الاقتصاد الألماني ينزلق للركود

مع تدهور بالغ للمناخ العام للأعمال

تدهور المناخ الاقتصادي في ألمانيا بشكل كبير في سبتمبر بحسب مؤشر «إيفو» لمناخ الأعمال (أ.ب)
تدهور المناخ الاقتصادي في ألمانيا بشكل كبير في سبتمبر بحسب مؤشر «إيفو» لمناخ الأعمال (أ.ب)
TT
20

الاقتصاد الألماني ينزلق للركود

تدهور المناخ الاقتصادي في ألمانيا بشكل كبير في سبتمبر بحسب مؤشر «إيفو» لمناخ الأعمال (أ.ب)
تدهور المناخ الاقتصادي في ألمانيا بشكل كبير في سبتمبر بحسب مؤشر «إيفو» لمناخ الأعمال (أ.ب)

تدهور المناخ الاقتصادي في ألمانيا بشكل كبير في سبتمبر (أيلول) الجاري. فقد أعلن معهد «إيفو» المرموق للبحوث الاقتصادية يوم الاثنين في ميونيخ أن مؤشره لمناخ الأعمال تراجع بمقدار 4.3 نقطة إلى 84.3 نقطة هذا الشهر، مقارنة بشهر أغسطس (آب) الماضي. وهذا هو أدنى مستوى يسجله المؤشر منذ شهر مايو (أيار) 2020، وكان خبراء المعهد يتوقعون تراجعا ولكن إلى 87 نقطة فقط.
وعلق رئيس المعهد، كليمنس فوست، على نتائج المؤشر قائلا: «الاقتصاد الألماني ينزلق إلى الركود». واعتبرت الشركات التي شملها المسح أن وضعها الحالي صار أسوأ من ذي قبل، متوقعة تدهور التنمية الاقتصادية في المستقبل أيضا. وجاءت توقعات جميع القطاعات التي شملها الاستطلاع، في قطاع الصناعة وقطاع الخدمات والتجارة والبناء، أسوأ مما كانت عليه في أغسطس.
ويعاني الاقتصاد الألماني من عدد من التطورات، بما في ذلك الحرب الروسية في أوكرانيا وأزمة الطاقة ومشكلات التجارة العالمية وارتفاع أسعار الفائدة، ما يجعل القروض والاستثمارات أكثر تكلفة.
وقال المعهد إن الجائحة لا تزال تؤثر في المناخ الاقتصادي، حيث لا تزال سياسة عدم انتشار فيروس «كورونا» في الصين تشكل ضغطا على التجارة العالمية، على سبيل المثال بسبب تعطل العمليات في الموانئ أو المصانع بسبب إجراءات الاحتواء.
وقال الخبير المصرفي رالف أوملاوف: «بسبب الارتفاع المستمر في أسعار الغاز والمستهلكين، وانعدام الأمن في الإمدادات، والمخاطر الجيوسياسية، وارتفاع أسعار الفائدة، ليس هناك ما يشير إلى أن الحالة المزاجية للاقتصاد الألماني ستشهد قريبا طريق التعافي على المدى القصير».
ويُذكر أن مؤشر «إيفو» لمناخ الأعمال هو أهم مؤشر اقتصادي في ألمانيا حول الاتجاهات المستقبلية، ويستند إلى مسح شهري لحوالي 9 آلاف شركة.
وفي مؤشر منفصل ذي دلالة، أدت الزيادة الكبيرة في أسعار المنتجين الناجمة عن الزيادة في أسعار الغاز الطبيعي إلى تباطؤ صناعة الأسمدة في ألمانيا.
وقد ذكر مكتب الإحصاء الاتحادي يوم الاثنين أن كمية الأسمدة المبيعة في ألمانيا تراجعت بشكل كبير في الربع الثاني من عام 2022 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. ويعتبر إنتاج معظم الأسمدة كثيف الاستخدام للطاقة، ويُستخدم الغاز الطبيعي كمواد خام وكمصدر للطاقة في عملية الإنتاج.
وبحسب البيانات، انخفضت المبيعات المحلية من الأسمدة الفوسفاتية بمقدار النصف إلى 14 ألف طن على أساس سنوي، كما انخفضت مبيعات أسمدة البوتاس بنسبة 52.3 في المائة لتصل إلى 55900 طن من أكسيد البوتاسيوم. وانخفض حجم الأسمدة النيتروجينية بنسبة 18.5 في المائة إلى 238 ألف طن. وبقيت مبيعات الأسمدة الجيرية فقط دون تغيير تقريبا.
وفي أرقام المبيعات يأخذ مكتب الإحصاء في الاعتبار الأسمدة المنتجة في ألمانيا والأسمدة المستوردة. وتستخدم الأسمدة المعدنية في 69 في المائة من المساحة المزروعة في ألمانيا.
ووفقا للإحصائيين، انعكس ارتفاع أسعار الغاز وما يرتبط به من انخفاض في إنتاج الأسمدة بشكل متزايد في أسعار الأسمدة منذ الربيع. وفي أغسطس الماضي زادت أسعار المنتجين للأسمدة ومركبات النيتروجين بأكثر من الضعف مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي (108.8 في المائة). ووفقا لحسابات مكتب الإحصاء، ارتفعت أسعار الأسمدة في مارس (آذار) 2022، الشهر الأول بعد بدء الحرب الروسية في أوكرانيا، بنسبة 87.2 في المائة على أساس سنوي.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

التضخم في الصين يتحول إلى سلبي للمرة الأولى منذ 13 شهراً

الناس يسيرون في شارع سياحي مزدحم ببكين (إ.ب.أ)
الناس يسيرون في شارع سياحي مزدحم ببكين (إ.ب.أ)
TT
20

التضخم في الصين يتحول إلى سلبي للمرة الأولى منذ 13 شهراً

الناس يسيرون في شارع سياحي مزدحم ببكين (إ.ب.أ)
الناس يسيرون في شارع سياحي مزدحم ببكين (إ.ب.أ)

انخفض معدل التضخم الاستهلاكي في الصين إلى ما دون الصفر للمرة الأولى منذ 13 شهراً، بسبب التوقيت المبكر لعطلة السنة القمرية الجديدة، ولكنها تذكير بالضغوط الانكماشية المستمرة في الاقتصاد.

وقال المكتب الوطني للإحصاء يوم الأحد، إن مؤشر أسعار المستهلك انخفض بنسبة 0.7 في المائة عن العام السابق، مقارنة بزيادة بنسبة 0.5 في المائة في الشهر السابق. وكان متوسط ​​توقعات خبراء الاقتصاد الذين استطلعت آراءهم «بلومبرغ» هو انخفاض بنسبة 0.4 في المائة.

وعلى أساس شهري، انخفضت الأسعار بنسبة 0.2 في المائة عن شهر يناير (كانون الثاني).

وفي الوقت الذي يتصارع فيه كثير من الدول الأخرى مع التضخم، يواجه صانعو السياسة في الصين انخفاض الأسعار، واحتمال تطورها إلى دوامة انكماشية من شأنها أن تسحب الاقتصاد إلى الأسفل. وقد شددت الحكومة على الحاجة إلى زيادة الطلب المحلي والإنفاق الاستهلاكي في تقرير سنوي الأسبوع الماضي، إلى مجلسها التشريعي الاحتفالي، المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، لكنها أحجمت عن الكشف عن أي خطوات جديدة مثيرة لتعزيز الاقتصاد.

وجاء العام القمري الجديد، وهو الوقت الذي يرتفع فيه الإنفاق على السفر وتناول الطعام في الخارج والترفيه، في أواخر يناير هذا العام بدلاً من فبراير (شباط)، حيث إنه يعتمد على دورات القمر. وقد ساعد الإنفاق خلال العطلات في ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 0.5 في المائة في يناير، ولكنه انخفض بعد ذلك في الشهر الماضي مقارنة بالمستوى المرتفع الذي سجله في عام 2024.

وقال دونغ ليغوان، وهو خبير إحصائي في مكتب الإحصاء الحكومي، في تحليل مكتوب، إنه مع أخذ تأثير العطلة في الحسبان، ارتفع المؤشر بنسبة 0.1 في المائة الشهر الماضي.

ولا يزال هذا أقل بكثير من المستوى المثالي.

وتضمن التقرير السنوي للحكومة الأسبوع الماضي، هدفاً للتضخم بنسبة 2 في المائة لهذا العام، ولكن من المرجح أن يكون أقل بكثير من هذا الهدف. وكان مؤشر أسعار المستهلك ثابتاً في عام 2024، حيث ارتفع بنسبة 0.2 في المائة.

وقد تضيف الحرب التجارية المزدهرة مع الولايات المتحدة إلى الرياح الاقتصادية المعاكسة للصين.

المشاركون يحملون لافتات أثناء انتظارهم المندوبين الذين يحضرون الجلسة العامة الثالثة للمؤتمر السياسي للشعب الصيني (رويترز)
المشاركون يحملون لافتات أثناء انتظارهم المندوبين الذين يحضرون الجلسة العامة الثالثة للمؤتمر السياسي للشعب الصيني (رويترز)

وقال دونغ إنه إلى جانب السنة القمرية الجديدة في وقت مبكر، أسهم عاملان آخران في انخفاض الأسعار في فبراير: أدى تحسن الطقس إلى تعزيز إنتاج المزارع، مما أدى إلى انخفاض أسعار الخضراوات الطازجة، كما كثفت شركات صناعة السيارات من العروض الترويجية في محاولة لزيادة المبيعات، مما أدى إلى انخفاض أسعار السيارات الجديدة.

وقال مكتب الإحصاء إن مؤشر أسعار المنتجين، الذي يقيس أسعار الجملة للسلع، انخفض بنسبة 2.2 في المائة في فبراير. وقد انخفضت أسعار المنتجين بشكل أكثر حدة من أسعار المستهلكين، مما فرض ضغوطاً على الشركات لخفض العمالة والتكاليف الأخرى.