حقوقيون يؤكدون «تزايد الانتهاكات» ضد المدنيين الليبيين

حقوقيون يؤكدون «تزايد الانتهاكات» ضد المدنيين الليبيين
TT

حقوقيون يؤكدون «تزايد الانتهاكات» ضد المدنيين الليبيين

حقوقيون يؤكدون «تزايد الانتهاكات» ضد المدنيين الليبيين

خطف مسلحون يرتدون زياً عسكرياً مواطناً ليبياً يدعى عمران فرج الفسي من أمام الجامعة الدولية بمدينة بنغازي (شرق) ولاذوا بالفرار.
وقالت «منظمة رصد الجرائم الليبية»، أمس، إن المواطن المخطوف (35 عاماً) يعمل مديراً لمكتب علاقات مجلس النواب الليبي بمطار بنينا الدولي في بنغازي، وطالبت السلطات الأمنية والقيادة العامة للقوات المسلحة في بنغازي بكشف مصير الفسي، وإخلاء سبيله «دون قيد أو شرط»، وحملتها مسؤولية سلامته، مؤكدة «تزايد الانتهاكات» ضد المدنيين الليبيين.
وفي شأن ذي صلة، رصدت المنظمة ذاتها في أحدث تقاريرها عدة حوادث انتهاكات حقوق الإنسان في ليبيا خلال شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، وقالت إنها عملت على مراقبة وتوثيق هذه الانتهاكات ضد المدنيين في عموم البلاد. ولفتت إلى حرق منزل أحد النشطاء، بالإضافة إلى حادث خطف بمدينة البيضاء، والعثور على جثتين مجهولتي الهوية لمهاجرين على شواطئ توكرة.
وأكدت المنظمة في تقريرها، الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، «أن ما تم نشره في هذا التقرير يمثل فقط ما تم التأكد من صحته بواسطة فريق الراصدين، ولا يعكس بالضرورة حجم الانتهاكات الحقيقي».
ومن بين الجرائم التي قالت المنظمة إنها وثقتها خطف الشاب نادر محمد الدرسي، (34 عاماً) من قبل خمسة مسلحين كانوا يرتدون زياً مدنياً من أمام مقهى وسط مدينة البيضاء (شرق) في 23 من سبتمبر الماضي، ولا يزال مصيره مجهولاَ حتى الآن. كما رصد التقرير مع قرب نهاية الشهر ذاته مقتل طفلة لا يتجاوز عمرها تسع سنوات، وطفل آخر (6 سنوات) مصري الجنسية، وإصابة 10 مدنيين على الأقل بينهم حالات حرجة، بسبب سقوط الرصاص والقذائف، إثر الاشتباكات المسلحة التي دارت بين عناصر تابعين لوزارة الدفاع بحكومة «الوحدة الوطنية»، ومجموعة تابعة لمديرية أمن الزاوية، وسط الأحياء السكنية جنوب مدينة الزاوية.
وطالبت المنظمة في ختام تقريرها السلطات بشرق ليبيا بالكشف عن مصير المختطفين والمختفين قسرياً وإخلاء سبيلهم دون قيد أو شرط، وحملتها مسؤولية سلامتهم وحياتهم، مشددة على ضرورة احترام الحق في حرية الرأي والتعبير.
كما طالبت المنظمة، النائب العام الليبي الصديق الصور، بفتح تحقيقات، والأمر بملاحقة ومحاسبة المسؤولين عن تعريض أرواح المدنيين للخطر خلال الاشتباكات التي وقعت في الزاوية وورشفانة (غرب). وانتهت المنظمة في تقريرها بدعوة البعثة المستقلة لتقصي الحقائق في ليبيا، التابعة للأمم المتحدة، إلى فتح تحقيق عاجل في «الانتهاكات الجسيمة المستمرة ضد المدنيين»، والعمل على ضمان عدم إفلات الجناة من العقاب.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

تشكيك فرنسي بـ«التزام الجزائر» إحياء العلاقات الثنائية

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (د.ب.أ)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (د.ب.أ)
TT

تشكيك فرنسي بـ«التزام الجزائر» إحياء العلاقات الثنائية

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (د.ب.أ)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (د.ب.أ)

أكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، الأحد، أن بلاده تساورها «شكوك» حيال رغبة الجزائر في التزام إحياء العلاقات الثنائية، معرباً عن مخاوفه بشأن قضية الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال الموقوف منذ أسابيع.

وقال بارو في مقابلة مع إذاعة «آر تي إل» الخاصة: «لقد وضعنا في 2022 (...) خريطة طريق (...) ونود أن يتم الالتزام بها».

وأضاف: «لكننا نلاحظ مواقف وقرارات من جانب السلطات الجزائرية أثارت لدينا شكوكاً حيال نية الجزائريين التزام خريطة الطريق هذه. لأن الوفاء بخريطة الطريق يقتضي وجود اثنين».

الكاتب الجزائري بوعلام صنصال (أ.ب)

وأضاف بارو: «مثل رئيس الجمهورية، أعرب عن القلق البالغ إزاء رفض طلب الإفراج الذي تقدم به بوعلام صنصال ومحاموه».

وصنصال (75 عاماً) المعارض للسلطة الجزائرية والمولود من أم جزائرية وأب ذي أصول مغربية، موقوف منذ منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) بتهمة «تعريض أمن الدولة للخطر».

وأوضح بارو: «أنا قلق بشأن حالته الصحية و(...) فرنسا متمسكة جداً بحرية التعبير وحرية الرأي، وتعتبر أن الأسباب التي قد دفعت السلطات الجزائرية إلى احتجازه باطلة».

وتناول الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون للمرة الأولى، الأحد الماضي، قضية توقيف الكاتب بالجزائر، واصفاً إياه بـ«المحتال... المبعوث من فرنسا».

وأوقِف مؤلف كتاب «2084: نهاية العالم» في نوفمبر بمطار الجزائر العاصمة، ووُجهت إليه تهم بموجب المادة 87 مكرر من قانون العقوبات، التي تعدّ «فعلاً إرهابياً أو تخريبياً (...) كل فعل يستهدف أمن الدولة والوحدة الوطنية والسلامة الترابية واستقرار المؤسسات وسيرها العادي».

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون (أ.ف.ب)

وأشار الوزير الفرنسي إلى أن بلاده «ترغب في الحفاظ على أفضل العلاقات مع الجزائر (...) لكن هذا ليس هو الحال الآن».

وسحبت الجزائر سفيرها من باريس في يوليو (تموز) الماضي، بعد تبني الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المقترح المغربي بمنح حكم ذاتي للصحراء الغربية المتنازع عليها تحت سيادة المملكة، قبل أن يزور الرباط في نهاية أكتوبر (تشرين الأول).