نعي القرضاوي يعيد الجدل بشأن علاقته مع «الأزهر»

عضو في «كبار العلماء» رثاه عبر «الجزيرة»

الشيخ يوسف القرضاوي على صفحة على «فيسبوك»
الشيخ يوسف القرضاوي على صفحة على «فيسبوك»
TT

نعي القرضاوي يعيد الجدل بشأن علاقته مع «الأزهر»

الشيخ يوسف القرضاوي على صفحة على «فيسبوك»
الشيخ يوسف القرضاوي على صفحة على «فيسبوك»

بعد يوم من رحيل الداعية المصري المقيم في قطر يوسف القرضاوي، عن 96 عاماً، أثارت مسألة نعيه الجدل من جديد بشأن علاقته بمؤسسة الأزهر، وبالتحديد هيئة كبار العلماء، التي أقيل منها قبل 9 أعوام، على خلفية مواقفه الداعمة لـتنظيم «الإخوان» الذي تصنفه السلطات المصرية «إرهابياً». ولم تصدر هيئة كبار العلماء (أعلى هيئة دينية في الأزهر) نعياً لوفاة القرضاوي؛ لكن الدكتور حسن الشافعي، عضو هيئة كبار العلماء (92 عاماً) رثاه عبر قناة «الجزيرة مباشر» مساء (الاثنين)، وقال إنه «ينعى الراحل، لأنه كان عضواً في هيئة كبار العلماء، وكان زميلاً مطلع الخمسينات من القرن الماضي في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر». وواصل الشافعي حديثه: «كانت بيننا توافقات وخلافات، لكن القرضاوي كان عالماً متعدد الجوانب».
إلا أن مصدراً أزهرياً قال إن «الأزهر ليس مسؤولاً عما يبثه البعض من أحاديث وآراء». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «آراء الأزهريين كأفراد تمثل – في الغالب الأعم – أشخاصهم، ولا تمثل بالضرورة الأزهر؛ إلا إذا خرجت بشكل مؤسسي من هيئاته المخولة بالبيان».
ودعا المصدر إلى «ضرورة التفرقة وعدم الخلط بين رأي المؤسسة الأزهرية والذي تمثله هيئاتها العلمية والفقهية: (هيئة كبار العلماء، ومجمع البحوث الإسلامية، وجامعة الأزهر، ومركز الأزهر العالمي للفتوى، والمركز الإعلامي للأزهر)، وبين تلك الآراء التي تصدر بشكل شخصي من البعض، والتي لا تعبر إلا عن وجهة نظر صاحبها».
ويشار إلى أن حسن الشافعي، الذي كان يشغل منصب مستشار شيخ الأزهر، قد دعا في يوليو (تموز) 2013، حسب وكالة «الأناضول» إلى «الإفراج عن الرئيس الأسبق محمد مرسي». وذكر حينها في كلمة متلفزة أنه «يتحدث بصفته الشخصية كمواطن مصري وليس باسم الأزهر». وفي أغسطس (آب) 2013 أصدر الشافعي، الذي يشغل منصب رئيس اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية، والرئيس الأسبق لمجمع اللغة العربية في مصر، بياناً أدان فيه «فض اعتصام لـ(الإخوان) في ميداني (النهضة) و(رابعة)»، عقب عزل مرسي عن السلطة.
والقرضاوي الذي ينظر إليه باعتباره رمزاً أيقونياً لـ«الإخوان» خصوصاً أنه من رعيل المؤسسين للتنظيم، تلقى تعليماً أزهرياً منذ طفولته وحتى تخرجه في كلية أصول الدين قبل أن يواصل نيل الدرجات العلمية». وأقيل القرضاوي عام 2013 من عضوية هيئة كبار العلماء، بعد إزاحة «حكم تنظيم الإخوان»، وذكر مصدر أزهري حينها أن «القرار جاء بموافقة أغلبية أعضاء الهيئة». وأرجعه المصدر إلى أنه «نتيجة ما نسب إلى القرضاوي من إساءات لشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب والمؤسسة الدينية في مصر».
إلى ذلك انقسمت تعليقات المتابعين على «السوشيال ميديا» حول جواز الترحم على القرضاوي من عدمه، لأنه حسبما رأى بعض المتابعين أن «القرضاوي كان مسؤولاً بفتاواه عن أحداث العنف والقتل التي شهدتها مصر عقب عزل مرسي، وشهدتها بعض دول المنطقة أيضاً».
وقال أحد المغردين: «ينسب للشيخ القرضاوي التحريض على قتل الشيخ محمد سعيد البوطي، حيث سئل عن حكم المتعاونين مع النظام السوري فأجاب القرضاوي بقتالهم». وأضاف: «بعد مقتل البوطي في مارس (آذار) 2013 خرج القرضاوي يتساءل عن من قتل الشيخ البوطي؟... وذكر حينها أن أهل السنة وإن اختلفوا لا يتقاتلون».
وفي يناير (كانون الثاني) عام 2020 فند مؤشر عالمي للفتوى تابع لدار الإفتاء المصرية، فتاوى تنظيم «الإخوان» ضد الدولة المصرية. واستند المؤشر لفتوى أصدرها القرضاوي عام 2012 قضت بـ«ضرورة انتخاب مرسي ومساندته». وفتاوى أخرى في عام 2013 «حرض فيها على قتل معارضي (الإخوان)، واستهداف رجال الجيش والشرطة والقضاة». كما «حرض أيضاً على اقتحام السجون المصرية، وأباح العمليات الانتحارية»، بحسب ما قال المرصد حينها.
والقرضاوي طوال فترة دراسته وشبابه كان من الملتزمين تنظيمياً في صفوف «الإخوان»، وخضع للسجن في حقب زمنية مختلفة على خلفية ذلك، واستقر في قطر منذ عام 1961». لكن كانت خطبته للجمعة في ميدان التحرير عام 2011 واحدة من العلامات البارزة في تأكيد تمهيده لوصول «الإخوان» إلى السلطة، وهو ما ترجمه بعد إزاحتهم من الحكم عام 2013 بمواقف «حادة» ضد النظام المصري». كما أدرج القرضاوي على (قوائم الإرهاب) مرتين، الأولى عندما أعلنت «المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات والبحرين» في بيان مشترك إدراج 59 شخصاً و12 كياناً على قوائم «الإرهابيين» من بينهم القرضاوي، والثانية من محكمة جنايات القاهرة وأدرج مع 1529 إرهابياً، فضلاً عن أن لجنة التحفظ على أموال «الإخوان» تحفظت على أموال جميع أفراد أسرته لاتهامهم بتمويل الإرهاب... ويشار إلى أن السلطات المصرية تحظر «الإخوان» منذ عام 2014 وتعده «تنظيماً إرهابياً».
كما كان القرضاوي مطلوباً لتنفيذ حكم (غيابي) ضده بالسجن المؤبد (25 عاماً) عام 2018 بعدما أدانته محكمة مصرية مع آخرين بـ«الاشتراك والمساهمة في قتل ضابط مصري»، فضلاً عن صدور حكم (غيابي) بحقه في يونيو (حزيران) 2015 بالإعدام في قضية «اقتحام السجون» المصرية إبان ثورة «25 يناير» عام 2011».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


مجهولون في طرابلس يخطفون عميداً بالاستخبارات الليبية

الدبيبة ورئيس أركان قواته (حكومة «الوحدة»)
الدبيبة ورئيس أركان قواته (حكومة «الوحدة»)
TT

مجهولون في طرابلس يخطفون عميداً بالاستخبارات الليبية

الدبيبة ورئيس أركان قواته (حكومة «الوحدة»)
الدبيبة ورئيس أركان قواته (حكومة «الوحدة»)

خطف مجهولون في العاصمة الليبية طرابلس، مدير إدارة الأمن المركزية بجهاز الاستخبارات، العميد مصطفى علي الوحيشي، وهو ما دفع عدداً من الغاضبين في مدينة الزنتان للتلويح بإغلاق حقول النفط؛ تنديداً بعملية الخطف.

وأدان أعضاء جهاز الاستخبارات، التابع لإدارة الأمن المركزية في غرب البلاد، في بيان، الخميس، خطف الوحيشي، الذي جرى، مساء أمس الأربعاء، مشيرين إلى أن العملية «جرت على خلفية التحقيقات الجارية في قضايا عدة تتعلق بوقائع تمس الأمن القومي الليبي».

وحمّل أعضاء الجهاز الجهة المتورطة في الخطف «كامل المسؤولية القانونية، وما يترتب عن تداعيات هذا العمل»، الذي وصفوه بـ«الجبان»، داعين الأطراف الفاعلة في الدولة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لإطلاق سراحه.

كما حذّر أعضاء الجهاز من أن «عمليات الاستهداف والإخفاء القسري والاحتجاز التعسفي تُعطي ذريعة لنهج الغلو والتطرف، والترويع الذي يزج بالبلاد في دوامة العنف والفوضى».

والوحيشي، وفقاً لمقربين منه، خريج كلية الشرطة ينحدر من مدينة الزنتان، الواقعة غرب ليبيا، ويعمل على ملف قضايا الفساد، وكان، سابقاً، مسؤولاً عن التحقيقات في إدارة الجرائم الاقتصادية، مشيرين إلى أن الخاطفين تربصوا به عند خروجه من مكتبه، ليل الأربعاء، وإرغامه على النزول من سيارته، بينما كان في الطريق إلى منزله واقتادوه قبل أن يلوذوا بالفرار.

النائب العام الليبي الصديق الصور (مكتب النائب العام)

وفي شأن يتعلق بمكافحة الفساد، أمرت النيابة العامة بحبس مسؤول شركة التنمية الفندقية، المملوكة للشركة «الليبية للاستثمارات الخارجية»؛ لاتهامه بـ«التربح».

وأوضح مكتب النائب العام، اليوم الخميس، أن نائب النيابة بالمكتب بحث نتائج فحص معاملة مدير الشركة لمشروع تأهيل فندق وهران باي (شيراتون سابقاً)، فاستدل على إساءة المسؤول سلطته الوظيفية لحساب الغير؛ وذلك بصرف 34 مليوناً و509 آلاف و500 يورو لفائدة إحدى أدوات التنفيذ، كما صرف مليونين و780 ألفاً و125 يورو لمكتب استشاري.

ونوه مكتب النائب العام بأن المسؤول صرف مبالغ تساوي 70 في المائة من قيمة المشروع، على الرغم من أن نسبة الإنجاز به لم تتجاوز 2 في المائة، إضافةً إلى اعتماد المسؤول ثمن صيانة كل غرفة في الفندق بمبلغ 275 ألفاً و548 يورو، في حين أن تكلفة الصيانة لكل غرفة لا تتجاوز 80 ألف يورو.

وانتهى المكتب إلى أن هذه المخالفات أسفرت عن تحصيل منافع مادية للغير، مما دفع المحقق إلى حبسه على ذمة التحقيق.