تصعيد بري وجوي «غير مسبوق» شمال غربي سوريا

المقاتلات الروسية تدفع بآلاف النازحين للجوء إلى العراء

مخيم «الأمل» للنازحين قرب الحدود التركية في 22 سبتمبر الماضي (د.ب.أ)
مخيم «الأمل» للنازحين قرب الحدود التركية في 22 سبتمبر الماضي (د.ب.أ)
TT

تصعيد بري وجوي «غير مسبوق» شمال غربي سوريا

مخيم «الأمل» للنازحين قرب الحدود التركية في 22 سبتمبر الماضي (د.ب.أ)
مخيم «الأمل» للنازحين قرب الحدود التركية في 22 سبتمبر الماضي (د.ب.أ)

أثار تداول أنباء عن نية المقاتلات الروسية استهداف مناطق انتشار عشرات المخيمات للنازحين بالقرب من الحدود السورية - التركية، خوف ورعب النازحين، مما دفع الآلاف منهم إلى اللجوء للعراء وسط ظروف إنسانية صعبة، وذلك تزامناً مع غارات جوية روسية مكثفة على محيط مدينة إدلب وريفها الغربي، وقصف بري مكثف لقوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية على مدن وبلدات ريف حلب الغربي، وإصابة مدنيين بجروح خطيرة.
وأفاد ناشطون في إدلب، بأن «أكثر من ألفي عائلة نازحة في المخيمات المحيطة بمنطقة (بابسقا) بالقرب من الحدود السورية - التركية شمال إدلب، لجأوا بعد منتصف ليل الخميس - الجمعة، إلى العراء والجبال القريبة، وأمضوا ليلتهم حتى الصباح وسط ظروف إنسانية صعبة للغاية، وحالة خوف ورعب شديدين، بعد انتشار أنباء عن نية الطيران الحربي الروسي استهداف مناطق المخيمات، بحجة وجود معسكرات لفصائل المعارضة، لا سيما أن المقاتلات الروسية نفذت غارات جوية خلال الآونة الأخيرة على مناطق محيطة بمدينة إدلب من الجهة الغربية، تضم عدداً من مخيمات النازحين، مما أدى إلى إصابة عدد منهم بجروح خطيرة».
يأتي ذلك تزامناً مع قصف بري مكثف لقوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية على مناطق الأتارب والوساطة وكفرعمة وكفرنوران ومعارة النسعان غرب حلب، ترافق مع إحباط محاولات تسلل للأخيرة نحو مواقع للمعارضة بالقرب من «الفوج 46»، بمحيط مدينة أتارب، وسط اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة بين الطرفين، أدت إلى وقوع عدد من القتلى والجرحى في صفوف قوات النظام والميليشيات المساندة، بينهم ضابط برتبة ملازم أول. وتزامن ذلك مع غارات جوية مكثفة نفذتها المقاتلات الروسية على مناطق الشيخ بحر ومدينة أرمناز بريف إدلب الغربي، مما أسفر عن إصابة عدد من المدنيين بجروح، بحسب ناشطين بريف إدلب.
وقالت منظمة الدفاع المدني السوري «الخوذ البيضاء»، إن «مدنياً أصيب بقصف مدفعي من قوات النظام وروسيا ليل الخميس – الجمعة، استهدف بلدة الأبزمو بريف حلب الغربي، تزامن مع قصف مماثل استهدف مدينة الأتارب بالريف نفسه. كما تعرضت قرى وبلدات سفوهن وفليفل وكفرعويد جنوب إدلب، وقرية القرقور في سهل الغاب بريف حماه، لقصف مماثل دون وقوع إصابات».
وبحسب مراقبين في شمال غربي سوريا، فإن «الهدف من التصعيد العسكري (البري والجوي) لقوات النظام السوري والمقاتلات الروسية، الذي تشهده مناطق المعارضة خلال الآونة (الأخيرة)، هو إرغام الفصائل والحاضنة الشعبية وتركيا على فتح معابر تجارية بين مناطق الطرفين، في الوقت الذي زعم فيه مركز المصالحة (الروسي) في قاعدة (حميميم) الروسية بريف اللاذقية، نية فصائل المعارضة مهاجمة مواقع ومناطق خاضعة لسيطرة النظام، لتبرير التصعيد على مناطق المعارضة في شمال غربي سوريا».
وفي مقابل دعوات من جانب روسيا والنظام السوري بفتح معابر بين مناطق الأخير والمعارضة، تصر فعاليات ثورية سورية (معارضة) وفصائل المعارضة المسلحة، على عدم فتح أي معبر مع مناطق النظام السوري، خشية تدهور الجانب الأمني والاقتصادي، وانتشار المخدرات في مناطق المعارضة بدفع من النظام السوري.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

شؤون إقليمية الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس (الأربعاء) زيارة لدمشق تدوم يومين واستهلها بجولة محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد تناولت تعزيز العلاقات المتينة أصلاً بين البلدين. وفيما تحدث رئيسي عن «انتصارات كبيرة» حققتها سوريا، أشار الأسد إلى أن إيران وقفت إلى جانب الحكومة السورية مثلما وقفت هذه الأخيرة إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. ووقع الأسد ورئيسي في نهاية محادثاتهما أمس «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد». وزيارة رئيسي لدمشق هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني منذ 13 سنة عندما زارها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».