إلهام شاهين لـ«الشرق الأوسط»: «السوشيال ميديا» مضيعة للوقت

تحدثت عن طبيعة أعمالها التلفزيونية والسينمائية المقبلة

إلهام شاهين أعلنت نيتها التبرع بأعضائها بعد وفاتها
إلهام شاهين أعلنت نيتها التبرع بأعضائها بعد وفاتها
TT

إلهام شاهين لـ«الشرق الأوسط»: «السوشيال ميديا» مضيعة للوقت

إلهام شاهين أعلنت نيتها التبرع بأعضائها بعد وفاتها
إلهام شاهين أعلنت نيتها التبرع بأعضائها بعد وفاتها

كشفت الفنانة إلهام شاهين عن تقديمها لمسلسل درامي جديد في موسم رمضان المقبل، وأعربت عن تطلعها لبدء تصوير أحدث أفلامها «بنات صابرة» قبل نهاية العام الجاري، واستهجنت في حوارها مع «الشرق الأوسط» هجوم متابعي «السوشيال ميديا» على كبار الفنانين، مشيرة إلى أنها لا تتابع مواقع التواصل وتعتبرها «مضيعة للوقت»، بحسب وصفها.
في المقابل عبرّت شاهين عن سعادتها بردود الأفعال التي أعقبت تصريحاتها بشأن إعلان نيتها التبرع بأعضائها بعد وفاتها، لافتة إلى أنها عاشت معاناة والدها ووفاته قبل أن يتمكن من زرع كبد جديد... وإلى نص الحوار:
> شاركت أخيراً بعضوية تحكيم مهرجان «كازان» السينمائي للدول الإسلامية، كيف تقيمين هذه التجربة؟
- شاركت في هذا المهرجان لأول مرة عام 2010 بفيلم «واحد صفر»، وحصلنا على جائزة لجنة التحكيم الخاصة، كما شاركت بفيلم «يوم للستات» عام 2017 وفزت عنه بجائزة أفضل ممثلة، بجانب جائزتين في فئتين أخريين، وقد أعجبني كثيراً أن مفتي روسيا يحرص على حضور المهرجان، وقد ألقى كلمة عن رسالة الفن الإنسانية العظيمة، كما كان رئيس دولة تتارستان حاضراً لحفل الافتتاح في المرة الثانية، وتحدث عن دور الفن في حياة الشعوب، وفي آخر دورات المهرجان ذهبت كعضو لجنة تحكيم، وقدموني ليلة الافتتاح بصفتي أمثل الفن العربي.
> وهل ينعكس توجه المهرجان على نوعية الأفلام المشاركة به؟
- تقتصر المشاركة بالمهرجان على الدول الإسلامية فقط، وهو يقدم وجبة ممتعة من الأفلام ليس من المعتاد عرضها في مهرجاناتنا، مثل أفلام الدول المنفصلة عن الاتحاد السوفياتي أوزبكستان، وكازاخستان، إلى جانب إيران والهند ومصر، وقد فاز المخرج مجدي أحمد علي بجائزة أحسن إخراج عن فيلم «2 طلعت حرب»، كما شاركت كازاخستان بفيلم رائع عن قصة حياة أحد الشعراء الكبار، وفاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة، إذ قدم مستوى رائعاً في التمثيل والتصوير والإضاءة والمناظر الطبيعية البديعة والإخراج والأداء، لأكتشف أن لديهم نوعية متقدمة من السينما، وأنا أعد حضور المهرجانات عموماً ثقافة جديدة تفيدني كثيراً كممثلة.
> وماذا عن تكريمك المرتقب في لندن؟
- كان من المقرر أن يتم قبل أيام لكنه تأجل لوقت لاحق حتى تنتهي فترة الحداد على وفاة الملكة إليزابيث الثانية، وسيعرض فيلمي «حظر تجول» خلال الاحتفال، وقد قرأت مقالاً كتبه ناقد بريطاني شاهد فيلم «يوم للستات» لم أصدقه وهو يصفني بـ«الأسطورة العربية».
> هل ستقدمين عملاً درامياً في شهر رمضان المقبل؟
- لدي مسلسل رمضاني مكون من 30 حلقة، وآخر سيعرض خارجه مكون من 15 حلقة.
> وما مصير الجزء الثاني من مسلسل « بطلوع الروح»؟
- الجزء الثاني ليس استثماراً للنجاح بل هو موجود منذ البداية، فقد كانت هناك أحداث أخرى كتبها المؤلف لم يكن هناك وقت لتصويرها، لكنه لن يكون لرمضان المقبل لتطلبه ترتيبات كبيرة، فهو نوعية من الأعمال المتعبة جداً في تنفيذها، وكل من كانوا أمام وخلف الكاميرا عانوا من الإرهاق.
> ومتى تبدئين تصوير فيلمك «بنات صابرة»؟ وما أسباب حماسك له؟
- أتمنى تصويره هذا العام ولا يشغلني التلفزيون عنه، فهو فيلم مهم يدافع عن حقوق المرأة منذ طفولتها، ويؤكد على حقها في الاختيار دون أن يفرض عليها أحد ذلك، وأنا شخصياً دفاعي عبر أعمالي عن المرأة هو دفاع عن الإنسان بشكل عام، فالمرأة هي التي تنجب الرجل الذي يخرج للمجتمع إنساناً سوياً أو غير ذلك.
> كيف تتعاملين كفنانة مع «السوشيال ميديا»؟
- لا أقرأ ولا أتابع أي شيء على مواقع التواصل، وحينما أرغب في نشر صور لحدث حضرته أرسله لأشخاص مسؤولين عن صفحاتي، وهم يقومون بنشره فقط، وأعتبر التعامل مع السوشيال ميديا إهداراً لوقتي، وقد استفزني ما حدث من تعليقات لا تليق عن صورة الفنانة ميرفت أمين وهي نجمة كبيرة وامرأة جميلة، وقد ناشدت كثيراً بمنع دخول المصورين سرادقات العزاء، فمن العيب أن يصوروننا في أحزاننا، فليس علينا أن نبقى طيلة الوقت تحت أضواء الكاميرات، أما الفنان الكبير عادل إمام فهم يطلقون الشائعات حوله لأن الناس مهتمة بأخباره، أي شائعة تعمل مشاهدات أكثر وتترجم إلى أموال أكبر ولا بد أن تكون مباحث الإنترنت نشطة جداً لوقف هؤلاء عند حدهم، أما شائعة مرضه فليس من حق أحد أن يتحدث عن أمر يخصه، لكن الفنان قد يصل أحياناً لمرحلة يشعر أنه قدم كل الأدوار ولا يجد دوراً يغريه، وعادل إمام ظل نجماً على مدى ستين عاماً، وأنا أحبه وأحترمه وأتمنى له كل الصحة والسعادة.
> أثار مقطع فيديو سابق لك ردود أفعال واسعة بعدما أعلنت من خلاله التبرع بأعضاء جسدك وتوثيقك رغبتك بالشهر العقاري، كيف استقبلت هذا الأمر؟
- أكثر ما أسعدني أن الدولة شرعت في اتخاذ خطوات إيجابية، وحظي الأمر باهتمام الرئيس المصري، كما أكد الدكتور عوض تاج الدين مستشار الرئيس للشؤون الصحية، أنهم يدرسون وضع رغبات المتبرعين بأعضائهم في بطاقة الرقم القومي، وأعلن وزير الصحة الدكتور خالد عبد الغفار عن إقامة أكبر مركز لزراعة الأعضاء، والحقيقة أن الدكتور خالد منتصر هو صاحب هذه المبادرة، وأعلنت تأييدي لها والتبرع بأعضائي منذ عدة شهور.
> ولماذا تحمست لهذه المبادرة؟
- عايشت في حياتي حالات عدة تحتاج إلى زراعة أعضاء من أجل إنقاذ حياتها، كما عشتها كذلك مع مرض أبي «رحمه الله» بعد إصابته بتليف الكبد، وكان بحاجة لزراعة آخر، وحينما راسلت مستشفيات في أكثر من بلد خارج مصر علمت أن الأولوية تكون لأهل البلد وصغار السن أولاً، وأن هناك قوائم انتظار طويلة لديهم، والوقت لا يكون عادة في صالح المريض، وقد ظللنا ننتظر لكن والدي تُوفي قبل أن يصيبه الدور، وقد شغلني هذا الأمر منذ زمن خصوصاً بعد إجازته من قبل عدد من علماء المسلمين.


مقالات ذات صلة

أفلام مصرية قصيرة تعوض غياب الأعمال الطويلة عن «كان»

يوميات الشرق أفلام مصرية قصيرة تعوض غياب الأعمال الطويلة عن «كان»

أفلام مصرية قصيرة تعوض غياب الأعمال الطويلة عن «كان»

رغم غياب السينما المصرية بالآونة الأخيرة، عن المشاركة بأفلام في المهرجانات العالمية، فإن الأفلام القصيرة للمخرجين الشباب تؤكد حضورها في مهرجان «كان» خلال دورته الـ76 التي تنطلق 16 مايو (أيار) المقبل، حيث يشارك فيلم «الترعة» ضمن مسابقة مدارس السينما، فيما يشارك فيلم «عيسى»، الذي يحمل بالإنجليزية عنوان Ipromise you Paradise ضمن مسابقة أسبوع النقاد. وأعلنت إدارة المهرجان أمس (الثلاثاء) عن اختيار الفيلم المصري «الترعة» ضمن قسم LA CINEF، (مدارس السينما) لتمثيل مصر ضمن 14 فيلماً وقع الاختيار عليها من بين ألفي فيلم تقدموا للمسابقة من مختلف دول العالم، والفيلم من إنتاج المعهد العالي للسينما بأكاديمية

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق نيكولاس كيج يكشف: اضطررت لقبول أدوار «رديئة» لتجاوز أزمتي المالية

نيكولاس كيج يكشف: اضطررت لقبول أدوار «رديئة» لتجاوز أزمتي المالية

تحدث الممثل الأميركي الشهير نيكولاس كيج عن الوقت «الصعب» الذي اضطر فيه لقبول أدوار تمثيلية «رديئة» حتى يتمكن من إخراج نفسه من أزمته المالية، حيث بلغت ديونه 6 ملايين دولار، وفقاً لصحيفة «نيويورك بوست». ظهر النجم الحائز على جائزة الأوسكار في برنامج «60 دقيقة» على قناة «سي بي إس» يوم الأحد، واسترجع معاناته المالية بعد انهيار سوق العقارات، قائلاً إنه قبل بأي دور تمثيلي يمكّنه من سداد الأموال. واعترف قائلاً: «لقد استثمرت بشكل مبالغ فيه في العقارات... انهار سوق العقارات، ولم أستطع الخروج في الوقت المناسب...

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق توم هانكس يفرض السرية على زيارته لمصر

توم هانكس يفرض السرية على زيارته لمصر

جذبت زيارة الفنان الأميركي توم هانكس للقاهرة اهتمام المصريين خلال الساعات الماضية، وتصدر اسمه ترند موقع «غوغل» في مصر، بعد أن ضجت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية بصور ومقطع فيديو له في أثناء تناوله الطعام بأحد مطاعم القاهرة رفقة زوجته ريتا ويلسون، وعدد من أصدقائه. ووفق ما أفاد به عاملون بالمطعم الذي استقبل هانكس، وزبائن التقطوا صوراً للنجم العالمي ورفاقه، تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» فإنه ظهر مساء (الأحد) بفرع المطعم القاهري بمنطقة الزمالك. زيارة توم هانكس للقاهرة فُرض عليها طابع من السرية، حيث لم يُبلّغ هو أو إدارة مكتبه أي جهة حكومية مصرية رسمية بالزيارة، حسبما ذكرته هيئة تنشيط الس

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق آيتن عامر لـ«الشرق الأوسط»: أُحب العمل مع الأطفال

آيتن عامر لـ«الشرق الأوسط»: أُحب العمل مع الأطفال

عدّت الفنانة المصرية آيتن عامر مشاركتها كضيفة شرف في 4 حلقات ضمن الجزء السابع من مسلسل «الكبير أوي» تعويضاً عن عدم مشاركتها في مسلسل رمضاني طويل، مثلما اعتادت منذ نحو 20 عاماً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق إقبال «لافت» على «سينما الشعب» بالأقاليم المصرية

إقبال «لافت» على «سينما الشعب» بالأقاليم المصرية

شهدت المواقع الثقافية التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة في مصر، خلال الأيام الثلاثة الماضية، إقبالاً جماهيرياً كبيراً على عروض «سينما الشعب»، التي تُقدم خلالها الهيئة أفلام موسم عيد الفطر بأسعار مخفضة للجمهور بـ19 موقعاً ثقافياً، في 17 محافظة مصرية، وتجاوز إجمالي الإيرادات نصف مليون جنيه، (الدولار يعادل 30.90 جنيه حتى مساء الاثنين). وقال المخرج هشام عطوة، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة: «وصل إجمالي الإيرادات إلى أكثر من 551 ألف جنيه، خلال أيام عيد الفطر، وهو رقم كبير مقارنة بسعر التذكرة المنخفض نسبياً»، مشيراً إلى أن «الهيئة تولي اهتماماً خاصاً بهذا المشروع الذي يهدف إلى تحقيق الاستغلال ال

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

ثلاثة أفلام تسجيلية تمر على أحداث متباعدة

من «واحد لواحد: جون ويوكو» (مركوري ستديوز)
من «واحد لواحد: جون ويوكو» (مركوري ستديوز)
TT

ثلاثة أفلام تسجيلية تمر على أحداث متباعدة

من «واحد لواحد: جون ويوكو» (مركوري ستديوز)
من «واحد لواحد: جون ويوكو» (مركوري ستديوز)

«ماريا»، الذي سبق وتناولناه هنا قبل يومين، ليس سوى أحد الأفلام المعروضة على شاشة الدورة 81 لمهرجان «ڤينيسيا»، (انطلق في 28 من الشهر الماضي وتسدل ستارته في 7 سبتمبر «أيلول» الحالي)، الذي يتناول حياة شخصيات شهيرة. إذ إن هناك أفلاماً عدّة تتحدّث عن شخصيات حقيقية أخرى بينها ثلاثة أفلام غير درامية.

إنها أفلام وثائقية وتسجيلية عن أسماء مشهورة تتباعد في أزمانها وشخصياتها كما في أدوارها في الحياة. هناك «رايفنشتال» عن المخرجة الألمانية ليني رايفنشتال التي عاشت نحو 101 سنة، و«جون ويوكو» عن حياة المغني جون لينون (من فرقة البيتلز) والمرأة التي ارتبط بها، كذلك يطالعنا فيلم المخرج التسجيلي إيرول موريس «منفصلون» الذي يتناول بعض ما تمر به الولايات المتحدة من أزمات بخصوص المهاجرين القادمين من فنزويلا وكولومبيا ودول لاتينية أخرى.

في هذا النطاق، وبالمقارنة، فإن «ماريا» للمخرج التشيلي بابلو لاراين، يبقى الإنتاج الدرامي الوحيد بين هذه المجموعة متناولاً، كما ذكرنا، الأيام الأخيرة من حياة مغنية الأوبرا.

المخرجة المتّهمة

«رايفنشتال» للألماني أندريس فايَل فيلم مفعم بالتوثيق مستعيناً بصور نادرة ومشاهد من أفلام عدّة للمخرجة التي دار حولها كثير من النقاشات الفنية والسياسية. حققت ليني في حياتها 8 أفلام، أولها سنة 1932 وآخرها «انطباعات تحت الماء» (Impressions Under Water) سنة 2002. لكن شهرتها تحدّدت بفيلميها «انتصار الإرادة» (Triumph of the Will) (1935)، و«أولمبيا» الذي أنجزته في جزأين سنة 1938.

السبب في أن هذين الفيلمين لا يزالان الأشهر بين أعمالها يعود إلى أنهما أُنتجا في عصر النهضة النازية بعدما تبوأ أدولف هتلر رئاسة ألمانيا.

دار «انتصار الإرادة» عن الاستعراض الكبير الذي أقيم في عام 1934 في مدينة نورمبيرغ، الذي ألقى فيه هتلر خطبة نارية أمام حشد وصل تعداده إلى 700 ألف شخص. فيها تحدّث عن ألمانيا جديدة مزدهرة وقوية وعن مستقبل كبير ينتظرها.

الفيلم الثاني من جزأين كان عن الأولمبياد الرياضي الذي أقيم صيف 1936، وحضرته أمم كثيرة بعضها من تلك التي تحالفت لاحقاً ضد الاحتلال الألماني لأوروبا.

شغل المخرجة على الفيلمين فعلٌ فني لا يرقى إليه الشك. تصوّر بثراء كل ما يقع أمامها من الجموع إلى المسيرات العسكرية والرياضية، ومنها إلى هتلر وهو يخطب ويراقب سعيداً الاستعدادات العسكرية التي خاضت لاحقاً تلك الحرب الطاحنة التي خرجت ألمانيا منها خاسرة كلّ شيء.

تبعاً لهذين الفيلمين عدّ الإعلام السياسي الغربي المخرجة رايفنشتال ساهمت في الترويج للنازية. تهمة رفضتها رايفنشتال. وأكدت، في مقطع من الفيلم مأخوذ عن مقابلة مسجّلة، أنها لم تنفّذ ما طُلب منها تنفيذه، ولم تنتمِ إلى الحزب النازي (وهذا صحيح) ولم تكن تعلم، شأن ملايين الألمان، بما يدور في المعتقلات.

ليني رايفنشتال خلال تصوير «أولمبياد» (مهرجان ڤينيسيا)

يستعرض الفيلم حياة المخرجة التي دافع عن أعمالها نُقاد السينما بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وإلى اليوم. فيلماها لا يزالان من أفضل ما طُبع على أشرطة في مجال الفيلم الوثائقي إلى اليوم، وذلك عائد إلى اختياراتها من اللقطات والمشاهد وتوثيقها لحدثين مهمّين لا يمكن تصوّر السينما من دون وجودهما بدلالاتهما المختلفة. النتيجة الواضحة إلى اليوم، حتى عبر المقتطفات التي يعرضها الفيلم، تفيد بحرفة متقدّمة وتعامل رائعٍ مع الحدث بأوجهه المتعدّدة.

ينتهج المخرج فايل موقفاً يشيد فيه بالمخرجة ومجمل أفلامها السبعة. لا يفوته الاعتراف بأن رايفنشتال كانت فنانة سينما حقيقية، لكن يوجّه مشاهديه في الوقت نفسه إلى أن هذا الفن لم يكن سوى مظهر دعائي للنازية، وأنها لعبت الدور المباشر في البروباغاندا في الفترة التي سبقت الحرب.

حيال سرد هذا التاريخ يستعين المخرج فايل بمقابلات متعددة أدلت بها (معظمها بعد نهاية الحرب) وواجهت فيها منتقديها كما يعمد المخرج إلى مشاهد من حياتها الخاصة. زواجها. رحلتها إلى السودان خلال اضطرابات عام 2000 حيث تحطمت الطائرة المروحية التي استقلّتها وأصيبت برضوض. رحلتها تلك كانت بصدد التعرّف على البيئة النوبية، وكانت قد حصلت على الجنسية السودانية قبل سنوات (إلى جانب جنسيتها الألمانية وإقامتها البريطانية)، وبذلك كانت أول شخص غربي يُمنح الجنسية السودانية.

لا يأتي الفيلم بجديد فِعليّ لما يسرده ويعرضه. هناك كتب عديدة دارت حولها أهمها، مما قرأ هذا الناقد، «أفلام ليني رايفنشتال» لديفيد هنتون (صدر سنة 2000) و«ليني رايفنشتال: حياة» الذي وضعه يورغن تريمبورن قبل سنة من وفاة المخرجة عام 2003.

هو فيلم كاشف، بيد أنه يتوقف عند كل المحطات التي سبق لمصادر أخرى وفّرتها. محاولة الفيلم لتكون «الكلمة الفصل» ناجحة بوصفها فكرة وأقل من ذلك كحكم لها أو عليها.

جون لينون ويوكو أونو

في الإطار الفني، ولو على مسافة كبيرة في الاهتمام ونوع المعالجة، يأتي (One to One: John & Yoko) «واحد لواحد: جون ويوكو» لكيڤن ماكدونالد، الذي يحيط بحياة الثنائي جون لينون وزوجته يوكو أونو اللذين وقعا في الحب وانتقلا للعيش في حي غرينتش فيلاج في مدينة نيويورك مباشرة بعد انفراط فريق «البيتلز» الذي كان جون لينون أحد أفراده الأربعة.

النقلة إلى ذلك الحي لم تكن اختياراً بلا مرجعية سياسية كون غرينتش فيلاج شهدت حينها حياة ثقافية وفنية وسياسية حافلة تعاملت ضد العنصرية وضد حرب فيتنام، وكانت صوت اليسار الشّعبي الأميركي إلى حين فضيحة «ووترغيت» التي أودت بمنصب الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون. يكشف فيلم مكدونالد (الذي سبق وأُخرج قبل أعوام قليلة، فيلماً عن المغني الجامايكي بوب مارلي) عن اهتمام لينون وزوجته بتلك القضايا السياسية. جون الذي باع منزله المرفّه في ضواحي لندن واستقر في شقة من غرفتين في ذلك الحي، ويوكو التي لعبت دوراً فنياً وتثقيفياً في حياته.

لا يكتفي الفيلم بالحديث عن الثنائي معيشياً وعاطفياً بل عن المحيط السياسي العام ما يُعيد لمشاهدين من جيل ذلك الحين بعض الأحداث التي وقعت، ويوجه المشاهدين الذين وُلدوا سنوات صوب تقدير الثنائي، كما لم يفعل فيلم ما من قبل. ليس لأن «واحد لواحد: جون ويوكو» فيلم سياسي، بل هو استعراض منفّذ مونتاجياً بقدر كبير من الإجادة لحياة ثنائيّ موسيقيّ مطروحة على الخلفية المجتمعية المذكورة.

إرث ترمب

نيسكون مضى ومعه قناعاته وبعد عقود حلّ دونالد ترمب ليسير على النهج اليميني نفسه.

يرتسم ذلك في «منفصلون» (Separated) للمخرج المتخصص بالأفلام التسجيلية والوثائقية السياسية إيرول موريس. من بين أفضل أعماله «ضباب الحرب» (The Fog of War)، الذي تناول الحرب العراقية وكيف تضافرت جهود الحكومة الأميركية على تأكيد وجود ما لم يكن موجوداً في حيازة العراق، مثل القدرات النّووية والصواريخ التي يمكن لها أن تطير من العراق وتحط في واشنطن دي سي (وكثيرون صدّقوا).

«منفصلون» لديه موضوع مختلف: إنه عن ذلك القرار الذي اتخذه ترمب خلال فترة رئاسته ببناء سياج على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة لمنع تدفق المهاجرين القادمين من الدول اللاتينية بدافع الفقر وانتشار العنف.

كان يمكن تفهّم هذا القرار لو أنه توقف عند هذا الحد، لكن ترمب تلاه بقرار آخر يقضي بفصل الأطفال عن ذويهم الراغبين في دخول البلاد عبر الحدود. بذلك لدى هؤلاء إمّا العودة من حيث أتوا مع أولادهم، أو العودة من دونهم على أساس وجود هيئات ومؤسسات أميركية ستعني بهم.

مثل هذا الموقف، يؤكد الفيلم، غير الأخلاقي، وكان له معارضون ومؤيدون. بعض المعارضين من أعضاء الكونغرس انقلبوا مؤيدين ما بين مؤتمر صحافي وآخر.

محور الفيلم هو رفض هذا الانفصال على أسس أخلاقية وإنسانية والمتهم الأساسي في فرض العمل به هو ترمب الذي لم يكترث، والكلام للفيلم، لفظاعة الفصل بين الآباء والأمهات وأطفالهم. تطلّب الأمر أن يخسر ترمب الانتخابات من قبل أن يلغي بايدن القرار على أساس تلك المبادئ الإنسانية، لكن بذلك تعاود أزمة المهاجرين حضورها من دون حل معروف.

يستخدم المخرج موريس المقابلات لتأييد وجهة نظره المعارضة وأخرى لرفضها، لكنه ليس فيلماً حيادياً في هذا الشأن. مشكلته التي يحسّ بها المُشاهد هي أن الفيلم يتطرّق لموضوع فات أوانه منذ أكثر من عامين، ما يجعله يدور في رحى أحداث ليست آنية ولا مرّ عليه ما يكفي من الزمن لإعادة اكتشافها ولا هي بعيدة بحيث تُكتشف.