فتيات مصر يقتحمن الطرق بشكل غير تقليدي

رواج للدراجات البخارية وظهور في النقل التشاركي

في جولة على ساحل البحر (موقع ألكسندريا سكوتر رايدرز كلوب)
في جولة على ساحل البحر (موقع ألكسندريا سكوتر رايدرز كلوب)
TT

فتيات مصر يقتحمن الطرق بشكل غير تقليدي

في جولة على ساحل البحر (موقع ألكسندريا سكوتر رايدرز كلوب)
في جولة على ساحل البحر (موقع ألكسندريا سكوتر رايدرز كلوب)

إذا كنت من سكان مصر، أو مررت بها خلال الأشهر الأخيرة، فستلاحظ على الفور رواجاً غير مسبوق للدراجات البخارية بين فتيات مصر على الطرق، كما ظهرن بشكل قوي أيضاً في مهنة جديدة عليهن، وهي قيادة سيارات النقل التشاركي التي تشهد إقبالاً واسع النطاق بين جمهور متنامٍ من المصريين، لا يقتصر على الشباب أبناء الأجيال الحديثة المغرمة بالتكنولوجيا.
«الشرق الأوسط» لاحظت التغير الواضح في الشارع المصري، واستوقفت هند، فتاة عشرينية طلبت عدم ذكر اسمها كاملاً، في إحدى محطات الوقود بينما كانت تملأ دراجتها البخارية بالبنزين، وبسؤالها عن سبب اختيارها «ركوب الصعب» وقيادة مركبة ذات عجلتين فقط، قالت: «أدرس في الجامعة حالياً، وهي على بعد نحو 20 كيلومتراً من محل سكني. ومع غلاء السيارات خلال العام الأخير، أصبح لزاماً عليّ أن أختار إما المواصلات العامة وهي غير مريحة، وإما سيارات الأجرة بمختلف أنواعها وهي تمثل عبئاً مادياً لا يستهان به، وإما أن أقود دراجة بخارية توفر لي الخصوصية والراحة في الوقت نفسه».
وتشير هند إلى أن زميلاتها في الجامعة التي تقع في منطقة السادس من أكتوبر غرب العاصمة المصرية، شجعنها على ذلك؛ خصوصاً أن كثيرات منهن يقدن دراجات بخارية بدورهن للأسباب نفسها؛ إضافة إلى «حب المغامرة»، مؤكدة: «نسعى لتكوين رابطة خاصة لسائقات الدراجات البخارية على غرار الشباب».
وعن موقف أهلها من التجربة، تقول هند ضاحكة إن والدها عارض الفكرة في البداية خوفاً على سلامتها، وعرض عليها المساهمة في شراء سيارة صغيرة بالتقسيط... لكنها رفضت لأنه يتحمل كثيراً من أجل مصاريف الجامعة، وقالت له: «لنؤجل السيارة لحين تخرجي وتكون هدية نجاح»، مؤكدة أنها كانت مضطرة في البداية لطمأنة والديها في كل مرة تصل إلى الجامعة، لكنهم الآن أهدأ بالاً بعد عدة شهور من التجربة.
ويقول محمد صبري، وهو مهندس أربعيني يقطن في حي مصر الجديدة الراقي في شرق القاهرة، إنه يلاحظ هذه الأيام أن كثيرات من الفتيات أصبحن يقدن الدراجات البخارية في شوارع مصر، مشيراً إلى أن «أغلب» قائدي المركبات الأكبر حجماً من السيارات «يرحبون بهذه الخطوة الجريئة من البنات»؛ خصوصاً في ظل الازدحام الرهيب بشوارع العاصمة، إذ توفر هذه الخطوة مجالاً لتقليص حدة الازدحام، كما أنها تحفظ خصوصية الفتيات وتوفر عليهن المال.
لكن صبري لا ينكر أن هناك «قليلاً» من المضايقات التي قد تتعرض لها الفتيات، سواء من بعض قائدي المركبات في سياق إفساح مساحات لهن، أو نظرة متحفظة تجاه ركوبهن هذه الوسيلة غير المعتادة.
وتوافقه في هذا الرأي هند، التي أشارت إلى وجود بعض المضايقات والنظرات المعترضة، لكنها تؤكد أن المجتمع كالمعتاد، يتقبل التغيير شيئاً فشيئاً، ولن يوقف عجلة التغيير بعض المضايقات.
وبعيداً عن الدراجات البخارية، سجلت المرأة المصرية حضوراً جديداً في مجال غير تقليدي، إذ اقتحمت بعضهن مجال النقل التشاركي من خلال التطبيقات الإلكترونية الرائجة في مصر على غرار «أوبر» و«كريم» و«ديدي» و«إن درايف».
سارة شكري سائقة في إحدى هذه الشركات، قالت لـ«الشرق الأوسط»: «دخلت المجال على سبيل التجربة منذ 4 أشهر، وأغلب الزبائن تحدث لهم مفاجأة بحضور فتاة سائقة للرحلة، لكن غالبية ردود الفعل تكون لطيفة».
وتشير شكري إلى أن دوافعها وراء تلك الخطوة كان أولها التسلية وملء وقت الفراغ، منذ عامين تخرجت في الجامعة، ولم تجد وظيفة مناسبة حتى الآن، إضافة إلى المكسب المادي الجيد من وجهة نظرها. وتقول: «أقوم برحلة واحدة أو رحلتين يومياً فقط. والتجربة في عمومها لطيفة جداً».
وعن أبرز المواقف الصعبة التي تواجهها، قالت سارة إن الزحام هو «عدوها الأول» في الشارع، مشيرة إلى أنها تفضل السير لمسافات أطول عبر الطرق المفتوحة والسريعة، عوضاً عن دخول وسط المدينة، ولذلك لا تقبل على الفور كل طلبات الرحلات قبل التيقن من أنها مناسبة لها. وتخبر عن أطرف موقف تعرضت له عندما ذهبت إلى مكان توقف أحد العملاء من كبار السن، ففوجئ حين رأى فتاة تقود السيارة، وطلب منها أن يقود هو بدلاً منها، لكنها طمأنته قائلة: «إذا لم تعجبك طريقة قيادتي فسأوافق على أن تقود أنت، ولن أتقاضى منك أجراً».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


موسكو تحذَّر رعاياها من زيارة ليبيا إثر اعتقال سلطات طرابلس روسيّاً

المكلف بتسيير وزارة الخارجية بحكومة الدبيبة الطاهر الباعور مستقبلاً سفير روسيا لدى دولة ليبيا حيدر أغانين (الخارجية)
المكلف بتسيير وزارة الخارجية بحكومة الدبيبة الطاهر الباعور مستقبلاً سفير روسيا لدى دولة ليبيا حيدر أغانين (الخارجية)
TT

موسكو تحذَّر رعاياها من زيارة ليبيا إثر اعتقال سلطات طرابلس روسيّاً

المكلف بتسيير وزارة الخارجية بحكومة الدبيبة الطاهر الباعور مستقبلاً سفير روسيا لدى دولة ليبيا حيدر أغانين (الخارجية)
المكلف بتسيير وزارة الخارجية بحكومة الدبيبة الطاهر الباعور مستقبلاً سفير روسيا لدى دولة ليبيا حيدر أغانين (الخارجية)

تكّسر صفو العلاقة بين سلطات العاصمة الليبية طرابلس وروسيا على نحو مفاجئ وغير متوقع، اليوم (الخميس)، بعد الإعلان عن اعتقال أحد المواطنين الروس في ليبيا، وهو ما دفع السفارة الروسية في ليبيا إلى تحذير رعاياها من زيارة ليبيا، وخاصة الجزء الغربي منها، وقالت إن الوضع العسكري السياسي بالبلاد «لا يزال متوتراً للغاية».

وأضافت السفارة الروسية موضحة أن «ليبيا ليست وجهة سياحية، وزيارتها لأغراض غير رسمية خطر على الحياة والصحة». وأبرزت في هذا السياق أن على الراغبين في زيارة ليبيا «الانتظار قليلاً إلى أن تصبح الفرصة مواتية لرؤية جمالها»، مشيرة إلى أن «التحذير ينطبق على الراغبين في عبور ليبيا، سواء بحافلة أو سيارة أو درجات نارية أو هوائية، أو غيرها من وسائل النقل».

ورداً على هذه الخطوة، قال بيان صحافي صدر عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي الليبية، إن الوزارة «تتابع ببالغ الاهتمام البيان الصادر عن السلطات الروسية، الذي يُحذر مواطنيها من السفر إلى ليبيا». ودعت نظيرتها الروسية إلى تقديم «توضيح عاجل حول دوافع وأسباب هذا التحذير، وذلك في إطار ما تقتضيه العلاقات الثنائية من احترام متبادل وشفافية».

وأوضحت الوزارة أن الإجراءات المتخَذة بحق المواطن الروسي، إثر اعتقاله من طرف سلطات طرابلس، تمت وفق القوانين والتشريعات الليبية، وبالتنسيق الكامل مع مكتب النائب العام؛ مبرزة أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن المعني «متورط في أنشطة تضر بالنظام العام، وتستهدف إفساد الشباب الليبي، بالإضافة إلى وجود ارتباطات مع جماعات مسلحة أجنبية تنشط في أفريقيا».

وشددت الوزارة على أن هذه الإجراءات «تأتي في إطار الحفاظ على الأمن الوطني»، معلنة رفضها «أي محاولة للإساءة إلى صورتي الاستقرار والأمن، اللتين حققتهما حكومة الوحدة الوطنية بجهود حثيثة خلال الفترة الماضية».

كما جددت وزارة الخارجية والتعاون الدولي التزامها بسيادة القانون وحماية المواطنين وضيوف ليبيا، وأكدت حرصها على تعزيز التعاون البناء مع جميع الدول الصديقة، مشددة على أن الحوار الدبلوماسي هو الأساس لحل أي قضايا عالقة، بما يخدم المصالح المشتركة، ويحترم سيادة وقوانين الدول.

وكانت روسيا قد قررت إعادة افتتاح سفارتها بالعاصمة طرابلس في 22 فبراير (شباط) 2024، الأمر الذي وصفته سلطات طرابلس آنذاك بأنه «خطوة مهمة» ستعزز علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين.