البنتاغون: القوات الروسية الآن في حالة «انحناء دفاعي»

قوات روسية ضئيلة من التعبئة وصلت «لكن في نهاية المطاف» ستنتشر في أوكرانيا

جنديان روسيان في أوكرانيا (أ.ب)
جنديان روسيان في أوكرانيا (أ.ب)
TT

البنتاغون: القوات الروسية الآن في حالة «انحناء دفاعي»

جنديان روسيان في أوكرانيا (أ.ب)
جنديان روسيان في أوكرانيا (أ.ب)

أكد مسؤول دفاعي أميركي كبير أن الهجوم الأوكراني المضاد، (الذي بدأ قبل أكثر من شهر)، خصوصاً في جنوب البلاد، وضع القوات الروسية في حالة «انحناء دفاعي».
وأضاف في إحاطة صحافية، مساء الاثنين، في البنتاغون، أن أوكرانيا «تشن في منطقة خيرسون هجومها المضاد، فيما الروس هم في الأساس في حالة انحناء دفاعي. ورغم أنه من الواضح أنهم يقاتلون، لكنهم في حالة دفاع، على عكس منطقة الشمال الأعلى قرب باخموت، حيث الوضع أسوأ بكثير بالنسبة للروس».
وقال المسؤول إنه في شمال أوكرانيا، دخلت القوات الأوكرانية مدينة ليمان وتسيطر الآن على المدينة، بعد أن انسحبت روسيا منها. وأضاف: «تقديرنا أن كثيراً من هذه القوات الروسية قد تراجع نحو كريمينا، شرق ليمان مباشرة، ومن المرجح أن يُعطِي الأولوية لهذا الموقع؛ للحفاظ على الخط ومحاولة وقف المزيد من التقدم الأوكراني».
وأكد المسؤول أن القوات الروسية كانت تستخدم ليمان مركزاً لوجستياً؛ لذا فإن تحريرها من قبل أوكرانيا يعد إنجازاً عملياً مهماً». وقال إن خسارة ليمان تشكل تحدياً لوجستياً كبيراً للروس؛ لأنه يؤثر في القدرة على إعادة الإمداد على طول الخط الأمامي للقوات». وأضاف: «في أي وقت تخسر فيه هذا النوع من مراكز القيادة، سيؤثر ذلك في قدرتك على الاستجابة بسرعة، وسيؤثر ذلك في قدرتك بشكل أساسي على دفع وتيرة العمليات».
وأكد المسؤول الدفاعي أن الروس يواصلون إطلاق نيران المدفعية على المنطقة المحيطة بكوبيانسك، لكن الأوكرانيين يواصلون الدفاع عن المنطقة، في حين يستمر القتال العنيف في باخموت، حيث تحاول القوات الروسية التقدم غرباً.
وشدد على أنه في الساعات الأخيرة «لم تحدث تحولات كبيرة على الأرض، حيث تواصل القوات الأوكرانية الحفاظ على خطوطها القتالية هناك». وأضاف أنه قرب خيرسون، تمكنت القوات الأوكرانية، خلال عطلة نهاية الأسبوع، من تحرير قريتين، بما في ذلك أرخانيلسكي وميروليوبيفكا، وكلتاهما قريبة من نهر دنيبر.
من جهة أخرى، قال هذا المسؤول إن الروس يهدفون إلى تجنيد نحو 300 ألف جندي جديد لزيادة القوات الموجودة بالفعل في أوكرانيا. لكن حتى الآن، «لم تشهد وزارة الدفاع سوى وصول أعداد قليلة من تلك القوات الجديدة، رغم أنهم سيصلون في نهاية المطاف».
وأضاف: «نعلم أنهم يتطلعون إلى حشد ما يزيد على 300 ألف جندي، وأنه كما تعلمون، مع استمرار هذه التعبئة، نتوقع تماماً أن توزع بعض هذه القوات في نهاية المطاف على مواقع داخل أوكرانيا في وقت ما في المستقبل»، لكن «بشكل عام، رأينا أعداداً صغيرة نسبياً في هذه المرحلة. وبعبارة أخرى، نحن لا نتحدث عن دخول قوات بحجم لواء إلى أوكرانيا. نحن نرى بعض القوات البديلة تأتي للمساعدة؛ لأنهم مستنزفون، ولأنهم عادوا لمحاولة دعم بعض الخطوط الدفاعية. لكن لا شيء على نطاق واسع في هذه المرحلة من اللعبة».
من جهة أخرى، انتقدت سيليست والاندر، مساعدة وزير الدفاع الأميركي لشؤون الأمن الدولي، ما وصفته بالأنظمة الاستبدادية، التي «تخلق حوافز للقادة لعدم إخبار رئيسهم بالحقيقة، بما في ذلك الأخبار السيئة». وأضافت في مداخلة في «مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية»، أن هذا الأمر يحدث في روسيا اليوم.
وقالت والاندر: «الأنظمة الاستبدادية لا تمتلك أحياناً آليات ردود الفعل المزعجة، مثلما يحصل في الدول الديمقراطية التي دائماً ما تكون بنّاءة لها». وأضافت قائلة: «لا يمكنك اتخاذ قرارات جيدة إذا لم تكن لديك معلومات جيدة. ولا يمكنك الحصول على معلومات جيدة إذا لم يكن لديك مجموعة متنوعة من الآراء والقدرة على استجواب نفسك، وإعادة تقييمها وتصحيحها بالطبع».
وقالت إنه على مدى العقدين الماضيين، أنشأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «هيكلاً صارماً وهشاً ينجح فيه فقط أصحاب التفكير المماثل؛ حيث يحيط به أشخاص يفكرون مثله، وأي شخص كان على استعداد لرفع رأسه ليقول: (ربما هذه ليست فكرة جيدة)، وجد نفسه في أحسن الأحوال، يتعرض للطرد».
وأوضحت: «إن من السمات المهمة للقائد الجيد أن يكون مستمعاً جيداً. سمة أخرى مهمة هي أن تكون قادراً على إنشاء فريق جيد وتساهم معه». وأضافت أن هناك فائدة أخرى للولايات المتحدة في مواجهة الأنظمة الاستبدادية، وهي أن الولايات المتحدة كانت وما زالت لاعباً عالمياً ممتازاً في بناء الفريق، ولاعباً جماعياً». مشيرة إلى أنه نتيجة لذلك، انضم العشرات من الحلفاء والشركاء إلى دعم الولايات المتحدة في مساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها ضد الغزو غير المشروع من روسيا.


مقالات ذات صلة

إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

العالم إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

أعلنت السلطات المعينة من روسيا في القرم إسقاط طائرة مسيرة قرب قاعدة جوية في شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا، في حادثة جديدة من الحوادث المماثلة في الأيام القليلة الماضية. وقال حاكم سيفاستوبول ميخائيل رازفوجاييف على منصة «تلغرام»: «هجوم آخر على سيفاستوبول. قرابة الساعة 7,00 مساء (16,00 ت غ) دمرت دفاعاتنا الجوية طائرة من دون طيار في منطقة قاعدة بيلبيك».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

حذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل روسيا، اليوم الخميس، من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين الذي اتهمت موسكو كييف بشنّه، لتكثيف هجماتها في أوكرانيا. وقال بوريل خلال اجتماع لوزراء من دول الاتحاد مكلفين شؤون التنمي«ندعو روسيا الى عدم استخدام هذا الهجوم المفترض ذريعة لمواصلة التصعيد» في الحرب التي بدأتها مطلع العام 2022. وأشار الى أن «هذا الأمر يثير قلقنا... لأنه يمكن استخدامه لتبرير تعبئة مزيد من الجنود و(شنّ) مزيد من الهجمات ضد أوكرانيا». وأضاف «رأيت صورا واستمعت الى الرئيس (الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
العالم هجوم بطائرة مسيرة يستهدف مصفاة «إلسكاي» جنوب روسيا

هجوم بطائرة مسيرة يستهدف مصفاة «إلسكاي» جنوب روسيا

ذكرت وكالة «تاس» الروسية للأنباء، صباح اليوم (الخميس)، نقلاً عن خدمات الطوارئ المحلية، أن حريقاً شب في جزء من مصفاة نفط في جنوب روسيا بعد هجوم بطائرة مسيرة. وقالت «تاس»، إن الحادث وقع في مصفاة «إلسكاي» قرب ميناء نوفوروسيسك المطل على البحر الأسود. وأعلنت موسكو، الأربعاء، عن إحباط هجوم تفجيري استهدف الكرملين بطائرات مسيرة، وتوعدت برد حازم ومباشر متجاهلة إعلان القيادة الأوكرانية عدم صلتها بالهجوم. وحمل بيان أصدره الكرملين، اتهامات مباشرة للقيادة الأوكرانية بالوقوف وراء الهجوم، وأفاد بأن «النظام الأوكراني حاول استهداف الكرملين بطائرتين مسيرتين».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم روسيا تتعرض لهجمات وأعمال «تخريبية» قبل احتفالات 9 مايو

روسيا تتعرض لهجمات وأعمال «تخريبية» قبل احتفالات 9 مايو

تثير الهجمات وأعمال «التخريب» التي تكثّفت في روسيا في الأيام الأخيرة، مخاوف من إفساد الاحتفالات العسكرية في 9 مايو (أيار) التي تعتبر ضرورية للكرملين في خضم حربه في أوكرانيا. في الأيام الأخيرة، ذكّرت سلسلة من الحوادث روسيا بأنها معرّضة لضربات العدو، حتى على بعد مئات الكيلومترات من الجبهة الأوكرانية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. تسببت «عبوات ناسفة»، الاثنين والثلاثاء، في إخراج قطارَي شحن عن مساريهما في منطقة محاذية لأوكرانيا، وهي حوادث لم يكن يبلغ عن وقوعها في روسيا قبل بدء الهجوم على كييف في 24 فبراير (شباط) 2022. وعلى مسافة بعيدة من الحدود مع أوكرانيا، تضرر خط لإمداد الكهرباء قرب بلدة في جنو

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم موسكو: «الأطلسي» يكثّف تحركات قواته قرب حدود روسيا

موسكو: «الأطلسي» يكثّف تحركات قواته قرب حدود روسيا

أكد سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) نشر وحدات عسكرية إضافية في أوروبا الشرقية، وقام بتدريبات وتحديثات للبنية التحتية العسكرية قرب حدود روسيا، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الروسية «سبوتنيك»، اليوم الأربعاء. وأكد باتروشيف في مقابلة مع صحيفة «إزفستيا» الروسية، أن الغرب يشدد باستمرار الضغط السياسي والعسكري والاقتصادي على بلاده، وأن الناتو نشر حوالى 60 ألف جندي أميركي في المنطقة، وزاد حجم التدريب العملياتي والقتالي للقوات وكثافته.


هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».