بايدن يحذر من أن تهديدات بوتين النووية قد تؤدي إلى «نهاية العالم»

تحدث عن «مخرج» بعد إعلانه الاستعداد للقائه على هامش قمة «العشرين»

حديث بايدن عن إيجاد «مخرج» لزعيم الكرملين يأتي في أعقاب إشارته قبل أيام إلى عدم استبعاده عقد لقاء معه على هامش قمة «مجموعة العشرين» في إندونيسيا. الصورة خلال لقاء بينهما في سويسرا (رويترز)
حديث بايدن عن إيجاد «مخرج» لزعيم الكرملين يأتي في أعقاب إشارته قبل أيام إلى عدم استبعاده عقد لقاء معه على هامش قمة «مجموعة العشرين» في إندونيسيا. الصورة خلال لقاء بينهما في سويسرا (رويترز)
TT

بايدن يحذر من أن تهديدات بوتين النووية قد تؤدي إلى «نهاية العالم»

حديث بايدن عن إيجاد «مخرج» لزعيم الكرملين يأتي في أعقاب إشارته قبل أيام إلى عدم استبعاده عقد لقاء معه على هامش قمة «مجموعة العشرين» في إندونيسيا. الصورة خلال لقاء بينهما في سويسرا (رويترز)
حديث بايدن عن إيجاد «مخرج» لزعيم الكرملين يأتي في أعقاب إشارته قبل أيام إلى عدم استبعاده عقد لقاء معه على هامش قمة «مجموعة العشرين» في إندونيسيا. الصورة خلال لقاء بينهما في سويسرا (رويترز)

وجّه الرئيس الأميركي جو بايدن تحذيراً شديداً من أن التهديدات الأخيرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام السلاح النووي، يمكن أن تؤدي إلى صراع نووي و«نهاية العالم». جاء ذلك في خطاب له، مساء الخميس، خلال حفل تبرعات في مدينة نيويورك أمام حشد للحزب الديمقراطي. وأبلغ بايدن مؤيديه أن خطر الحرب النووية لم يكن مرتفعاً كما هو اليوم، منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962. وقال بايدن: «لم نواجه احتمال حدوث (أرميغدون) (نهاية العالم) منذ كينيدي وأزمة الصواريخ الكوبية». ورغم أن كلامه جاء في مناسبة حزبية غير رسمية، فقد عدّ أكبر إشارة إلى جدية الأخطار التي تنظر إليها إدارته جراء التصعيد المستمر في الحرب الأوكرانية. كما عُدّ تأكيداً للتسريبات التي أشارت إلى انهماك دوائر البيت الأبيض والوزارات المعنية، فضلاً عن المناقشات التي يجريها كثير من المحللين في مراكز الأبحاث، ما إذا كان الرئيس الروسي سيلجأ إلى استخدام الأسلحة النووية التكتيكية؛ للرد على خسائره العسكرية المتزايدة في أوكرانيا.
وقال بايدن عن بوتين: «لدينا رجل أعرفه جيداً إلى حد ما... إنه لا يمزح عندما يتحدث عن الاستخدام المحتمل لأسلحة نووية تكتيكية أو أسلحة بيولوجية أو كيميائية؛ لأن جيشه ضعيف الأداء بشكل كبير». وعلى الرغم من أن الأسلحة النووية التكتيكية تعد معظمها صغيرة من حيث القوة التدميرية، كتلك التي استخدمتها الولايات المتحدة ضد اليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية، فإنه يصعب استخدامها والتحكم فيها. وقال بايدن إنه لا يعتقد أنه سيكون من الممكن لروسيا استخدام سلاح تكتيكي، من دون أن «ينتهي الأمر مع حرب تنهي العالم». لكنه أضاف أن بوتين «لا يمزح» بشأن الاستخدام المحتمل للأسلحة النووية بينما يكافح جيشه في أوكرانيا.

وأضاف أن بوتين، الذي يتعرض لضغوط سياسية متزايدة في الداخل، قد يجد نفسه بدون «مخرج». وقال بايدن: «نحاول معرفة ما هو مخرج بوتين... أين سيجد مخرجاً؟ أين يجد نفسه حيث لا يفقد ماء الوجه فحسب، بل قوته الكبيرة؟».
وعدت إشارات بايدن عن «نهاية العالم»، غير عادية بالنسبة لأي رئيس أميركي، منذ أزمة الصواريخ الكوبية، قبل 60 عاماً، حيث من النادر أن يشير أي من الرؤساء الأميركيين إلى هذه المخاوف. كما أن حديثه الصريح للمرة الأولى عن «مخرج» لزعيم الكرملين، يأتي في أعقاب إشارته قبل أيام عن عدم استبعاده عقد لقاء مع بوتين على هامش قمة «مجموعة العشرين» المقبلة في إندونيسيا.
وكان الرئيس الروسي قد ألقى خطاباً غاضباً، أواخر الشهر الماضي، أشار فيه إلى أن استخدام الأسلحة النووية وارد؛ للحفاظ على مكاسب بلاده الإقليمية، بعد تآكلها جراء الهجوم الأوكراني المضاد والمستمر على المناطق التي أعلن ضمها إلى روسيا.
وقال بوتين إن القنابل الذرية التي ألقتها الولايات المتحدة على اليابان في عام 1945 «خلقت سابقة». وعُدت تصريحاته مع عدد من كبار المسؤولين الروس، تهديدات نووية صريحة. ومع ذلك، يؤكد كثير من مسؤولي الإدارة الأميركية، وخصوصاً قادة البنتاغون، أنه لا يوجد مؤشر على أن روسيا تستعد لضربة نووية وشيكة. وجاءت تأكيدات موسكو الأخيرة بأنها لا تزال ملتزمة بتعهداتها بعدم اللجوء إلى السلاح النووي لتخفف من حدة التهديدات. لكن المسؤولين الأميركيين يعبرون بوضوح عن قلقهم من أن العقيدة العسكرية الروسية تتعامل مع الأسلحة النووية التكتيكية على أنها عنصر محتمل للصراع في الحرب البرية. وهذه العقيدة، هي التي أشار إليها بايدن، بأنها أكثر ما يثير قلقه؛ بسبب ما قد تؤدي إليه من تصعيد سريع في المواجهة.
وفي أواخر الشهر الماضي، قال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، إن أي استخدام للأسلحة النووية من شأنه أن يؤدي إلى «عواقب وخيمة» على روسيا. وأضاف أنه في الاتصالات الخاصة التي أجراها مع موسكو، أوضح لهم «كيف ستتعامل الولايات المتحدة وترد على تلك التهديدات».


مقالات ذات صلة

قتال عنيف... القوات الروسية تقترب من مدينة رئيسية شرق أوكرانيا

أوروبا عسكري أوكراني يحتمي أمام مبنى محترق تعرض لغارة جوية روسية في أفدييفكا (أ.ب)

قتال عنيف... القوات الروسية تقترب من مدينة رئيسية شرق أوكرانيا

أعلنت القيادة العسكرية في أوكرانيا أن هناك قتالاً «عنيفاً للغاية» يجري في محيط مدينة باكروفسك شرقي أوكرانيا، التي تُعدّ نقطة استراتيجية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ تشمل المعدات المعلن عنها خصوصاً ذخيرة لأنظمة قاذفات صواريخ هيمارس وقذائف مدفعية (رويترز)

مساعدات عسكرية أميركية إضافية لأوكرانيا بقيمة 500 مليون دولار

أعلنت الولايات المتحدة أنها ستقدم معدات عسكرية تقدر قيمتها بنحو 500 مليون دولار لدعم أوكرانيا، قبل نحو شهر من تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا من جنازة جندي أوكراني توفي خلال الحرب مع روسيا (أ.ف.ب)

«الناتو»: مليون قتيل وجريح في أوكرانيا منذ بدء الحرب

أعرب حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن اعتقاده بأن أكثر من مليون شخص سقطوا بين قتيل وجريح في أوكرانيا منذ شنّت روسيا غزوها الشامل في فبراير (شباط) 2022.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا أظهرت الأقمار الاصطناعية أضراراً بمطار عسكري روسي في شبه جزيرة القرم جراء استهداف أوكراني يوم 16 مايو 2024 (أرشيفية - رويترز)

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

اتهمت روسيا أوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع لقصف مطار عسكري، اليوم (الأربعاء)، متوعدة كييف بأنها ستردّ على ذلك عبر «إجراءات مناسبة».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ رجال إنقاذ يعملون في موقع تعرض فيه مبنى لأضرار جسيمة بسبب ضربة صاروخية روسية أمس وسط هجوم روسيا على أوكرانيا في زابوريجيا11 ديسمبر 2024 (رويترز) play-circle 02:00

أميركا تحذّر روسيا من استخدام صاروخ جديد «مدمر» ضد أوكرانيا

قال مسؤول أميركي إن تقييماً استخباراتياً أميركياً، خلص إلى أن روسيا قد تستخدم صاروخها الباليستي الجديد المتوسط ​​المدى مدمر ضد أوكرانيا مرة أخرى قريباً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».