تراجعات واسعة بالأسواق مع مخاطر الركود وقلق «موسم الأعمال»

الذهب يهبط وسط توقعات رفع أسعار الفائدة

يتزايد قلق الأسواق حول نتائج الأعمال الفصلية وسط أوضاع عامة مربكة (أ.ف.ب)
يتزايد قلق الأسواق حول نتائج الأعمال الفصلية وسط أوضاع عامة مربكة (أ.ف.ب)
TT

تراجعات واسعة بالأسواق مع مخاطر الركود وقلق «موسم الأعمال»

يتزايد قلق الأسواق حول نتائج الأعمال الفصلية وسط أوضاع عامة مربكة (أ.ف.ب)
يتزايد قلق الأسواق حول نتائج الأعمال الفصلية وسط أوضاع عامة مربكة (أ.ف.ب)

تراجعت الأسهم الأميركية عند الفتح يوم الثلاثاء إذ يترقب المستثمرون موسم نتائج الأعمال لتقييم تأثير رفع أسعار الفائدة والتضخم على أرباح الشركات، لكن ارتفاع سهم شركة أمجن للأدوية حد من الخسائر على المؤشر داو جونز.
وتراجع المؤشر داو جونز الصناعي 117.68 نقطة أو 0.40 في المائة ليفتح عند 29085.20 نقطة. وانخفض المؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 16.53 نقطة أو 0.46 في المائة إلى 3595.86 نقطة. ونزل المؤشر ناسداك المجمع 57.73 نقطة أو 0.55 في المائة إلى 10484.37 نقطة عند الفتح.
كما تراجعت الأسهم الأوروبية للجلسة الخامسة على التوالي، متأثرة بارتفاع عائدات السندات الحكومية على مستوى العالم، مع قلق المستثمرين من ركود محتمل وتضرر أرباح الشركات من رفع أسعار الفائدة السريع.
وهبط المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.9 في المائة بحلول الساعة 0710 بتوقيت غرينتش. وتراجعت جميع مؤشرات القطاعات على المؤشر ستوكس 600 في المعاملات المبكرة، إذ تراجعت مؤشرات قطاع التعدين وقطاع النفط والغاز 1.8 و1.4 في المائة على الترتيب، وانخفضت أسعار السلع الأولية بسبب مخاوف إزاء الطلب وسط ارتفاع كبير في الإصابات بفيروس كورونا في الصين.
كما سجلت الأسهم اليابانية الثلاثاء أسوأ أداء يومي لها منذ أكثر من أسبوعين، إذ تراجعت أسهم شركات التكنولوجيا ذات الثقل على المؤشرات بعد عمليات بيع في الأسواق العالمية، غير أن أسهم الشركات المرتبطة بالسفر ارتفعت خلال اليوم الذي أعادت فيه اليابان فتح حدودها أمام السياحة المنتظمة.
وانخفض المؤشر نيكي 2.64 في المائة بعد العودة للتداول من عطلة نهاية الأسبوع التي امتدت لثلاثة أيام. وفتح المؤشر دون مستوى 27000 كثيراً ثم واصل خسائره ليغلق عند 26401.25 نقطة. وهبط المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 1.86 في المائة مسجلاً أسوأ أداء له خلال اليوم منذ 26 سبتمبر (أيلول) الماضي.
ومن جانبها، تراجعت أسعار الذهب بشكل طفيف متأثرة بمكاسب الدولار، وسط توقعات بمواصلة رفع أسعار الفائدة، بينما ساد الحذر قبل إعلان بيانات التضخم الرئيسية المقرر في وقت لاحق هذا الأسبوع.
وتراجعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية 0.1 في المائة إلى 1665.89 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 0612 بتوقيت غرينتش، بعد أن لامست أدنى مستوى منذ الثالث من أكتوبر (تشرين الأول). وتراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.1 في المائة إلى 1672.60 دولار.
وسجلت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات زيادة متواضعة إلى أربعة في المائة، بينما ارتفع مؤشر الدولار 0.3 في المائة، مما يجعل الذهب أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين الذين يحملون عملات أخرى.
وقال مات سيمبسون المحلل في سيتي إندكس: «إنه مستوى تقني لعوائد السندات، إنها ترفع الدولار وتؤثر على أسعار الذهب»، مضيفاً أن الإشارات إلى الركود العالمي من صندوق النقد الدولي دفعت أيضاً التدفقات الباحثة عن الملاذ الآمن إلى الدولار. وقال سيمبسون إن «الذهب عالق الآن في نطاق 1658 إلى 1676 دولاراً».
وبعد بيانات التوظيف الأميركية الأقوى من المتوقع، ينصب التركيز الآن على بيانات التضخم المقرر إعلانها الخميس، التي من المتوقع أن تظل مرتفعة وتعزز النهج المتشدد لمجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي). ومع أن الذهب يعتبر وسيلة للتحوط في مواجهة التضخم والغموض الاقتصادي، فإن ارتفاع أسعار الفائدة يقلل من جاذبية المعدن الذي لا يدر عوائد.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، تراجعت أسعار الفضة في المعاملات الفورية 1.3 في المائة إلى 19.39 دولار للأوقية. وهبط البلاتين 0.3 في المائة إلى 896.08 دولار، بينما ارتفع البلاديوم 0.3 في المائة إلى 2178.26 دولار. وارتفعت أسعار البلاديوم، المستخدم في أجهزة التحكم في انبعاثات السيارات إلى جانب البلاتين، بنحو 15 في المائة حتى الآن هذا العام.
ومن جهة أخرى، هبط الين الياباني ليقترب من المستوى الذي استدعى تدخلاً الشهر الماضي، إذ بلغ 145.86 للدولار في التعاملات حتى صباح الثلاثاء، بفارق ضئيل عن أدنى مستوى خلال 24 عاماً عند 145.90 للدولار الذي لامسه قبل أن تتدخل الحكومة اليابانية لدعمه منذ ثلاثة أسابيع. واستقر في أحدث التعاملات عند 145.63 للدولار.
وأكد كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني هيروكازو ماتسونو مجدداً يوم الثلاثاء استعداد الحكومة للتدخل، قائلاً إنه سيتم اتخاذ «خطوات مناسبة لمواجهة التحركات المفرطة في سوق النقد الأجنبي».


مقالات ذات صلة

الأخضر يسيطر على الأسواق الخليجية بعد فوز ترمب 

الاقتصاد مستثمر ينظر إلى شاشة تعرض معلومات الأسهم في سوق أبوظبي للأوراق المالية (رويترز)

الأخضر يسيطر على الأسواق الخليجية بعد فوز ترمب 

أغلقت معظم أسواق الأسهم الخليجية تعاملاتها على ارتفاع في جلسة الأربعاء، وذلك بعد فوز الجمهوري دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية رسمياً.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جناح الشركة في مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار 2024» (موقع المبادرة الإلكتروني)

«معادن» السعودية تتحول إلى الربحية في الربع الثالث بدعم من المبيعات

تحوّلت شركة التعدين العربية السعودية (معادن)، إلى الربحية بنهاية الربع الثالث من العام الحالي، محققة صافي ربح بنحو مليار ريال تقريباً (266 مليون دولار).

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد أحد فروع «لولو ماركت» (حساب الشركة على «إكس»)

أكبر اكتتاب في الإمارات خلال 2024... «لولو للتجزئة» تجمع 1.72 مليار دولار

جمعت شركة «لولو للتجزئة القابضة»، التي تشغل واحدة من كبرى سلاسل المتاجر الكبرى بالشرق الأوسط، نحو 6.32 مليار درهم (1.72 مليار دولار).

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
الاقتصاد مقر «الشركة السعودية للكهرباء» (واس)

إيرادات الإنتاج تقفز بأرباح «السعودية للكهرباء» 18 % في الربع الثالث

ارتفعت إيرادات «الشركة السعودية للكهرباء»، خلال الربع الثالث من العام الحالي، بنسبة 19 في المائة، لتصل إلى 28.3 مليار ريال (7.5 مليار دولار)

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مستثمران يتحدثان أمام شاشة تعرض معلومات الأسهم في السوق السعودية (رويترز)

افتتاحات خضراء للأسواق الخليجية بعد فوز ترمب

ارتفعت أسواق الأسهم الخليجية في بداية جلسة تداولات الأربعاء، بعد إعلان المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترمب فوزه على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

فوز ترمب يعيد رسم خريطة الأسواق

شاشات التلفزيون في قاعة بورصة نيويورك تعرض الأخبار في 6 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
شاشات التلفزيون في قاعة بورصة نيويورك تعرض الأخبار في 6 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

فوز ترمب يعيد رسم خريطة الأسواق

شاشات التلفزيون في قاعة بورصة نيويورك تعرض الأخبار في 6 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
شاشات التلفزيون في قاعة بورصة نيويورك تعرض الأخبار في 6 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

ارتفعت مؤشرات «وول ستريت» الرئيسية إلى مستويات قياسية جديدة يوم الأربعاء، بعد فوز الجمهوري دونالد ترمب في انتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2024، بعد 4 سنوات من خروجه من البيت الأبيض.

مع هذا الفوز، تتوقع الأسواق الاقتصادية الأميركية موجة من التعديلات الكبرى، تشمل تخفيضات ضريبية، وتخفيف القيود التنظيمية، وتطبيق سياسات قد تعيد هيكلة المشهد الاقتصادي الأميركي.

في الوقت نفسه، يترقب المستثمرون تأثير السياسات المحتملة لترمب على الأسواق، من بينها احتمالات زيادة التعريفات الجمركية التي قد تؤدي إلى تفاقم التضخم والعجز. ونتيجة لذلك، شهدت أسواق الأسهم قفزات ملحوظة، مع ارتفاع العوائد على السندات الأميركية، وصعود «بتكوين» إلى أعلى مستوى له على الإطلاق، كما عزّز الدولار من موقعه في الأسواق العالمية.

قفزات ملحوظة للأسواق الأميركية

مع بداية يوم التداول، شهدت أسواق الأسهم الأميركية قفزات قوية، حيث سجّل مؤشر «داو جونز» الصناعي زيادة قدرها 1190 نقطة، ما يعادل 2.82 في المائة ليصل إلى 43412.81 نقطة.

كما سجّل مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» ارتفاعاً بنسبة 1.62 في المائة، بينما ارتفع مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 1.69 المائة.

وأوضح المحلل الأول في شركة «تريد نيشن»، ديفيد موريسون، أن الأسواق شعرت «بارتياح» نتيجة للنتيجة السريعة والواضحة للاقتراع، وهو ما ساهم في تعزيز الثقة بشكل كبير.

كما حقّق مؤشر «راسل 2000» للأسهم الصغيرة أكبر المكاسب بين المؤشرات الرئيسية، حيث ارتفع بنسبة 4.1 في المائة ليصل إلى أعلى مستوى له منذ 3 سنوات.

ويتوقع المستثمرون أن تستفيد الشركات المحلية من بيئة تنظيمية وضريبية أكثر تساهلاً، بالإضافة إلى أن هذه الشركات ستكون أقل تأثراً بالتعريفات الجمركية التي قد يتم فرضها على الواردات الأجنبية.

كما انخفض مؤشر الخوف، الذي يقيس تقلبات السوق، بما يقارب 5 نقاط، ليصل إلى أدنى مستوى له منذ سبتمبر (أيلول). وقبل النتائج، كان المستثمرون يستعدون لعدة أيام من عدم اليقين بشأن من سيفوز في الانتخابات.

وقال كبير الاستراتيجيين الاستثماريين في «سي إف آر إيه»، سام ستوفال: «مع احتمال زيادة التحفيز وتخفيف القيود أو اللوائح على الصناعات، قد نرى السوق تحقق انتعاشاً قوياً بين الآن ونهاية العام».

وشهدت الأسهم المرتبطة بسياسات ترمب القوية خلال ولايته الثانية مكاسب كبيرة، حيث ارتفعت أسهم مجموعة «ترمب ميديا» بنسبة 16 في المائة.

متداول يرتدي قبعة ترمب في قاعة بورصة نيويورك (أ.ف.ب)

الذهب يتراجع والدولار يقوي من موقفه

على الرغم من المكاسب التي حقّقتها أسواق الأسهم والعملات المشفرة، فإن الذهب الذي يعدّ ملاذاً آمناً للمستثمرين في أوقات عدم اليقين شهد انخفاضاً حاداً.

فقد انخفض سعر الذهب بنسبة تزيد عن 3 في المائة ليصل إلى أدنى مستوى له في 3 أسابيع، في وقت توجه فيه المستثمرون نحو الدولار الأميركي الذي شهد ارتفاعاً هو الأكبر له في يوم واحد منذ يونيو (حزيران) 2016.

ويرى كثير من المستثمرين أن السياسات الاقتصادية لترمب قد تساهم في تحفيز الاقتصاد الأميركي، ما يؤدي إلى تعزيز قوة الدولار.

كما أن احتمالات فرض زيادة في التعريفات الجمركية وارتفاع التضخم قد يؤديان إلى رفع عوائد السندات الأميركية، وهو ما يضغط على الذهب.

المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب يلوح بيده في فعالية بيتكوين 2024 في ناشفيل 27 يوليو 2024 (رويترز)

قطاعا البنوك والمالية في الصدارة

ارتفعت معظم قطاعات مؤشر «ستاندرد آند بورز 500»، حيث قادت المالية المكاسب بزيادة قدرها 5.1 في المائة لتصل إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، في ظل ارتفاع العوائد وتوقعات بفوائد أقل من اللوائح.

كما سجّلت أسهم البنوك الكبرى مكاسب ملحوظة. وارتفعت أسهم «جيه بي مورغان تشيس» بنسبة 8.3 في المائة، في حين زادت أسهم القطاع المالي في «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 5.1 في المائة، وهي الزيادة الأكبر بين 11 قطاعاً ضمن المؤشر.

ويعزى هذا الارتفاع إلى التفاؤل بنمو اقتصادي أقوى، ما سيساهم في زيادة الطلب على القروض والتمويل، وكذلك تخفيف اللوائح التي تفرضها الحكومة على القطاع المالي.

«تسلا» وصعود العملات المشفرة

ومن بين الشركات التي استفادت بشكل خاص من فوز ترمب، برزت أسهم «تسلا»، التي ارتفعت بنسبة 15.1 في المائة، ما يعكس الثقة المتزايدة في الشركة تحت قيادة ترمب.

ويرتبط هذا الصعود أيضاً بدعم الرئيس التنفيذي إيلون ماسك لترمب في الحملة الانتخابية الأخيرة.

في المقابل، انخفضت أسهم منافس تسلا «ريفيان» بنسبة 7.3 في المائة، في حين كانت أسهم «تسلا» تواصل تقدمها نحو آفاق جديدة.

ومن المتوقع أن تحقق «تسلا» مكاسب كبيرة تحت إدارة ترمب بسبب حجمها، مع توقعات بأن الإعانات الموجهة للطاقة البديلة والسيارات الكهربائية قد تكون مهددة.

وبينما سيكون هذا الأمر سلبياً بشكل عام للصناعة كلها، فإنه قد يعطي «تسلا» ميزة بفضل حصتها في السوق.

في المقابل، هبطت أسهم الشركات المنافسة في قطاع السيارات الكهربائية بشكل حادّ يوم الأربعاء.

وفي قطاع العملات المشفرة، أعلن ترمب عزمه جعل الولايات المتحدة «عاصمة العملات المشفرة في العالم»، ما عزّز من قيمتها في الأسواق.

وسجّلت عملة «بتكوين» أعلى مستوى لها على الإطلاق، متجاوزة حاجز 75000 دولار، كما شهدت العملات المشفرة الأخرى مثل «دوجكوين» مكاسب ملحوظة.

وارتفعت أسهم شركات مثل «كوينباس» بنسبة 19.4 في المائة.

التضخم والفائدة

بينما يترقب المستثمرون ما سيسفر عنه قرار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، حيث من المتوقع أن يتم تخفيض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، فإن سياسات ترمب قد تؤدي إلى ضغط إضافي على التضخم، خاصة في ظل احتمالات رفع التعريفات الجمركية.

وتشير التوقعات إلى أن هذه السياسات قد ترفع العوائد على السندات الأميركية، حيث ارتفعت عوائد السندات لأجل 10 سنوات إلى 4.47 في المائة، من 4.29 في المائة، في أواخر يوم الثلاثاء، وهو تحرك كبير لسوق السندات. كما أنها ارتفعت بشكل ملحوظ منذ أغسطس (آب)، عندما كانت دون 4 في المائة.