«توب شيف»... أول برنامج تلفزيوني عربي ينافس لكسب جائزة «إيمي»

مخرجه وسيم سكر لـ«الشرق الأوسط»: أصوره بلغة سينمائية

حكّام «توب شيف» المُرشّح للمنافسة على جائزة «إيمي»
حكّام «توب شيف» المُرشّح للمنافسة على جائزة «إيمي»
TT

«توب شيف»... أول برنامج تلفزيوني عربي ينافس لكسب جائزة «إيمي»

حكّام «توب شيف» المُرشّح للمنافسة على جائزة «إيمي»
حكّام «توب شيف» المُرشّح للمنافسة على جائزة «إيمي»

ظن مخرج «توب شيف» وسيم سكر، أن المنتج ربيع رمال يختبر أعصابه على طريقة مقالب الكاميرا الخفية، حين أخبره بترشح البرنامج لجائزة «إيمي» العالمية. «كانت صدمة»، يقول لـ«الشرق الأوسط» وهو ينسب التقدير إلى «إم بي سي»، صاحبة الإنتاج والعرض. مجرد الترشيح، مكافأة لجهد جماعي، أوقَف الفوز حليفاً أم شكل تحالفات أخرى. الكلام له.
فخرُه في التفات المحطة لفرادة ما يُقدم، فيتخطى كونه «برنامج طبخ». وصول «توب شيف» إلى العالمية كأول برنامج عربي ضمن فئة «البرامج التلفزيونية الترفيهية»، وسط ترشيحات تؤكد ضراوة المنافسة، يعكس رفع الرأس حيال نموذج مبتكر من العمل الإبداعي عالي المستوى. العين على 21 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، موعد إعلان النتيجة في نيويورك، برجاء ألا تُحجب حرارة التصفيق عمن يستحقها بعد مواسم ستة.
ينطق وسيم سكر بكلمة حق: «البرنامج عربي، تنتجه السعودية وتعرضه على شاشتها. فريق عمله متعدد الجنسية، وإن طغى لبنانيون. الجهود أيضاً من مصر والأردن وسوريا... المخرج لبناني. اللحظة العالمية في زيارة جماعية؛ والفوز، إن حصل، فلكل العرب».
ينقل تخصصه في اللغة السينمائية إلى برامجه، مع فارق أن «توب شيف» يُحلق بالخيال. في بداياته، لم تُسعف أحوال لبنان بلوغ أحلام السينمائيين مرحلة التحقق. كان الهم: «بدنا نشتغل ونعيش»، فدخل مجال التلفزيون، محملاً بهَم استجد: «التعبير بلغتي السينمائية». يرى التعبير «جزءاً أساسياً من مهنتنا»، فلا يكون المعروض مجرد صورة، إنما بُعد واختزالات.
رافق الخطوة الأولى في مشوار مستمر إلى اليوم بموسمه السادس. آنذاك، أرست محطة «إل بي سي» اللبنانية الموسمين الأولين، قبل انتقال المركب إلى بحار «إم بي سي». كان وسيم سكر أنهى «عرب أيدول»، فتفرغ لبرنامج طبخ المقصود منه، قبل محاكاة المعدة، استفزاز الخيال. لملم ثغر الموسمين وراقب الأخطاء، فيما أتاحت الشبكة السعودية فرصة لنفضة ترفع مرتبته. يمر في باله كلام قاله توقاً للأفضل: «شعرتُ أن لا بد من تغييرات ضرورية. تحمل مسؤولية برنامج بهذا الحجم، يضعني أمام احتمالين: الذهاب بالإبداع إلى النهاية، أو الاعتذار».
ثقة المحطة جعلته مرتاحاً لخطة مشتركة: «سنحلم ونحلق بعيداً». يفضل المخرج اللبناني أن تنطق أعماله بما يُعرف عنه، فكل ما يقوله عن نفسه هو أنه «يُكسر رأسه» ليولد مشروع يُشعره باكتفاء. يرفض ربط التلفزيون بالاستسهال، «فنقدم محتوى ساذجاً وصورة عابرة بحجة أن الجمهور يشاهد كل شيء. العمل بلا أبعاده ومزاياه، أُخرجه من القائمة».
فكر بـ«توب شيف» كـ«مسلسل درامي» أكثر من كونه برنامجاً عن طهاة يتنافسون على لقب. بشغف سينمائي، يقف وراء كاميرات أحد أكثر البرامج تحفيزاً للإلهام على الشاشات العربية. كلما هل موسم، رافقته إلى المنازل خيالات خلاقة، جمالية الصورة والكادرات، تحديات الذكاء وسرعة البديهة. خلطة بقيادة مخرج لا يفوته رد الجميل للفريق تحت ظل التلفزيون الحاضن.
لا يعني إخراجه «عرب أيدول» و«إنت مين»؛ بينهما «توب شيف» وجديد «إم بي سي»، «غنيلي بالجو»، أن الداخل يكتفي. هو يرتوي فحسب، لكن التضور للمزيد قدر الفنان. «أنا مجموعة هذه التجارب»، يقول وسيم سكر، مضيفاً إليها فيلمه القصير «بيروت 6:07» عن مقتلة المرفأ. هو الآخر ترشح العام الفائت عن فئة الأفلام القصيرة ضمن جوائز «إيمي»، فيختبر مخرجه طعم النجاح العريض للمرة الثانية.
يطالب بأقصى طاقات مَن يشاركونه صناعة البصمة التلفزيونية؛ «حد طلوع الروح أحياناً»، يعترف. لكنه، ألا يفكر، أسوة بمخرجين، الهجرة إلى المسلسلات القصيرة؟ بالنسبة إليه، لا أهمية لذلك، ما دام يقوى المخرج على اختبار جميع «أسلحته» في ميدانه: «همي إيصال ما أشاء، أكان عبر البرامج أم الدراما والسينما. ملعبي حالياً هو الإخراج التلفزيوني، أغادره حين أشعر بأنه بدأ يضيق. لا تغريني الخطوة المتسرعة وأؤمن بالتوقيت. اللاحق بالترند معرض للخسائر».
بحثه مستمر عن تقنيات جديدة وصورة مختلفة ولون فريد، يقول مَن يوصف حياته بكونها مسعى إلى تحديث المعرفة. فهو إن ارتاد حفلاً، عكر على نفسه المتعة بالتركيز على الإفادة من المشهد ومراكمة الوحي: «هذا عصر التقنيات، فإن سبقت الإنسان، زجته في الماضي».
«أتدخل في التفاصيل»؛ يعلن بأنه ليس مخرجاً تنتهي مهمته عند تركيب الكاميرات وأخذ اللقطة، ثم شكراً وإلى اللقاء. نحو عام كامل يتطلبه منه، والفريق، إنجاز برنامج «توب شيف» لتُلاقي المكانة السحر. قرابة عام كامل؟! رد صاحب السطور بدهشة. يشرح أن التحضير يتطلب شهرين، والتصوير كذلك، ليفترس المونتاج نحو 6 أشهر من عمر فريق يعمل طوال السنة ليُعرض البرنامج على مدى 3 أشهر مكثفة بإبهار تعبق به الصورة والمحتوى.
يضع جمالية المشهد في المرتبة الأولى لأي عمل يتسلم قيادته. تأثره بالسينما يجعل البصريات طاغية، علما بأنه يدرك أهمية التوازن مع المحتوى. سواء أكان البرنامج «ثقيلاً» أم سلساً لترويض الأيام؛ سر وسيم سكر على لسانه: «لا أجيد سوى العمل بجدية فأقدم أفضل ما لدي».


مقالات ذات صلة

مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

يوميات الشرق مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

انشغلت الأوساط الفنية في فرنسا بخبر تدهور صحة الممثلة المعتزلة بريجيت باردو ودخولها وحدة العناية المركزة في مستشفى «تولون»، جنوب البلاد. يحدث هذا بينما يترقب المشاهدون المسلسل الذي يبدأ عرضه الاثنين المقبل، ويتناول الفترة الأولى من صباها، بين سن 15 و26 عاماً.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق خالد يوسف: «سره الباتع» تعرّض لحملة ممنهجة

خالد يوسف: «سره الباتع» تعرّض لحملة ممنهجة

دافع المخرج المصري خالد يوسف عن مسلسله الأخير «سره الباتع» الذي عُرض في رمضان، قائلاً إنَّه تعرَّض لحملة هجوم ممنهجة. وربط يوسف في «سره الباتع» بين زمن الحملة الفرنسية على مصر (1798 - 1801)، وحكم «الإخوان المسلمين» قبل ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013، ورصد التشابه بينهما في سعيهما لتغيير «هوية مصر». ورأى يوسف، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أنَّ المصريين لديهم كما يبدو «قرون استشعار» لمسألة الهوية، و«هذا ما شعرت به من قراءاتي للتاريخ، وهو ما يفسّر لماذا ثاروا على الحملة الفرنسية، وعلى حكم (الإخوان) بهذه السرعة». وواجه المسلسل انتقادات عدة، بعضها يرتبط بالملابس وشكل جنود الحملة الفرنسية، لكن يوسف رد على

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق «سهير شو» مع معتصم النهار: المجتهد ونصيبه

«سهير شو» مع معتصم النهار: المجتهد ونصيبه

تعود العراقية سهير القيسي إلى «إم بي سي» بعد غياب. تُجدّد في الاتجاه، فيصبح حواراً في الفن بعد قراءة لنشرات الأخبار ولقاءات في السياسة. ضيف الحلقة الأولى من برنامجها «سهير شو من أربيل» الفنان السوري معتصم النهار. طفت محاولات نفضها الصورة «الجدّية» وإذعانها لبداية جديدة. تزامُن عرض الحلقة مع العيد برّر غلبة «الإنترتيمنت»؛ دبكة و«بوش آب» و«راب»، دفعها للتعليل الآتي لشخصيتها التي عهدها الناس وللحوارات العميقة. لعلّها مع تقدّم الحلقات لن تحتاج لجهد ساطع يثبت العفوية ويؤكد للآخرين أنها في موقعها. ستفسح المجال للانسياب فيعبّر عن نفسه وعنها.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق وسام فارس لـ «الشرق الأوسط» : «سفر برلك» كان نقلة نوعية لي

وسام فارس لـ «الشرق الأوسط» : «سفر برلك» كان نقلة نوعية لي

حقق الممثل وسام فارس حضوراً مميزاً في دراما رمضان 2023 المشتركة، وكاد أن يكون النجم اللبناني الوحيد الذي سطع في سمائها. وسام الذي تابعه المشاهد العربي قبيل موسم رمضان في مسلسل «الثمن» كان له حضوره المميز في العملين الدراميين الرمضانيين «سفر برلك» و«وأخيراً». وجاء اختياره في دور بطولي في «سفر برلك» بمثابة فرصة سانحة، ليطل على الساحة العربية مرة جديدة، ولكن من باب عمل تاريخي ضخم. هذا العمل يصنّفه فارس بالمتكامل الذي برز فيه مستوى عال في التصوير والإخراج بميزانية عالية رصدتها له الـ«إم بي سي». بدأ الاتصال بوسام فارس من أجل المشاركة في «سفر برلك» منذ عام 2018.

يوميات الشرق يامن الحجلي لـ «الشرق الأوسط» : لا أدخل مسلسلاً لست مقتنعاً بنصه

يامن الحجلي لـ «الشرق الأوسط» : لا أدخل مسلسلاً لست مقتنعاً بنصه

يتمتع الممثل يامن الحجلي، صاحب لقب «فارس الدراما السورية»، بخلفية درامية غنية، فإضافة إلى كونه كتب مسلسلات عدّة، فقد حقق نجاحات واسعة في عالم التمثيل، إذ قدّم، في 10 سنوات، أكثر من 30 مسلسلاً؛ بينها «الصندوق الأسود»، و«أرواح عارية»، و«أيام الدراسة»، و«طوق البنات»، و«هوا أصفر»، و«باب الحارة 7»، وغيرها... وهو يطلّ حالياً في مسلسل «للموت 3»، مجسداً شخصية «جواد»، الذي يُغرَم بإحدى بطلات العمل «سحر» (ماغي بوغصن). يؤدي الحجلي المشاهد بلغة جسد يتقنها، خصوصاً أنّ دوره تطلّب منه بدايةً المكوث على كرسي متحرك لإصابته بالشلل.


«إثراء» تكرّس مؤتمر الفن الإسلامي بالظهران «في مديح الفنان الحِرفي»

الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية والأمير سلطان بن سلمان في افتتاح مؤتمر الفن الإسلامي بمركز «إثراء» بالظهران (الشرق الأوسط)
الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية والأمير سلطان بن سلمان في افتتاح مؤتمر الفن الإسلامي بمركز «إثراء» بالظهران (الشرق الأوسط)
TT

«إثراء» تكرّس مؤتمر الفن الإسلامي بالظهران «في مديح الفنان الحِرفي»

الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية والأمير سلطان بن سلمان في افتتاح مؤتمر الفن الإسلامي بمركز «إثراء» بالظهران (الشرق الأوسط)
الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية والأمير سلطان بن سلمان في افتتاح مؤتمر الفن الإسلامي بمركز «إثراء» بالظهران (الشرق الأوسط)

افتتح الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز، أمير المنطقة الشرقية، اليوم الأحد، أعمال مؤتمر الفن الإسلامي بنسخته الثانية، بحضور الأمير سلطان بن سلمان، المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين، رئيس مجلس الأمناء لجائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد.

وينظم المؤتمر مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي «إثراء» بالظهران، بالتعاون مع جائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد، ويستمر حتى 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، تحت شعار «في مديح الفنان الحِرفي».

ويحضر المؤتمر باحثون في الفن والتاريخ الإسلامي، ومثقفون وضيوف من مختلف دول العالم،

ويهدف إلى دعم وإحياء التقاليد الفنية الإسلامية بتسليط الضوء على أعمال الحِرفيين المعاصرين الذين يُبقون هذه التقاليد الفنية والحِرفية على قيد الحياة.

الحرف رحلة تعلّم

وفي كلمته، ثمن المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين ورئيس مجلس أمناء جائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد الأمير سلطان بن سلمان آل سعود، جهود «أرامكو» في مجال الإرث والحضارة ودعم المشاريع التراثية في المنطقة الشرقية، مستعرضاً الأهمية التاريخية للحِرف بوصفها مليئة بالتراث الحضاري للمناطق، وذلك عطفاً على إنجازات المملكة في المحافل الدولية والعالمية بمشاركات متنوعة، سواء من مؤسسات ومعارض ومؤتمرات ذات بُعد تاريخي واجتماعي تصبّ في المنفعة المجتمعية.

وأكد «الأهمية التاريخية للحرف على أنها رحلة تعلم وليست إنجازات»، لافتاً، في الوقت نفسه، إلى «دور المتاحف في تعزيز التاريخ بوصفها وجهة رئيسية لكل دولة». وأشار إلى جهود المملكة في تسجيل واحة الأحساء بصفتها موقعاً تراثياً عالمياً في منظمة اليونسكو.

الحرفي شاعر صامت

وفي كلمته ذكر مدير مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي «إثراء» عبد الله الراشد أن مدرسة الفنون الإسلامية يكاد يغيب عنها الصانع، قائلاً: «القطع الإسلامية لا تعرف من صنعها، أما القطع المعاصرة فيُحتفى بالصانع، وكأن الحرفي في الفنون الإسلامية يود أن يبقى في الظل والخفاء»، مشيراً إلى أن «الحرفي شاعر صامت»، فمن هذا المنطلق حرص «إثراء» على إقامة هذا المؤتمر «في مديح الفنان الحرفي»، والذي «يحوي أوراقاً بحثية وجلسات حوارية ومعارض مصاحبة من أنحاء العالم؛ لنستكشف جمال الحرف الإسلامية وتأثيرها العميق على الثقافة الإنسانية، ولنعبر بتقدير عالٍ لمن يبدعون بأيديهم تراثنا وهويتنا ويصنعونها في زمن جل ما يلمس ويستخدم يصنع بالآلة، لذا أتينا بهذه المعارض لنحتفي باليد البشرية».

ولفت الراشد إلى إطلاق ثلاثة معارض متزامنة مع أعمال المؤتمر في القطع الأثرية والفنون الإسلامية والأزياء التراثية من حول العالم، في حين يتزامن إطلاق المؤتمر مع تسمية عام 2025 عام الحرف اليدوية الذي أطلقته وزارة الثقافة، مما يضيف بعداً خاصاً لهذه المناسبة.

وأضاف: «جهودنا في (إثراء) للعام المقبل تتضمن تقديم عشرات البرامج الكبرى والمعارض والورش؛ كلها حول الحرف اليدوية نستهدف فيها آلاف الزوار».

كود المساجد

بدوره، أعلن رئيس مجلس أمناء الفوزان لخدمة المجتمع عبد الله بن عبد اللطيف الفوزان، اعتماد كود المساجد في المملكة، والذي عملت عليه الجائزة بالشراكة مع وزارة الشؤون الإسلامية واللجنة الوطنية لكود البناء، مشيراً إلى أنه سيجري تدشينه في شهر يناير (كانون الثاني) المقبل.

وأشار إلى أن المؤتمر ملهم لإحياء الإرث الحضاري والتاريخي للأجيال القادمة، منوهاً، في الوقت نفسه، بالمكانة التي يتمتع بها الفنان الحرفي عبر العصور، لذا جاءت الجائزة بوصفها مرجعاً ثقافياً وفكرياً ومظلة حاضنة للمبادرات، والتي تحافظ على الموروث بوصفه رؤية مستقبلية.