ثلث الألمان لا يستطيعون تغطية نفقات «غير متوقعة»

«إيفو»: لا تلوح في الأفق أي نهاية للتضخم المرتفع

لافتة تعلن عن «خصم إضافي بنسبة 50 % على السلع المخفضة بالفعل» في برلين (أ.ف.ب)
لافتة تعلن عن «خصم إضافي بنسبة 50 % على السلع المخفضة بالفعل» في برلين (أ.ف.ب)
TT

ثلث الألمان لا يستطيعون تغطية نفقات «غير متوقعة»

لافتة تعلن عن «خصم إضافي بنسبة 50 % على السلع المخفضة بالفعل» في برلين (أ.ف.ب)
لافتة تعلن عن «خصم إضافي بنسبة 50 % على السلع المخفضة بالفعل» في برلين (أ.ف.ب)

أعلن مكتب الإحصاء الاتحادي في ألمانيا، أن النفقات غير المتوقعة تتجاوز الآن الموارد المالية المتاحة لنحو ثلث السكان. وذكر المكتب يوم الأربعاء أن 31.9 في المائة من سكان ألمانيا لم يتمكنوا العام الماضي من تدبير 1150 يورو أو أكثر من ميزانيتهم بصورة مفاجئة.
ووفقاً لحسابات الإحصائيين، كانت هذه المجموعة في ألمانيا أكبر من نظيرتها في فرنسا (27.6 في المائة)، وهولندا (15.1 في المائة). وبحسب البيانات، فإن أكثر من 40 في المائة من السكان في رومانيا وكرواتيا واليونان وقبرص ولاتفيا، ليس لديهم احتياطيات مالية كافية لتغطية نفقات كبيرة غير مخطط لها.
وذكر المكتب أن الدخل السنوي الصافي لنحو 40 في المائة من الألمان في عام 2021 كان يقل عن 22 ألف يورو. وبلغ صافي الدخل المعادل لنحو 20 في المائة من الألمان أقل من 16 ألفاً و300 يورو في العام الجاري. ويُقصد بالدخل المعادل نصيب الفرد من المدخرات في الأسرة متعددة الأفراد، حسب بيانات المكتب. في المقابل بلغ صافي الدخل السنوي لـ40 في المائة آخرين من السكان 28 ألفاً و400 يورو، أو أكثر.
ووفقاً للإحصائيين، فإن 40 في المائة من السكان ذوي الدخل الأدنى غالباً ما يشملون أفراداً من أُسر وحيدة العائل. وبلغ الدخل الصافي المعادل لنحو ثلثيهم أقل من 22 ألف يورو سنوياً في عام 2021، وبلغ صافي الدخل المعادل لدى ثلث آخر منهم أقل من 16300 يورو.
وهناك أيضاً عديد من البالغين الذين يعيشون بمفردهم في المجموعات ذات الدخل المنخفض، وأكثر من نصف هذه المجموعة (53.2 في المائة) يكسبون أقل من 22 ألف يورو سنوياً، وما يقرب من ثلثهم (32.2 في المائة) يقل دخلهم عن 16300 يورو. وبحسب البيانات، فإن حوالي نصف المتقاعدين (50.1 في المائة) كان لديهم دخل صافٍ يقل عن 22 ألف يورو في عام 2021، وحوالي ربعهم (24.6 في المائة) كان لديهم دخل صاف أقل من 16300 يورو.
ومن جهة أخرى، يتوقع معهد «إيفو» الألماني للبحوث الاقتصادية، استمرار ارتفاع الأسعار في ألمانيا في جميع القطاعات تقريباً خلال الأشهر المقبلة. وبحسب المسح الشهري الذي يجريه المعهد، تعتزم جميع الشركات العاملة في تجارة المواد الغذائية رفع الأسعار. ويتوقع خبراء المعهد في ميونيخ استمرار ارتفاع أسعار الغاز والكهرباء، وكذلك الأسعار في قطاع الضيافة. وقال تيمو فولميرسهويزر، المدير الاقتصادي للمعهد، يوم الأربعاء: «للأسف ليس من المرجح أن تنحسر موجة التضخم قريباً».
ويُجري معهد «إيفو» المسح شهرياً لعدة آلاف من الشركات، من أجل توقعاته الاقتصادية، والتي تتضمن أيضاً توقعات الأسعار. ووفقاً للمسح، يخطط جميع تجار المواد الغذائية لزيادة الأسعار، كما يخطط لذلك أيضاً أكثر من 92 في المائة من الصيدليات. وبالنسبة للزهور والنباتات، يعتزم فعل ذلك نحو 90 في المائة من التجار. أما بالنسبة للدراجات والأدوات المكتبية، فقد تجاوزت نسبة من يعتزمون زيادة الأسعار 80 في المائة. وفي قطاع الضيافة؛ بلغت النسبة أكثر من 87 في المائة، والفنادق 62 في المائة. ولا تختلف الأوضاع في بعض فروع الصناعة، مثل صناعة الملابس والصناعات الإلكترونية.
إضافة إلى ذلك، قال مكتب الإحصاء الاتحادي، الأربعاء، إن صادرات ألمانيا سجلت نمواً أكبر قليلاً من المتوقع في أغسطس (آب)، على الرغم من تباطؤ الاقتصاد العالمي، وارتفاع أسعار الفائدة ونقص المواد.
ومنح الطلب القوي من الولايات المتحدة والصين دفعة للصادرات الألمانية لتصل إلى 133.1 مليار يورو (132.59 مليار دولار) في أغسطس، بزيادة 1.6 في المائة عن الشهر السابق. كما زادت الواردات بأكثر من المتوقع؛ حيث ارتفعت 3.4 في المائة إلى 131.9 مليار يورو، لتواصل النمو للشهر السابع على التوالي. وتوقع استطلاع لـ«رويترز» زيادة الصادرات والواردات بنسبة 1.1 في المائة على أساس شهري. ورحب المحللون بأرقام أغسطس؛ لكنهم حذروا من أن تصبح الصادرات عبئاً على النمو وسط التوقعات الاقتصادية القاتمة. وقال كبير الخبراء الاقتصاديين في بنك «في بي»، توماس جيتزل، إن ارتفاع تكاليف الطاقة بسبب الحرب في أوكرانيا يبطئ الإنتاج المحلي، مما سيكون له تأثير سلبي على الصادرات. وأضاف: «مع قوة قطاع التصدير، فإن الاقتصاد الألماني مُعرَّض بشكل خاص للتضرر من تعثر الاقتصاد العالمي».


مقالات ذات صلة

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)
أوروبا رجل يلتقط صورة تذكارية مع ملصق يحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: «لماذا نريد مثل هذا العالم إذا لم تكن روسيا موجودة فيه؟» (رويترز)

«فليحفظ الرب القيصر»... مؤيدون يهنئون بوتين بعيد ميلاده الثاني والسبعين

وصف بعض المؤيدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«القيصر»، في عيد ميلاده الثاني والسبعين، الاثنين، وقالوا إنه أعاد لروسيا وضعها، وسينتصر على الغرب بحرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جندي أوكراني يجلس داخل دبابة ألمانية الصنع من نوع «ليوبارد 2 إيه 5» بالقرب من خط المواجهة (أ.ف.ب)

هل انتهى عصر الدبابات «ملكة المعارك» لصالح الطائرات المسيّرة؟

رغم أن الدبابات ساعدت أوكرانيا في التقدم داخل روسيا، تعيد الجيوش التفكير في كيفية صنع ونشر هذه الآليات القوية بعد أدائها المتواضع خلال الفترة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا بوتين يتحدث مع طلاب مدرسة في جمهورية توفا الروسية الاثنين (إ.ب.أ) play-circle 00:45

بوتين يتوعد الأوكرانيين في كورسك ويشدد على استمرار الحرب حتى تحقيق أهدافها

شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن الهجوم الأوكراني في كورسك لن يوقف تقدم جيشه في منطقة دونباس، متعهداً بمواصلة العمليات الحربية حتى تحقيق أهداف بلاده.

رائد جبر (موسكو)

الذهب يتراجع 3 % على خلفية تقارير عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله»

سبائك ذهبية معروضة في بورصة الذهب بسيول لدى كوريا الجنوبية (رويترز)
سبائك ذهبية معروضة في بورصة الذهب بسيول لدى كوريا الجنوبية (رويترز)
TT

الذهب يتراجع 3 % على خلفية تقارير عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله»

سبائك ذهبية معروضة في بورصة الذهب بسيول لدى كوريا الجنوبية (رويترز)
سبائك ذهبية معروضة في بورصة الذهب بسيول لدى كوريا الجنوبية (رويترز)

انخفضت أسعار الذهب بنحو 3 في المائة يوم الاثنين، كاسرةً بذلك موجة صعود استمرّت خمس جلسات إلى أعلى مستوياتها في نحو ثلاثة أسابيع؛ إذ أدت التقارير التي أفادت باقتراب إسرائيل من وقف إطلاق النار مع «حزب الله»، إلى جانب ترشيح الرئيس المنتخب دونالد ترمب لسكوت بيسنت وزيراً للخزانة الأميركية؛ إلى توتر جاذبية المعدن النفيس بوصفه ملاذاً آمناً.

وانخفض الذهب الفوري بنسبة 3 في المائة تقريباً إلى 2634.78 دولار للأونصة بحلول الساعة 10:25 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (15:25 بتوقيت غرينتش)، وهو أكبر انخفاض يومي بالنسبة المئوية منذ السادس من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.

وبينما تراجعت العقود الآجلة للذهب الأميركي بنسبة 2.8 في المائة إلى 2636.50 دولار، كانت أسعار الذهب مهيّأة لعمليات بيع بسبب استنفاد عمليات الشراء بعد ارتفاع الأسبوع الماضي.

وقال استراتيجي السلع لدى «تي دي سيكيوريتيز»، دانيال غالي، إن ترشيح سكوت بيسنت وزيراً للخزانة الأميركية قد أزال بعضاً من علاوة المخاطر المرتبطة بالولايات المتحدة. وأضاف: «الأكثر من ذلك، دفعت التقارير التي تفيد بأن إسرائيل ولبنان قد اتفقا على شروط اتفاق لإنهاء الصراع بين إسرائيل و(حزب الله) أسعار الذهب إلى مزيد من الانخفاض».

وقال المحلل في «يو بي إس»، جيوفاني ستاونوفو، إن بعض المتعاملين في السوق يرون أن بيسنت أقل سلبية في حال نشوب حرب تجارية. وسجلت السبائك أعلى مستوى لها منذ 6 نوفمبر في التعاملات الآسيوية المبكرة بعد الارتفاع الأسبوعي الذي سجّلته الأسبوع الماضي بنسبة 6 في المائة تقريباً، وهو أفضل مستوى لها منذ مارس (آذار) 2023، مدفوعة بتصاعد التوترات في الصراع الروسي - الأوكراني.

ويستعد المتداولون أيضاً لأسبوع محوري؛ إذ من المتوقع أن يقدّم محضر اجتماع «الاحتياطي الفيدرالي» في نوفمبر، ومراجعات الناتج المحلي الإجمالي الأميركي، وبيانات نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية؛ رؤى حول توقعات سياسة «البنك المركزي». وقال نائب الرئيس، كبير استراتيجيي المعادن في شركة «زانر» للمعادن، بيتر غرانت: «ما زلت أتوقع خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر (كانون الأول)، لكن المتحدثين الأخيرين في مجلس (الاحتياطي الفيدرالي) اتخذوا نبرة أكثر حذراً مع اقتراب عام 2025، مما قد يشكّل رياحاً معاكسة للذهب».

وانخفضت الفضة الفورية بنسبة 3.1 في المائة إلى 30.34 دولار للأونصة. وانخفض البلاتين بنسبة 1.8 في المائة إلى 946.40 دولار. كما انخفض البلاديوم بنسبة 2.3 في المائة إلى 985.75 دولار.