أحزاب «القوات» و«الاشتراكي» و«الكتائب» مستمرة في دعم معوض للرئاسة

أبو فاعور يدعو بعد لقائه جعجع الكتل النيابية إلى تقديم مرشحيها تمهيداً لبحث «صيغة وفاقية»

جانب من جلسة البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس الجمهورية في 29 سبتمبر الماضي (أ.ف.ب)
جانب من جلسة البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس الجمهورية في 29 سبتمبر الماضي (أ.ف.ب)
TT

أحزاب «القوات» و«الاشتراكي» و«الكتائب» مستمرة في دعم معوض للرئاسة

جانب من جلسة البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس الجمهورية في 29 سبتمبر الماضي (أ.ف.ب)
جانب من جلسة البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس الجمهورية في 29 سبتمبر الماضي (أ.ف.ب)

تتجه الأنظار في لبنان إلى ما ستحمله الجلسة الثانية لانتخاب رئيس الجمهورية التي حددها رئيس البرلمان نبيه بري بعد غد الخميس، علماً بأنه لم يُسجل أي تبدل في مواقف الأطراف الأساسية وتوجهاتها بالنسبة إلى أسماء المرشحين. وستأتي الجلسة في ظل معلومات تشير إلى توجه «التيار الوطني الحر» وبعض الفرقاء السياسيين الآخرين لمقاطعتها، ما قد يؤدي إلى عدم انعقادها لعدم توافر النصاب المطلوب.
وفيما سبق لـ«حزب الله» وحلفائه أن اقترعوا بالورقة البيضاء في جلسة الانتخاب الأولى نتيجة عدم التوافق فيما بينهم، ولا سيما بين رئيس «التيار الحر» النائب جبران باسيل ورئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، يستمر بعض فرقاء المعارضة، حتى الساعة، بدعم النائب ميشال معوض الذي حصل على 36 صوتاً في الجلسة الأولى. وأبرز هؤلاء المعارضين الداعمين لمعوض حزب «القوات اللبنانية» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» وحزب «الكتائب اللبنانية»، فيما لم تحسم «كتلة نواب التغيير» قرارها بعد، علماً بأنها حددت سابقاً أربعة أسماء تنطبق عليها المواصفات التي وضعتها لمنصب رئيس الجمهورية، وهي تضم سليم إدة (الذي انتخبه نواب «التغيير» في الجلسة الأولى) وزياد بارود وناصيف حتى وصلاح حنين.
وبعدما سبق لحزب «القوات» أن أكد استمرار دعمه لمعوض، أعلن النائب في «الاشتراكي» وائل أبو فاعور، أمس، المضي قدماً في ترشيحه أيضاً، معتبراً أنه «يستوفي الشروط ليكون رئيساً للجمهورية». وقال أبو فاعور بعد لقائه رئيس «القوات» سمير جعجع: «تم التطرق إلى موضوعين أساسيين هما تأليف الحكومة وانتخابات رئاسة الجمهورية». وأوضح: «لا ضير في تأليف حكومة جديدة متوازنة ولكن لا خير في حكومة تمثل استيلاداً للعهد (الحالي) وهو في لحظاته الأخيرة، وإذا ما شكلت حكومة جديدة فهذا أمر جيد إلا أنه في حال لم تتشكل فلا داعي للخضوع للابتزاز في مسألة أن الحكومة الحالية غير قادرة على القيام بالمقام الدستوري لرئيس الجمهورية، باعتبار أن هذا الأمر محسوم رغم أنه ليس هناك من يفضل الشغور أو الفراغ في سدة الرئاسة. ولكن إذا ما حصل هذا الأمر فهذه الحكومة كاملة المواصفات وقادرة على القيام بهذا الدور الدستوري على أكمل وجه».
وأشار أبو فاعور إلى أنه «في موضوع الاستحقاق الرئاسي، القوات وحزب الكتائب اللبنانية وكتلة التجدد ونحن دعمنا ترشيح النائب ميشال معوض، وهو بالنسبة لنا يستوفي الشروط الوطنية والسيادية لكي يكون رئيساً للجمهورية. نحن قلنا ما لدينا، ولكن ماذا عن بقية الكتل؟». وتابع: «آن الأوان بالنسبة لهذه الكتل أن تقدم مرشحيها بعيداً عن بعض طرق التصويت التعبيري بعدم ترشيح أشخاص معينين. فإذا ما كان المطلوب في نهاية المطاف الوصول إلى رئيس جامع يجمع عليه كل اللبنانيين، رئيس لا يشكل تحدياً لأحد، فأعتقد أنه بات على الكتل الأخرى أن تتصرف في هذا الاستحقاق بشكل واضح وتقدم مرشحيها لكي نبحث في إمكانية الوصول إلى صيغة وفاقية. وعكس ذلك، نحن نضيع مزيداً من الوقت على اللبنانيين في مزيد من المعاناة المعيشية الاقتصادية».
من جهته، قال نائب رئيس «حزب الكتائب»، النائب سليم الصايغ، في حديث تلفزيوني، إنه «ما دامت المعطيات لم تتغير فسنبقى على دعمنا للمرشح ميشال معوض». وقال: «هناك ضياع بين القوى المعارضة... فهل من الممكن أن نصل إلى اللحظة الأخيرة ليتم فيها طرح اسم؟».
ولم تعلن حركة «أمل» التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري، على غرار حليفها «حزب الله»، عن مرشحها للرئاسة، لكنها دعت أمس للحوار. وقالت في بيان لها بعد اجتماعها الدوري: «الوضع الداخلي المتأزم نتيجة المسارات السياسية المقفلة، يستوجب من القوى السياسية الفاعلة فتح أبواب الحوار من أجل الوصول إلى توافق على انتخاب رئيس للجمهورية تكون قوته في قدرته على جمع اللبنانيين من حوله لمواجهة التحديات التي تحيط بلبنان».
في المقابل، اعتبر «لقاء سيدة الجبل» (تجمع يضم معارضين لـ«حزب الله») أن جلسة الانتخاب المقبلة ستكون لزوم ما لا يلزم، محملاً «حزب الله» مسؤولية التعطيل. وقال «اللقاء» في بيان بعد اجتماعه الدوري: «على بعد أيام من جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، يزداد اليقين بأن هذه الجلسة ستكون كسابقتها لزوم ما لا يلزم: يجتمع البرلمان لكنه لا يؤدي واجبه في انتخاب رئيس للجمهورية». وأضاف: «لقد حول حزب الله بقوة السلاح الديمقراطية اللبنانية إلى ديمقراطية صورية، فهو يقبض على مصير الاستحقاقات الدستورية فيحدد مواقيتها ومواصفاتها، وهو الآن يتقدم الجميع في الدعوة إلى تسوية لانتخاب رئيس للجمهورية!». وسأل: «ألم يُنتخب الرئيس ميشال عون نتيجة تسوية استثنائية بعدما أيده أشد خصومه، وعندما انتخب حكم كرئيس طرفٍ ضمن محور حزب الله؟ فأي تسوية تلك التي يدعو إليها حزب الله؟ فهي لن تكون سوى تسوية على حساب سيادة الدولة وديمقراطيتها وعلاقاتها العربية والدولية. إن أي رئيس توافقي كما يريد (حزب الله) يعني الخضوع له وتثبيت الاحتلال الإيراني».
ولفت «اللقاء» إلى أن جلسة 13 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري «ستؤكد المؤكد، فالعملية السياسية معطلة بقوة السلاح تماماً كما يحصل في العراق. فالانتخابات النيابية لم تغير الأوضاع، فلا الإصلاحات أُقرت، ولا الحكومة تشكلت، والانتخابات الرئاسية لن تأتي هي الأخرى بالتغيير الموعود بل ستكون محطة جديدة في مسار وضع حزب الله يده على لبنان بدءاً من رئاسة الجمهورية».
وانطلاقاً من ذلك، دعا «لقاء سيدة الجبل» ما وصفها بـ«القوى السيادية» إلى الشروع فوراً في تشكيل «جبهة وطنية لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان... فمن دون تحرير لبنان ليس هناك برلمان حر ولا حكومة حرة ولا رئاسة جمهورية حرة».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

سوريون يتجولون بالمنتجع الصيفي لعائلة الأسد لأول مرة (صور)

سوريون يزورون المنتجع الصيفي لعائلة الأسد بالقرب من اللاذقية (رويترز)
سوريون يزورون المنتجع الصيفي لعائلة الأسد بالقرب من اللاذقية (رويترز)
TT

سوريون يتجولون بالمنتجع الصيفي لعائلة الأسد لأول مرة (صور)

سوريون يزورون المنتجع الصيفي لعائلة الأسد بالقرب من اللاذقية (رويترز)
سوريون يزورون المنتجع الصيفي لعائلة الأسد بالقرب من اللاذقية (رويترز)

قاد الدراج السوري باسل الصوفي دراجته مسافة 40 كيلومتراً بدءاً من مدينة اللاذقية في شمال غربي البلاد، اليوم الجمعة، لزيارة منتجع عائلة الأسد الساحلي الخاص في الوقت الذي تجول فيه سكان محليون بأنحاء المجمع لأول مرة منذ عقود.

وبعد 54 عاماً من حكم العائلة الوحشي و13 عاماً من الحرب الأهلية، أطاحت المعارضة السورية بالرئيس بشار الأسد، يوم الأحد، في أكبر تغيير في الشرق الأوسط منذ فترة، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

سوريون يزورون المنتجع الصيفي لعائلة الأسد بالقرب من اللاذقية (رويترز)

وتتعرض ممتلكات كثيرة للأسد وعائلته للنهب أو التدمير منذ ذلك الحين على يد السوريين الذين يتطلعون إلى محو إرثه.

ومن بين تلك الممتلكات، المنتجع الصيفي الضخم الذي تملكه الأسرة في برج إسلام. وكانت حالة المجمع سيئة اليوم بعد أعمال نهب وتخريب واسعة النطاق. ويضم المجمع فيلا بيضاء بشرفات تطل على البحر المتوسط وشاطئاً خاصاً وعدة حدائق ومساراً للمشي.

وتحطمت النوافذ وتناثر الزجاج المهشم على الأرض ولم يتبق أي أثاث، في حين تحطمت وتناثرت قطع ومستلزمات أخرى من المراحيض والحمامات والأضواء وغير ذلك.

المنتجع الصيفي لعائلة الأسد بالقرب من اللاذقية شهد عملية تدمير (رويترز)

وقال الصوفي البالغ من العمر 50 عاماً الذي وصل على متن دراجته ويستخدم هاتفه في تصوير البحر: «أشعر بالحرية لأول مرة في حياتي لمجرد المجيء إلى هنا».

وأضاف العضو السابق في المنتخب السوري للدراجات لـ«رويترز»: «لا أصدق عيني، لقد بنوا شيئاً لم أر مثله في حياتي كلها»، موضحاً أنه يعتقد أن المجمع بأكمله يجب أن يكون الآن للشعب وليس «لرئيس آخر».

ومضى قائلاً: «لم يتمكن السوريون لزمن طويل من فعل أي شيء يحبونه. هذه هي المرة الأولى بالنسبة لي».

سوريون يزورون المنتجع الصيفي لعائلة الأسد بالقرب من اللاذقية (رويترز)

وبعد سقوط الأسد، دخل سكان محليون، معظمهم من التركمان السوريين الذين طُردوا للقرى المجاورة وقت بناء المنتجع، لأول مرة إلى المجمع منذ أن بنته عائلة الأسد قبل 50 عاماً.

وقال سعيد بايرلي المقاتل بالجيش السوري الحر من أصول تركمانية: «كل ما فعله كان بأموال الشعب. إذا نظرتم داخل الفيلا، فستجدون شيئاً غير معقول». وأضاف أن الأرض التي بُني عليها المنتجع كانت بساتين زيتون.

وأضاف لـ«رويترز»: «بعد ساعات قليلة من سقوط الأسد دخلنا... لا نريد أن تتعرض هذه المناظر، هذه الأماكن الجميلة للتدمير»، مضيفاً أنه يريد أن تنفذ الحكومة الجديدة نظاماً يتم بموجبه إعادة الممتلكات إلى أصحابها الأصليين.

سوريون يزورون المنتجع الصيفي لعائلة الأسد بالقرب من اللاذقية (رويترز)

وقال بايرلي إن الأسد نقل ممتلكاته الثمينة من المنتجع عن طريق البحر باستخدام قوارب صغيرة، وإن معلومات مخابرات الجيش السوري الحر تبين أن أطفاله كانوا في المجمع في الصيف الماضي.

وتابع بايرلي: «كان الأمر مثيراً على نحو لا يصدق، كان الجميع سعداء للغاية برؤية المكان بعد سنوات».