بريطانيا تنفي وجود ذعر في الأسواق إثر تراجع الإسترليني

تراجع الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوى منذ 1985 (أ.ف.ب)
تراجع الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوى منذ 1985 (أ.ف.ب)
TT

بريطانيا تنفي وجود ذعر في الأسواق إثر تراجع الإسترليني

تراجع الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوى منذ 1985 (أ.ف.ب)
تراجع الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوى منذ 1985 (أ.ف.ب)

نفى وزير الخزانة البريطاني كواسي كوارتنج أن الذعر يجتاح الأسواق، حتى بعد الفوضى التي اندلعت عقب بيان الجمعة الخاص بميزانيته المصغرة التي تتضمن خفض الضرائب واقتراضا هائلا، بحسب ما أوردته وكالة بلومبرغ.
وقال كوارتنج لصحيفة فاينانشال تايمز: «الأسواق تتحرك طوال الوقت. من المهم الحفاظ على الهدوء والتركيز على إستراتيجية طويلة الأمد».
وتفاعلت الأسواق بعدما أعلن كوارتنج زيادة في الاقتراض لتمويل خفض الضرائب والإصلاح التنظيمي الذي يمكن أن يكلف نحو 161 مليار جنيه إسترليني (175 مليار دولار) على مدار الخمس سنوات المقبلة.
وقال إنه قلق بشأن النمو المنخفض، مضيفا: «الخطر هو خنق النمو، وهذا هو الخطر. والسبيل الوحيد للتعامل مع هذا هو العمل على نمو الاقتصاد».
وتراجع الجنيه الإسترليني لأدنى مستوى منذ 1985، في ظل حزمة تدابير أعلنتها الحكومة لمكافحة التضخم، أثارت مخاوف المستثمرين حول وضع المالية العامة البريطانية في وقت يتجه الاقتصاد نحو الركود.
وفي مواجهة دولار يستفيد من صمود الاقتصاد الأميركي ومن كونه عملة ملاذا آمنا، تراجع الجنيه الإسترليني 2,56 في المائة إلى 1,0972 دولار في تعاملات الجمعة، وهو مستوى لم يبلغه منذ 1985 حين سجل 1,0520 دولارا، في السنة التي تراجع فيها إلى أدنى مستوى في تاريخه.
وتثير الخطة التي عرضت الحكومة البريطانية تفاصيلها الجمعة لتحفيز انتعاش الاقتصاد، قلق المستثمرين وهي تشمل تجميد كلفة الطاقة للأفراد والشركات فضلا عن تخفيض ضريبي. وسيكلف إجراء تجميد أسعار الطاقة وحده 60 مليار جنيه إسترليني في الأشهر الستة الأولى. وقال وزير الخزانة الأميركي السابق لاري سامرز الذي يتوقع أن يصبح سعر الجنيه معادلا للدولار: «بين بريكست وتأخر بنك إنجلترا في رفع نسب الفائدة والسياسة النقدية الآن، أظن أن المملكة المتحدة ستدخل التاريخ على أنها من أسوأ الإدارات على صعيد الاقتصاد الكلي في بلد كبير، منذ فترة طويلة».
وحذر جورج سارافيلوس المحلل لدى «دويتشه بنك» من أن «الجنيه الاسترليني بخطر»، مشيرا إلى أن هذه العملة تتراجع بقوة في حين أن الفائدة على الاقتراض في بريطانيا ترتفع «وهو أمر نادر الحدوث في اقتصاد متطور».
وصرح مدير عام معهد الدراسات المالية البريطاني بول جونسون، بأنه لن يستفيد في بريطانيا خلال السنوات المقبلة من خفض الضرائب الذي اقترحته الحكومة، سوى هؤلاء الذين يكسبون أكثر من 150 ألف جنيه إسترليني (163 ألف دولار).
وقال جونسون لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، السبت، «حسنا إذا نظرنا مباشرة على دخل الشعب في ظل هذه التغييرات الضريبية، فأنه كلما كان لديك مال زاد ما تكسبه».
وأضاف، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء البريطانية بي أيه ميديا، «وبالتالي إذا كنت محظوظا بما يكفي لتجني مليون جنيه استرليني سنويا، فسوف تكسب 40 ألف جنيه استرليني». وقال جونسون إن المملكة المتحدة على «مسار غير مستدام» من الاقتراض نتيجة للميزانية المصغرة.


مقالات ذات صلة

مليون طفل بريطاني جائع... ودعوات لتحرك عاجل

الاقتصاد مليون طفل بريطاني جائع... ودعوات لتحرك عاجل

مليون طفل بريطاني جائع... ودعوات لتحرك عاجل

قالت أكبر شبكة لبنوك الطعام في بريطانيا إن عدد الطرود الغذائية التي وزعتها زاد 37 بالمائة إلى مستوى قياسي بلغ ثلاثة ملايين طرد في عام حتى مارس (آذار) الماضي، إذ يعاني عدد متزايد من الناس بسبب أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة. وقالت «ذا تراسل تراست» التي تدعم 1300 مركز لبنوك الطعام في أنحاء المملكة المتحدة، يوم الأربعاء، إن أكثر من مليون طرد غذائي جرى تقديمها لأطفال، بزيادة نسبتها 36 بالمائة خلال عام واحد. وأضافت أنه على مدار عام لجأ 760 ألف شخص لأول مرة إلى بنوك الطعام التابعة لها، بزيادة 38 بالمائة على أساس سنوي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

أكد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»، اليوم (الثلاثاء)، أنه يتعين على البريطانيين القبول بتراجع قدرتهم الشرائية في مواجهة أزمة تكاليف المعيشة التاريخية من أجل عدم تغذية التضخم. وقال هيو بيل، في «بودكاست»، إنه مع أن التضخم نجم عن الصدمات خارج المملكة المتحدة من وباء «كوفيد19» والحرب في أوكرانيا، فإن «ما يعززه أيضاً جهود يبذلها البريطانيون للحفاظ على مستوى معيشتهم، فيما تزيد الشركات أسعارها ويطالب الموظفون بزيادات في الرواتب». ووفق بيل؛ فإنه «بطريقة ما في المملكة المتحدة، يجب أن يقبل الناس بأن وضعهم ساء، والكف عن محاولة الحفاظ على قدرتهم الشرائية الحقيقية».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد «ستاندارد آند بورز» ترفع تقديراتها لآفاق الدين البريطاني

«ستاندارد آند بورز» ترفع تقديراتها لآفاق الدين البريطاني

رفعت وكالة التصنيف الائتماني «ستاندارد آند بورز» (إس آند بي) تقديراتها لآفاق الدين البريطاني على الأمد الطويل من «سلبية» إلى «مستقرة»، مؤكدة أنها لا تفكر في خفضها في الأشهر المقبلة، وأبقت على درجتها لتصنيف الدين السيادي (إيه إيه/إيه-1). وقالت الوكالة في بيان، إن هذه النظرة المستقرة «تعكس الأداء الاقتصادي الأخير الأمتن للمملكة المتحدة واحتواء أكبر للعجز في الميزانية خلال العامين المقبلين». وأكدت خصوصاً أن «الإجراءات السياسية للحكومة على جبهة العرض وتحسن العلاقات مع الاتحاد الأوروبي يمكن أن يدعما آفاق النمو على الأمد المتوسط رغم القيود الهيكلية الحالية»، لكن الوكالة حذرت من «المخاطر الناشئة عن ا

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد ثقة المستهلك البريطاني لأعلى معدلاتها منذ حرب أوكرانيا

ثقة المستهلك البريطاني لأعلى معدلاتها منذ حرب أوكرانيا

ارتفع مؤشر ثقة المستهلك في بريطانيا خلال أبريل (نيسان) الجاري إلى أعلى معدلاته منذ نشوب حرب أوكرانيا. وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء أن مؤشر ثقة المستهلك الذي تصدره مؤسسة «جي إف كيه» للأبحاث التسويقية ارتفع في أبريل الجاري ست نقاط، ليصل إلى سالب ثلاثين، ليسجل بذلك ثالث زيادة شهرية له على التوالي، وأعلى ارتفاع له منذ 14 شهرا. وتعكس هذه البيانات أن المستهلك البريطاني أصبح أكثر حماسا بشأن الآفاق الاقتصادية وأكثر استعدادا للإنفاق على مشتريات أكبر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد بريطانيا متفائلة بـ«نمو صفري»

بريطانيا متفائلة بـ«نمو صفري»

رغم أن الاقتصاد البريطاني لم يسجل أي نمو خلال شهر فبراير (شباط) الماضي، قال وزير المالية البريطاني جيريمي هانت يوم الخميس، إن التوقعات الاقتصادية «أكثر إشراقاً مما كان متوقعاً»، مضيفاً أنه من المفترض أن تتجنب البلاد الركود. وأظهرت بيانات رسمية، أن الاقتصاد البريطاني فشل في تحقيق النمو كما كان متوقعاً في فبراير؛ إذ أثرت إضرابات العاملين في القطاع العام على الإنتاج، لكن النمو في يناير (كانون الثاني) كان أقوى مما يُعتقد في البداية؛ مما يعني تراجع احتمالية حدوث ركود في الربع الأول قليلاً. وقال مكتب الإحصاءات الوطنية يوم الخميس، إن الناتج الاقتصادي لم يشهد تغيراً يذكر على أساس شهري في فبراير.

«الشرق الأوسط» (لندن)

غانا تسجل نمواً قوياً بنسبة 7.2 % خلال الربع الثالث

تجار يبيعون بضائعهم بسوق ماكولا في أكرا (رويترز)
تجار يبيعون بضائعهم بسوق ماكولا في أكرا (رويترز)
TT

غانا تسجل نمواً قوياً بنسبة 7.2 % خلال الربع الثالث

تجار يبيعون بضائعهم بسوق ماكولا في أكرا (رويترز)
تجار يبيعون بضائعهم بسوق ماكولا في أكرا (رويترز)

نما الاقتصاد الغاني بنسبة 7.2 في المائة خلال الربع الثالث من عام 2024، في علامة أخرى على تعافي البلاد من أسوأ أزمة اقتصادية تواجهها منذ جيل، وفقاً للبيانات الصادرة عن وكالة الإحصاء، يوم الأربعاء.

وأظهر تقرير الناتج المحلي الإجمالي أن النمو السنوي في الربع الثالث كان الأعلى منذ الربع الثاني من عام 2019، وفق «رويترز».

يأتي هذا الزخم الاقتصادي الإيجابي مع استعداد الرئيس والحكومة الجديدين لتولي السلطة في 7 يناير (كانون الثاني)، بعد فوز الرئيس السابق وزعيم المعارضة الرئيسي، جون درامياني ماهاما، في الانتخابات التي جرت يوم السبت.

كما تم تعديل نمو الربع الثاني من عام 2024 إلى 7 في المائة من 6.9 في المائة، وفقاً لما ذكرته الوكالة.

ومن حيث القطاعات، سجل القطاع الصناعي، الذي يقوده التعدين واستخراج الأحجار، نمواً بنسبة 10.4 في المائة، فيما نما قطاع الخدمات بنسبة 6.4 في المائة، وقطاع الزراعة بنسبة 3.2 في المائة.

ومع ذلك، سجل قطاع الكاكاو في غانا، ثاني أكبر منتج في العالم، تراجعاً بنسبة 26 في المائة للربع الخامس على التوالي.

كانت غانا قد تخلفت عن سداد معظم ديونها الخارجية في عام 2022، مما أدى إلى إعادة هيكلة مؤلمة. ورغم ارتفاع قيمة العملة المحلية (السيدي)، فإن ارتفاع معدلات التضخم واستدامة الدين الحكومي لا يزالان يشكّلان مصدر قلق للمستثمرين.