«الداو»... سفينة عربية تاريخية تلهم مهرجاناً فنياً بالغردقة

يشارك به فنانون من السعودية ومصر و10 دول أخرى

عمر خيرت في افتتاح المهرجان
عمر خيرت في افتتاح المهرجان
TT

«الداو»... سفينة عربية تاريخية تلهم مهرجاناً فنياً بالغردقة

عمر خيرت في افتتاح المهرجان
عمر خيرت في افتتاح المهرجان

افتتح الموسيقار المصري الكبير عمر خيرت مساء أمس الدورة الأولى لمهرجان «الداو» الدولي للفنون، بمدينة الغردقة المصرية، برعاية وزارة السياحة والآثار ومحافظة البحر الأحمر، في إطار تشجيع السياحة المصرية، والاحتفال باليوم العالمي للسياحة.
المهرجان الذي تنظمه شركة «الداو» للتنمية، خلال الفترة من 1 : 7 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، يهدف إلى إبراز الثقافات والفنون بمختلف أنواعها، حيث يشارك بالمهرجان أكثر من 40 فناناً من 12 دولة من بينها الولايات المتحدة الأميركية والأردن وتونس وأوزبكستان والمملكة العربية السعودية، إلى جانب مجموعة من الفنانين المصريين.

ويستطيع زائر الغردقة الوصول بسهولة إلى المعرض بالممشى السياحي، ومشاهدة الأعمال التشكيلية والنحتية لعدد من الفنانين المشاركين من دول عدة
ووفق إدارة المهرجان، فإن فكرته مستوحاة من الدور التاريخي للبحر الأحمر في التجارة الدولية وأيضاً من فكرة أن «الداو» كانت سفينة شراعية عربية خدمت في التجارة وحققت التبادل بين الثقافات، وهذا يتطابق مع فكرة المهرجان وهدفه، الذي سيجعل من مدينه الغردقة وجهة رئيسية في التقاء الثقافات، لذلك وقع الاختيار على مدينة الغردقة لانطلاق مهرجان الداو الدولي للفنون.

وقالت وزارة السياحة والآثار المصرية في بيان لها مس أمس إن «إطلاق هذا المهرجان يأتي في إطار الشراكة والتعاون مع أحد المستثمرين السياحيين بالبحر الأحمر ليكون أكبر معرض فني دولي بمدينة الغردقة لتنشيط السياحة والترويج للمقصد السياحي المصري بشكل عام، ولمحافظة البحر الأحمر بشكل خاص لما تتمتع به من جو دافئ وشواطئ مشمسة وطبيعة خلابة، خاصة مع اقتراب موسم السياحة الشتوي.
وفي نهاية شهر أغسطس (آب) الماضي، اختار موقع Tripadvisor، أحد أشهر المواقع السياحية المتخصصة في تقييمات المقاصد السياحية وفقاً لتجارب الزائرين، مدينتي الغردقة وشرم الشيخ ضمن أفضل المقاصد السياحية في العالم خلال العام الحالي 2022 للسائحين من محبي الطبيعة المشمسة الدافئة، ضمن قائمة 25 مقصداً سياحياً.
وتتمتع الغردقة (جنوب شرقي القاهرة) بالطبيعة الخلابة والمقومات السياحية التي من بينها الشعاب المرجانية والمياه الفيروزية الساحرة لممارسة التزحلق على الأمواج، بحسب الموقع الذي أشار إلى تطور المدينة خلال العقد الماضي، مما جعلها تشهد إقبالاً كبيراً من الزائرين، ولفت إلى أنها تعتبر من أفضل الشواطئ بالنسبة للسائح الأوروبي، حيث يمكنه الاستمتاع بممارسة رياضة الغوص والسنوركلينج ومشاهدة الدلافين وغيرها من الأنشطة البحرية.
وإلى جانب الشواطئ الذهبية بالغردقة، تضم المدينة متاحف أثرية وبحرية مميزة، أبرزها متحف الغردقة الأثري الذي تم افتتاحه منذ عامين، ويحظى بإقبال «جيد» بحسب المهندس خالد محفوظ، ممثل القطاع الخاص بمتحف الغردقة، والذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «رغم تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية على قطاع السياحة بجميع دول العالم، فإن الأوضاع في مصر تعد مستقرة نسبياً، للاستقرار السياسي والأمني الذي تشهده مصر، بجانب البنية التحتية الجيدة، التي تتمتع بها المدينتان».
ويتوقع محفوظ حدوث انتعاشة سياحية خلال الفترة المقبلة بالغردقة: «نسبة الحجوزات الجديدة تشير إلى أنها ستشهد عودة قوية للسياحة الروسية والأوروبية بداية من منتصف شهر سبتمبر (أيلول) من العام الحالي».
في السياق ذاته، تم اختيار متحف «غراند أكواريوم» للأحياء المائية بمدينة الغردقة، المطلة على ساحل البحر الأحمر ضمن أفضل 10 أماكن وعوامل للجذب السياحي في العالم لعام 2021. من قبل منصة السياحة والسفر العالمية «تريب أدفايزر»، لا سيما أنه يعد واحداً من المتاحف الفريدة في العالم والشرق الأوسط.
ويضم متحف «غراند أكواريوم» للأحياء المائية بمدينة الغردقة، الذي تم افتتاحه عام 2015، نحو ألف نوع من الكائنات البحرية وأسماك البحر الأحمر المعروفة والنادرة على غرار القروش الضخمة وأسماك «المانتا»، الكبيرة وسلاحف البحر الخضراء والثعابين وقرش الغيتار ذي الأنف المجوفة، فضلاً عن أنواع عدة من الأسماك الملونة.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


زيادة مرتقبة لأسعار خدمات الاتصالات تعمق أزمة الغلاء بمصر

جانب من قطاع الاتصالات في مصر (وزارة الاتصالات)
جانب من قطاع الاتصالات في مصر (وزارة الاتصالات)
TT

زيادة مرتقبة لأسعار خدمات الاتصالات تعمق أزمة الغلاء بمصر

جانب من قطاع الاتصالات في مصر (وزارة الاتصالات)
جانب من قطاع الاتصالات في مصر (وزارة الاتصالات)

أثار حديث مسؤول حكومي مصري عن زيادة مرتقبة في أسعار خدمات الاتصالات مخاوف لدى المصريين من موجة غلاء جديدة، وانتقادات على منصات التواصل الاجتماعي.

في حين يرى خبراء أن «الزيادة المرتقبة غير مبررة في ظل تحقيق شركات الجوال أرباحاً خلال الفترة الأخيرة»، وأشاروا إلى أن «زيادة خدمات الاتصالات ستعمق شكاوى المصريين من الغلاء في البلاد».

وأعلن الرئيس التنفيذي لـ«الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات» في مصر (جهاز حكومي تابع لوزارة الاتصالات)، محمد شمروخ «الموافقة المبدئية على رفع أسعار خدمات الاتصالات، بسبب ارتفاع تكاليف التشغيل التي تواجه شركات الجوال». وقال خلال مشاركته في فعاليات معرض «القاهرة الدولي للاتصالات» أخيراً، إن «الجهاز يدرس حالياً التوقيت المناسب لتطبيق الزيادة».

وحال تطبيق الزيادة الجديدة هذا العام، ستكون الثانية في 2024، بعدما رفع «الجهاز» أسعار خدمات الجوال للمكالمات والبيانات بنسب تتراوح ما بين 10 و17 في المائة في فبراير (شباط) الماضي.

وبرّر «الجهاز» حينها تلك الزيادة بأنها «تعود إلى ارتفاع تكاليف التشغيل، وزيادة معدلات التضخم»، وفقاً لتصريحات إعلامية لمسؤولي شركات الجوال.

رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي داخل مصنع إنتاج أجهزة جوال في مصر (مجلس الوزراء المصري)

وحذرت جمعية «مواطنون ضد الغلاء» (مؤسسة أهلية) من «تداعيات الزيادات المقترحة على أسعار خدمات الاتصالات»، وذكرت في إفادة، الأربعاء، أن «الحديث عن ارتفاع الأسعار إجراء غير مسؤول، نظراً لأن شركات الاتصالات حققت هذا العام نحو 164 مليار جنيه مبيعات، وفق البيانات المعلنة منها». (الدولار يساوي 49.70 جنيه في البنوك المصرية).

ودعت الجمعية الحكومة المصرية لإعادة النظر في أسعار خدمات الاتصالات، وتقليلها للتخفيف عن أعباء المستخدمين وليس زيادتها، كما طالبت مجلس النواب (البرلمان) بإجراء تعديل تشريعي يسمح لـ«جهاز حماية المستهلك» بتلقي الشكاوى الخاصة بالاتصالات، كونه جهازاً رقابياً محايداً.

ويشترط القانون المصري موافقة «الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات» قبل تطبيق شركات الاتصالات أي زيادة في الأسعار.

وحظي حديث الزيادة المحتملة على خدمات الاتصالات بتفاعل على «السوشيال ميديا»، الأربعاء، وانتقد بعض المغردين تصريح المسؤول الحكومي، وعدّوا أن «جهاز تنظيم الاتصالات» يمنح الفرصة لشركات الجوال لرفع أسعارها.

ورأى حساب «حزب المحافظين» المصري (حزب معارض) على (إكس)، أن «الزيادة المرتقبة في أسعار الاتصالات تمثل عبئاً إضافياً على المواطن».

فيما اقترح البعض «مقاطعة شركات الجوال» حال تطبيق الزيادة الجديدة.

وأكد سكرتير «شعبة الاتصالات» بالاتحاد العام للغرف التجارية المصرية، تامر محمد، أن «الزيادة المرتقبة على أسعار خدمات الجوال غير مبررة»، مشيراً إلى أنه «لا توجد حاجة لرفع الأسعار، خصوصاً وأن شركات الاتصالات بمصر حققت أرباحاً في الميزانيات الأخيرة لها»، وأضاف أن «طلب شركات الجوال رفع أسعار الخدمة يجب أن تسبقه المساءلة عن مستوى جودة خدماتها التي يشكو منها كثير من المستخدمين»، لافتاً إلى أن «أي زيادات جديدة على سلعة أو خدمة تعمق أزمة الغلاء في البلاد».

وحسب إفادة لوزارة الاتصالات المصرية في مايو (أيار) الماضي، حقق قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات «إيرادات بلغت 315 مليار جنيه في العام المالي الماضي (2023 - 2024) بنسبة نمو نحو 75 في المائة».

وأوضح سكرتير «شعبة الاتصالات» لـ«الشرق الأوسط» أنه «سبق وأن تم إقرار زيادة في أسعار خدمات الاتصالات بنسب وصلت إلى 30 في المائة قبل عامين، بهدف تحسين جودة الخدمات، ورغم ذلك ما زالت الشكاوى حاضرة من المستخدمين، بسبب ضعف تغطية شبكات الجوال والإنترنت»، ودلل على ذلك بـ«قرارات (جهاز تنظيم الاتصالات) العقابية تجاه بعض الشركات بسبب سوء خدماتها».

أجهزة الإنترنت المنزلي (جهاز تنظيم الاتصالات)

وقام «الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات» بتغريم بعض شركات مقدمي خدمات الجوال بنحو 33 مليون جنيه مصري في مايو الماضي، بسبب «تجاوز معايير ومحددات جودة خدمات الجوال خلال الربع الأول من عام 2024»، كما اعتمد 743 محطة جوال جديدة لتحسين جودة خدمات الاتصالات، وفق إفادة لـ«الجهاز».

وأدى قرار البنك المركزي المصري، في مارس (آذار) الماضي بتحديد سعر صرف الجنيه المصري، وفق آليات السوق (العرض والطلب)، إلى انخفاض قيمة العملة المحلية، إلى نحو 50 جنيهاً للدولار، بعدما كانت مستقرّة لأشهر عند حدود 30.85 جنيه للدولار.

ووفق وكيل «لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات» بمجلس النواب، النائب أحمد نشأت منصور، فإن «الزيادة المرتقبة على خدمات الاتصالات ما زالت محل دراسة من الحكومة»، مشيراً إلى أن «(لجنة الاتصالات بالبرلمان) تترقب قرار (جهاز تنظيم الاتصالات) للتدخل، ودراسة مبررات إقرار زيادات جديدة على أسعار الاتصالات».

وشدّد على أن «قرار رفع أسعار خدمات الاتصالات يجب أن يكون لأسباب واضحة ومبررة، في ظل تكرار الشكاوى من سوء الخدمة في مناطق كثيرة». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «البرلمان سبق أن أجرى نقاشات كثيرة بسبب انقطاع خدمات الاتصالات في بعض الأماكن بالقاهرة والمحافظات المصرية لضعف شبكات التغطية»، مشيراً إلى أن «شركات مقدمي الخدمة تعهدت بتحسين جودة خدماتها، وبعضها التزم بتعهداته، والأخرى لم تلتزم».

ويقدر عدد شرائح اتصالات الجوال في مصر بـ107.74 مليون شريحة، فيما وصل عدد الاشتراكات النشطة لخدمة «إنترنت الجوال» نحو 77.68 مليون مستخدم، وسجلت اشتراكات خدمة «إنترنت الجوال» لغير الأجهزة المنزلية، نحو 2.76 مليون مشترك، وفقاً لوزارة الاتصالات المصرية في مايو الماضي.