غروندبرغ يحض على «أرضية مشتركة» لعودة الهدنة اليمنية

الحوثيون أتوا «بمطالب لا يمكن تلبيتها»... والحكومة «إيجابية»

غروندبرغ يحض على «أرضية مشتركة» لعودة الهدنة اليمنية
TT

غروندبرغ يحض على «أرضية مشتركة» لعودة الهدنة اليمنية

غروندبرغ يحض على «أرضية مشتركة» لعودة الهدنة اليمنية

وصف المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، الهدنة التي استمرت 6 أشهر بأنها كانت «فرصة تاريخية» يبنى عليها بغية إيجاد تسوية سلمية للنزاع، داعياً الأطراف إلى «إظهار القيادة والمرونة» بهدف الوصول إلى «أرضية موسعة لاتفاق» على العودة إلى وقف العمليات العسكرية. وقدر للحكومة اليمنية موقفها في شأن الانخراط «إيجاباً»؛ لكنه أسف لأن جماعة الحوثي المدعومة من إيران «أتت بمزيد من المطالب التي لا يمكن تلبيتها».
واستمع أعضاء مجلس الأمن إلى إحاطة من المبعوث الأممي؛ الذي استهلها بالتذكير بفوائد الهدنة التي بدأت في 2 أبريل (نيسان) الماضي وجددت مرتين حتى استمرت 6 أشهر ونصف الشهر؛ إذ أدت إلى «التخفيف من معاناة اليمنيين (…) بعد نحو 8 سنوات من النزاع»، واصفاً إياها بأنها كانت «فرصة تاريخية لبناء الثقة والعمل من أجل تسوية سلمية». وأسف لعدم تجديدها للمرة الثالثة، مما «تسبب في حال عدم يقين جديدة» وزيادة «وخطر الحرب». وكشف عن أنه قدم اقتراحاً لتمديدها 6 أشهر مع توسيع عناصر الهدنة مع الطرفين، بما يضمن «استمرار وقف كل العمليات الهجومية، وتعزيز لجنة التنسيق العسكري بوصفها قناة اتصال وتنسيق قوية للحد من التصعيد»، بالإضافة إلى إيجاد «آلية صرف شفافة وفعالة للرواتب المنتظمة لموظفي الخدمة المدنية»، مع «فتح مرحلي للطرق في تعز والمحافظات الأخرى»، فضلاً عن «زيادة عدد الرحلات والوجهات من والى مطار صنعاء الدولي»، بالتزامن مع «التدفق المنتظم بلا عوائق للوقود إلى موانئ الحديدة»، وكذلك «التزام الإطلاق العاجل للمعتقلين».
وقال غروندبرغ إن الاقتراح «تضمن إنشاء هياكل لبدء المفاوضات حول القضايا الاقتصادية، ولوقف دائم لإطلاق النار، والأهم من ذلك لاستئناف عملية سياسية جامعة بقيادة يمنية للعمل من أجل حل شامل للنزاع»، مضيفاً أنه «يقدر موقف الحكومة اليمنية في شأن الانخراط بشكل إيجابي»؛ لكنه أسف لأن الحوثيين «أتوا بمزيد من المطالب التي لا يمكن تلبيتها». ومع ذلك؛ حض الجانبين على «إظهار القيادة والمرونة اللازمتين للوصول إلى أرضية موسعة لاتفاق». ونبه إلى أن «الهدنة لم يقصد منها مطلقاً أن تكون غاية في حد ذاتها؛ بل بناء كتلة لتعزيز الثقة بين الطرفين وتهيئة بيئة مواتية للعمل من أجل حل سياسي للنزاع».
وأكد أنه يواصل جهوده منذ انتهاء الهدنة «لإشراك الأطراف وكذلك الشركاء الإقليميين والدوليين في خيارات تجديد الهدنة»، معبراً عن اعتقاده أنه «لا يزال هناك احتمال أن تتوصل الأطراف إلى اتفاق». غير أنه حذر بأنه «مع ارتفاع المخاطر؛ من المهم ألا نفقد هذه الفرصة». وكرر تقديره «الدعم الثابت المستمر من مجلس الأمن، وكذلك المملكة العربية السعودية، وسلطنة عمان»، داعياً مجلس الأمن إلى «موقف موحد أوضح من تجديد وتوسيع الهدنة».
وكذلك استمع المجلس إلى إحاطة من مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية نائبة منسق المعونة الطارئة، جويس مسويا، التي عادت تواً من رحلة استمرت 6 أيام زارت خلالها عدن ومأرب وصنعاء والحديدة. وأفادت بأنه «في حين أن النزاع لم يندلع من جديد» بعد انتهاء الهدنة، فإن المدنيين «لا يزالون يواجهون مخاطر رهيبة»، مضيفة أن هناك «حاجة إلى إجراءات عاجلة للحد من هذا التهديد؛ بما في ذلك زيادة الدعم لإزالة الألغام». وأشارت إلى أن العاملين في المجال الإنساني «يعتمدون على بيئة تشغيل مواتية للقيام بعملهم»، لكن «لسوء الحظ، أصبح هذا بعيد المنال بشكل متزايد في اليمن». وأوضحت أنها أثارت «قيود الوصول» مع سلطة الأمر الواقع للحوثيين. ولفتت إلى «محاولات التدخل، والعوائق البيروقراطية، والحوادث الأمنية... وغيرها أمام سبل وصول المساعدات الإنسانية إلى ملايين الأشخاص»، مذكرة بأن «اثنين من زملائنا في الأمم المتحدة محتجزان في صنعاء منذ نحو عام، بينما لا يزال 5 من موظفي الأمم المتحدة في عداد المفقودين بعد خطفهم في أبين خلال فبراير (شباط) الماضي». وطالبت بـ«الإفراج الفوري عنهم».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.