أنباء عن بدء مناقشات «أوبك» حول خفض الإنتاج

النفط مستقر بين قوة الدولار وقلق الإمدادات

مؤشرات رفعت أسعار النفط الخميس (أ.ف.ب)
مؤشرات رفعت أسعار النفط الخميس (أ.ف.ب)
TT

أنباء عن بدء مناقشات «أوبك» حول خفض الإنتاج

مؤشرات رفعت أسعار النفط الخميس (أ.ف.ب)
مؤشرات رفعت أسعار النفط الخميس (أ.ف.ب)

قالت ثلاثة مصادر لـ«رويترز» إن كبار المنتجين في تحالف «أوبك» بدأوا مناقشات بشأن خفض إنتاج النفط، في الاجتماع المقبل للتحالف، المقرر في الخامس من أكتوبر (تشرين الأول). وقال مصدر في منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) لـ«رويترز»، إن الخفض «متوقع بدرجة كبيرة»، بينما قال المصدران الآخران في «أوبك» إن كبار المنتجين تحدثوا بشأن الموضوع.
وأكد مصدر مطلع على الموقف الروسي لـ«رويترز»، في وقت سابق من هذا الأسبوع، أن موسكو قد تقترح خفضاً يصل إلى مليون برميل يومياً. ويشير أحدث التصريحات إلى أن كبار أعضاء «أوبك» بدأوا التواصل بشأن الأمر، إلا أن حجم الخفض المحتمل لا يزال غير واضح.
ويأتي انعقاد اجتماع الأسبوع المقبل وسط تقلبات حادة في السوق وانخفاض كبير لأسعار النفط عن المستويات التي سجلتها في مارس (آذار)، وكانت الأعلى في عدة سنوات.
وكان تحالف «أوبك» الذي يضم دول منظمة «أوبك» وحلفاء من خارجها؛ من بينهم روسيا، قد وافق على خفض طفيف في الإنتاج قدره 100 ألف برميل يومياً، في اجتماعه خلال سبتمبر (أيلول)، لدعم الأسعار. وكانت السعودية؛ وهي أكبر منتج في «أوبك»، قد أشارت، في أغسطس (آب)، إلى إمكانية خفض الإنتاج؛ لمواجهة تقلبات السوق.
وفي الأسواق، ارتفعت أسعار النفط، الخميس، مع المؤشرات على احتمال خفض تجمع «أوبك» الإنتاج؛ على خلفية صعود الدولار وضعف التوقعات الاقتصادية.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم نوفمبر (تشرين الثاني) 26 سنتاً، أو 0.3 % إلى 89.58 دولار للبرميل، بحلول الساعة 1354 بتوقيت غرينتش. وتراجع عقد تسليم شهر ديسمبر (كانون الأول) الأكثر نشاطاً 13 سنتاً، أو 0.2 %، إلى 87.92 دولار.
وتراجعت العقود الآجلة للخام الأميركي لشهر نوفمبر 8 سنتات، أو 0.1 % إلى 82.07 دولار.
كما تسبّب الإعصار إيان في دعم الأسعار، حيث عُلق إنتاج نحو 157 ألفًا و706 براميل يومياً في خليج المكسيك، اعتباراً من الأربعاء، وفقاً للسلطات الأميركية.
وكان الخامان القياسيان قد شهدا ارتفاعاً في الجلستين السابقتين، وسط تقلبات التداول، بعد أن وصلا إلى أدنى مستوى لهما في 9 أشهر، هذا الأسبوع، إذ أدى انخفاض مؤقت في مؤشر الدولار وتراجع مخزونات الوقود الأميركي بشكل أكبر من المتوقع، إلى زيادة الآمال في انتعاش الطلب.
ومع ذلك ارتفع مؤشر الدولار مرة أخرى، يوم الخميس، مما قلل شهية المستثمرين للمخاطرة وأذكى المخاوف حيال الركود، مما أدى إلى انخفاض عقدي الخام في وقت سابق من الجلسة.


مقالات ذات صلة

«الشؤون الاقتصادية» السعودي يوافق على إنهاء «الاستدامة المالية» بعد تنفيذ خطته

الاقتصاد اجتماع سابق لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان (الشرق الأوسط)

«الشؤون الاقتصادية» السعودي يوافق على إنهاء «الاستدامة المالية» بعد تنفيذ خطته

عقد مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية اجتماعاً عبر الاتصال المرئي، استعرض خلاله التقرير الاقتصادي الدوري لشهر يناير (كانون الثاني) الماضي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مصفاة نفطية تابعة لشركة «إكسون موبيل» في بومونت بتكساس (رويترز)

رسوم ترمب الجمركية على النفط تعزز شركات التكرير الأوروبية والآسيوية

قال محللون ومتعاملون في السوق لـ«رويترز» إن الرسوم التي فرضها ترمب على واردات النفط الكندية والمكسيكية ستمنح المصافي الأوروبية والآسيوية ميزة تنافسية.

«الشرق الأوسط» (هيوستن - لندن)
الاقتصاد ترمب يوقع على اتفاقية في المكتب البيضاوي (أرشيفية - أ.ف.ب) play-circle 00:40

ماذا تعني رسوم ترمب الجمركية للولايات المتحدة وكندا والمكسيك والصين؟

استعرض مجلس العلاقات الدولية في تقرير تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب، في كلٍّ من الدول الأربع: أميركا والمكسيك وكندا والصين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد متعاملون في بورصة نيويورك للأوراق المالية (أ.ف.ب)

بماذا علّق مستثمرون ومحلّلون على أوامر ترمب الجمركية؟

جمعت «رويترز» تعليقات محللين وخبراء ومستثمرين على أوامر دونالد ترمب الجمركية ضد كندا والمكسيك والصين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

من التيسير إلى التشديد... البنوك المركزية تبدأ 2025 في مسارات نقدية مختلفة

تشير الاجتماعات الأولى للبنوك المركزية في عام 2025 إلى أنه سيكون عاماً يتسم بتباين السياسات النقدية، حيث تتبع كل دولة مساراً مختلفاً استجابة لظروفها الاقتصادية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

السعودية تستحوذ على نصف سوق قطع غيار الطاقة في الخليج

داخل مصنع شركة «إيمنسا» في الدمام (الشرق الأوسط)
داخل مصنع شركة «إيمنسا» في الدمام (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تستحوذ على نصف سوق قطع غيار الطاقة في الخليج

داخل مصنع شركة «إيمنسا» في الدمام (الشرق الأوسط)
داخل مصنع شركة «إيمنسا» في الدمام (الشرق الأوسط)

تشهد صناعة قطع الغيار في مجال الطاقة بالسعودية تطوراً غير مسبوق، بفضل تبنّي تقنيات التصنيع الرقمي، حيث تستحوذ المملكة على أكثر من نصف هذه السوق في منطقة الخليج بنحو 10 إلى 15 مليار دولار سنوياً، في حين يُقدّر الحجم العالمي الإجمالي بنحو 90 مليار دولار سنوياً، مما يبرز أهمية التوطين، خصوصاً مع تنامي استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد.

هذا ما ذكره المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «إيمنسا»، فهمي الشوا، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، على هامش جولة إعلامية تمّ تنظيمها إلى مصنعها في الدمام، متوقعاً أن يشهد القطاع المحلي نمواً ملحوظاً في السنوات المقبلة؛ حيث ترسم فرص التوسع المستقبلية في السوق السعودية آفاقاً واعدة.

وتُعدّ الشركة السعودية «إيمنسا» أكبر مصنع رقمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وقامت برقمنة أكثر من 15 ألف قطعة، وتقييم ما يزيد على 2.1 مليون قطعة باستخدام الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى إنتاج ما يتجاوز 200 قطعة باستخدام «التصنيع بالإضافة»، وهي تقنية متقدمة في مجال التصنيع عن طريق إضافة طبقات متتالية من المواد، وفقاً لنموذج رقمي ثلاثي الأبعاد.

شعار شركة «إيمنسا» في الدمام (الشرق الأوسط)

التصنيع المحلي

وأشار الرئيس التنفيذي إلى أن ما يتم تصنيعه محلياً في السعودية باستخدام تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد في قطاع الطاقة يتراوح بين مليار دولار و4 مليارات دولار، الأمر الذي يفتح أمام الشركات المحلية فرصاً كبيرة لتوسيع عملياتها.

وقال الشوا إن الشركة تتطلّع إلى مضاعفة حجم نموها في عام 2025، مع تقدّم تقنيات التصنيع باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد. وكانت «إيمنسا» قد حقّقت نمواً كبيراً في العام الماضي بلغ 300 في المائة، من حيث القدرة الإنتاجية، وهو ما يعكس التحسينات الكبيرة في عمليات التصنيع.

وأكد أن «إيمنسا» تعمل على توسيع طاقتها الإنتاجية، وتقديم حلول مبتكرة تُسهم في تحسين الكفاءة؛ حيث تتيح تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد للمملكة إنتاج مكونات عالية القيمة محلياً؛ مما يعزّز من دور القطاع الصناعي الذي يشكّل نحو 12 إلى 15 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.

تعزيز الوعي

التحدي الأكبر الذي يواجه القطاع هو تعزيز الوعي حول إمكانات هذه التقنية المتقدمة، حسب الشوا الذي أوضح أن التصنيع باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد ليس مجرد قطاع جديد، بل هو طريقة تصنيع مبتكرة يمكن أن تُحدث فارقاً كبيراً في الصناعات المختلفة.

وقال: «القطاعان الخاص والحكومي يواجهان تحديات في تقبّل المخاطر المرتبطة بتجربة تقنيات جديدة، مما يستدعي مزيداً من التوعية والتعليم حول الفوائد الحقيقية لهذه التقنيات».

وحول تطوير الكفاءات المحلية، أكد الشوا أن «إيمنسا» تعمل على تقديم استشارات متخصصة وبرامج تدريب، بالإضافة إلى افتتاح مصانع جديدة لدعم الابتكار الوطني. كما تواصل الشركة استثمارها في تحسين الأمن السيبراني والبنية التحتية، لتوفير بيئة آمنة ومستدامة لحماية المخزون الرقمي المحلي.

داخل مصنع شركة «إيمنسا» في الدمام (الشرق الأوسط)

ضمان الاستدامة

ولفت إلى أن السعودية تشهد توجهاً قوياً من الحكومة والقطاع شبه الحكومي نحو تبنّي الثورة الصناعية الرابعة التي أصبحت ضرورة استراتيجية وليست رفاهية، وأن الاستثمار في المخزون الرقمي المحلي والاكتفاء الذاتي يمثّل خطوة أساسية نحو ضمان الاستدامة وتفادي الاضطرابات اللوجستية التي قد تؤثر في سلاسل الإمداد العالمية. واختتم الشوا حديثه بتأكيد أن القيمة الحقيقية لشركة «إيمنسا» تكمن في قدرتها على إنشاء مخزون رقمي محلي، الأمر الذي يمكن أن يُسهم بصورة كبيرة في تقليل الاعتماد على الأسواق العالمية وفتح آفاق جديدة للابتكار في صناعة قطع الغيار في مجال الطاقة.