«مغامرة كوارتنغ» تدفع الإسترليني لقاع غير مسبوق

الانتقادات تتصاعد والمستثمرون بانتظار موقف «بنك إنجلترا»

تراجع الجنيه الإسترليني الاثنين إلى أدنى مستوى له على الإطلاق مقابل الدولار (إ.ب.أ)
تراجع الجنيه الإسترليني الاثنين إلى أدنى مستوى له على الإطلاق مقابل الدولار (إ.ب.أ)
TT

«مغامرة كوارتنغ» تدفع الإسترليني لقاع غير مسبوق

تراجع الجنيه الإسترليني الاثنين إلى أدنى مستوى له على الإطلاق مقابل الدولار (إ.ب.أ)
تراجع الجنيه الإسترليني الاثنين إلى أدنى مستوى له على الإطلاق مقابل الدولار (إ.ب.أ)

تراجع الجنيه الاسترليني الاثنين إلى أدنى مستوى له على الإطلاق حيال الدولار مع قلق المستثمرين من النفقات الجديدة في مشروع الميزانية البريطانية التي قد تؤدي إلى تجاوزات في المالية العامة في بلد يرجح أن يكون دخل في ركود.
وأمام الدولار المقاوم بسبب وضعه كعملة ملاذ، تراجع الجنيه الاسترليني إلى 1,0350 في مقابل الدولار قرابة الساعة 01,25 بتوقيت غرينيتش وهو أدنى مستوى له منذ 1971 عند انتهاء العمل بمعاهدة بريتون وودز واعتماد نظام عالمي لتعويم سعر الصرف. وفي العام 1985 تراجع الجنيه الاسترليني إلى 1,0520 في مقابل الدولار، وكان ذلك أدنى مستوى له منذ انتهاء ربط العملات ببعضها البعض. وقرابة الساعة 07,30 بتوقيت غرينتش تحسن سعر صرف الجنيه ليسجل 1,0743 في مقابل الدولار، إلا أن بعض المحللين يرون أن العملة البريطانية قد تعادل الدولار الأميركي.
وقالت إيبيك أوسكارديسكايا المحللة لدى «سويسكوت بانك» إن «الميزانية المصغرة التي أعلنت في المملكة المتحدة الجمعة لم تعجب بتاتا المستثمرين. كانوا يتوقعون حزمة ضخمة من الإجراءات من جانب حكومة ليز تراس». وأعلن وزير المال البريطاني الجديد كواسي كوارتنغ خصوصا خفضا في ضريبة الدخل على الشريحة العليا الخاضعة للضريبة.
وقال كريس ويستون، رئيس الأبحاث في بيبرستون إن «الجنيه الإسترليني يتعرض لضربة كبيرة». وأضاف: «يبحث المستثمرون عن رد من بنك إنجلترا. يقولون إن هذا لا يمكن أن يستمر».
وكتب جوزيف كابورسو، رئيس قسم الاقتصاد الدولي في بنك الكومنولث الأسترالي، في تقرير «يؤدي الوضع السيئ في المملكة المتحدة إلى زيادة الدعم للدولار الأميركي، والذي يمكن أن يواصل الارتفاع مرة أخرى هذا الأسبوع». وأضاف: «إذا ظهر شعور بالأزمة في الاقتصاد العالمي، فقد يقفز الدولار بشكل كبير». والتخفيضات الضريبية المعلنة في المجمل هي الأكبر منذ السبعينات. وتترافق مع مساعدات كبيرة على صعيد فواتير الطاقة في خضم أزمة غلاء المعيشة. وقدرت كلفة دعم استهلاك الطاقة بحوالي 60 مليار جنيه استرليني خلال ستة أشهر فقط. ويقدر خبراء اقتصاد الكلفة الإجمالية للحزمة الضريبية بين 100 و200 مليار جنيه استرليني. ويفترض أن تضطر المملكة المتحدة إلى اقتراض 72 مليار جنيه استرليني الأمر الذي يثير قلقا. وسبق أن رفض كوارتنغ أسئلة عن رد فعل الأسواق على ميزانيته المصغرة التي حددت أكبر برنامج لتخفيضات الضرائب منذ 50 عاما، وقال يوم الأحد إن التخفيضات «في صالح المواطنين على كل مستويات الدخل»، وسط اتهامات بأن الحكومة تساعد الأثرياء بشكل رئيسي. ودافع كوارتنغ ورئيسة الوزراء ليز تراس عن الحزمة، على الرغم من أن تحليلات تشير إلى أن التدابير، التي تشمل إلغاء المعدل الأعلى لضريبة الدخل لأصحاب الدخل المرتفع، لن تتسبب سوى في زيادة دخل الأسر الأكثر ثراء، بينما سيتفاقم الوضع بالنسبة لمعظم المواطنين.
وألغت حزمة كوارتنغ يوم الجمعة الماضي، المستوى الأعلى لضريبة الدخل وخفضت معدل الضرائب الأساسي بمقدار نقطة مئوية، كما ألغت زيادة في نسب التأمينات الوطنية التي كانت مطبقة مطلع هذا العام.
قال كوارتنغ الأحد في مقابلة مع تليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، إن «هناك المزيد في المستقبل… نحن هنا فقط منذ 19 يوما. أريد أن أرى خلال العام المقبل أن يحتفظ المواطنون بمزيد من دخلهم، لأنني أرى أن الشعب البريطاني سيقود هذا الاقتصاد».
وتشير تصريحات وزير الخزانة إلى أن حكومة رئيسة الوزراء ليز تراس لن تحيد عن موقفها بسبب فوضى السوق التي أحدثتها «خطة النمو» التي ترقى إلى ميزانية بكل جوانبها لكن من دون اسمها.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

السعودية تنضم لمبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين وخلايا الوقود

مسؤولون بوزارة الطاقة السعودية بعد الإعلان عن الانضمام لمبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين (وزارة الطاقة السعودية)
مسؤولون بوزارة الطاقة السعودية بعد الإعلان عن الانضمام لمبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين (وزارة الطاقة السعودية)
TT

السعودية تنضم لمبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين وخلايا الوقود

مسؤولون بوزارة الطاقة السعودية بعد الإعلان عن الانضمام لمبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين (وزارة الطاقة السعودية)
مسؤولون بوزارة الطاقة السعودية بعد الإعلان عن الانضمام لمبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين (وزارة الطاقة السعودية)

أعلنت وزارة الطاقة السعودية انضمام المملكة إلى مبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين وخلايا الوقود، وذلك ضمن مساعي البلاد لدعم الجهود الدولية لتطوير هذا القطاع.

وبحسب بيان نشرته الوزارة، يُمثّل انضمام المملكة لهذه الشراكة خطوةً جديدة تؤكد الدور الريادي الذي تنهض به السعودية، ضمن الجهود الدولية الرامية إلى تعزيز الاستدامة، وابتكار حلول متقدمة في مجالات الطاقة النظيفة. كما يدعم طموح المملكة بأن تصبح أحد أهم منتجي ومصدّري الهيدروجين النظيف في العالم والوصول للحياد الصفري بحلول عام 2060، أو قبله، في إطار نهج الاقتصاد الدائري للكربون، وحسب توفر التقنيات اللازمة.

ويؤكّد انضمام المملكة إلى هذه الشراكة رؤيتها الراسخة حيال دور التعاون الدولي وأهميته لتحقيق مستقبل أكثر استدامة للطاقة، كما أنه يُسهم في تحقيق أهداف مبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر»، اللتين تهدفان إلى تقليل الانبعاثات الكربونية، إضافة إلى دعم المساعي الدولية لتحفيز الطلب العالمي على الهيدروجين النظيف، والإسهام في وضع اللوائح والمعايير لتعزيز اقتصاد الهيدروجين النظيف، وفقاً للبيان.

كما تمثل الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين وخلايا الوقود منصة رئيسة لتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء لتسريع تطوير ونشر تقنيات الهيدروجين وخلايا الوقود والإسهام في تحقيق تحول عالمي متوازنٍ وفاعلٍ نحو أنظمة طاقة نظيفة وأكثر كفاءة. وتعمل الشراكة على تبادل المعرفة بين الأعضاء، ودعم تطوير البحوث والتقنيات ذات الصلة بالإضافة إلى التوعية والتعليم حول أهمية الهيدروجين النظيف ودوره المحوري في تحقيق التنمية المستدامة.

وفي هذا الإطار، أوضحت الوزارة أن المملكة تحرص على أن تكون عضواً فاعلاً في العديد من المنظمات والمبادرات الدولية ذات العلاقة بإنتاج الوقود النظيف والوقود منخفض الانبعاثات، مثل: مبادرة «مهمة الابتكار»، والاجتماع الوزاري للطاقة النظيفة، ومنتدى الحياد الصفري للمنتجين، ومبادرة الميثان العالمية، ومبادرة «الحد من حرق الغاز المصاحب لإنتاج البترول بحلول عام 2030»، والتعهد العالمي بشأن الميثان، والمنتدى الريادي لفصل وتخزين الكربون، وغيرها من المبادرات.