شهر عسل جديد بين بايدن وماكرون

الرئيس الفرنسي مدعو للقيام بـ«زيارة دولة» إلى واشنطن

فون دير لاين تتوسط الرئيسين الأميركي والفرنسي في نيويورك 21 سبتمبر (أ.ف.ب)
فون دير لاين تتوسط الرئيسين الأميركي والفرنسي في نيويورك 21 سبتمبر (أ.ف.ب)
TT

شهر عسل جديد بين بايدن وماكرون

فون دير لاين تتوسط الرئيسين الأميركي والفرنسي في نيويورك 21 سبتمبر (أ.ف.ب)
فون دير لاين تتوسط الرئيسين الأميركي والفرنسي في نيويورك 21 سبتمبر (أ.ف.ب)

كم يبدو بعيداً شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، حينما أصيبت العلاقات الفرنسية ــ الأميركية بضربة موجعة بعد أن أعلنت أستراليا فسخ عقد بقيمة 56 مليار يورو مع فرنسا كان مقدراً أن تحصل بموجبه على 12 غواصة تقليدية الدفع، وذلك في إطار شراكة استراتيجية سياسية ــ دفاعية طويلة المدى. وما أغضب باريس أن كانبيرا، بدفع من رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون، استعاضت عن الغواصات الفرنسية المفترض أن تكون نسخة مطورة من الغواصة الفرنسية «باراكودا» التي تنتجها «نافال غروب» الفرنسية، بتوقيع عقد للحصول على عدد أقل من الغواصات الأميركية ــ البريطانية، التي تعمل بالدفع النووي.
وتزامن هذا التطور مع إعلان تحالف عسكري ثلاثي، أميركي ــ بريطاني ــ أسترالي، غرضه الوقوف بوجه التمدد الصيني في منطقة الهادئ ــ الهندي، واستبعاد فرنسا، وأي دولة أوروبية أخرى عنه، علماً بأن فرنسا تعد إحدى القوى الرئيسية في هذه المنطقة. وأعقبت ذلك أزمة سياسية جدية بين باريس وواشنطن، إذ اعتبرت الأولى أنها، وفق كلمة جان إيف لو دريان، وزير الخارجية وقتها، «طُعنت في الظهر».
وحاول جو بايدن الرئيس الأميركي، بعدها مباشرة، التواصل مع ماكرون، إلا أن الرئيس الفرنسي رفض الرد على الاتصال. ودامت الأزمة أشهراً حتى القمة الأطلسية في روما، وتقديم بايدن ما يشبه الاعتذار لماكرون مقروناً بـ«خريطة طريق» للعلاقات بين الطرفين.
اليوم، أصبح هذا الخلاف من الماضي، لا بل إن العلاقات الشخصية بين الرئيسين انتقلت من النقيض إلى النقيض، والدليل على ذلك أن «البيت الأبيض» دعا الرئيس الفرنسي إلى «زيارة دولة» هي الأولى من نوعها منذ وصول بايدن إلى البيت الأبيض. وستتم الزيارة في الأول والثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول). وكما هو معلوم، فإن «زيارة الدولة» هي الأعلى في السلم البروتوكولي، وتعكس وجود علاقة خاصة بين الداعي والضيف، معطوفة على مصالح استراتيجية متنوعة.
وما بين نوفمبر الماضي واليوم، حصل تغيران مهمان بالنسبة لحادثة الغواصات: الأول، سقوط لائحة سكوت موريسون رئيس الوزراء الأسترالي اليميني المحافظ السابق في انتخابات مايو (أيار) الماضي، وخروجه من السلطة لصالح العمالي أنتوني ألبانيزي. والثاني، أفول نجم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وخروجه من «10 داوننغ ستريت» ووصول ليز تراس بديلاً عنه.
اليوم، عاد خيار كانبيرا لشراء غواصات فرنسية إلى الواجهة. فمن جهة، عادت العلاقات بينها وبين باريس إلى طبيعتها. ومن جهة ثانية، تبين للطرف الأسترالي أن الحصول على الغواصات الأميركية - البريطانية ذات الدفع النووي ليس سهل المنال في المواعيد المحددة سابقاً.
وعملياً، لن تحصل كانبيرا على غواصاتها قبل العام 2040، ما يعني أن البحرية الأسترالية ستكون في مأزق ولن تكون قادرة على تجديد أسطول غواصاتها في وقت يتزايد التصعيد في منطقة الهندي ــ الهادئ؛ بسبب ما ينظر إليه على أنه سعي صيني للتمدد وبسط النفوذ.
من هنا، فإن الحكومة الأسترالية عادت لتنظر إلى البدائل المتاحة، ومنها الخيار الفرنسي، حيث يتم تداول معلومات تفيد بأنها ترغب في شراء 4 غواصات يتم تصنيعها في أحواض «نافال غروب»، وليس بالتقاسم بينها وبين الأحواض الأسترالية، كما نص عليه الاتفاق السابق.
وحتى اليوم، المحادثات بين الطرفين تمهيدية، علماً بأن السويد عازمة على دخول ميدان المنافسة. إلا أن حظوظ باريس مرتفعة، ما سيعدّ على أنه «جائزة ترضية» لخسارتها العقد القديم.
في تعليقها على دعوة ماكروز للقيام بـ«زيارة دولة»، قالت الناطقة باسم البيت الأبيض كارين جان ــ بيار، إنها تعكس «عمق وصلابة العلاقات بين الولايات المتحدة وفرنسا، حليفها الأقدم»، في إشارة منها إلى الدور الذي لعبته القوة الفرنسية بقيادة المركيز لافاييت في مساعدة الثوار الأميركيين في التغلب على القوات الإنجليزية، في حرب التحرير الأميركية.
وأضافت جان ــ بيار أن واشنطن «تعلق أهمية كبرى على علاقاتها مع فرنسا، القائمة على تشارك القيم الديمقراطية، وعلى المصالح الاقتصادية والتعاون في مسائل الأمن والدفاع».
وكان بمستطاع الناطقة باسم البيت الأبيض أن تضيف إلى ما سبق التنسيق السياسي والدبلوماسي بين الجانبين بصدد المسائل الرئيسية التي تشغل العالم في الوقت الحاضر، كالحرب في أوكرانيا، والموقف من روسيا، والملف النووي الإيراني، وتطوير الحلف الأطلسي والبيئة، والعلاقة مع الصين، ونظرة واشنطن للاتحاد الأوروبي.
بيد أن هذا التنسيق، منذ وصول بايدن إلى البيت الأبيض بداية العام الماضي، شابه بعض الخلافات بدت بوضوح منذ انطلاق الحرب الروسية على أوكرانيا... ماكرون بقي مصراً على الحوار مع الرئيس بوتين، فيما كان بايدن وجونسون وغيرهما من قادة أوروبا الشرقية والبلطيق يدفعون باتجاه سياسة حازمة إزاء الرئيس الروسي. لكن باريس أدت للالتحاق، إلى حد بعيد، بالموقف الأميركي. وجاء البيان المشترك الذي صدر عقب لقاء بايدن ــ ماكرون في نيويورك، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، ليؤكد «وحدة الموقف» بين الطرفين، إذ أكد «دعمهما المتواصل لأوكرانيا لتدافع عن نفسها بوجه العدوان الروسي» وكذلك بالنسبة لعزمهما العمل معاً من أجل «منع إيران من الحصول على السلاح النووي»، وأيضاً «التعاون في منطقة الهندي ــ الهادئ لمواجهة التحديات التي تطرحها الصين».
ليس سراً أن ماكرون سعى لبناء علاقة خاصة مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. إلا أنه فشل في التأثير على خياراته وسياساته المتناقضة مع الخيارات الفرنسية. ومع بايدن، بدت الأمور أكثر سهولة. وباستثناء الخلاف بشأن صفقة الغواصات الأسترالية واستبعاد باريس من التحالف الثلاثي (الأميركي ــ البريطاني ــ الأسترالي) في منطقة بالغة الأهمية الاستراتيجية لباريس، فإن الأمور بين العاصمتين سارت بشكل جيد. ولا شك أن «زيارة الدولة» التي سيقوم بها ماكرون لواشنطن بداية ديسمبر ستشكل رافعة لمزيد من التنسيق والتعاون بين الجانبين.
ويبدو للرئيس الأميركي «مصلحة» في المحافظة على علاقة وثيقة مع ماكرون، في وقت يعرف الاتحاد الأوروبي هزات سياسية متلاحقة، ليس أقلها وصول اليمين المتطرف إلى السلطة في إيطاليا، وفشل المستشار الألماني، حتى اليوم، في أن يملأ المقعد الذي تركته له المستشارة أنغيلا ميركيل.


مقالات ذات صلة

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
العالم باريس «تأمل» بتحديد موعد قريب لزيارة وزير الخارجية الإيطالي

باريس «تأمل» بتحديد موعد قريب لزيارة وزير الخارجية الإيطالي

قالت وزارة الخارجية الفرنسية إنها تأمل في أن يُحدَّد موعد جديد لزيارة وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني بعدما ألغيت بسبب تصريحات لوزير الداخلية الفرنسي حول سياسية الهجرة الإيطالية اعتُبرت «غير مقبولة». وكان من المقرر أن يعقد تاياني اجتماعا مع وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا مساء اليوم الخميس. وكان وزير الداخلية الفرنسي جيرار دارمانان قد اعتبر أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني «عاجزة عن حل مشاكل الهجرة» في بلادها. وكتب تاياني على «تويتر»: «لن أذهب إلى باريس للمشاركة في الاجتماع الذي كان مقررا مع الوزيرة كولونا»، مشيرا إلى أن «إهانات وزير الداخلية جيرالد دارمانان بحق الحكومة وإي

«الشرق الأوسط» (باريس)
طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي»  بالألعاب النارية

طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

يستخدم فريق أساليب جديدة بينها الألعاب النارية ومجموعة أصوات لطرد الطيور من مطار أورلي الفرنسي لمنعها من التسبب بمشاكل وأعطال في الطائرات، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وتطلق كولين بليسي وهي تضع خوذة مانعة للضجيج ونظارات واقية وتحمل مسدساً، النار في الهواء، فيصدر صوت صفير ثم فرقعة، مما يؤدي إلى فرار الطيور الجارحة بعيداً عن المدرج. وتوضح "إنها ألعاب نارية. لم تُصنّع بهدف قتل الطيور بل لإحداث ضجيج" وإخافتها. وتعمل بليسي كطاردة للطيور، وهي مهنة غير معروفة كثيراً لكنّها ضرورية في المطارات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم فرنسا: المجلس الدستوري يصدر عصراً قراره بشأن قبول إجراء استفتاء على قانون العمل الجديد

فرنسا: المجلس الدستوري يصدر عصراً قراره بشأن قبول إجراء استفتاء على قانون العمل الجديد

تتجه الأنظار اليوم إلى فرنسا لمعرفة مصير طلب الموافقة على «الاستفتاء بمبادرة مشتركة» الذي تقدمت به مجموعة من نواب اليسار والخضر إلى المجلس الدستوري الذي سيصدر فتواه عصر اليوم. وثمة مخاوف من أن رفضه سيفضي إلى تجمعات ومظاهرات كما حصل لدى رفض طلب مماثل أواسط الشهر الماضي. وتداعت النقابات للتجمع أمام مقر المجلس الواقع وسط العاصمة وقريباً من مبنى الأوبرا نحو الخامسة بعد الظهر «مسلحين» بقرع الطناجر لإسماع رفضهم السير بقانون تعديل نظام التقاعد الجديد. ويتيح تعديل دستوري أُقرّ في العام 2008، في عهد الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي، طلب إجراء استفتاء صادر عن خمسة أعضاء مجلس النواب والشيوخ.

ميشال أبونجم (باريس)
«يوم العمال» يعيد الزخم لاحتجاجات فرنسا

«يوم العمال» يعيد الزخم لاحتجاجات فرنسا

عناصر أمن أمام محطة للدراجات في باريس اشتعلت فيها النيران خلال تجدد المظاهرات أمس. وأعادت مناسبة «يوم العمال» الزخم للاحتجاجات الرافضة إصلاح نظام التقاعد الذي أقرّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ف.ب)


الاحترار يتخطى عتبة 1.5 درجة مئوية في 2023 و2024

آثار الجفاف في جنوب كاليفورنيا يوليو الماضي (أ.ف.ب)
آثار الجفاف في جنوب كاليفورنيا يوليو الماضي (أ.ف.ب)
TT

الاحترار يتخطى عتبة 1.5 درجة مئوية في 2023 و2024

آثار الجفاف في جنوب كاليفورنيا يوليو الماضي (أ.ف.ب)
آثار الجفاف في جنوب كاليفورنيا يوليو الماضي (أ.ف.ب)

تجاوز الاحترار خلال العامين الأخيرين في المتوسط عتبة 1.5 درجة مئوية التي حدّدتها اتفاقية باريس، ما يؤشر إلى ارتفاع مستمر في درجات الحرارة غير مسبوق في التاريخ الحديث، بحسب ما أفاد، الجمعة، مرصد «كوبرنيكوس» الأوروبي. وكما كان متوقعاً منذ أشهر عدة، وأصبح مؤكَّداً من خلال درجات الحرارة حتى 31 ديسمبر (كانون الأول)، يُشكّل 2024 العام الأكثر حرّاً على الإطلاق منذ بدء الإحصاءات سنة 1850، بحسب ما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مرصد «كوبرنيكوس» الأوروبي. ومن غير المتوقع أن يكون 2025 عاماً قياسياً، لكنّ هيئة الأرصاد الجوية البريطانية حذّرت من أن هذه السنة يُفترض أن تكون من الأعوام الثلاثة الأكثر حراً على الأرض.

اتفاقية باريس

وسنة 2025، العام الذي يعود فيه دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، يتعيّن على الدول أن تعلن عن خرائط الطريق المناخي الجديدة، التي تُحَدَّث كل خمس سنوات في إطار اتفاقية باريس. لكن خفض انبعاث الغازات الدفيئة المسبّبة للاحترار يتعثر في بعض الدول الغنية؛ إذ لم تستطع الولايات المتحدة مثلاً خفض هذا المعدّل سوى بـ0.2 في المائة في العام الماضي، بحسب تقرير «كوبرنيكوس». ووفق المرصد، وحده عام 2024 وكذلك متوسط عامي 2023 و2024، تخطى عتبة 1.5 درجة مئوية من الاحترار، مقارنة بعصر ما قبل الصناعة، قبل أن يؤدي الاستخدام المكثف للفحم والنفط والغاز الأحفوري إلى تغيير المناخ بشكل كبير.

احترار المحيطات

خلف هذه الأرقام، ثمّة سلسلة من الكوارث التي تفاقمت بسبب التغير المناخي؛ إذ طالت فيضانات تاريخية غرب أفريقيا ووسطها، وأعاصير عنيفة في الولايات المتحدة ومنطقة البحر الكاريبي. وتطال الحرائق حالياً لوس أنجليس، وهي «الأكثر تدميراً» في تاريخ كاليفورنيا، على حد تعبير الرئيس جو بايدن.

قال علماء إن عام 2024 كان أول عام كامل تتجاوز فيه درجات الحرارة العالمية عتبة 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة (أ.ب)

اقتصادياً، تسببت الكوارث الطبيعية في خسائر بقيمة 320 مليار دولار في مختلف أنحاء العالم خلال العام الماضي، بحسب ما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن شركة «ميونيخ ري» لإعادة التأمين. من شأن احتواء الاحترار عند عتبة 1.5 درجة مئوية بدلاً من درجتين مئويتين، وهو الحد الأعلى الذي حدّدته اتفاقية باريس، أن يحدّ بشكل كبير من عواقبه الأكثر كارثية، بحسب الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي. وتقول نائبة رئيس خدمة التغير المناخي (C3S) في «كوبرنيكوس»، سامانثا بيرجس: «إنّ كل سنة من العقد الماضي كانت أحد الأعوام العشرة الأكثر حرّاً على الإطلاق».

ويستمرّ الاحترار في المحيطات، التي تمتصّ 90 في المائة من الحرارة الزائدة الناجمة عن الأنشطة البشرية. وقد وصل المتوسّط السنوي لدرجات حرارة سطح المحيطات، باستثناء المناطق القطبية، إلى مستوى غير مسبوق مع 20.87 درجة مئوية، متجاوزاً الرقم القياسي لعام 2023.

«النينيا»

التهمت حرائق غابات الأمازون في شمال البرازيل سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)

بالإضافة إلى التأثيرات المباشرة لموجات الحرّ البحرية على الشعاب المرجانية أو الأسماك، يُؤثّر الاحترار الدائم للمحيطات على التيارات البحرية والجوية. وتطلق البحار التي باتت أكثر احتراراً مزيداً من بخار الماء في الغلاف الجوي، مما يوفر طاقة إضافية للأعاصير أو العواصف. ويشير مرصد «كوبرنيكوس» إلى أن مستوى بخار الماء في الغلاف الجوي وصل إلى مستوى قياسي في عام 2024؛ إذ تجاوز متوسطه لفترة 1991 - 2020 بنحو 5 في المائة. وشهد العام الماضي انتهاء ظاهرة «النينيو» الطبيعية التي تتسبب بالاحترار وبتفاقم بعض الظواهر المتطرفة، وبانتقال نحو ظروف محايدة أو ظاهرة «النينيا» المعاكسة. وكانت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية حذرت في ديسمبر من أنّ ظاهرة «النينيا» ستكون «قصيرة ومنخفضة الشدة»، وغير كافية لتعويض آثار الاحترار العالمي.