{المركزي} البريطاني يؤكد استمرار الدفاع عن سلامة الاقتصاد

فيتش تخفض النظرة المستقبلية للديون

يشهد قطاع الرهن العقاري أزمة كبرى عقب الارتباك الحاد الذي تسبب فيه إعلان «الموازنة المصغرة» (رويترز)
يشهد قطاع الرهن العقاري أزمة كبرى عقب الارتباك الحاد الذي تسبب فيه إعلان «الموازنة المصغرة» (رويترز)
TT

{المركزي} البريطاني يؤكد استمرار الدفاع عن سلامة الاقتصاد

يشهد قطاع الرهن العقاري أزمة كبرى عقب الارتباك الحاد الذي تسبب فيه إعلان «الموازنة المصغرة» (رويترز)
يشهد قطاع الرهن العقاري أزمة كبرى عقب الارتباك الحاد الذي تسبب فيه إعلان «الموازنة المصغرة» (رويترز)

أكد بنك إنجلترا (البنك المركزي البريطاني) أنه سيستمر في دفاعه عن سلامة الاقتصاد البريطاني، كما توقع البنك أن تكون الأسعار في البلاد سجلت ارتفاعاً بنسبة 6.6 في المائة خلال ثلاثة أشهر حتى نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي، مقارنة بـ6.5 في المائة في أغسطس (آب) السابق عليه، في أعلى زيادة منذ بدأ البنك نشر استطلاع لجنة صانعي القرار المؤلفة من مديرين تنفيذيين، بداية عام 2017.
وبحسب ما ذكرته بلومبرغ، توقع الاستطلاع زيادة الأجور على مدار العام المقبل بنسبة 5.9 في المائة مقارنة بتوقعات سابقة بمعدل 5.5 في المائة. كما يتوقع أن يرتفع معدل التضخم إلى 9.5 في المائة، وأن يسجل خلال ثلاثة أعوام مقبلة 4.8 في المائة.
ومن جهة أخرى، خفضت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني الأربعاء النظرة المستقبلية للديون السيادية البريطانية من «مستقرة» إلى «سلبية»، لتحذو بذلك حذو وكالة «إس آند بي» التي اتخذت قراراً مماثلاً بعد أن أعلنت حكومة المملكة المتحدة عن برنامج ضخم لخفض الضرائب.
وقالت فيتش في بيان إن «الحزمة المالية الكبيرة وغير الممولة التي تم الإعلان عنها في إطار خطة النمو الحكومية الجديدة يمكن أن تؤدي إلى زيادة كبيرة في العجز المالي على المدى المتوسط». وأبقت الوكالة الأميركية على تصنيفها للديون السيادية البريطانية عند «إيه إيه سلبي»، أي أدنى بدرجة واحدة من تصنيف «إس آند بي» لهذه الديون... لكن خفض النظرة المستقبلية يعني أن الوكالة قد تعمد في المستقبل إلى خفض تصنيف الديون السيادية لبريطانيا إذا لم يتحسن الوضع الاقتصادي للبلاد.
وليز تراس التي تسلّمت رئاسة الوزراء في مطلع سبتمبر الماضي، أعلنت مع وزير الخزانة كواسي كوارتنغ في 23 من الشهر نفسه عن خطة ضخمة لدعم الأسر في سداد فواتير الطاقة، مصحوبة بتخفيضات ضريبية كبيرة.
وأدى افتقار هذه الخطة الضخمة إلى أرقام واضحة حول تكلفتها الباهظة المتوقعة وتداعياتها على معدلات التضخم، المرتفعة أصلاً في البلاد، إلى تراجعات حادة في الأسواق المالية الأسبوع الماضي... وفي 26 سبتمبر انخفض الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوى له على الإطلاق. وارتفع سعر الفائدة على سندات الخزينة البريطانية الطويلة الأجل ما يعني ارتفاع كلفة تمويل ديون المملكة المتحدة، في وقت وصل فيه معدل التضخم إلى ما يقرب من 10 في المائة، وهو الأعلى على الإطلاق بين سائر دول مجموعة السبع.
وأتى ارتفاع هذه الأكلاف في وقت تعتزم فيه الحكومة اقتراض مبالغ ضخمة لتمويل خطتها المالية والاقتصادية. وإذا كانت الحكومة لم تعلن حتى الساعة عن كلفة هذه الخطة فإن خبراء اقتصاديين قدروا كلفتها بما بين 100 و200 مليار جنية إسترليني.
وبالتزامن، واصلت أسعار فائدة التمويل العقاري ارتفاعها في بريطانيا لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ حوالي 14 عاماً. ونقلت بلومبرغ عن مؤسسة موني فاكتس غروب القول إن متوسط سعر الفائدة على القروض العقارية لمدة عامين ارتفع إلى 6.07 في المائة وهو أعلى مستوى له منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2008، وبلغ متوسط سعر الفائدة على القروض العقارية لمدة 5 سنوات 6 في المائة، وهو أعلى مستوى له منذ فبراير (شباط) 2010.
وأدت الفوضى التي أعقبت إعلان الميزانية المصغرة إلى ارتفاع كبير في عقود مبادلة أسعار الفائدة، التي يستخدمها المقرضون لتسعير منتجات الرهن العقاري. وفي يوم الاثنين الماضي أعلنت الحكومة التراجع عن خفض الضرائب على الأغنياء التي أثارت جدلاً واسعاً، بما في ذلك في صفوف حزب المحافظين الحاكم.
في الوقت نفسه، أعلنت مؤسسات الإقراض الصغيرة في بريطانيا مثل كينسينغتون وأكورد مورتيغيدز أند هيدج سحب عروض التمويل، في حين قررت مجموعة لويدز بانكنغ غروب أكبر مؤسسة تمويل عقاري في بريطانيا وقف بعض عروضها، في حين أوقفت شركة فيرجن ماني يو.كيه مؤقتاً تقديم قروض عقارية لعملائها الجدد.
وحذر تقرير صادر عن مركز أبحاث «ريزليوشن فاوندشن» (مؤسسة القرار) البريطاني من أن مشروع الميزانية الجديدة الذي أعلنه وزير الخزانة البريطاني أدى إلى فقدان مصداقية حكومة رئيسة الوزراء الجديدة ليز تراس في أسواق المال، وهو ما أدى إلى تراجع حاد في سعر الجنيه الإسترليني ليزداد فقر الأسر البريطانية.


مقالات ذات صلة

شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

العالم شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

أعلنت شرطة لندن، الثلاثاء، توقيف رجل «يشتبه بأنه مسلّح» اقترب من سياج قصر باكينغهام وألقى أغراضا يعتقد أنها خراطيش سلاح ناري إلى داخل حديقة القصر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق شاشة لتوفير خصوصية خلال اللحظة الأهم في تتويج الملك تشارلز

شاشة لتوفير خصوصية خلال اللحظة الأهم في تتويج الملك تشارلز

قال قصر بكنغهام وصناع شاشة جديدة من المقرر استخدامها خلال مراسم تتويج الملك تشارلز الأسبوع المقبل إن الشاشة ستوفر «خصوصية مطلقة» للجزء الأكثر أهمية من المراسم، مما يضمن أن عيون العالم لن ترى الملك وهو يجري مسحه بزيت. فالشاشة ثلاثية الجوانب ستكون ساترا لتشارلز أثناء عملية المسح بالزيت المجلوب من القدس على يديه وصدره ورأسه قبل وقت قصير من تتويجه في كنيسة وستمنستر بلندن في السادس من مايو (أيار) المقبل. وقال قصر بكنغهام إن هذه اللحظة تاريخيا كان ينظر إليها على أنها «لحظة بين الملك والله» مع وجود حاجز لحماية قدسيته.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم استقالة رئيس هيئة «بي بي سي» على خلفية ترتيب قرض لجونسون

استقالة رئيس هيئة «بي بي سي» على خلفية ترتيب قرض لجونسون

قدّم رئيس هيئة «بي بي سي» ريتشارد شارب، أمس الجمعة، استقالته بعد تحقيق وجد أنه انتهك القواعد لعدم الإفصاح عن دوره في ترتيب قرض لرئيس الوزراء آنذاك بوريس جونسون. وقال شارب، «أشعر أن هذا الأمر قد يصرف التركيز عن العمل الجيد الذي تقدّمه المؤسسة إذا بقيت في المنصب حتى نهاية فترة ولايتي». تأتي استقالة شارب في وقت يتزايد التدقيق السياسي في أوضاع «بي بي سي».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

أكد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»، اليوم (الثلاثاء)، أنه يتعين على البريطانيين القبول بتراجع قدرتهم الشرائية في مواجهة أزمة تكاليف المعيشة التاريخية من أجل عدم تغذية التضخم. وقال هيو بيل، في «بودكاست»، إنه مع أن التضخم نجم عن الصدمات خارج المملكة المتحدة من وباء «كوفيد19» والحرب في أوكرانيا، فإن «ما يعززه أيضاً جهود يبذلها البريطانيون للحفاظ على مستوى معيشتهم، فيما تزيد الشركات أسعارها ويطالب الموظفون بزيادات في الرواتب». ووفق بيل؛ فإنه «بطريقة ما في المملكة المتحدة، يجب أن يقبل الناس بأن وضعهم ساء، والكف عن محاولة الحفاظ على قدرتهم الشرائية الحقيقية».

«الشرق الأوسط» (لندن)
«التنمر» يطيح نائب رئيس الوزراء البريطاني

«التنمر» يطيح نائب رئيس الوزراء البريطاني

قدّم نائب رئيس الوزراء البريطاني، دومينيك راب، استقالته، أمس، بعدما خلص تحقيق مستقلّ إلى أنّه تنمّر على موظفين حكوميين. وفي نكسة جديدة لرئيس الوزراء ريشي سوناك، خلص تحقيق مستقلّ إلى أنّ راب، الذي يشغل منصب وزير العدل أيضاً، تصرّف بطريقة ترقى إلى المضايقة المعنوية خلال تولّيه مناصب وزارية سابقة. ورغم نفيه المستمر لهذه الاتهامات، كتب راب في رسالة الاستقالة الموجّهة إلى سوناك: «لقد طلبتُ هذا التحقيق، وتعهدتُ الاستقالة إذا ثبتت وقائع التنمّر أياً تكن»، مؤكّداً: «أعتقد أنه من المهم احترام كلمتي». وقبِل سوناك هذه الاستقالة، معرباً في رسالة وجهها إلى وزيره السابق عن «حزنه الشديد»، ومشيداً بسنوات خدمة

«الشرق الأوسط» (لندن)

«ناسداك» يتجاوز 20 ألف نقطة للمرة الأولى مع استمرار صعود أسهم الذكاء الاصطناعي

شعار لبورصة ناسداك في نيويورك (رويترز)
شعار لبورصة ناسداك في نيويورك (رويترز)
TT

«ناسداك» يتجاوز 20 ألف نقطة للمرة الأولى مع استمرار صعود أسهم الذكاء الاصطناعي

شعار لبورصة ناسداك في نيويورك (رويترز)
شعار لبورصة ناسداك في نيويورك (رويترز)

اخترق مؤشر ناسداك مستوى 20 ألف نقطة، يوم الأربعاء، حيث لم تظهر موجة صعود في أسهم التكنولوجيا أي علامات على التباطؤ، وسط آمال بتخفيف القيود التنظيمية في ظل رئاسة دونالد ترمب ومراهنات على نمو الأرباح المدعومة بالذكاء الاصطناعي في الأرباع المقبلة. ارتفع المؤشر الذي يهيمن عليه قطاع التكنولوجيا 1.6 في المائة إلى أعلى مستوى على الإطلاق عند 20001.42 نقطة. وقد قفز بأكثر من 33 في المائة هذا العام متفوقاً على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 القياسي، ومؤشر داو جونز الصناعي، حيث أضافت شركات التكنولوجيا العملاقة، بما في ذلك «إنفيديا» و«مايكروسوفت» و«أبل»، مزيداً من الثقل إلى المؤشر بارتفاعها المستمر. وتشكل الشركات الثلاث حالياً نادي الثلاثة تريليونات دولار، حيث تتقدم الشركة المصنعة للآيفون بفارق ضئيل. وسجّل المؤشر 19 ألف نقطة للمرة الأولى في أوائل نوفمبر (تشرين الثاني)، عندما حقّق دونالد ترمب النصر في الانتخابات الرئاسية الأميركية، واكتسح حزبه الجمهوري مجلسي الكونغرس.

ومنذ ذلك الحين، حظيت الأسهم الأميركية بدعم من الآمال في أن سياسات ترمب بشأن التخفيضات الضريبية والتنظيم الأكثر مرونة قد تدعم شركات التكنولوجيا الكبرى، وأن التيسير النقدي من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يبقي الاقتصاد الأميركي في حالة نشاط.