{قارب المشمش}.. عرض كوميدي ساخر يلقى رواجًا في غزة

«وكزة» لحكومة حماس التي وعدت بإنشاء ميناء جديد للنقل البحري

لقطة من المسلسل الكوميدي الساخر «قارب المشمش» (نيويورك تايمز)
لقطة من المسلسل الكوميدي الساخر «قارب المشمش» (نيويورك تايمز)
TT

{قارب المشمش}.. عرض كوميدي ساخر يلقى رواجًا في غزة

لقطة من المسلسل الكوميدي الساخر «قارب المشمش» (نيويورك تايمز)
لقطة من المسلسل الكوميدي الساخر «قارب المشمش» (نيويورك تايمز)

المشهد لرجال ونساء يقفون مع حقائب السفر في الميناء في انتظار قارب، ويبدو بائع الشاي طارق (13 سنة)، متشككا ومتسائلا «هل حقا سيغادرون؟»، فلم يسبق له أن رأى أي شخص يغادر غزة من قبل.
اتضح لاحقا أن شكوك بائع الشاي كانت صحيحة، فلم يكن المسافرون سوى ممثلين في حلقات ساخرة قاموا بأداء مشهد تمثيلي ينتظرون فيه قاربا يدعى «مشمش»، في إشارة للتعبير الفلسطيني «بكرة بالمشمش»، ويعني أن ذلك لن يحدث أبدا.
شكل المشهد وكزة لحكومة حماس في غزة التي كانت قد وعدت بإنشاء ميناء جديد للنقل البحري ولم ينفذ ذلك حتى الآن. وسلط المشهد التمثيلي الضوء على القيود المفروضة على الفلسطينيين في غزة بسبب عدم سماح السلطات المصرية والإسرائيلية لهم باجتياز المعبر باستثناء عدد بسيط، ولا تسمح لهم بالسفر بالبحر.
وقال كاتب السيناريو أكرم السوراني (33 سنة)، بضحكة عالية: «هل وصلك المعنى؟ المركب لن يصل أبدا»، فبائع الشاي لم يلتقط المعنى. وأردف أكرم أن الضحك يجب أن يكون ممزوجا بتنهيدة ألم.
ويقول المصور وسام نصار، في حواره مع «نيويورك تايمز»، إن تقديم البرنامج الساخر لسكان غزة واجهته عدة مشكلات عند إعداد العرض الذي سمي «برنامج الأخبار»، وهو مستوحى من برنامج مشابه في مصر مستوحى هو الآخر من برنامج جون ستيوارت «ذا ديلي شو». عند تسجيل البرنامج واجه فريق العمل مشكلة العثور على الخروف الذي قاطع صوت مأمأته عملية التصوير، إلا أن السؤال الأهم كان: كيف سيكون رد فعل حكومة حماس؟ فرغم أن المنتجين وعدوا بأنه لن يسلم من النقد مسؤول فلسطيني واحد، لكن كيف سيتم ذلك والبرنامج يتم إعداده في غزة حيث يجثم مسؤولو حماس على أنفاس الإعلام المستقل؟!
ويقول محمد السواريفي (31 سنة)، مقدم العرض وأب لثلاث بنات ويعمل في الحقيقة عاملا في منظمات الإغاثة: «فكرنا مائة مرة في ما يمكن أن يحدث لو فعلنا ذلك». ويضيف: «إن خفنا فلن نفعل شيئا».
الحلقة الأولى تقدم سخرية من الأوضاع في غزة مع بعض النكات وحركات حواجب السواريفي التي اتخذت شكلا كوميديا. وينوي منتجو العمل إنتاج وعرض 15 دقيقة أسبوعيا على «اليوتيوب». ويقول السوراني، كاتب السيناريو: «نسعى لرفع وعي الفلسطينيين من خلال السخرية»، مضيفا أن «الضحك يجب أن يأتي ممزوجا بتنهيدة ألم». ويأتي وعد حماس كمادة العمل للحلقة الأولى.
وفي حلقات أخرى تظهر منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت يوما منظمة ثورية وأصبحت الآن تدار بواسطة رجال مسنين يمثلون أحزابا صغيرة ويرأسها محمود عباس رئيس حركة فتح ورئيس السلطة الفلسطينية البالغ من العمر 80 عاما.
وعندما يشرع السواريفي في الحديث عن منظمة التحرير الفلسطينية في نشرته الإخبارية الزائفة تومض صورة رجل عجوز، حينها يتظاهر مقدم البرنامج بالانزعاج من الخطأ - كيف له ألا يعرف قادته المحبوبين؟ يهمس المذيع للمخرج «انزل الصورة.. أتريد للبرنامج أن يغلق؟».
تومض صورة أخرى في المكان نفسه، لكن هذه المرة لأحد القادة الحقيقيين لمنظمة التحرير، وهو رجل مسن أيضا، وهنا يتنهد السواريفي قائلا: «ها هو ذاك» وكأنه وجد الصورة الصحيحة. وفي قراءته لخبر آخر يظهر رجل ملفوف بضمادات كثيفة وسط أنقاض حي الشجاعية المجاور لغزة الذي دمر خلال الحرب بين إسرائيل وحماس، ويذيع السواريفي خبر قيام دولة مستقلة.
وجاء إعلان الدولة بمثابة «وكزة» لحكومة حماس في غزة وكذا لحكومة عباس في الضفة الغربية، واللتين لم تتصالحا منذ الحرب الأهلية القصيرة بينهما عام 2007 عندما قامت حماس بطرد فتح خارج غزة إثر فشلهما في تشكيلة حكومة وحدة وطنية بعد فوز حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006. ومنذ ذلك الحين أصبحت للفلسطينيين حكومتان، إحداهما في الشجاعية التي يشير لها الرجل المضمد، لكنها حكومة بلا دولة.
وحضر جمهور يقدر بالمئات العرض الافتتاحي يوم 10 يونيو بمدينة غزة، وسعد الحضور بالعرض وضج المكان بالضحك، خاصة مشهد انتظار شباب غزة لقارب «المشمش». وتقول سها أحمد: «لقد سئمنا من الحرب والساسة»، مضيفة أن «البرنامج مختلف وجريء فهو يلمس هموم الناس». ووصلت لمكان العرض سيارة بها ثلاثة رجال في زي الشرطة، شاهد اثنان منهم العرض بينما الثالث قام بتصوير الحلقة.
استوحى البرنامج فكرته من برنامج جون ستيوارت عن طريق تلميذه المصري باسم يوسف الذي قم برنامجا مشابها في مصر. وكان برنامج يوسف شعارا لحرية جديدة في مرحة ما بعد الثورة في مصر، إلا أن البرنامج توقف العام الماضي وسط إحساس متزايد بعدم تقبل برامج السخرية السياسية بعدما حل النظام العسكري محل حكومة الإخوان المسلمين المنتخبة وأصبح قائد الجيش عبد الفتاح السيسي رئيسا للبلاد.
عُرف السوراني منذ ست سنوات تقريبا عندما بدأ أصدقاؤه في تبادل تعليقاته على الـ«فيسبوك» عن السياسة الفلسطينية، ويحظى السوراني بنحو 5700 إعجاب على صفحته على الـ«فيسبوك»، وألف كتابين عن فن السخرية.
ورغم إمكانية الوصول للسوراني عبر صفحته على «فيسبوك» فإنه لم يرد على رسائل مكررة أرسلها له السواريفي، مقدم العرض، بغرض ترتيب لقاء، فقد خشي السوراني أن تكون الرسائل مرسلة من قبل أحد منتقديه الذين كانوا قد أرسلوا له بالفعل تهديدات بالقتل، ولم يرد على رسائل السواريفي إلا بعدما أكد له صديق مشترك أن الرسائل آمنة.
وقد أبدى مسؤولو حماس تسامحا مع السوراني وكتاباته، وقد تم استجوابه عدة مرات ولم يحدث بعدها شيء يذكر. وقال السوراني «لو كان هناك تضييق حقيقي ما كنت هنا اليوم». إلا أن السوراني أبدى تخوفا من عرض حلقات الفيديو التي قال إنها سوف تجتذب جمهورا أكبر، فقد هرب بالفعل عدد من العاملين في البرنامج خشية الملاحقة.
ومن جانبه، قال مصطفى السواف، وكيل وزارة الثقافة في حكومة غزة، إن حماس لن تعترض على البرنامج ما دام لم ينطو على تجريح أو إهانة.. «فالسخرية يجب ألا تتعدى الحدود».
* خدمة «نيويورك تايمز»



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.