«تصاعد لافت» لتحركات «ميليشيا إيران» ضمن بادية حمص

«حزب الله» يستقدم تعزيزات إلى بلدة مهين... و«لواء فاطميون» ينقل طائرات مسيّرة إلى مطار تدمر

قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي خلال مراسم في طهران لتأبين 5 جنود إيرانيين قُتلوا في سوريا يوم 4 أغسطس الماضي (إ.ب.أ)
قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي خلال مراسم في طهران لتأبين 5 جنود إيرانيين قُتلوا في سوريا يوم 4 أغسطس الماضي (إ.ب.أ)
TT

«تصاعد لافت» لتحركات «ميليشيا إيران» ضمن بادية حمص

قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي خلال مراسم في طهران لتأبين 5 جنود إيرانيين قُتلوا في سوريا يوم 4 أغسطس الماضي (إ.ب.أ)
قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي خلال مراسم في طهران لتأبين 5 جنود إيرانيين قُتلوا في سوريا يوم 4 أغسطس الماضي (إ.ب.أ)

نشر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» (مقره بريطانيا) تقريراً طويلاً أمس، أكد فيه أن إيران والميليشيات التابعة لها تواصل «فرض هيمنتها المطلقة» في مناطق نفوذ النظام السوري و«تتغلغل في عمق البلاد، غير آبهة بأحد»، مشيراً إلى أن «لا الاستهدافات الجوية المتكررة من قبل إسرائيل أو التحالف الدولي يعيق من تواجدها ويحد منه، ولا حربها الباردة مع الروس، ولا أي شيء من هذا القبيل استطاع إعاقة تحركاتها».
وجاء في تقرير «المرصد» أنه «على العكس من ذلك، تشهد معظم المناطق السورية تحركات يومية للإيرانيين والميليشيات التابعة (لإيران)»، مشيراً إلى «سعي متواصل لترسيخ وجودها (إيران) بأساليب عدة، وخطة ممنهجة لتغيير ديمغرافية المناطق».
وسجّل «المرصد» تصاعداً كبيراً للتحركات العسكرية لميليشيات إيران في بادية حمص بوسط البلاد خلال شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، موضحاً أن «مناطق نفوذ الميليشيات الإيرانية في محافظة حمص وباديتها تحديداً شهدت تحركات عسكرية مكثفة خلال سبتمبر... حيث وصلت تعزيزات عسكرية لميليشيا (حزب الله) اللبناني إلى مدينة مهين بريف حمص الشرقي». وأضاف أن هذه التعزيزات تتألف من 5 سيارات دفع رباعي عليها رشاشات ثقيلة، إضافة إلى عدد من العناصر، مشيراً إلى أن القوات الجديدة استقرت في منطقة بمحيط مدينة مهين.
ولفت «المرصد» إلى أنه في الثالث من سبتمبر، «نقلت الميليشيات كميات من الأسلحة والصواريخ من مقراتها القريبة من منطقة الأوراس بريف حمص، إلى قرية خطاب بريف حماة، تحسباً لاستهدافها من قبل إسرائيل، حيث تم إفراغ تلك الأسلحة ضمن أماكن محصنة بالقرب من القرية».
وفي الرابع من سبتمبر، نقلت ميليشيا «فاطميون» الأفغانية عدداً من الطائرات المسيّرة الموجودة في عدة مواقع بمحيط مدينة تدمر الأثرية إلى مطار تدمر العسكري بريف حمص الشرقي، بحسب «المرصد»، الذي أوضح أن هذه الميليشيا خزّنت الطائرات المسيّرة داخل عدد من الهناجر المحصنة، وبدأت، تحت إشراف ضباط من «الحرس الثوري» الإيراني، بتدريب عدد من عناصرها على كيفية استخدامها ضمن مطار تدمر العسكري.
وفي 11 سبتمبر، تحدث «المرصد» عن وصول 35 عنصراً من «ميليشيا حزب الله السوري»، المدربة والمسلحة من قبل «حزب الله» اللبناني، مع عتادهم الكامل من أسلحة وآليات، إلى مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، قادمين من منطقة السخنة بالبادية السورية، حيث تمركزوا ضمن المدينة ومحيطها وأنشأوا نقاطاً لهم هناك، عقب تلقيهم معلومات عن استهداف تنظيم «داعش» أماكن تواجدهم في السخنة.
كما أشار «المرصد» إلى أن تعزيزات عسكرية للميليشيات الإيرانية انتقلت من دير الزور إلى بادية حمص الشرقية بتاريخ 19 سبتمبر، حيث وصلت قوات من «لواء فاطميون» الأفغاني وميليشيا «حزب الله العراقي» إلى منطقة تقع بين قرية آرك وحقل آرك للغاز، على بعد نحو 35 كيلو متراً من مدينة تدمر، قرب أوتستراد تدمر - دير الزور، وذلك بغية حماية الحقل من هجمات واستهدافات محتملة قد تنفذها خلايا تنظيم «داعش».
كذلك تحدث «المرصد» عن تحويل ميليشيا «فاطميون» ما يعرف بـ«ملعب الصناعة» ضمن مدينة تدمر، إلى مركز تدريب على السلاح خاص بعناصرها فقط. كما افتتحت ورشة ضمن الملعب لإصلاح السيارات.
وشهد يوم الخامس من سبتمبر تطوراً يُعد الأول من نوعه ضمن الأراضي السورية، بحسب «المرصد»، حيث افتتح فيه «الحرس الثوري» الإيراني «مركزاً خاصاً بالمعلومات والتوثيق (مركز استخبارات) في أحد المقرات القريبة من مستشفى تدمر الوطني».
وأضاف «أن مهمة المركز جمع معلومات عن «الجهات المعادية» لهم، ويعتبر المركز مرجعية لكافة الميليشيات الإيرانية التي تنتشر في ريف حمص الشرقي».
وبالنسبة لتحركات ميليشيات إيران في منطقة شرق الفرات، قال «المرصد» إن هذه الميليشيات نقلت في الثالث من سبتمبر منصات الصواريخ التي نصبتها قرب «مدرسة عبد المنعم رياض» في مدينة الميادين، باتجاه محطة ضخ النفط الثانية جنوب محافظة دير الزور، كما نقلت مدافع ميدانية إلى مواقع جنوب غربي محافظة دير الزور، وبلغ عددها 10 مدافع ثقيلة، مع طواقمها ومدربين للطبوغرافيا والتعامل مع الإحداثيات من الجنسية اللبنانية، وذلك خوفاً من استهدافها جواً من قبل «التحالف الدولي».
وأضاف أن ميليشيا «حزب الله» اللبناني عمدت «إلى اعتقال العشرات من عناصرها السوريين وتسليمهم إلى قوات النظام، قسم منهم لسحبهم للخدمة الإلزامية، والقسم الآخر ويقدر عددهم بنحو 20، بتهمة التعامل مع التحالف الدولي، حيث يتخوف حزب الله من عدم ولاء العناصر السوريين المنضوين في صفوفه».


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الجيش الإسرائيلي: «حماس» قتلت 6 رهائن استُعيدت جثثهم في أغسطس

صور لعدد من المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة بمدينة نيويورك الأميركية 3 ديسمبر 2024 (رويترز)
صور لعدد من المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة بمدينة نيويورك الأميركية 3 ديسمبر 2024 (رويترز)
TT

الجيش الإسرائيلي: «حماس» قتلت 6 رهائن استُعيدت جثثهم في أغسطس

صور لعدد من المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة بمدينة نيويورك الأميركية 3 ديسمبر 2024 (رويترز)
صور لعدد من المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة بمدينة نيويورك الأميركية 3 ديسمبر 2024 (رويترز)

قال الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، إن الرهائن الستة الذين تمت استعادة جثثهم في أغسطس الماضي قُتلوا على يد مقاتلين من حركة «حماس»، «في وقت قريب» من توقيت ضربة إسرائيلية نُفذت في فبراير (شباط) في المنطقة نفسها بقطاع غزة، حسبما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء.

كان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في يونيو (حزيران) الماضي، تحرير أربعة محتجزين في عملية عسكرية موسعة شملت قصفاً مكثفاً على مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة، وصفها الرئيس الفلسطيني محمود عباس «بمجزرة» راح ضحيتها 210 قتلى وأكثر من 400 مصاب من المدنيين الفلسطينيين.

وقالت حركة «حماس»، الاثنين، إن 33 أسيراً إسرائيلياً قُتلوا إجمالاً، وفُقدت آثار بعضهم بسبب استمرار الحرب التي بدأت على القطاع في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي.

وحذرت «حماس» إسرائيل من أنه باستمرار الحرب على قطاع غزة «قد تفقدون أسراكم إلى الأبد».