تعزيزات تركية إلى إدلب بعد هجوم لـ«تحرير الشام»

ضبط خلية تابعة لـ«داعش» شمال سوريا

جانب من عملية جني محصول الزيتون في قرية بمنطقة عفرين في ريف حلب أمس (أ.ف.ب)
جانب من عملية جني محصول الزيتون في قرية بمنطقة عفرين في ريف حلب أمس (أ.ف.ب)
TT
20

تعزيزات تركية إلى إدلب بعد هجوم لـ«تحرير الشام»

جانب من عملية جني محصول الزيتون في قرية بمنطقة عفرين في ريف حلب أمس (أ.ف.ب)
جانب من عملية جني محصول الزيتون في قرية بمنطقة عفرين في ريف حلب أمس (أ.ف.ب)

دفعت القوات التركية بتعزيزات من الدبابات والمدرعات وناقلات الجند، إضافة إلى شاحنات تحمل كتلاً إسمنتية تستخدم في بناء الأنفاق، في رتل دخل عبر معبر باب الهوى، واتجه نحو النقاط العسكرية التركية المنتشرة بريفي إدلب الجنوبي والشرقي. وجاء إرسال هذه التعزيزات العسكرية عقب هجوم لعناصر تابعة لـ«هيئة تحرير الشام» على نقاط الرباط التابعة لفصيل «الجبهة الوطنية للتحرير»، على مقربة من النقاط التي تتمركز فيها القوات التركية، ضمن منطقة خفض التصعيد في إدلب.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الخميس، بأن عناصر «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) هاجمت نقاط الرباط التابعة لـ«الجبهة الوطنية للتحرير» على بعد عشرات الأمتار من نقاط القوات التركية عند مدخل مدينة سراقب بريف إدلب الشرقي للاستيلاء عليها وتثبيت نقاط تابعة لها في المنطقة. وتمكنت «هيئة تحرير الشام» من السيطرة على طرفي الطريق بمسافة 400 متر. وتسيطر «الجبهة الوطنية للتحرير» على غالبية النقاط على محور ريف إدلب الشرقي، وبخاصة مدينة سراقب رفقة القوات التركية.
على صعيد آخر، أعلنت المخابرات التركية مقتل أحد عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي والقبض على 18 آخرين في عملية أمنية استهدفت إحدى خلايا التنظيم التي كانت تستهدف المؤسسات التركية في شمال سوريا.
وقالت مصادر أمنية لوكالة «الأناضول» التركية، الجمعة، إن المخابرات التركية اكتشفت خلية خاصة شكلها تنظيم «داعش» الإرهابي بهدف تنفيذ عمليات «ذات تأثير كبير» ضد المؤسسات التركية الناشطة في سوريا، لا سيما عناصر الجيش. وأضافت المصادر أن المخابرات التركية نفذت عملية بالاستعانة بقوات من فصائل «الجيش الوطني السوري» الموالي لتركيا ضد الخلية التي انتشر عناصرها في منطقتي عمليتي «درع الفرات» و«نبع السلام» الخاضعتين لسيطرة القوات التركية والجيش الوطني في شمال وشمال شرقي سوريا.
وتابعت أن العملية أسفرت عن القبض على 18 من أعضاء الخلية، فيما وجد آخر قتيلاً، وتم ضبط كميات من المتفجرات والأسلحة والذخائر أثناء العملية، تضمنت 350 كيلوغراماً من مادة «تي إن تي» و20 كيلوغراماً من المتفجرات الجاهزة للتفجير، وسترات ناسفة وكثيرا من المتفجرات والأسلحة والذخيرة.
ولفتت المصادر إلى أن الإرهابيين الموقوفين اعترفوا بأنهم قاموا بعمليات استطلاع مكثفة ضد القواعد العسكرية والمؤسسات التركية الموجودة بسوريا، وكانوا يراقبون التحركات الروتينية اليومية للعربات العسكرية التركية في الأراضي السورية، ونفذوا 4 محاولات لاستهدافها خلال أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) الماضيين. وذكرت المصادر أن عناصر المخابرات التركية راقبت عناصر الخلية لفترة طويلة.
وكشفت تركيا في الفترة الأخيرة عن عمليات عدة استهدفت خلايا وعناصر تنظيم «داعش» داخل أراضيها، أبرزها عملية أعلن عنها الرئيس رجب طيب إردوغان، قبل أسابيع، جرى خلالها القبض على بشار خطاب غزال الصميدعي المكنى «أبو زيد» أو «الأستاذ زيد»، الذي يشار إليه على أنه ربما هو زعيم التنظيم، وهو من أصل عراقي، ويعد من أبرز القياديين المهمين ضمن صفوف «داعش» الإرهابي عقب مقتل زعيم التنظيم الأسبق أبو بكر البغدادي وخلفه أمير محمد عبد الرحمن المولى الصلبي، المعروف باسم عبد الله قرداش و(أبو إبراهيم القرشي) في عمليتين أميركيتين بشمال سوريا في أكتوبر (تشرين الأول) 2019 وفبراير (شباط) الماضي على التوالي. وجرى القبض على الصميدعي في إسطنبول بعد عملية مراقبة من جانب المخابرات التركية استغرقت 7 أشهر.
وسبق ذلك الإعلان عن القبض على قاسم غولر، أحد أبرز قيادات «داعش» المطلوبين، والمدرج على النشرة الحمراء، في عملية نفذتها المخابرات التركية داخل الأراضي السورية، قبل أشهر، بعد ورود تقارير بأن غولر، المكنى «أبو أسامة التركي»، يعتزم دخول الأراضي التركية بشكل غير قانوني وتنفيذ مخططات مشبوهة فيها.وشغل غولر منصب «أمير ولاية تركيا» في «داعش»، وهو أول عضو من التنظيم تدرجه تركيا على النشرة الحمراء التي تضم مطلوبين خطرين بتهمة الإرهاب.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

شؤون إقليمية الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس (الأربعاء) زيارة لدمشق تدوم يومين واستهلها بجولة محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد تناولت تعزيز العلاقات المتينة أصلاً بين البلدين. وفيما تحدث رئيسي عن «انتصارات كبيرة» حققتها سوريا، أشار الأسد إلى أن إيران وقفت إلى جانب الحكومة السورية مثلما وقفت هذه الأخيرة إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. ووقع الأسد ورئيسي في نهاية محادثاتهما أمس «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد». وزيارة رئيسي لدمشق هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني منذ 13 سنة عندما زارها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

الحوثيون: سنتخذ إجراءات عسكرية ضد إسرائيل بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة

عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
TT
20

الحوثيون: سنتخذ إجراءات عسكرية ضد إسرائيل بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة

عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)

قال الحوثيون في اليمن، اليوم (الاثنين)، إنهم سيتخذون إجراءات عسكرية بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة لرفع الحصار عن قطاع غزة، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، الجمعة، إن الحركة ستستأنف عملياتها البحرية ضد إسرائيل إذا لم تُنهِ تعليقها دخول المساعدات إلى غزة خلال 4 أيام، مما يشير إلى تصعيد محتمل.

وشنت الحركة المتمردة المتحالفة مع إيران أكثر من 100 هجوم على حركة الشحن البحرية منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، قائلة إن الهجمات تضامن مع الفلسطينيين في حرب إسرائيل على حركة «حماس» الفلسطينية في قطاع غزة، وتراجعت الهجمات في يناير (كانون الثاني) بعد وقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني.

خلال تلك الهجمات، أغرق الحوثيون سفينتين واستولوا على أخرى وقتلوا 4 بحارة على الأقل، مما أدى إلى اضطراب حركة الشحن العالمية لتُضطر الشركات إلى تغيير مسار سفنها لتسلك طريقاً أطول وأعلى تكلفة حول جنوب القارة الأفريقية.

وقال الحوثي، الجمعة: «سنعطي مهلة 4 أيام وهذه مهلة للوسطاء فيما يبذلونه من جهود، إذا استمر العدو الإسرائيلي بعد الأيام الأربعة في منع المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، واستمر في الإغلاق التام للمعابر ومنع دخول الدواء إلى قطاع غزة فإننا سنعود إلى استئناف عملياتنا البحرية ضد العدو الإسرائيلي. كلامنا واضح ونقابل الحصار بالحصار».

وفي الثاني من مارس (آذار)، منعت إسرائيل دخول شاحنات المساعدات إلى غزة مع تصاعد الخلاف حول الهدنة، ودعت «حماس» الوسطاء المصريين والقطريين إلى التدخل.

ورحّبت الحركة الفلسطينية بإعلان الحوثي، الجمعة. وقالت في بيان: «هذا القرار الشجاع الذي يعكس عمق ارتباط الإخوة في أنصار الله والشعب اليمني الشقيق بفلسطين والقدس، يعد امتداداً لمواقف الدعم والإسناد المباركة التي قدموها على مدار خمسة عشر شهراً من حرب الإبادة في قطاع غزة».