مقتل وإصابة 45 عنصراً من الفرقة الرابعة بتفجير في ريف دمشق

الاتهامات تتراوح بين اتهام إيران والنزاعات الداخلية

جنود وضباط روس وسوريون في مناورات مشتركة بطرطوس (إ.ف.ب/سانا)
جنود وضباط روس وسوريون في مناورات مشتركة بطرطوس (إ.ف.ب/سانا)
TT

مقتل وإصابة 45 عنصراً من الفرقة الرابعة بتفجير في ريف دمشق

جنود وضباط روس وسوريون في مناورات مشتركة بطرطوس (إ.ف.ب/سانا)
جنود وضباط روس وسوريون في مناورات مشتركة بطرطوس (إ.ف.ب/سانا)

انقسمت الأوساط الموالية للنظام السوري حول الأطراف التي يرجح مسؤوليتها عن استهداف حافلة مبيت تتبع الفرقة الرابعة، صباح يوم الخميس، بانفجار أسفر عن مقتل وإصابة 45 عسكرياً بريف دمشق.
وقالت مصادر في دمشق لـ«الشرق الأوسط»، إن هناك من يوجه أصابع الاتهام إلى إيران بمسؤوليتها عن التفجير، وذلك رداً على لقاء اللواء ماهر الأسد قائد الفرقة، قادة عسكريين روساً ومشاركة الفرقة الرابعة في مناورات عسكرية جرت شرقي دمشق قبل نحو عشرة أيام، وهو القريب أساساً من القوات الإيرانية في سوريا.
وللمرة الأولى منذ بدء الأزمة السورية، ظهر اللواء ماهر الأسد شقيق الرئيس وقائد الفرقة الرابعة في قوات النظام، إلى جانب قائد القوات الروسية في سوريا أليكساندر تشايكو، خلال مناورات عسكرية مشتركة بين القوات الروسية وقوات النظام بريف دمشق. وقد جرت المناورات بحضور العماد عبد الكريم محمود إبراهيم، رئيس هيئة الأركان العامة، وعدد من ضباط النظام.
وكان لافتاً عدم تطرق بيان وزارة الدفاع السورية حول التدريبات، لحضور قائد الفرقة الرابعة ماهر الأسد التدريبات العسكرية، الذي ظهر في لقطات جانبية بالتسجيل المصور المنشور على الحساب الرسمي لوزارة الدفاع في دمشق.
ويعتبر ماهر الأسد، المتهم باتكارب مجازر في سوريا، شريكاً لـ«حزب الله» اللبناني والميليشيات التابعة لإيران، في السيطرة على المعابر الرئيسية وحركة النقل التجاري وصفقات التهريب وتجارة المخدرات.
مصادر إعلامية مستقلة في دمشق، اعتبرت حضور ماهر الأسد المناورات المشتركة مع الروس، انعكاساً لتغييرات قادمة يفرضها تطور وقائع الحرب الروسية في أوكرانيا، واحتدام التنافس الروسي ـ الإيراني، والموقف التركي في سوريا ومنطقة الشرق الأوسط.
وقالت المصادر المطلعة على مجريات الأحداث في سوريا، إن فريقاً آخر من الموالين للنظام، يرى أن التفجير «حصيلة نزاعات داخلية بين الأجهزة العسكرية والأمنية التابعة للنظام، وارتفاعاً لمنسوب العداء للفرقة الرابعة وحواجزها، بسبب تماديها في التعديات وفرض الإتاوات». مضيفة، أن النظام سبق وأعلن خلو العاصمة وريفها من المعارضة المسلحة، وفي كل مناسبة ظهر فيها الرئيس الأسد وزوجته، تأكيداً لسيطرته وإحكام قبضته الأمنية على المنطقة، وكان آخرها حضورهما يوم الأربعاء، مباراة كرة السلة لجرحى الحرب. وقبل ذلك، مشاركة الرئيس في صلاة المولد النبوي في الجامع الأموي، إضافة للاهتمام بتصدير «صور الرئيس وعائلته وسط جموع السوريين للإيحاء بحالة من الطمأنينة والأمان».
وقال مصدر عسكري في دمشق، إن تفجيراً بعبوة ناسفة استهدف حافلة مبيت على طريق دمشق - الصبورة بريف دمشق الغربي الشمالي، أسفر عن مقتل 18 عنصراً وإصابة 27 آخرين في حصيلة غير نهائية. فيما ذكرت وسائل إعلام سورية، أنه تم نقل القتلى والجرحى إلى مشفى تشرين العسكري، ومعظمهم مجهول الهوية «لشدة قوة التفجير»، بينما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير.
من جانبه، أفاد موقع «صوت العاصمة» المعارض، بأن الانفجار وقع في تمام التاسعة والنصف من صباح الخميس، خلال توجه حافلة المبيت إلى مركز قيادة الفرقة الرابعة، بعد تجميع العناصر من عدة مناطق.
ونقل عن مصادر إشارتها إلى أن الحافلة انطلقت في السابعة صباحاً من ضاحية قدسيا بشكل روتيني، ليتم تفجيرها بعبوتين ناسفتين زُرعتا أسفل الباص بعد اكتمال عدد العناصر فيها، البالغ 32 عنصراً. وأن التفجير أسفر عن مقتل أكثر من 20 عنصراً وإصابة آخرين.
ويعد هذا الاستهداف لقوات النظام، الأكثر دموية منذ شهور في المناطق الآمنة، على الرغم من ازدياد عمليات الاغتيال التي طالت ضباطاً تابعين لها، وتفجيرات استهدفت مركبات وحافلات، آخرها كان في يونيو (حزيران) الماضي، عندما اغتيل ضابط برتبة مقدم في ضاحية قدسيا بريف دمشق.
وقبلها، وقع تفجير استهدف سيارة في «مساكن الحرس الجمهوري» بحي الورود شمال غرب دمشق.
وفي مطلع أبريل (نيسان) الماضي، اغتيل العقيد حسان عياض، في انفجار استهدف سيارته على طريق المتحلق الجنوبي في دمشق.
ويعد تفجير حافلة الفرقة الرابعة يوم الخميس، الثاني خلال العام الحالي، إذ تم تفجير حافلة مبيت عسكرية بالقرب من دوار الجمارك وسط العاصمة، فبراير (شباط) الماضي، الذي أدى إلى مقتل عسكري وجرح 11 آخرين.
وفي خريف عام 2021، قتل 14 عنصراً من موظفي مؤسسة الإسكان العسكري، جراء انفجار عبوتين ناسفتين في حافلة مبيت عسكرية عند «جسر الرئيس» وسط العاصمة دمشق.


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

بغداد لتكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي عدوان محتمل» على العراق

عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
TT

بغداد لتكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي عدوان محتمل» على العراق

عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)

قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، اليوم الاثنين، إن هناك خطة لتوسيع الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان لتشمل دولاً أخرى.

وفي كلمة، خلال افتتاح مؤتمر سفراء العراق الثامن حول العالم في بغداد، أكد الوزير أنه يجب تكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي تهديد أو عدوان محتمل» على العراق.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر قد قال، الأسبوع الماضي، إنه بعث رسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي حثَّ فيها على اتخاذ إجراء فوري للتصدي لأنشطة الجماعات المسلَّحة المُوالية لإيران في العراق، قائلاً إن الحكومة العراقية مسؤولة عن أي أعمال تحدث داخل أراضيها أو انطلاقاً منها.

كما ذكرت تقارير إعلامية أميركية، في وقت سابق من هذا الشهر، أن إدارة الرئيس جو بايدن حذرت الحكومة العراقية من أنها إذا لم تمنع وقوع هجوم إيراني من أراضيها على إسرائيل، فقد تواجه هجوماً إسرائيلياً.

وشنت إسرائيل هجوماً على منشآت وبنى تحتية عسكرية إيرانية، الشهر الماضي؛ رداً على هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل، وذلك بعد أن قتلت إسرائيل الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية المتحالفة مع إيران، حسن نصر الله، في سبتمبر (أيلول) الماضي.