تحذير أميركي لروسيا والصين من التدخل في الانتخابات النصفية

ترامب خلال تقديمه في برنامج عن الانتخابات الرئاسية على محطة «سي إن إن» في 15 ديسمبر 2015 (أ.ف.ب)
ترامب خلال تقديمه في برنامج عن الانتخابات الرئاسية على محطة «سي إن إن» في 15 ديسمبر 2015 (أ.ف.ب)
TT

تحذير أميركي لروسيا والصين من التدخل في الانتخابات النصفية

ترامب خلال تقديمه في برنامج عن الانتخابات الرئاسية على محطة «سي إن إن» في 15 ديسمبر 2015 (أ.ف.ب)
ترامب خلال تقديمه في برنامج عن الانتخابات الرئاسية على محطة «سي إن إن» في 15 ديسمبر 2015 (أ.ف.ب)

مع قرب الانتخابات النصفية في الثامن من الشهر المقبل، دق المسؤولون الفيدراليون ناقوس الخطر، محذرين من نية الصين وروسيا التدخل في الانتخابات.
وقال المسؤولون إن روسيا تعمل لتعزيز الشكوك المحيطة بنزاهة الانتخابات، وترويج الادعاءات بالغش في الانتخابات السابقة التي لا تزال تتردد على لسان الرئيس السابق دونالد ترمب وبعض المرشحين الجمهوريين، فيما تعمل الصين على استهداف السياسيين المعارضين لمصالحها.
وأشار مسؤول في مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) في تصريحات للصحافيين الاثنين، إلى أن روسيا تعمل على تضخيم المواضيع المتداولة على الإنترنت تحديداً تلك المتعلقة بالتشكيك في نزاهة الانتخابات الأميركية. وقال إن الصين تركز جهودها على «مرشحين معينين تعتبر أنهم يهددون مصالحها في الولايات المتحدة». ورغم هذه التحركات، لا يبدو أن أياً من البلدين تمكن من اختراق بنية الانتخابات التحتية، بحسب المسؤول نفسه.
تتزامن هذه التحذيرات مع خطوات تصعيدية اعتمدها الرئيس السابق لمواجهة «نشر معلومات مغلوطة عن انتخابات العام 2020». فبعد أن رفع ترمب دعوى قضائية بحق شبكة «سي إن إن» بتهمة «التشهير» به مطالباً بتعويض قدره 475 مليون دولار، هدد الرئيس السابق برفع المزيد من الدعاوى القضائية بحق وسائل إعلامية مختلفة. وقال ترمب في بيان إنه سيقاضي الوسائل الإعلامية بسبب «نشرها أخباراً مغلوطة حول الانتخابات»، مضيفاً «في الأسابيع والأشهر المقبلة، سوف نقدم دعاوى قضائية ضد عدد كبير من وسائل الإعلام التي تروج أخباراً كاذبة وتشهر بي، بسبب هجومها الذي نشر أخباراً مغلوطة عن الانتخابات الرئاسية في العام 2020». واتهم الرئيس السابق الوسائل الإعلامية بالتشهير به والكذب على الأميركيين لـ«إخفاء أدلة قاطعة على وجود غش في انتخابات العام 2020».
ولم يتوقف ترمب عند هذا الحد، بل هدد كذلك بمقاضاة لجنة السادس من يناير (كانون الثاني) التي تحقق في أحداث اقتحام الكابيتول، وعزا السبب إلى أن اللجنة «لم تحقق بادعاءاته بوجود غش في الانتخابات»، قائلاً: «اللجنة رفضت الاعتراف بأنني وقبل أيام من السادس من يناير، قدمت توصيات وسمحت بنشر آلاف العناصر للحرص على أمن الكابيتول وسلامته».
بالإضافة إلى هجومه المكثف على الوسائل الإعلامية والديمقراطيين، شن ترمب هجمات من نوع مختلف على خصومه من الجمهوريين، خاصة زعيمهم في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل. آخر هذه الهجمات ورد بعد إقرار الكونغرس للتمويل المؤقت للمرافق الفيدرالية الأسبوع الماضي، حين قال ترمب إن «سبب موافقة مكونيل على تريليونات الدولارات من المشاريع التي طرحها الديمقراطيون هو أنه يكره دونالد ترمب». وتابع: «مكونيل لديه أمنية بالموت. يجب أن يسعى للمساعدة من زوجته المحبة للصين كوكو تشاو».
تصريحات مشبعة بمعان مبطنة، فسرها الكثيرون على أنها تحريض على إيذاء زعيم الأقلية وزوجته إيلين تشاو المولودة في تايوان والتي كانت وزيرة مواصلات في عهد ترمب.
ووصفت النائبة الجمهورية ليز تشيني تصريحات ترمب بـ«المقززة والعنصرية». وانتقدت تشيني، وهي نائبة رئيس لجنة التحقيق بأحداث اقتحام الكابيتول، صمت الجمهوريين حيال هذه التصريحات، وقالت: «الرئيس السابق دونالد ترمب تفوه بكلمات قد تؤدي إلى أعمال عنف ضد زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، ثم شن هجوماً مقززاً وعنصرياً ضد زوجته الوزيرة السابقة تشاو… يجب أن نعترض بشكل علني على هذه التصريحات ونقول إنها غير مقبولة».


مقالات ذات صلة

إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

أدانت محكمة أميركية، الخميس، 4 أعضاء في جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، بالتآمر لإثارة الفتنة؛ للدور الذي اضطلعوا به، خلال اقتحام مناصرين للرئيس السابق دونالد ترمب، مقر الكونغرس، في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021. وفي محاكمة أُجريت في العاصمة واشنطن، أُدين إنريكي تاريو، الذي سبق أن تولَّى رئاسة مجلس إدارة المنظمة، ومعه 3 أعضاء، وفق ما أوردته وسائل إعلام أميركية. وكانت قد وُجّهت اتهامات لتاريو و4 من كبار معاونيه؛ وهم: جوزف بيغز، وإيثان نورديان، وزاكاري ريل، ودومينيك بيتسولا، بمحاولة وقف عملية المصادقة في الكونغرس على فوز الديمقراطي جو بايدن على خصمه الجمهوري دونالد ترمب، وفقاً لما نق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ زيلينسكي: واشنطن لم تخطرني بالتسريبات الاستخباراتية

زيلينسكي: واشنطن لم تخطرني بالتسريبات الاستخباراتية

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لصحيفة «واشنطن بوست»، إن الحكومة الأميركية لم تُبلغه بنشر المعلومات الاستخباراتية ذات الأصداء المدوِّية على الإنترنت. وأضاف زيلينسكي، للصحيفة الأميركية، في مقابلة نُشرت، أمس الثلاثاء: «لم أتلقّ معلومات من البيت الأبيض أو البنتاغون مسبقاً، لم تكن لدينا تلك المعلومات، أنا شخصياً لم أفعل، إنها بالتأكيد قصة سيئة». وجرى تداول مجموعة من وثائق «البنتاغون» السرية على الإنترنت، لأسابيع، بعد نشرها في مجموعة دردشة على تطبيق «ديسكورد». وتحتوي الوثائق على معلومات، من بين أمور أخرى، عن الحرب التي تشنّها روسيا ضد أوكرانيا، بالإضافة إلى تفاصيل حول عمليات التجسس الأميرك

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ موفدة أميركية تحض البرازيل على دعم أوكرانيا بوجه روسيا «المتنمرة»

موفدة أميركية تحض البرازيل على دعم أوكرانيا بوجه روسيا «المتنمرة»

دعت موفدة أميركية رفيعة المستوى أمس (الثلاثاء)، البرازيل إلى تقديم دعم قوي لأوكرانيا ضد روسيا «المتنمرة»، لتثير القلق من جديد بشأن تصريحات سابقة للرئيس البرازيلي حمّل فيها الغرب جزئياً مسؤولية الحرب، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. والتقت ليندا توماس – غرينفيلد، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، التي تزور برازيليا، مع وزير الخارجية ماورو فييرا، وزوجة الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، لكن لم يجمعها أي لقاء بالرئيس اليساري نفسه. وفي كلمة ألقتها أمام طلاب العلاقات الدولية بجامعة برازيليا، قالت الموفدة الأميركية إن نضال أوكرانيا يتعلق بالدفاع عن الديمقراطية. وأضافت: «إنهم يقاتلون ضد متنمر

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

حذرت كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون من أن الاتفاق بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لتعزيز الردع النووي ضد بيونغ يانغ لن يؤدي إلا إلى «خطر أكثر فداحة»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. كانت واشنطن وسيول حذرتا الأربعاء كوريا الشمالية من أن أي هجوم نووي تطلقه «سيفضي إلى نهاية» نظامها. وردت الشقيقة الشديدة النفوذ للزعيم الكوري الشمالي على هذا التهديد، قائلة إن كوريا الشمالية مقتنعة بضرورة «أن تحسن بشكل أكبر» برنامج الردع النووي الخاص بها، وفقا لتصريحات نقلتها «وكالة الأنباء الكورية الشمالية» اليوم (السبت).

«الشرق الأوسط» (بيونغ يانغ)
الولايات المتحدة​ زعيم المعارضة الفنزويلية: كولومبيا هددت بترحيلي

زعيم المعارضة الفنزويلية: كولومبيا هددت بترحيلي

قال رئيس المعارضة الفنزويلية، خوان غوايدو، إن كولومبيا هددت بترحيله بعدما فرَّ من الملاحقة إلى بوغوتا، حسبما ذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء، أمس (الخميس). وذكر غوايدو أن صوته «لم يكن مسموحاً بسماعه» في كولومبيا، حيث استضاف الرئيس جوستافو بيترو قمة دولية الأسبوع الحالي، في محاولة لحل الأزمة السياسية الفنزويلية. وقال غوايدو للصحافيين في ميامي إنه كان يأمل في مقابلة بعض مَن حضروا فعالية بيترو، لكن بدلاً من ذلك رافقه مسؤولو الهجرة إلى «مطار بوغوتا»، حيث استقل طائرة إلى الولايات المتحدة. وقامت كولومبيا بدور كمقرّ غير رسمي لسنوات لرموز المعارضة الفنزويلية الذين خشوا من قمع حكومة الرئيس نيكولاس مادورو

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)

من الفيضانات إلى حرائق الغابات: لماذا تلاحق الكوارث كاليفورنيا؟

فرق الإطفاء تكافح حريقاً في لوس أنجليس (أ.ب)
فرق الإطفاء تكافح حريقاً في لوس أنجليس (أ.ب)
TT

من الفيضانات إلى حرائق الغابات: لماذا تلاحق الكوارث كاليفورنيا؟

فرق الإطفاء تكافح حريقاً في لوس أنجليس (أ.ب)
فرق الإطفاء تكافح حريقاً في لوس أنجليس (أ.ب)

عانى جنوب كاليفورنيا من كميات مياه ضخمة قبل أقل من عام. بدأت الأمطار الغزيرة تتساقط في ديسمبر (كانون الأول) وبلغت ذروتها في أوائل فبراير (شباط) الماضي. كان شتاءً حافلاً بالعواصف التي غمرت الطرق والسيارات وأثارت مئات الانهيارات الطينية.

أما الآن، فتأرجح الطقس في الاتجاه الآخر.

اجتاح الجفاف المناظر الطبيعية في جنوب كاليفورنيا بعد أحد أكثر فصول الصيف حرارةً في المنطقة على الإطلاق، والبداية الأكثر جفافاً لموسم الأمطار على الإطلاق. لقد حول كل النباتات التي نمت في أمطار الشتاء الغزيرة إلى فتيل أشعل أسبوعاً لا يمكن تصوره: انتشرت حرائق الغابات خارج نطاق السيطرة في جميع أنحاء أحياء منطقة لوس أنجليس، مدفوعة بعاصفة رياح تحدث مرة واحدة كل عقد.

وقال دانييل سوين، عالم المناخ بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس: «لو شهدنا هطول أمطار غزيرة أو واسعة النطاق في الأسابيع والأشهر التي سبقت هذا الحدث، لما رأينا مدى الدمار الذي نشهده حالياً».

وكاليفورنيا معرضة بشكل فريد لأسوأ ما يلقيه تغير المناخ الناجم عن الإنسان علينا. مناخ البحر الأبيض المتوسط ​​في الولاية تحكمه بالفعل الظواهر المتطرفة؛ فالصيف خالٍ من الأمطار وتهطل غالبية الأمطار في الشتاء. لذا فإن حتى التحولات الصغيرة في أنماط الطقس يمكن أن تدفع الولاية إلى فترات من الفيضانات أو الجفاف الذي يحرق المناظر الطبيعية.

أصبحت هذه التقلبات الهائلة من الظروف الجافة إلى الرطبة إلى الجافة - المعروفة باسم «التقلبات الجوية» - أكثر تواتراً مع ارتفاع درجة حرارة الكوكب، وفقاً لدراسة نُشرت يوم الخميس في مجلة «Nature»، وتؤدي هذه التقلبات إلى تفاقم شدة واحتمالات المخاطر مثل حرائق الغابات والفيضانات المفاجئة.

تسببت سلسلة العواصف الغزيرة في كاليفورنيا في الشتاء الماضي بزيادة بنمو النباتات، مما أدى إلى ما قدر سوين أنه ضعف متوسط ​​كمية الغطاء النباتي في المنطقة. وأصبح ذلك بمثابة الوقود لحرائق هذا الأسبوع.

قال سوين، الذي شارك في تأليف الدراسة: «لقد أدى هذا التسلسل من الارتداد في كاليفورنيا إلى زيادة خطر الحرائق مرتين: أولاً، من خلال زيادة كبيرة في نمو العشب والشجيرات القابلة للاشتعال في الأشهر التي سبقت موسم الحرائق، ثم تجفيفها إلى مستويات عالية بشكل استثنائي مع الجفاف الشديد والدفء الذي أعقب ذلك».

الطقس الجاف للغاية كافٍ لإشعال حرائق الغابات. لكن حرائق هذا الأسبوع كانت مشحونة بقوة غير عادية بسبب عاصفة رياح سانتا آنا القوية، وهي إضافة مدمرة إلى الوصفة الخطيرة بالفعل. انتقلت النيران من منزل إلى آخر بواسطة هبات الرياح التي بلغت سرعتها 100 ميل في الساعة، مما يجعل من المستحيل على رجال الإطفاء السيطرة على الحرائق سريعة الحركة.

لقطة جوية تُظهر المنازل المحترقة أثناء حريق باليساديس في لوس أنجليس (أ.ف.ب)

وكلما تأخر هطول الأمطار الشتوية، كلما أصبحت كاليفورنيا ومناخها المتوسطي عرضة لسلوكيات الحرائق المتطرفة.

كان موسم الحرائق في كاليفورنيا ينتهي تاريخياً في أكتوبر (تشرين الأول)، عندما تصطدم الأعشاب والشجيرات التي تحولت إلى فتيل بفعل حرارة الصيف برياح «سانتا آنا»، قبل وصول أمطار الشتاء.

لكن عاصفة الحرائق في لوس أنجليس هي أحدث مثال على عدم وجود موسم حرائق بعد الآن في عالم دافئ.

وفقاً لسوين، كانت هذه بداية الشتاء الأكثر جفافاً على الإطلاق في جنوب كاليفورنيا، ويحذر خبراء الأرصاد الجوية من أن المنطقة ستظل معرضة لخطر «حرائق كبيرة أعلى من المعدل الطبيعي» حتى يناير.

وستظل الحرائق العنيفة محتملةً حتى يتحول الطقس المتطرف إلى رطب وتتلقى كاليفورنيا أمطاراً غزيرة في الشتاء، حيث إن تغير المناخ يجعل التنبؤ بموعد حدوث ذلك أكثر صعوبة.