إردوغان يبحث بدائل لنظام «مير» تضمن استمرار التعاون مع روسيا

استنكر التحذيرات الأميركية لبنوك تركيا واعتبرها «غير لائقة»

بدأت الحكومة التركية البحث عن بدائل لمواجهة التحذيرات الأميركية للبنوك من التعامل ببطاقات الدفع الإلكتروني الروسية «مير» (أ.ب)
بدأت الحكومة التركية البحث عن بدائل لمواجهة التحذيرات الأميركية للبنوك من التعامل ببطاقات الدفع الإلكتروني الروسية «مير» (أ.ب)
TT
20

إردوغان يبحث بدائل لنظام «مير» تضمن استمرار التعاون مع روسيا

بدأت الحكومة التركية البحث عن بدائل لمواجهة التحذيرات الأميركية للبنوك من التعامل ببطاقات الدفع الإلكتروني الروسية «مير» (أ.ب)
بدأت الحكومة التركية البحث عن بدائل لمواجهة التحذيرات الأميركية للبنوك من التعامل ببطاقات الدفع الإلكتروني الروسية «مير» (أ.ب)

بدأت الحكومة التركية البحث عن بدائل لمواجهة التحذيرات الأميركية للبنوك من التعامل ببطاقات الدفع الإلكتروني الروسية «مير». وأعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الجمعة، أنه أصدر تعليمات إلى المسؤولين في حكومته بتطوير بدائل لنظام الدفع الروسي بغية مواصلة التعاون المالي والمصرفي مع روسيا.
وبدأ إردوغان مناقشات تهدف إلى البحث عن البدائل التي تضمن استمرار التعاون مع روسيا دون الاصطدام بالعقوبات الأميركية، مشيراً إلى أن الوزراء والأجهزة المعنية في حكومته أجروا مباحثات مع الجانب الروسي في هذا الصدد.
واستنكر إردوغان التحذيرات الأميركية للبنوك التركية التي تتعامل بنظام الدفع الروسي، قائلاً إن هذا لا يليق بالصداقة ولا بالعلاقات الاقتصادية بين تركيا والولايات المتحدة، مشيراً إلى أن الخطوات التي سيتم اتخاذها في إطار العقوبات سيتم تقييمها من قبل الوزراء الأتراك المعنيين وبناء على ذلك سيتم التعامل معها.
والاثنين الماضي، أعلن بنكا «دنيز» و«إيش» التركيان تعليق استخدام نظام المدفوعات الروسي «مير»، خشية أن تشملهما حملة أميركية على الكيانات المتهمة بمساعدة روسيا في تجنب أو الالتفاف على العقوبات الغربية المفروضة عليها بسبب اجتياحها العسكري لأوكرانيا في 24 فبراير (شباط) الماضي.
ووسعت الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، نطاق عقوباتها لتشمل رئيس الكيان الذي يدير منظومة «مير»، التي استخدمها عشرات الآلاف من السياح الروس الذين وصلوا إلى تركيا هذا العام بعد تطبيقها من قبل البنوك الثلاثة التابعة للدولة (الزراعي والأوقاف وخلق)، وبنكي «إيش» و«دنيز» وهما من بنوك القطاع الخاص.
وذكر بنك «إيش»، في بيان، أنه أوقف استخدام نظام مدفوعات «مير» ويجري تقييماً للعقوبات الجديدة التي فرضتها وزارة الخزانة الأميركية. وأضاف البيان، الموجه إلى «رويترز»: «رأينا بيانات مكتب مراقبة الأصول الأجنبية، ونقوم بتقييمها... في هذه العملية، علقنا مدفوعات مير».
بدوره، قال بنك «دنيز»: «نحن غير قادرين حالياً على تقديم خدمة مير». وكان البنك قال، الاثنين، إنه «يعمل وفقاً للوائح العقوبات الدولية».
وذكرت صحيفة «فايننشال تايمز»، الأسبوع الماضي، أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، يستعدان لزيادة الضغط على تركيا، فيما يتعلق بالعقوبات المفروضة على روسيا بسبب اجتياح أوكرانيا.
وأعلنت تركيا منذ بداية الحرب في أوكرانيا أنها ستلتزم فقط بالعقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة على روسيا، لكنها لن تلتزم بأي عقوبات أخرى، بينما يتزايد قلق الدول الغربية إزاء تنامي العلاقات الاقتصادية بين تركيا وروسيا، في ظل التقارب الكبير بين إردوغان وبوتين.
وبعثت وزارة الخزانة الأميركية، في أغسطس (آب)، برسالة تحذير إلى اتحاد رجال الأعمال والصناعيين الأتراك (موسياد)، أكبر جمعية لرجال الأعمال في تركيا، وكذلك وزارة المالية من أن كيانات وأفراداً من روسيا يحاولون استخدام تركيا للتحايل على العقوبات الغربية. وقال الاتحاد إنه تلقى رسالة من وزارة الخزانة.
وذهب العديد من الروس إلى تركيا بعد أن أصبحت خيارات السفر قليلة أمامهم، في أعقاب هجوم بلادهم على أوكرانيا، وأوقفت العقوبات استخدامهم لبطاقات الائتمان الأميركية.
ونفت تركيا مساعدة روسيا في الالتفاف على العقوبات الغربية التي رفضت الانضمام إليها منذ بداية الأزمة التي تسبب فيها الاجتياح الروسي لأوكرانيا. وأكدت في الوقت ذاته أنها أكثر دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) مساعدة لأوكرانيا. وقامت شركات تركية بشراء أصول روسية أو سعت إلى شرائها من شركاء غربيين يتخلون عنها بسبب العقوبات على روسيا، بينما يحتفظ آخرون بأصول كبيرة في البلاد.
في المقابل، قال وزير الخزانة والمالية التركي نور الدين نباتي، إن «الرسالة التي نُقلت إلى الجمعيات التجارية التركية وأثارت القلق في دوائر الأعمال لا معنى لها».


مقالات ذات صلة

«المركزي» التركي: تراجع التضخم أبطأ من المتوقع

شؤون إقليمية «المركزي» التركي: تراجع التضخم أبطأ من المتوقع

«المركزي» التركي: تراجع التضخم أبطأ من المتوقع

قال محافظ «البنك المركزي التركي»، شهاب قافجي أوغلو، أمس (الخميس)، إن المؤسسة أبقت على توقعاتها للتضخم عند 22.3 في المائة لعام 2023، وهو ما يقل عن نصف النسبة بحسب توقعات السوق، رغم انخفاض التضخم بمعدل أبطأ مما كان البنك يتوقعه. وأثارت التخفيضات غير التقليدية في أسعار الفائدة التي طبقها الرئيس رجب طيب إردوغان أزمة عملة في أواخر عام 2021، ليصل التضخم إلى أعلى مستوى له في 24 عاماً، عند 85.51 في المائة، العام الماضي.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

<div>دفع إقدام تركيا على دخول مجال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء عبر محطة «أككويو» التي تنشئها شركة «روساتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد، والتي اكتسبت صفة «المنشأة النووية» بعد أن جرى تسليم الوقود النووي للمفاعل الأول من مفاعلاتها الأربعة الخميس الماضي، إلى تجديد المخاوف والتساؤلات بشأن مخاطر الطاقة النووية خصوصاً في ظل بقاء كارثة تشيرنوبل ماثلة في أذهان الأتراك على الرغم من مرور ما يقرب من 40 عاما على وقوعها. فنظراً للتقارب الجغرافي بين تركيا وأوكرانيا، التي شهدت تلك الكارثة المروعة عام 1986، ووقوعهما على البحر الأسود، قوبلت مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية باعتراضات شديدة في البد</div>

شؤون إقليمية انخفاض معدل التضخم في تركيا للشهر السادس على التوالي

انخفاض معدل التضخم في تركيا للشهر السادس على التوالي

انخفض معدل التضخّم في تركيا مجدداً في أبريل (نيسان) للشهر السادس على التوالي ليصل الى 43,68% خلال سنة، قبل أقل من أسبوعين على الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقررة في البلاد.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية الليرة التركية في أدنى مستوياتها مع اقتراب الانتخابات

الليرة التركية في أدنى مستوياتها مع اقتراب الانتخابات

تراجعت الليرة التركيّة إلى أدنى مستوى لها، مقابل الدولار، أمس الثلاثاء، مع استمرار حالة عدم اليقين بشأن نتائج الانتخابات الرئاسيّة والتشريعيّة، في منتصف مايو (أيار)، والتي قد تؤدّي إلى أوّل تغيير سياسي منذ عشرين عاماً، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وتراجعت العملة إلى 19.5996 ليرة للدولار الواحد، وهو أمر غير مسبوق، منذ اعتماد الليرة الجديدة في يناير (كانون الثاني) 2005. منذ الانخفاض المتسارع لقيمة العملة التركيّة في نهاية 2021، اتّخذت الحكومة تدابير لدعمها، على أثر تراجعها جرّاء التضخّم وخروج رؤوس الأموال. وقال مايك هاريس؛ من شركة «كريبستون ستراتيجيك ماكرو» الاستشاريّة، إنّ «ذلك قد فشل»، فع

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
العالم كليتشدار أوغلو أعلن برنامج أول 100 يوم... وإردوغان يتهم الغرب بالوقوف ضده

كليتشدار أوغلو أعلن برنامج أول 100 يوم... وإردوغان يتهم الغرب بالوقوف ضده

بينما أطلق مرشح المعارضة لرئاسة تركيا كمال كليتشدار أوغلو برنامج الـ100 يوم الأولى بعد توليه الحكم عقب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في 14 مايو (أيار) المقبل، أكد الرئيس رجب طيب إردوغان ثقته في الفوز بالرئاسة مجددا من الجولة الأولى، معتبرا أن الانتخابات ستكون رسالة للغرب «المتربص» بتركيا. وتضمن البرنامج، الذي نشره كليتشدار أوغلو في كتيب صدر اليوم (الخميس) بعنوان: «ما سنفعله في أول 100 يوم من الحكم»، أولويات مهامه التي لخصها في تلبية احتياجات منكوبي زلزالي 6 فبراير (شباط)، وتحسين أوضاع الموظفين والمزارعين وأصحاب المتاجر والشباب والنساء والمتقاعدين والأسر، متعهداً بإطلاق حرب ضد الفساد

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

إسرائيل: لا ينبغي لأوروبا منح النظام في دمشق شرعية مجانية

وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر خلال مؤتمر صحافي مشترك في روما بإيطاليا 14 يناير 2025 (رويترز)
وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر خلال مؤتمر صحافي مشترك في روما بإيطاليا 14 يناير 2025 (رويترز)
TT
20

إسرائيل: لا ينبغي لأوروبا منح النظام في دمشق شرعية مجانية

وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر خلال مؤتمر صحافي مشترك في روما بإيطاليا 14 يناير 2025 (رويترز)
وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر خلال مؤتمر صحافي مشترك في روما بإيطاليا 14 يناير 2025 (رويترز)

قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إنه لا ينبغي لأوروبا منح النظام الجديد في دمشق شرعية مجانية بعد أعمال عنف في منطقة الساحل السوري في الأيام القليلة الماضية.

وكتب ساعر في حسابه على «إكس»، بعد أن تحدّث إلى وزيرة الخارجية النمساوية بياته ماينل – رايسينجر: «شددت على أن أوروبا يجب ألا تمنح الشرعية للنظام في دمشق دون مقابل، خاصة بعد ارتكابه مجازر بحق شعبه».

ولقي أكثر من ألف شخص حتفهم، بينهم مئات المدنيين، بعد اندلاع مواجهات في الأيام القليلة الماضية بين قوات الأمن التابعة للحكومة السورية الجديدة ومسلحين موالين لنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في المناطق المطلة على البحر المتوسط في غرب سوريا.

ومن بين القتلى مئات المدنيين العلويين الذين قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إنهم قُتلوا في أعمال انتقامية بعد هجمات على قوات الأمن، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

واعتمدت الدولة السورية في عهد الأسد بشكل كبير على الطائفة العلوية في تشكيل صفوف الجيش والأجهزة الأمنية التي عُرفت بوحشيتها خلال حكم عائلة الأسد الذي استمر أكثر من 5 عقود.

ووضع ذلك كثيراً من العلويين على جبهة الحرب الأهلية التي نشبت بعد احتجاجات على حكم الأسد في 2011. واكتسب الصراع أبعاداً طائفية مع سعي جماعات من المعارضة المسلحة من السُّنة لإسقاط حكومة الأسد المدعومة من إيران وجماعة «حزب الله» اللبنانية.