مصر: سقوط «سور مدرسة» يثير تساؤلات حول الجاهزية للعام الجديد

وفاة طالبة وإصابة 12... والتعليم ترجع الحادث إلى «التدافع»

رضا حجازي وزير التربية والتعليم في جولة لمتابعة بدء العام الدراسي بمحافظة بني سويف (صفحة وزارة التربية والتعليم)
رضا حجازي وزير التربية والتعليم في جولة لمتابعة بدء العام الدراسي بمحافظة بني سويف (صفحة وزارة التربية والتعليم)
TT

مصر: سقوط «سور مدرسة» يثير تساؤلات حول الجاهزية للعام الجديد

رضا حجازي وزير التربية والتعليم في جولة لمتابعة بدء العام الدراسي بمحافظة بني سويف (صفحة وزارة التربية والتعليم)
رضا حجازي وزير التربية والتعليم في جولة لمتابعة بدء العام الدراسي بمحافظة بني سويف (صفحة وزارة التربية والتعليم)

أثار سقوط «سور سلم مدرسة» للبنات بمدينة الجيزة في مصر أدى إلى وفاة طالبة وإصابة 12 أخريات تساؤلات جديدة حول «جاهزية» المدارس للعام الدراسي الجديد خاصة أن الواقعة تأتي في أول يوم دراسي، فضلاً عما وصفه خبراء بـ«حاجة الكثير من المدارس الحكومية لعمليات صيانة».
وأدى انهيار جزء من سور سلم مدرسة المعتمدية الإعدادية بنات بمنطقة كرداسة في محافظة الجيزة اليوم (الأحد) إلى «إصابة وفاة فتاة  وإصابة 12 أخريات نقلوا بعدها بسيارات الإسعاف لتلقي الرعاية الطبية»، بحسب بيان رسمي مصري.
وشدد الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني على «ضرورة محاسبة المسؤولين»، وقال الوزير في تصريحات صحافية إن «المعاينة المبدئية بينت أن السور انهار بسبب تدافع الطالبات»، فيما أعلنت نقابة المعلمين أن المدرسة لم تجر بها عمليات صيانة، وقالت النقابة في بيان صحافي إن «غرفة العمليات التي تم تشكيلها لمتابعة بدء العام الدراسي الجديد استطلعت آراء عدد من معلمي المدرسة للوقوف على أسباب انهيار السور».
وأفاد محمد عبد الله الأمين العام لنقابة المعلمين، رئيس غرفة العمليات، في تصريحات صحافية أن «ما جاء من تفاصيل لغرفة عمليات نقابة المعلمين يؤكد أن المدرسة لم يجر بها أي صيانة للمبنى قبل انطلاق الدراسة للوقوف على جاهزيتها لاستقبال الطلاب، وهو ما تسبب في سقوط 3 سلالم وجزء من السلم بالدور الأرضي خلال تحرك عدد من طالبات المدرسة».
وتعمل المدرسة فترتين دراسيتين يشكلان ضغطاً على بناياتها وفق علي سطوحي رئيس اللجنة النقابية للمعلمين بكرداسة، الذي قال في تصريحات صحافية إن «المدرسة التي حدثت بها الواقعة تعمل فترتين دراسيتين، صباحاً مدرسة المعتمدية بنات، وبعد الظهر مدرسة الشهيد محمد علي عبد المنعم بنين، وهو ما يكشف عن خطأ كبير في عدم صيانة المبنى قبل بدء العام الدراسي، نظراً للكثافة الطلابية الكبيرة التي تستخدم المدرسة على فترتين دراسيتين»، بحسب تقديره.
وتكررت في السنوات الماضية وقائع عدة لانهيار أسوار بعض المدارس، منها انهيار سور مدرسة خالد أبو إسماعيل بمنطقة سبورتنج في محافظة الإسكندرية العام الماضي، مما أدى إلى إصابة حارس جراج بكدمات متفرقة في جسده، كما شهد أول يوم دراسي بالعام الماضي أزمة أدت إلى صدور قرار بعزل مدير مدرسة المثلث الابتدائية بمحافظة القليوبية من منصبه وإحالته للتحقيق عقب انتشار صور أثارت جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي للتلاميذ «يجلسون على الأرض» في أول يوم دراسي.
واعتبر عبد الحفيظ طايل مدير «المركزي المصري للحق في التعليم» (جمعية أهلية) أن «انهيار سور مدرسة المعتمدية مؤشر على مشكلة عدم وجود صيانة للمدارس الحكومية».
وقال طايل لـ«الشرق الأوسط» إن «الحادثة لها دلالاتها في سياقها الفردي وفي السياق العام، إذ توجد مشكلة فعلية في الصيانة الدورية للمدارس الحكومية نتيجة ضعف الاعتمادات المالية لهيئة الأبنية التعليمية، وعدم قدرتها على تغطية جميع المدارس التي تحتاج صيانة».
وبلغ عدد المدارس في مصر للعام الدراسي 2021 - 2022 نحو 49067 مدرسة وفق وزارة التربية والتعليم، ووصل عدد المدارس الخاصة إلى 9740 مدرسة، ليصل إجمالي عدد المدارس إلى 58807 مدارس، ووصل عدد الفصول الدراسية إلى 529980 فصلاً، فيما وصل عدد تلاميذ مرحلة التعليم قبل الجامعي (الابتدائي والإعدادي والثانوي) في مصر إلى نحو 26.3 مليون تلميذ» بحسب تقدير «الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء».
وشرح طايل «أن نسبة كبيرة من المدارس الحكومية تحتاج لترميم وصيانة دورية، فضلاً عن ضرورة بناء مدارس جديدة لتقليل الكثافة الطلابية، وقد كانت في الماضي كل مدرسة تحتفظ بجزء من موارد المصروفات الدراسية التي يدفعها الطلاب وتخصصها لأعمال الصيانة. هذا النظام تغير إلى ما يسمى (الحساب الموحد) حيث تستغرق هذه الأموال دورة كبيرة ليعود بعضها للمدرسة».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


مدعي «الجنائية الدولية»: غالبية الأدلة تثبت التهم ضد «كوشيب»

علي عبد الرحمن الشهير بـ«علي كوشيب» المتهم بجرائم حرب في إقليم دارفور (موقع الجنائية الدولية)
علي عبد الرحمن الشهير بـ«علي كوشيب» المتهم بجرائم حرب في إقليم دارفور (موقع الجنائية الدولية)
TT

مدعي «الجنائية الدولية»: غالبية الأدلة تثبت التهم ضد «كوشيب»

علي عبد الرحمن الشهير بـ«علي كوشيب» المتهم بجرائم حرب في إقليم دارفور (موقع الجنائية الدولية)
علي عبد الرحمن الشهير بـ«علي كوشيب» المتهم بجرائم حرب في إقليم دارفور (موقع الجنائية الدولية)

مع بدء المرافعات الختامية ضد المتهم بارتكاب جرائم حرب وضد الإنسانية في إقليم دارفور(غرب السودان)، علي عبد الرحمن، الشهير باسم «علي كوشيب»، أبلغ مدعي المحكمة الجنائية الدولية قضاة أن «غالبية الأدلة تظهر أن سلوك المتهم وأفعاله تثبت ارتكابه الجرائم المنصوص عليها».

وقال إن علي عبد الرحمن، المشتبه به في أول محاكمة تنظر جرائم الحرب في إقليم دارفور بالسودان قبل عقدين، كان زعيم ميليشيا مرهوب الجانب وأمر بارتكاب فظائع منها القتل والاغتصاب والنهب.

ودفع عبد الرحمن ببراءته من تهمة الإشراف على آلاف من مقاتلي «الجنجويد» الموالين للحكومة خلال ذروة القتال في عامي 2003 و2004. وقال دفاعه إنه ليس زعيم الميليشيا، المعروف أيضاً باسمه الحركي «علي كوشيب». ووصف الدفاع المتهم «كوشيب» في وقت سابق بأنه «كبش فداء» قدّمته الحكومة السودانية للتغطية على المتهمين الرئيسيين، منهم الرئيس المخلوع عمر البشير، ووزيرا الدفاع وقتها عبد الرحيم محمد حسين، والداخلية أحمد هارون.

الادعاء أثبت قضيته

وقال المدعي العام للمحكمة كريم خان، في بيانه الختامي، الأربعاء، إنه خلال المحاكمة التي استمرت عامين، قدّم شهود الادعاء «روايات مفصلة عن القتل الجماعي والتعذيب والاغتصاب واستهداف المدنيين وحرق ونهب قرى بأكملها»، وإن الادعاء أثبت قضيته بما لا يدع مجالاً للشك.

المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (رويترز)

وتمثل المرافعات الختامية نهاية المحاكمة الأولى والوحيدة التي تجريها المحكمة الجنائية الدولية بشأن الجرائم المرتكبة في السودان منذ إحالة مجلس الأمن الدولي القضية إلى المحكمة في 2005، ولا تزال هناك أوامر اعتقال معلقة بحق مسؤولين سودانيين كبار في عهد الرئيس السابق عمر البشير.

واندلع الصراع في دارفور لأول مرة عندما حمل متمردون غير عرب السلاح في وجه حكومة السودان، متهمين إياها بتهميش المنطقة النائية الواقعة في غرب البلاد. وحشدت حكومة السودان آنذاك ميليشيات عربية في الأغلب تعرف باسم «الجنجويد» لقمع التمرد، ما أثار موجة من العنف وصفتها الولايات المتحدة وجماعات حقوق الإنسان بأنها تصل إلى حد الإبادة الجماعية.

ومنذ بدء المحاكمة التي تجريها المحكمة الجنائية الدولية، اندلع الصراع مرة أخرى في دارفور، وتحول الصراع الحالي المستمر منذ 20 شهراً بين الجيش و«قوات الدعم السريع» شبه العسكرية إلى صراع يزداد دموية مع تعثر جهود وقف إطلاق النار. وأعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في يونيو (حزيران) من هذا العام أنه يجري أيضاً تحقيقات عاجلة في مزاعم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية حالياً في دارفور.

ومن المقرر أن تستمر المرافعات الختامية إلى 13 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، بمقر المحكمة في مدينة لاهاي الهولندية.

حكومة السودان سلّحت «الجنجويد»

وذكر خان أن حكومة السودان وآخرين كانوا يقومون بتسليح ميليشيا «الجنجويد» من أجل مقاومة «التمرد»، إلا أن الضحايا في هذه القضية «لم يكونوا ثواراً، بل هم مدنيون. وقال في مرافعته إن المحكمة استمعت، في وقت سابق، إلى روايات 81 شاهداً «تحدثوا عن القتل الجماعي والاغتصاب والحرق والتدمير لقرى كاملة وتهجير أهاليها من شعب الفور الذين حتى لا يستطيعون العودة إلى مناطقهم حتى اليوم».

وأضاف أن مئات الرجال من قبيلة الفور تعرضوا للاعتقال والتعذيب في مكجر ودليج بوسط دارفور، وتم هذا على يد المتهم في هذه القضية «علي كوشيب». وتابع: «قدمنا للمحكمة أدلة على جرائم الاغتصاب التي ارتكبها (الجنجويد)، والتي كانت جزءاً من سياسة استراتيجية لـ(الجنجويد) وحكومة السودان ضد شعب الفور».

صورة من الدمار الذي خلّفه القتال في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور (أرشيفية - أ.ف.ب)

وقال المدعي العام إن كل التهم المسؤول عنها جنائياً المتهم علي كوشيب «تم إثباتها أمام المحكمة، ونأمل أن تأخذ المحكمة بالأدلة الموثوقة من خلال محاكمة نزيهة». وأكد أن المتهم «مسؤول عن جرائم ارتكبت في مناطق كتم وبندسي ومكجر ودريج في أثناء الصراع بإقليم دارفور».

ووصف خان هذه المحاكمة بأنها تمثل بارقة أمل للذين فقدوا أقاربهم وممتلكاتهم، والذين ينتظرون العدالة لمدة 20 عاماً. ويواجه علي كوشيب 31 تهمة تتعلق بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية يُزعم أنها ارتُكبت في إقليم دارفور بالسودان، خلال الفترة بين أغسطس (آب) 2003 وأبريل (نيسان) 2004 بمناطق مكجر وبندسي ودليج وكدوم بوسط دارفور.

وبدأت محاكمة كوشيب أمام الدائرة الابتدائية الأولى، في 5 أبريل 2022، على أثر تسليم نفسه للمحكمة في يونيو 2020، واستجوبت المحكمة، خلال التقاضي، 56 شاهداً، وأغلقت قضية الادعاء في 5 يونيو 2023.