الفنون»، الذي استضافته الجامعة الأميركية بالقاهرة، قائلة: «حفل مهرجان (هي الفنون) من أقرب الحفلات لقلبي؛ لأنها أعطت أملاً في إمكانية تأسيس أوركسترا مصرية خالصة من السيدات المصرية، ربما هذه المرة كان الأوركسترا مطعماً بسيدات أجنبيات، لكنها تعطي أملاً ودعماً للفتيات اللاتي يدرسن الموسيقى في الوقت الراهن، على أن يكون هناك يوماً ما أوركسترا مصرية كاملة من السيدات، لا سيما أن السيدة المصرية قادرة على تحقيق أي شيء في أي وقت».
وقالت السوبرانو المصرية إنها دوماً ما تكون سعيدة حينما تصلها رسائل حب ودعم من فتيات من مختلف الأعمار يرونها نموذجاً يُحتذى به «من أجمل اللحظات التي تمر عليَّ في حياتي هي اللحظات التي تأتي لي رسائل من فتيات لا يعرفنني يدعمنني ويشجعنني ويرين في شخصي نموذجاً يُحتذى به».
وأشارت الفنانة المصرية إلى أن الوصول للعالمية أمر ليس سهلاً، بل يحتاج إلى تخطيط ومثابرة لوقت طويل «من يقول إن الوصول للعالمية أمر سهل فهو كاذب، ولكنه أيضاً ليس مستحيلاً؛ فالفرد عليه أن يخطط لنفسه، يضع سؤال: ماذا يريد من الحياة؟ ولا بد أن تكون خطته نابعة من الأشياء التي يحبها في الحياة، فلو كنت تريد النجاح في مصر لا بد أن تبني خطتك على مصر، ولكن لو كان حلمك العالمية لا بد أن تهيئ نفسك للتعامل مع الغرب، ثم تضع خطة عن كيفية الوصول إليهم».
«شعرت بتقدير وحب لم أكن أتوقعه» بتلك الكلمات كشفت مطربة الأوبرا المصرية عن انطباعها، عقب قيام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بتقبيل يدها في حفل تنصيبه رئيساً لفرنسا منذ عدة أشهر: «كنت متأثرة للغاية بردّ فعل ماكرون وزوجته، ربما ليست المرة الأولى التي أشدو فيها أمامه، حيث سبق أن غنيت أمامه في شهر يوليو من العام الماضي، ولكن هذه المرة كان متفاعلاً معي جداً، شعرت بتقدير وطاقة حب كبيرة، هذه المرة، ولم أكن أتوقع أن ينحني ويقبّل يدي».

وأعلنت فرح الديباني حبها الشديد للفنانة الراحلة داليدا، التي تراها مثَلها الأعلى في الحياة «داليدا هي مَثَلي الأعلى، كل مرة أشدو فيها أغنية من أغنياتها أشعر بسعادة لا توصَف، فأنا أشعر بأنني أتغذى نفسياً على أغنيات داليدا؛ فهي الأغنيات الوحيدة التي أكون فيها قادرة على التعبير عن نفسي وعن شخصيتي، ربما أرفض فكرة أن أحذو حذوها، وأن أخطو نفس الخطوات التي خطتها في حياتها؛ لأنني مؤمنة دوماً بأن كل إنسان له مشواره، ولكن أحب أن أدرس مسيرتها وأحاول أن أتعلم من الإيجابيات التي فعلتها في حياتها وأبتعد عن السلبيات التي وقعت فيها».
وكشفت السوبرانو المصرية عن قيامها مؤخراً بترجمة إحدى أغنيات داليدا إلى اللغة العربية: «قمت مؤخراً بترجمة أغنية داليدا الشهيرة histoire d'un amour التي قدمتها باللغة الفرنسية إلى العربية؛ وهي الأغنية التي غنّيتها من قبل في حفل افتتاح مهرجان الجونة بنسختها الفرنسية، من المقرر أن أشدو بها بالمصرية خلال الفترة المقبلة في أولى حفلاتي بعد أن أنتهى من إحياء حفل انتصارات أكتوبر المقرر إقامته في الأسبوع الأخير من الشهر الحالي في العاصمة الفرنسية باريس».
ونفت فرح الديباني أن يكون التمثيل وحلم السينما من مخططاتها الحالية «لم أخطط بعدُ لدخول عالم السينما، ربما يحدث هذا الأمر في المستقبل، ولكن كل خططي ومشاريعي المستقبلية تدور في فلك الغناء والأوبرا، حيث إنني أعمل بالتوازي بين تقديم الأوبرا، وطرح أغنيات عربية خاصة بي».
فرح الديباني هي مغنية أوبرالية، تعدّ أول مغنية مصرية تنضم إلى أكاديمية أوبرا باريس عام 2016. حصلت فرح على العديد من التكريمات والجوائز، حيث كُرّمت من قِبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في منتدى شباب العالم 2021، كما منحتها السفارة الفرنسية في القاهرة وسام الفنون والآداب الفرنسي برتبة فارس، وفي أبريل (نيسان) الماضي شاركت في حفل فوز الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بفوزه في الانتخابات الرئاسية، وأدّت النشيد الوطني الفرنسي بطريقة أبهرت الحضور، وقام على أثرها بتقبيل يدها.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».