القاهرة تعرض تجربتها في حماية «الأمن الغذائي» بمؤتمر الدوحة

قالت إن سياساتها حالت دون حدوث عجز الإمدادات

وزير الصحة والسكان المصري خلال مشاركته في مؤتمر «ويش 2022» بالدوحة (وزارة الصحة والسكان المصرية)
وزير الصحة والسكان المصري خلال مشاركته في مؤتمر «ويش 2022» بالدوحة (وزارة الصحة والسكان المصرية)
TT

القاهرة تعرض تجربتها في حماية «الأمن الغذائي» بمؤتمر الدوحة

وزير الصحة والسكان المصري خلال مشاركته في مؤتمر «ويش 2022» بالدوحة (وزارة الصحة والسكان المصرية)
وزير الصحة والسكان المصري خلال مشاركته في مؤتمر «ويش 2022» بالدوحة (وزارة الصحة والسكان المصرية)

أكدت مصر «نجاح» السياسات التي تبنتها في مواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية، جراء تداعيات جائحة كوفيد - 19، والأزمة الروسية - الأوكرانية، وقال الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان المصري، في كلمته خلال مؤتمر بدولة قطر، إن سياسات الدولة «حالت دون حدوث عجز أو انخفاض في الأمن الغذائي، والإمدادات الطبية»، لسكان مصر الذين يتجاوز عددهم 100 مليون نسمة.
وخلال حلقة نقاشية بعنوان «الأمن الغذائي والصحة في بيئة متغيرة»، على هامش المؤتمر العالمي للابتكار في الرعاية الصحية «ويش 2022» الذي تستضيفه العاصمة القطرية الدوحة، عرض وزير الصحة المصري تجربة بلاده في حماية الأمن الغذائي، والحد من تأثير التغيرات المناخية، استعدادا لمؤتمر المناخ «كوب 27» المقرر عقده في مصر الشهر المقبل، وقال عبد الغفار إن «بلاده نجحت في تبني سياسات زراعية مختلفة، وإيجاد بدائل للقمح الأوكراني، بعدما تأثرت إمدادات القمح نتيجة الحرب الدائرة حاليا»، حسب بيان صحافي من وزارة الصحة (الخميس).
وتعتمد مصر على استيراد القمح من روسيا وأوكرانيا، ومع بداية الأزمة الروسية - الأوكرانية، بدأت مصر في البحث عن مصادر بديلة لتوريد الحبوب، حيث تم استيراد شحنات قمح من فرنسا ورومانيا وروسيا وألمانيا، حسب تصريحات المسؤولين المصريين.
ولفت وزير الصحة المصري إلى المشروعات التي نفذتها الدولة لحماية الأمن الغذائي، ومن بينها مشروع المليون ونصف فدان، والمشروع القومي للغذاء، ومبادرة القرية المنتجة، والتي «نجحت» في مواجهة التحديات وفي مقدمتها الزيادة السكانية المطردة والتي تقدر بمليونين و200 ألف نسمة سنويا، على حد تعبيره، وشرح عبد الغفار الخطة التنفيذية للاستراتيجية الوطنية للغذاء والتغذية 2022 – 2030، التي تأتي في إطار «التزام الدولة المصرية بتحقيق الأمن الغذائي وتحسين التغذية، وتحسين الصحة العامة للمواطنين».
ومن الأمن الغذائي انتقل وزير الصحة المصري لاستعراض تأثيرات جائحة كوفيد - 19 على قطاع الصحة في مصر، وقال إن «الضغوط التي عانت منها الطواقم الطبية في مصر تتشابه مع معاناة الأطباء والممرضين في كل أنحاء العالم، وهي ضغوط لا يمكن اختصارها في التعرض للوباء فقط، بل تمتد إلى الآثار النفسية التي خلفتها الجائحة نتيجة الضغوط العصبية، والنفسية والقلق والاكتئاب».
وعرض عبد الغفار نتائج ورقة بحثية عالمية أظهرت «تعرض 67 في المائة من الطواقم الطبية، للضغوط العصبية والنفسية، أثناء العام الأول من الجائحة، لا سيما طواقم التمريض التي عانت من قلق مرضي واكتئاب، بسبب العمل ساعات طويلة في ظروف صعبة، إلى جانب فقدان بعض زملائهم».
ولفت وزير الصحة المصري إلى «وصمة العار» التي تسم الطب النفسي في مصر، وقال إن «بعض الفئات ما زالت تعتبر الذهاب لطبيب نفسي عاراً، ما دعا إلى إطلاق خطوط ساخنة للدعم النفسي أثناء الجائحة، ليس فقط للطواقم الطبية، ولكن لجميع المصريين».
وجدد عبد الغفار تأكيده على أهمية العامل الاقتصادي في أزمة الأطباء المصريين، وقال إن «الدولة تدرك ذلك جيداً، ولكن هناك عوامل أخرى تتسبب في هجرة الأطباء المصريين»، مشيرا إلى «العمل على حماية الطواقم الطبية من التعرض للعنف في المستشفيات، حيث يناقش البرلمان حاليا قانون المسؤولية الطبية، تقديرا لقيمة الأطباء المصريين كقوة بشرية ضاربة أثبتت كفاءتها في كافة النظم الصحية بالعالم».
وترصد التقارير الرسمية الصادرة عن نقابة الأطباء المصريين هجرة نحو 60 في المائة من الأطباء المسجلين بجداول النقابة، وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد أشار لهذه الأزمة في تصريحات سابقة، وقال إن «الأطباء يهاجرون بحثا عن رواتب وفرص حياة أفضل، لأن الدولة لا تستطيع منحهم راتبا جيدا».
وعلى هامش المؤتمر عقد وزير الصحة والسكان المصري، لقاء ونظيرته القطرية الدكتورة حنان الكواري، تناول سبل تعزيز التعاون بين الدولتين الشقيقتين، وقال الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، في بيان صحافي (الخميس)، إن «الجانبين توافقا على تبادل الخبرات في المجال الصحي، حيث تستعين دولة قطر بالخبرة المصرية لعمل دراسات ومسوح لعدد من الأمراض مثل «فيروس سي»، وسرطان الثدي، بينما تستفيد مصر بالتجربة القطرية في مجال تطبيق التأمين الصحي الشامل والرقمنة».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


الجزائر: نقض أحكام بإعدام 38 شخصاً في «قضية حرائق القبائل»

مدانون بالإعدام في قضية الانتماء إلى «ماك» وحرائق القبائل (الشرق الأوسط)
مدانون بالإعدام في قضية الانتماء إلى «ماك» وحرائق القبائل (الشرق الأوسط)
TT

الجزائر: نقض أحكام بإعدام 38 شخصاً في «قضية حرائق القبائل»

مدانون بالإعدام في قضية الانتماء إلى «ماك» وحرائق القبائل (الشرق الأوسط)
مدانون بالإعدام في قضية الانتماء إلى «ماك» وحرائق القبائل (الشرق الأوسط)

قال محامون في الجزائر إن المحكمة العليا قبلت طعناً بالنقض في قضية أثارت جدلاً كبيراً العام الماضي، تمثلت في إصدار محكمة الجنايات بالعاصمة حكماً بإعدام 38 شخصاً، بتهمة «إشعال النار في منطقة القبائل، بناءً على توجيهات من تنظيم إرهابي»، يُسمى «حركة الحكم الذاتي في القبائل».

صورة لنيران منطقة القبائل صيف 2021 (الشرق الأوسط)

وأكد المحامي والحقوقي الشهير، مصطفى بوشاشي، الذي ترافع لصالح بعض المتهمين، لصحافيين، أن أعلى غرفة الجنايات بأعلى هيئة في القضاء المدني نقضت، مساء أمس الخميس، الأحكام التي صدرت فيما بات يعرف بـ«قضية الأربعاء ناث إراثن»، وهي قرية ناطقة بالأمازيغية (110 كيلومترات شرق)، شهدت في صيف 2021 حرائق مستعرة مدمرة، خلفت قتلى وجرحى، وإتلافاً للمحاصيل الزراعية ومساحات غابات كبيرة، وعقارات ومبانٍ على غرار قرى أخرى مجاورة.

مبنى المحكمة العليا بأعالي العاصمة الجزائرية (الشرق الأوسط)

غير أن الحرائق ليست أخطر ما حدث يومها في نظر القضاء، فعندما كان سكان القرية يواجهون النيران بوسائلهم الخاصة البسيطة، تناهى إليهم أن شخصاً بصدد إضرام النار في بلدتهم عمداً، وفعلاً ألقت الشرطة بهذه الشبهة على ثلاثيني من منطقة بوسط البلاد، يُدعى جمال بن سماعين، فتوجهوا وهم في قمة الغضب إلى مقر الأمن، وكان الشاب في تلك الأثناء داخل سيارة الشرطة فأخرجوه منها، غير عابئين بالعيارات النارية، التي أطلقها رجال شرطة لثنيهم عن قتله، وأخذوه إلى الساحة العامة، فنكّلوا به وأحرقوا جثته، بينما كان يتوسل إليهم أن يخلوا سبيله، وبأنه حضر إلى القرية للمساعدة وليس لإشعال النار.

وجرى تصوير مشاهد التنكيل المروعة بكاميرات الهواتف النقالة، واعتقل الأمن لاحقاً كل الذين ظهروا في الصور.

جمال بن سماعين قُتل على أيدي سكان قرية التهمتها النيران (متداولة)

على أثر ذلك، طالبت قطاعات واسعة في المجتمع بـ«القصاص»، ورفع التجميد عن عقوبة الإعدام، التي تصدرها المحاكم دون أن تنفذ، وذلك منذ تطبيقه بحق 3 إسلاميين عام 1993، بتهمة تفجير مطار العاصمة صيف 1992 (42 قتيلاً). لكن أثبت التحقيق بأن بن سماعين لا يد له في الأحداث المأساوية.

وبثّ الأمن الجزائري «اعترافات» لعدد كبير من المعتقلين بعد الأحداث، أكدوا كلهم أنهم وراء النيران المستعرة، وبأنهم ارتكبوا الجريمة بأوامر من رئيس تنظيم «حركة الحكم الذاتي في القبائل»، المعروف اختصاراً بـ«ماك»، فرحات مهني، الذي يتحدر من المنطقة، ويقيم منذ سنوات طويلة بفرنسا بصفته لاجئاً سياسياً.

فرحات مهني المتهم بإشعال النار في منطقة القبائل (الشرق الأوسط)

وقال محامو المتهمين بعد تداول هذه «الاعترافات» إن القضاء «يبحث عن مسوّغ لإنزال عقوبة ثقيلة في حقهم»، وهو ما حدث بالفعل في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بإدانتهم بالإعدام. علماً بأن التهم وجهت لمائة شخص في هذه القضية، وحُكم على بعضهم بالسجن بين عام و5 سنوات مع التنفيذ، في حين نال آخرون البراءة.

وتمثلت التهم أساساً في «نشر الرعب في أوساط السكان بإشعال النيران»، و«الانتماء إلى منظمة إرهابية» تُدعى «ماك»، و«قتل شخص عن سبق إصرار والتنكيل بجثته»، و«القيام بأفعال إرهابية وتخريبية تستهدف أمن الدولة والوحدة الوطنية، واستقرار المؤسسات وسيرها العادي، عن طريق بث الرعب في أوساط السكان، وخلق جو انعدام الأمن»، وتم تثبيت الأحكام بعد استئنافها.

أما فرحات مهني فكذّب، في فيديو نشره بالإعلام الاجتماعي، التهمة المنسوبة إليه، وطالب بفتح تحقيق مستقل في الأحداث «من طرف جهة أجنبية».

وفي نظر عدد كبير من المحامين على صلة بهذا الملف، فإن القضاء يبحث من خلال نقض الأحكام عن «إصلاح أخطاء تسبب فيها بإصدار قرارات متسرعة»، وبأن القضاة «كانوا تحت ضغط رأي عام طالب بالقصاص». ووفق ما ينص عليه القانون، ستعاد محاكمة المتهمين في محكمة الجنايات بتشكيل قضاة غير الذين أدانوهم في المرة السابقة.