ارتياح جزائري لـ«عودة» إسبانيا إلى حيادها في نزاع الصحراء

رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز (رويترز)
رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز (رويترز)
TT

ارتياح جزائري لـ«عودة» إسبانيا إلى حيادها في نزاع الصحراء

رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز (رويترز)
رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز (رويترز)

نقلت مصادر سياسية بالجزائر، عن حكومة البلاد «ارتياحها» لما اعتبرته «موقفا إيجابيا» لإسبانيا، على إثر تصريح رئيس وزرائها بيدور سانشيز، أن مدريد «تؤيد حلاً سياسياً مقبولاً للطرفين فيما يتعلق بالصحراء».
وبحسب، المصادر، فإن الجزائر تعتبر تصريح سانشيز «بمثابة عدول عن موقفه السابق»، الذي صدر عنه في مارس (آذار) الماضي، عندما أعلن تأييد الحكومة الإسبانية خطة الحكم الذاتي في الصحراء، ما جلب لها سخط الجزائر التي علقت على الفور «معاهدة الصداقة وحسن الجوار»، مع إسبانيا وأوقفت حركة التجارة بين البلدين.
وكان سانشيز يتحدث أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، مساء الخميس، عندما أطلق تصريحاته التي اعتبرت، بالجزائر، «رسالة تهدئة» باتجاه سلطاتها.
وأكد سانشيز أن مدريد «تؤيد تماماً عمل المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، وهو العمل الذي نعتبره حاسماً للغاية». وأضاف «ستواصل إسبانيا دعم سكان الصحراء في مخيمات اللاجئين كما فعلت دائماً، بصفتها المانح الدولي الرئيسي للمساعدات الإنسانية في هذا السياق».
وأفادت المصادر السياسية بأن إسبانيا أطلقت، حسب الجزائر، «إشارات إيجابية في المدة الأخيرة تفيد بأنها بصدد مراجعة سوء تقديرها بشأن قضية الصحراء وأنها ستعود إلى حيادها إزاء النزاع».
وكتبت صحيفة «لو جون إندبندان» الفرانكفونية الجزائرية، أن تصريحات سانشيز في نيويورك «تتعارض مع الموقف الذي عد مؤيداً للمغرب، لما قدم دعماً لخطة الحكم الذاتي الذي تقترحه الرباط».
وانتقدت الجزائر، في سياق تعليق «معاهدة الصداقة»، إسبانيا بشدة مؤكدةً أن «الخروج عن حيادها في قضية الصحراء، يتنافى مع التزاماتها القانونية والأخلاقية والسياسية، كقوة مديرة للإقليم والتي لا تزال تقع على عاتق مملكة إسبانيا إلى غاية إعلان الأمم المتحدة استكمال تصفية الاستعمار بالصحراء».
وشنت وسائل الإعلام الجزائرية حملة شديدة ضد وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس، بسبب مساعٍ أطلقها لدى بروكسل لدفع الاتحاد الأوروبي إلى إدانة الجزائر. وتسارع الخلاف بين البلدين المتوسطيين، حينما دخلت مفوضية الاتحاد الأوروبي على الخط، منتقدة الجزائر بسبب وقفها التجارة مع مدريد، التي اعتبرت هذا القرار «انتهاكاً لاتفاق الشراكة» الذي يربط الجزائر ببروكسل منذ 2005.
كما يشار إلى أن سفير الجزائر في مدريد لم يعد إلى منصبه، منذ أن تم سحبه في 19 مارس (آذار) الماضي، على سبيل الاحتجاج، في اليوم الذي أعلن فيه رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز دعمه خطة الحكم الذاتي. وألحق تجميد التجارة أضراراً بعشرات الشركات الجزائرية والإسبانية.
وكتبت صحيفة «إلكوفيدنسيال» الإسبانية، في 15 يوليو (تموز) الماضي، أن عشرات الحاويات من المنتجات الإسبانية عالقة في ميناءي الجزائر العاصمة ووهران. واستثنت الجزائر إمدادات الغاز من العقوبات، لكن رفضت طلب مدريد ضخ المزيد منه لمواجهة تداعيات الحرب في أوكرانيا.


مقالات ذات صلة

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

شمال افريقيا الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

أكد وزيران جزائريان استعداد سلطات البلاد لتجنب سيناريو موسم الحرائق القاتل، الذي وقع خلال العامين الماضيين، وسبّب مقتل عشرات الأشخاص. وقال وزير الفلاحة والتنمية الريفية الجزائري، عبد الحفيظ هني، في ندوة استضافتها وزارته مساء أمس، إن سلطات البلاد أعدت المئات من أبراج المراقبة والفرق المتنقلة، إضافة لمعدات لوجيستية من أجل دعم أعمال مكافحة الحرائق، موضحاً أنه «سيكون هناك أكثر من 387 برج مراقبة، و544 فرقة متنقلة، و42 شاحنة صهريج للتزود بالمياه، و3523 نقطة للتزود بالمياه، و784 ورشة عمل بتعداد 8294 عوناً قابلاً للتجنيد في حالة الضرورة القصوى».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

التمست النيابة بمحكمة بالجزائر العاصمة، أمس، السجن 12 سنة مع التنفيذ بحق وزير الموارد المائية السابق، أرزقي براقي بتهمة الفساد. وفي غضون ذلك، أعلن محامو الصحافي إحسان القاضي عن تنظيم محاكمته في الاستئناف في 21 من الشهر الحالي، علماً بأن القضاء سبق أن أدانه ابتدائياً بالسجن خمس سنوات، 3 منها نافذة، بتهمة «تلقي تمويل أجنبي» لمؤسسته الإعلامية. وانتهت أمس مرافعات المحامين والنيابة في قضية الوزير السابق براقي بوضع القضية في المداولة، في انتظار إصدار الحكم الأسبوع المقبل.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في مقر القصر الرئاسي بالجزائر، الثلاثاء، الدكتور عبد الله آل الشيخ، رئيس مجلس الشورى السعودي الذي يقوم بزيارة رسمية؛ تلبية للدعوة التي تلقاها من رئيس مجلس الأمة الجزائري. وشدد آل الشيخ على «تبادل الخبرات لتحقيق المصالح التي تخدم العمل البرلماني، والوصول إلى التكامل بين البلدين اللذين يسيران على النهج نفسه من أجل التخلص من التبعية للمحروقات، وتوسيع مجالات الاستثمار ومصادر الدخل»، وفق بيان لـ«المجلس الشعبي الوطني» الجزائري (الغرفة البرلمانية). ووفق البيان، أجرى رئيس المجلس إبراهيم بوغالي محادثات مع آل الشيخ، تناولت «واقع وآفاق العلاقات الثنائية الأخوية، واس

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

قضت محكمة الاستئناف بالعاصمة الجزائرية، أمس، بسجن سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس الراحل، 12 سنة مع التنفيذ، فيما تراوحت الأحكام بحق مجموعة رجال الأعمال المقربين منه ما بين ثماني سنوات و15 سنة مع التنفيذ، والبراءة لمدير بنك حكومي وبرلماني، وذلك على أساس متابعات بتهم فساد. وأُسدل القضاء الستار عن واحدة من أكبر المحاكمات ضد وجهاء النظام في عهد بوتفليقة (1999 - 2019)، والتي دامت أسبوعين، سادها التوتر في أغلب الأحيان، وتشدد من جانب قاضي الجلسة وممثل النيابة في استجواب المتهمين، الذي بلغ عددهم 70 شخصاً، أكثرهم كانوا موظفين في أجهزة الدولة في مجال الاستثمار والصفقات العمومية، الذين أشارت التحقيقات إلى تو

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

البرهان يضع وزارات الحكومة تحت إشراف قادة الجيش


قائد الجيش عبد الفتاح البرهان (أ.ف.ب)
قائد الجيش عبد الفتاح البرهان (أ.ف.ب)
TT

البرهان يضع وزارات الحكومة تحت إشراف قادة الجيش


قائد الجيش عبد الفتاح البرهان (أ.ف.ب)
قائد الجيش عبد الفتاح البرهان (أ.ف.ب)

كشف خطاب مسرب لرئيس مجلس السيادة، قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، عن أنه طلب وضع الوزارات والهيئات الحكومية تحت إشراف قادة الجيش الأعضاء في مجلس السيادة، هم: نائبه في الجيش الفريق شمس الدين كباشي، ومساعداه الفريق ياسر العطا والفريق إبراهيم جابر، ونائبه في مجلس السيادة، مالك عقار.

وبحسب المتابعات، فإن هذه التقسيمات بإشراف أعضاء المجلس على وزارات السلطة التنفيذية، تمت عقب انقلاب 25 من أكتوبر (تشرين الأول) 2021، الذي أطاح بحكومة رئيس الوزراء المستقيل، عبد الله حمدوك.

مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة السوداني (موقع إكس)

وجاء الخطاب المسرب ممهوراً بتوقيع الأمين العام لمجلس السيادة، محمد الغالي، وموجهاً إلى رئيس الوزراء المكلف، عثمان حسين عثمان. واستعبدت التوجيهات، بحسب الخطاب الصادر بتاريخ 11 سبتمبر (أيلول) الحالي، عضويْ مجلس السيادة، الهادي إدريس والطاهر حجر، اللذين اتخذا موقفاً محايداً من الحرب الدائرة بين الجيش وقوات «الدعم السريع».

تكليفات

وكلف الخطاب نائب رئيس المجلس، مالك عقار، بالإشراف على وزارات الطاقة والنفط، والتربية والتعليم، والتنمية الاجتماعية، والتعليم العالي، والصحة، والثقافة والإعلام، والشباب والرياضة والشؤون الدينية والأوقاف. ويشرف نائب قائد الجيش، شمس الدين كباشي، على وزارة شؤون مجلس الوزراء، ووزارات الخارجية والداخلية والحكم الاتحادي والمعادن والعدل والري والموارد المائية. وكُلف عضو المجلس ياسر العطا بالإشراف على وزارات الدفاع والمالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان المركزي والنيابة العامة وديوان المراجع العام. أما عضو المجلس إبراهيم جابر فكُلف بالإشراف على وزارات الثروة الحيوانية والزراعة والتجارة والتموين والصناعة والاستثمار والتعاون الدولي والاتصالات والنقل.

الفريق شمس الدين كباشي نائب قائد الجيش (سونا)

وأعاد البرهان، بعد عدة أشهر من الانقلاب، تعيين 15 وزيراً مكلفاً، مع الإبقاء على حصص وزارات الفصائل المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام 2020. وحل الوزراء الجدد في الوزارات التي كان يشغلها الشريك المدني في الحكم، ائتلاف «قوى الحرية والتغيير». ومن أبرز الوزراء المكلفين الذين عينهم البرهان عقب الانقلاب، علي الصادق علي لوزارة الخارجية، ومحمد عبد الله محمود لوزارة الطاقة والنفط.

تساؤلات

وأثار تسريب الخطاب في هذا التوقيت الكثير من الجدل والتساؤلات، في ظل ما يتردد عن نوايا رئيس مجلس السيادة تشكيل حكومة تصريف أعمال، مقرها مدينة بورتسودان، شرقي البلاد، وتهديدات قائد قوات «الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو الشهير باسم «حميدتي»، بتشكيل حكومة موازية لها في العاصمة الخرطوم.

الفريق ياسر العطا مساعد قائد الجيش (سونا)

وفيما يشبه التعليق على الخطاب المسرب، كتب المستشار السياسي لقائد قوات «الدعم السريع»، يوسف عزت، على منصة «إكس» (تويتر سابقاً)، أن الحديث عن حكومة قائمة الآن وأسماء وزراء مكلفين يمارسون مهامهم في الدولة السودانية استناداً إلى شرعية انقلاب 25 أكتوبر، وفي ظل الانهيار الدستوري الذي حدث بعد إشعال «فلول النظام البائد» داخل المؤسسة العسكرية وخارجها، حرب 15 أبريل (نيسان)، هو «بحث عن سلطة على جماجم شعبنا». وقال إن هذه محاولة بائسة لقطع الطريق أمام تأسيس الدولة السودانية الجديدة القائمة على العدالة والسلام والحكم المدني الديمقراطي والنظام الفيدرالي الحقيقي.

الفريق ابراهيم جابر مساعد قائد الجيش (أرشيفية متداولة)

وأضاف أن شبق «الفلول» للسلطة وممارستها الشكلية سيدفعان بالبلاد إلى هاوية أكثر عمقاً، وسيفرض ضرورة قيام سلطة بديلة تلغي كل هذا الفساد والممارسات باسم السودان.

وكان البرهان تعهد في خطابه أمام اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، الجمعة الماضي، بنقل السلطة إلى المدنيين بعد إيقاف الحرب، مقللاً من أهمية تصريحات قائد «الدعم السريع» بتشكيل حكومة في البلاد، معتبراً أن هذه التهديدات هي «من باب الاستهلاك السياسي».


بين موسكو وكييف... ماذا يريد البرهان؟

TT

بين موسكو وكييف... ماذا يريد البرهان؟

لقاء البرهان وزيلينسكي في مطار «شانون» الآيرلندي السبت (أ.ف.ب)
لقاء البرهان وزيلينسكي في مطار «شانون» الآيرلندي السبت (أ.ف.ب)

أربكت لقاءات رئيس مجلس السيادة الانتقالي قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حسابات المراقبين والمحللين، بشأن تأثيراتها السياسية والعسكرية على الحرب في السودان، خصوصاً لقاءه مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ولقاءه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

البحث عن اعتراف دولي

ودارت التساؤلات حول ما إذا كان الرجل؛ الذي يقود حرباً ضد حليفه السابق قائد قوات «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حميدتي)، يبحث عن «شريك» يساعده على انتصار طالت مزاعم تحقيقه، ويريد إعادة تقديم نفسه إلى «الغرب» حليفاً استراتيجياً، في مواجهة مزاعم بأن دقلو يلقى الدعم من الميليشيا الروسية «فاغنر»، وحال تردد واشنطن، فإن «موسكو» حاضرة لتحل محلها في السودان.

ويذهب كثير من التحليلات إلى أن البرهان يبحث عن اعتراف دولي به رئيساً شرعياً للبلاد، وليس رئيس أمر واقع فرض نفسه بانقلاب دبره ضد الحكومة الانتقالية المدنية بقيادة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك في أكتوبر (تشرين الأول) 2021 ونتج عنه اعتباره رئيساً انقلابياً وغير شرعي، وتجميد عضوية السودان أفريقياً، وفي الوقت ذاته يبحث عن اعتراف دولي بأن الحرب بينه وبين نائبه السابق ليست حرباً بين جنرالين، بل حرب بين الجيش الوطني و«الميليشيا» المتمردة.

لقاء البرهان وزيلينسكي في مطار «شانون» الآيرلندي السبت (أ.ف.ب)

وعدّ محللون موالون للجيش السوداني في حربه ضد «الدعم السريع» لقاء البرهان مع زيلينسكي، محاولة لاسترضاء الغرب وكسب دعم واشنطن، عن طريق الإيحاء بأنه يؤيد كييف، على خلفية رفض موسكو، التي أرسل لها نائبه مالك عقار، مساعدته فنياً وعسكرياً في حربه مع «الدعم السريع»، والإيحاء بأنه يعيد النظر في العلاقة بموسكو لعدم دعمها له، وذيوع معلومات عن دعم ميليشيا «فاغنر» خصمه حميدتي.

هل زودت أوكرانيا البرهان بالمسيّرات؟

وراج أخيراً أن كييف زودت الجيش السوداني بمسيّرات نفذت عمليات ضد قوات «الدعم السريع»، وهو الأمر الذي استبعده المحلل السياسي خالد محيي الدين، الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إن ما نقلته قناة «CNN» بشأن الدعم العسكري الأوكراني للبرهان يعبر عن رؤية أميركية تسعى لخلق صراع وهمي. وأضاف: «لا أعتقد أن هذا الاتهام صائب، لسبب واحد؛ هو أن أوكرانيا نفسها غير قادرة على حسم معركتها الحربية حتى تدعم جيش السودان». وتابع محيي الدين: «إذا صحت هذه المعلومات، فهي تعبد الطريق أمام روسيا للوقوف مع (الدعم السريع)، وهذا ليس حادثاً، وأرى أن هذا يعبر عن خطط المخابرات المركزية الأميركية (CIA) في خلط الأوراق، وفقاً لرؤيتها التي تهدف لتعبيد الطريق لأخذ موقف خشن من الجيش السوداني، وتوفير مبررات له. فإذا كان الجيش السوداني مدعوماً أوكرانياً، فهو بالنتيجة حليف أميركي، لكن الموقف على الأرض ليس هكذا».

غريق يتمسك بقشة

ورأى محيي الدين أن لقاء البرهان بالرئيس الأوكراني ووزير الخارجية الروسي، بصفتهما طرفي صراع متفجر، يكشف عن أن البرهان لا يملك منهجاً للتحليل ولعرض نفسه ضمن خريطة الصراعات الدولية. وأضاف: «هو يبدو كغريق يتمسك بقشة، لكنه لا يملك تصوراً لما يريده من التحالف مع الروس، أو التحالف مع الأوكرانيين». واستطرد: «هذه اللقاءات المتناقضة تكشف عن رجل لم يحسم قراره. فهو لا يزال في مرحلة تجريب... أين يقف ومع من؟».

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (د.ب.أ)

وأرجع محيي الدين ما سماه «تأرجح البرهان بين المواقف» بين الفرقاء إلى «غياب الرؤية». وقال: «يقوم منهج الرجل على التصريح بحديثٍ اليوم، وفي اليوم التالي يطلق تصريحات تناقضه». ويستطرد: «هذا يكشف عن غياب الرؤية عند الرجل، وهو ليس مسألة شخصية، بل نتيجة فقدان قوى ذبلت في التاريخ، وأصبحت عاجزة عن الإسهام إيجاباً في المشهد الدولي، وبالتالي يقع في هذا التخبط؛ إذ يلتقي لافروف ثم يلتقي زيلينسكي؛ القطبين المتحاربين، دون أن يدري أين يقف».

ما أبلغه قادة العالم للبرهان: أوقفوا الحرب

ويعدّ أنصار البرهان وحلفاؤه من أنصار النظام السابق والإسلاميين، أن مجرد ذهابه إلى نيويورك ومخاطبته الأمم المتحدة باسم السودان من هناك، هو اعتراف بشرعيته الدولية، فيما يرى خصومه أن العالم يريد وقف الحرب، وأن وجوده في الجمعية العمومية مناسبة لإبلاغه بذلك مباشرة، وهو ما خرجت به لقاءاته على هامش اجتماعات الجمعية العمومية؛ إذ أبلغه خلالها القادة الذين التقاهم بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، ومعالجة القضايا الإنسانية العاجلة الناجمة عن القتال الذي أوشك على إكمال شهره السادس.

بيد أن محيي الدين يرى أن «الصراع والحرب الدائرة في السودان تم تدويلهما غصباً عن السودانيين، وأصبح لهما أطراف وامتدادات، وخلط الأوراق طريقة أميركية معروفة ومفهومة، وهي تقوم على تجريم الخصم ابتداء، لتبرير ضربه في الخطوة التالية».


السيسي يعد ببذل أقصى جهد لمواجهة الأزمة الاقتصادية

TT

السيسي يعد ببذل أقصى جهد لمواجهة الأزمة الاقتصادية

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي «ضرورة أن تكون لدينا ثقة في الله وفي المسار الذي ننتهجه، مهما كانت الظروف صعبة». وقال موجهاً خطابه للمصريين: «لن أقول لكم اطمئنوا بنا ولا بالحكومة، لكن سأقول اطمئنوا بالله سبحانه وتعالى»، مشدداً على أنه ليس لديه أي شك في أنه «رغم كل الظروف الصعبة التي تمر بنا حالياً، سيسدد الله عز وجل فيها الخطى». كما شدد السيسي على «ضرورة الثبات على الحق في الأوقات الصعبة».

جاء ذلك خلال كلمة السيسي في احتفال وزارة الأوقاف المصرية بذكرى المولد النبوي الشريف، أمس، والتي لفت فيها السيسي إلى أن «الاحتفال بالمولد النبوي الشريف لهذا العام يتزامن مع مرور العالم بظروف دقيقة، تعيد إلى الأذهان ذكريات من التوتر والقلق والاضطراب لم تحدث منذ عقود طويلة». وقال موضحاً: «ما بين الكارثة الصحية التي تسببت فيها جائحة (كورونا) وتداعياتها الاقتصادية عميقة الأثر، الناجمة عن توقف عملية الإنتاج في كبرى دول العالم، وما أعقب ذلك من موجة ارتفاع أسعار عالمية، تسببت الأزمة الروسية - الأوكرانية في تفاقمها بشدة، ما دفع الدول الكبرى لرفع أسعار الفائدة على نحو غير مسبوق، أملاً في احتواء التضخم، وهو ما استدعى نزوحاً كثيفاً لرؤوس الأموال من الدول النامية إلى الدول الغنية، ومن هنا جاءت أزمة النقد الأجنبي، التي يمر بها اقتصادنا، والعديد من الاقتصادات الناشئة».

عمل تنموي

في سياق ذلك، أوضح السيسي أن عاصفة طاغية كتلك التي شهدها العالم «كانت كفيلة في الظروف العادية باقتلاع اقتصادنا بشكل كلي، والعصف بالكثير من مكتسبات الشعب المصري، لكن السنوات الثمانية الأخيرة من العمل التنموي المكثف، وغير المسبوق في حجمه ونطاقه وسرعته، أثمرت صلابة وصموداً ومرونة كبيرة لدى اقتصادنا القومي، بما يدفعنا إلى اليقين بأن الصعاب الحالية إلى زوال قريب بإذن الله، لا سيما أننا نبذل أقصى الجهد والطاقة للتخفيف من آثارها على أبناء شعبنا، مع الحفاظ في الوقت ذاته على قوة الدفع اللازمة لاستكمال مشروعات التنمية ونمو الاقتصاد، بما يحافظ على معدلات التشغيل المرتفعة، ويضمن قدرة الدولة المصرية على حماية الأمن الغذائي، وأمن الطاقة للمواطنين، رغم الظروف العالمية الصعبة في هذين المجالين».

صدق وإخلاص

في غضون ذلك، أكد السيسي أن «الأمم تقوم وتستقيم على الصدق والإخلاص والأمانة، وليس على الكذب والافتراء والهدم»، موضحاً أن «الأشرار يتصورون أنه من المُمكن أن ينجحوا بغير سبيل المصلحين، لكن لن يكون هناك أي نجاح من دون سبيل المصلحين، والهدم والخراب والتدمير والتشكيك، والظنون وإشاعة الألم والفرقة والانحطاط والكذب، هي أمور ليست من سنن الله أبداً».

حضور احتفالية المولد النبوي الشريف في مصر (الرئاسة المصرية)

في السياق، قال شيخ الأزهر، أحمد الطيب، إن النبوة وتعاليم الأنبياء «ضرورة لازمة لا مفر منها لاستقامة حياة الأفراد والمجتمعات، وإسعادهم في الدنيا والآخرة، ولا يُمكن أن يستعاض عنها بغيرها من القوانين والسياسات والأعراف والعادات»، مضيفاً أن «بيان ذلك ما نعلمه من أن الإنسان كائن اجتماعي، لا مفر له من العيش مع آخرين من بني نوعه، يحتاج إليهم ويخالطهم، ويدخل معهم في علاقات اجتماعية شديدة التعقيد، مع وجود حالة من الخلاف والتنازع، والحب والبغض، والخير والشر، وغير ذلك من الثنائيات المتضادة المغروسة في فطرة الإنسان وطواياه، وكلها تدور على الصراع بين المصلحة العامة والمنفعة الشخصية، التي عادة ما تتغلب على نوازع الخير والعدل والرحمة».

طمأنينة ورضا

وبيّن الطيب أن هذا الخلاف أو هذا التدافع الاجتماعي «لا يمكن ضبطه أو إزالة تعارضاته المتصارعة إلا بقانون علوي حاكم يحمي الناس، ويحفظ حقوقهم، ويحقق لهم الطمأنينة والرضا والسعادة»، موضحاً أن «التاريخ لم يسجل مجتمعاً من الناس خلا من الاختلاف والتنازع والصراع والتدافع؛ ولم نر هذا الخلاف ارتفع من تلقاء نفسه من دون تدخل مباشر من قانون ضابط ورادع، في ظل ما نراه من عجز القانون البشري عن توفير حياة طيبة للناس؛ لأنه يقوم عادة على النزعات الفردية والقومية والرأسمالية، واقتصاد السوق والعولمة، ونزوات الجشع والمتاجرة بدماء الفقراء وأقواتهم وأرزاقهم».

وعقب كلمة الطيب خلال الاحتفالية، حرص السيسي على تقديم الشكر لشيخ الأزهر، قائلاً: «أسجل بتقدير شديد كلمة فضيلة الإمام. أحسنتم... صحيح أحسنتم فضيلة الإمام في الكلمة الشاملة الطيبة العميقة».

ولاقى ثناء السيسي على شيخ الأزهر تفاعلاً على مواقع التواصل الاجتماعي.

بدوره، قال وزير الأوقاف المصري، محمد مختار جمعة، في كلمته خلال الاحتفالية، إنه «لم تعرف البشرية عبر تاريخها الطويل إنساناً أنبل ولا أشرف وأعظم، ولا أعز على الله من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم»، مضيفاً أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، «هو نبي الإنسانية ورسولها، من حيث رسالته التي تتضمن قيماً أخلاقية، ومن كونها رسالة للناس كافة».

وقدم وزير الأوقاف هدية إلى الرئيس السيسي، عبارة عن «موسوعة الثقافة الإسلامية»، وهي من أحدث إصدارات الوزارة في مجال تجديد الخطاب الديني.


تحذيرات في السودان من انتشار الأمراض والأوبئة الفتاكة

TT

تحذيرات في السودان من انتشار الأمراض والأوبئة الفتاكة

مستشفى شرق النيل لم ينجُ من التدمير والقصف (رويترز)
مستشفى شرق النيل لم ينجُ من التدمير والقصف (رويترز)

حذر مسعفون في السودان من تفشي الإصابة بالكوليرا وحمى الضنك في البلاد، بسبب بدء هطول الأمطار الموسمية وتداعيات الحرب المستعرة منذ أكثر من خمسة أشهر على النظام الصحي، الذي كان يعاني من ضغوط حتى قبل بدء القتال. وأكدت السلطات الصحية رصد حالات إصابة بالكوليرا للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات "الدعم السريع"، في منتصف أبريل (نيسان)، وقالت إن أول حالة رُصدت في ولاية القضارف أواخر أغسطس (آب). وقالت وزارة الصحة الاتحادية في بيان، في وقت متأخر مساء الثلاثاء، إن 18 شخصاً توفوا وأصيب 265 بالكوليرا في ولاية القضارف.

الإصابات أكثر من الأرقام المعلنة

وذكرت رابطة الأطباء في السودان في بيان أنه تم تسجيل 3398 حالة إصابة بحمى الضنك في ولايات القضارف والبحر الأحمر وشمال كردفان والخرطوم، في الفترة من منتصف أبريل (نيسان) وحتى منتصف سبتمبر (أيلول).وذكر البيان أن هذا العدد لا يشكل إلا قمة جبل الجليد، وهو أقل بكثير من حالات الاشتباه بالإصابة لدى من هم في المنازل، ومَنْ دُفنوا دون تسجيل. وأشار البيان إلى أسباب ساهمت كعوامل في انتشار المرضين، منها تلوث مياه الشرب بجثث غير مدفونة، إضافة إلى النفايات، ونقص التجهيزات في الخدمات الطبية قبل موسم الأمطار.

تجمهر أمام مختبر طبي لإجراء اختبار حمى الضنك المنتشرة في ولاية القضارف شرق السودان (أ.ف.ب)

وكانت منظمة الصحة العالمية أطلقت في يونيو (حزيران) الماضي تحذيرات شديدة من زيادة خطر انتشار الأمراض والأوبئة الفتاكة في كل أنحاء السودان، جراء انهيار القطاع الصحي بسبب القتال بين الجيش وقوات "الدعم السريع"، واحتلال المرافق الطبية من قبل المسلحين. وقال سكان في القضارف لوكالة "رويترز" إن حمى الضنك والملاريا والكوليرا والإسهال تتفشى جزئياً لأسباب منها الافتقار لتصريف مياه الأمطار واكتظاظ المنشآت الصحية بسبب وصول نازحين من الخرطوم. ولولاية القضارف التي تقع في شرق السودان أهمية حيوية لإنتاج البلاد الزراعي البعلي، كما أنها تقع على الحدود مع إثيوبيا.

قلة حادة في التمويل

وقال وزير الصحة السوداني المكلف، هيثم محمد أبراهيم، إن السلطات الصحية الإتحادية والمحلية تعمل بمساعدة من منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونسيف على احتواء الوباء في القضارف. ووقعت عشرات الهجمات على منشآت للرعاية الصحية منذ اندلاع الصراع بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في 15 أبريل نيسان، وتسبب الصراع في خروج أغلب مستشفيات الخرطوم من الخدمة.

مواطنون في انتظار العلاج بمستشفى في ولاية القضارف بالسودان (أ.ف.ب)

وفر أكثر من 4.2 مليون من منازلهم بسبب الحرب، وعبر ما يقرب من 1.2 مليون إلى دول مجاورة، ما وضع ضغطاً كبيراً على موارد السودان الشحيحة. وتعاني جهود الإغاثة الدولية من قلة حادة في التمويل.

تحذير من الأمم المتحدة

وقالت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي إن أكثر من 1200 طفل توفوا بسبب الاشتباه بإصابتهم بالحصبة وسوء التغذية في مخيمات نازحين في ولاية النيل الأبيض بينما تشكل الكوليرا وحمى الضنك والملاريا خطراً في كل أنحاء البلاد.وحمى الضنك متوطنة في السودان، ويمكن أن تكون حادة، وفي بعض الأحيان قاتلة مع تكرار الإصابة بها، ما يجعل احتواء تفشيها مصدر قلق على المدى الطويل. وأضافت الأمم المتحدة ت إن هذا يدق ناقوس الخطر في الولايات التي تعاني من الحرب تحت وطأة الامراض وأنهيار النظام الصحي بسبب انعدام المياه الصالحة للشرب وتكدس النفايات والجثث، وغياب المعامل التشخيصية في الخرطوم عن الخدمة وانقطاع الامداد الدوائي.

وطالبت نقابة أطباء السودان طرفي القتال، الجيش و"الدعم السريع"، بإيقاف الحرب، مناشدة المنظمات الصحية الإقليمية والدولية وهيئات الأمم المتحدة التدخل العاجل وتقديم المساعدات للسودانيين.



بدورها، أكدت "غرفة طوارئ شرق النيل" في الخرطوم، إصابة 26 من المواطنيين بأحياء المنطقة بالكوليرا، مشيرة إلى أن مستشفى "البان جديد" في منطقة الحاج يوسف، يستقبل ما لايقل عن 10 حالات يومياً. وأفادت "الغرفة"، وهي مجموعة تطوعية، والتي سبقت وزارة الصحة في الإعلان عن المرض، بأن هناك تزايداً ملحوظاً في عدد الحالات المصابة التي وصلت إلى المستشفى.

نقص الأدوية

في موازاة ذلك، أعلن "المجلس القومي للأدوية والسموم" السماح لجميع المصانع الوطنية المسجلة والمرخص لها بانتاج أدوية بشرية وبيطرية، بتصنيع منتجاتها، سواء المسجلة أو تلك التي تم تقديم ملفاتها للمجلس، في أي من ولايات البلاد. وتأتي هذه الخطوة جراء النقص الحاد في الأدوية واللوازم الطبية، جراء الصراع المسلح الذي أدى إلى تدمير أعداد كبيرة من مصانع الأدوية التي كانت تغطي نسبة معتبرة من حاجة البلاد للأدوية.


«سباق التوكيلات» يشعل المنافسة في انتخابات الرئاسة المصرية

زحام على مكاتب التوثيق لتحرير توكيلات تأييد ترشح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (حزب مستقبل وطن)
زحام على مكاتب التوثيق لتحرير توكيلات تأييد ترشح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (حزب مستقبل وطن)
TT

«سباق التوكيلات» يشعل المنافسة في انتخابات الرئاسة المصرية

زحام على مكاتب التوثيق لتحرير توكيلات تأييد ترشح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (حزب مستقبل وطن)
زحام على مكاتب التوثيق لتحرير توكيلات تأييد ترشح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (حزب مستقبل وطن)

أشعل «سباق التوكيلات» أجواء انتخابات الرئاسة المصرية، المقرر إجراؤها في ديسمبر (كانون الأول) المقبل؛ حيث شهدت مكاتب الشهر العقاري زحاما لافتا، وإقبالا من مواطنين لتوثيق دعمهم للرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، حاملين صوره، فيما شكت المعارضة مما وصفته بـ«التضييق»، وأعلن المرشح المحتمل، أحمد الطنطاوي، تعليق حملته الانتخابية مؤقتاً.

ودعت الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر، الاثنين، الناخبين للإدلاء بأصواتهم في انتخابات الرئاسة 2024، في أيام 10 و11 و12 من ديسمبر المقبل، على أن يفتح باب الترشح للانتخابات في الخامس من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وحتى 14 من الشهر ذاته.

ويشترط لقبول الترشح للرئاسة أن يزكي المترشح عشرون عضوا على الأقل من أعضاء مجلس النواب، أو أن يؤيده ما لا يقل عن 25 ألف مواطن ممن لهم حق الانتخاب في 15 محافظة على الأقل، وبحد أدنى 1000 من كل محافظة منها، وفي جميع الأحوال لا يجوز تأييد أكثر من مترشح.

واستمرت «معركة التوكيلات» لليوم الثاني للحصول على «تأييد» المواطنين لخوض الانتخابات؛ حيث شهدت مكاتب الشهر العقاري، اليوم (الأربعاء)، زحام المواطنين لتوثيق توكيلات تأييد ترشح الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي لولاية ثالثة، رغم عدم إعلانه رسميا نيته خوض السباق. وبدأت المدة الزمنية لجمع توكيلات التأييد من المواطنين، أو الحصول على تزكية أعضاء مجلس النواب، الثلاثاء، وتستمر لمدة 10 أيام.

في المقابل، يشتكي مرشحو المعارضة المحتملون مما وصفوه بـ«التضييق» على الراغبين في تحرير توكيلات لتأييدهم، حسب وصفهم. وأعلنت رئيسة حزب الدستور، المرشحة المحتملة جميلة إسماعيل، مساء أمس (الثلاثاء) أنها تمكنت من الحصول على أول توكيل لتأييد ترشحها، فيما قال أحمد الطنطاوي، المرشح المحتمل والبرلماني السابق، إنه لم يتمكن سوى من «تحرير توكيلين فقط». وأعلن تعليق حملته الانتخابية مؤقتا لمدة 48 ساعة، احتجاجا على ما وصفه بـ«وجود تضييق، ومنع لأنصاره من دخول مكاتب التوثيق»، وقال في بث مباشر عبر حسابه الرسمي مساء (الثلاثاء)، إن «عدد المتطوعين في حملته الانتخابية تجاوز 23 ألف متطوع، وكلهم يريدون تحرير توكيلات، ومع ذلك فإن كل ما تمكنا من توثيقه توكيلان فقط».

ووصف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور طارق فهمي «شكوى مرشحي المعارضة من التضييق» بـ«المناورة الانتخابية»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه «من الطبيعي أن يشكو مرشحو المعارضة من التضييق، وهذا يأتي في إطار آليات المعارك الانتخابية بهدف تسجيل موقف، وسوف نسمع مثل هذه الأمور أكثر في حال فشل البعض في الحصول على التوكيلات اللازمة»، كما أنه من الطبيعي، بحسب فهمي، أن «يسبق الرئيس الحالي جميع المرشحين بخطوات كثيرة، خاصة في جمع التوكيلات، وهذا يحدث في كل العالم لأن الرئيس، أي رئيس، يكون معروفا للناس، وله أنصار من الشعب والبرلمان».

من جهته، قال نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور عمرو هاشم ربيع، لـ«الشرق الأوسط» إن «مواجهة بعض المرشحين المحتملين صعوبات في الحصول على توكيلات التأييد سيؤدي إلى خروج كثيرين من المنافسة، واقتصارها على مرشح أو اثنين على الأكثر أمام الرئيس الحالي، وهذا ليس في مصلحة العملية الانتخابية».

وبخصوص ازدحام المواطنين لتوثيق توكيلات تأييد للرئيس السيسي، قالت عضو مجلس النواب، الكاتبة فريدة الشوباشي لـ«الشرق الأوسط»، إن الزحام على مكاتب التوثيق «يبرز شعبية الرئيس، والحضور الجماهيري الذي يتمتع به»، مشيرة إلى أن «شكاوى مرشحي المعارضة المحتملين غير منطقية، فلا يوجد تضييق على تحرير التوكيلات، والناس تعرف السيسي وإنجازاته، وفي المقابل لم يعلن أي مرشح عن برنامج واضح».

ولم يعلن السيسي عن ترشحه حتى الآن. فيما يخوض عدد من المرشحين المحتملين «معركة» جمع توكيلات التأييد من المواطنين، أو الحصول على «تزكيات» من نواب البرلمان، وهم عضو البرلمان السابق أحمد الطنطاوي، ورئيس حزب «الوفد» عبد السند يمامة، ورئيس حزب «السلام الديمقراطي» أحمد الفضالي، الذي أعلن الاثنين الماضي تعليق حملته الانتخابية بدعوى أن 10 أيام «غير كافية لجمع التوكيلات»، وكذا رئيس حزب «الشعب الجمهوري» حازم عمر، ورئيس «الحزب الديمقراطي الاجتماعي» فريد زهران، ورئيسة حزب «الدستور» جميلة إسماعيل.


تدريبات عسكرية تركية جديدة قبالة السواحل الليبية

جانب من تدريبات للقوات الليبية تحت إشراف ضباط أتراك بضواحي طرابلس (الوحدة)
جانب من تدريبات للقوات الليبية تحت إشراف ضباط أتراك بضواحي طرابلس (الوحدة)
TT

تدريبات عسكرية تركية جديدة قبالة السواحل الليبية

جانب من تدريبات للقوات الليبية تحت إشراف ضباط أتراك بضواحي طرابلس (الوحدة)
جانب من تدريبات للقوات الليبية تحت إشراف ضباط أتراك بضواحي طرابلس (الوحدة)

بينما أكد أسامة جويلي، آمر منطقة الجبل الغربي العسكرية في ليبيا، أنه أشرف على تمرين رماية بالذخيرة الحية لدفعة جديدة تابعة للمنطقة في باطن الجبل، أعلنت وزارة الدفاع التركية إجراء تدريبات لفرق الهجوم البرمائية التابعة لها بالذخيرة الحية على متن سفينة عسكرية، قبالة السواحل الليبية.

وفي غضون ذلك، أبلغت هيئة أمن المرافق والمنشاَت التابعة لحكومة الدبيبة سفيري إيطاليا وروسيا لدى ليبيا استعدادها لتأمين الشّركات الإيطالية والروسية داخل الأراضي الليبيّة، وعودتها للسوق الليبية لاستئناف أعمالها المتوقفة منذ عام 2011. وقالت وكالة «نوفا» الإيطالية للأنباء إن الحكومة الإيطالية أعلنت حالة الطوارئ لـ«التدخل في الخارج» لمدة ستة أشهر، نتيجة للأحداث الاستثنائية التي شهدتها الأراضي الليبية، ما أدى إلى وضع خطير للغاية على سلامة الناس وسلامة الأصول العامة والخاصة. وأوضحت أنه تم تخصيص 5 ملايين يورو للتدخل من الصندوق الوطني للطوارئ، مشيرة إلى أن القرار تم بناءً على اقتراح من وزير الحماية المدنية والسياسات البحرية الإيطالي، نيلو موسوميتشي، في أعقاب الفيضانات المدمرة الناجمة عن إعصار «دانيال».


رئيس «النواب» يبحث تشكيل حكومة ليبية جديدة

لقاء صالح بوفد من مصراتة (مجلس النواب الليبي)
لقاء صالح بوفد من مصراتة (مجلس النواب الليبي)
TT

رئيس «النواب» يبحث تشكيل حكومة ليبية جديدة

لقاء صالح بوفد من مصراتة (مجلس النواب الليبي)
لقاء صالح بوفد من مصراتة (مجلس النواب الليبي)

واصل رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، مساعيه لتشكيل حكومة جديدة في البلاد، بدلاً من حكومة الوحدة المؤقتة، التي يترأسها عبد الحميد الدبيبة.

وقال صالح إنه ناقش مساء أمس (الثلاثاء) بمكتبه في مدينة القبة مع وفد من مدينة مصراتة مستجدات الأوضاع في أنحاء البلاد كافة على مختلف الأصعدة، والجهود المبذولة لإنهاء المرحلة الراهنة، عبر تشكيل حكومة موحدة على كامل التراب الليبي، توصل لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب الآجال، وللعبور بالبلاد إلى مرحلة الاستقرار.

وأكد الوفد الذي قدم التعازي للشعب الليبي في ضحايا الفيضانات والسيول على التفاف أبناء مدينة مصراتة، وأبناء الشعب الليبي كافة، وتضامنهم الكامل مع إخوانهم في المناطق المتضررة، مشيدين بروح التضامن بين أبناء الشعب الليبي.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر أن صالح يسعى لفتح قنوات تواصل مع القيادات الفاعلة في مصراتة، مسقط رأس الدبيبة، بهدف الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة لإجراء الانتخابات المؤجلة.

بدوره، أطلع نصر شرح البال، وزير الأشغال العامة بحكومة «الاستقرار»، صالح خلال اجتماعهما في القبة على الإجراءات المتخذة، حيال المناطق المتضررة جراء الفيضانات والسيول، كما سلمه التقرير المبدئي لأعمال حصر المباني المتضررة جراء الفيضانات والسيول.

وكان أسامة حماد، رئيس الحكومة «الاستقرار»، قد أكد خلال لقائه بوفد من مشايخ وأعيان ووجهاء مدينة درنة، بحضور آمر منطقتها الأمنية اللواء عبد الباسط بوغريس، ورئيس جهاز الأمن الداخلي الفريق أسامة الدرسي، حرص حكومته على الوصول لكل متضرّر، لافتاً لاتخاذها إجراءاتها الفورية على جميع الأصعدة بهدف تدارك الأزمة واحتوائها، بالإضافة للبدء الفوري في ملف الإعمار ودعمه.

ونقل عن الوفد إعرابه عن تقدير وشكره لجهود حكومته ولجنة الطوارئ في تدارك الأزمة، وكافة تداعياتها، مؤكدا أن التحركات والتدابير العاجلة التي تم اتخاذها كان لها دور كبير في احتواء الكارثة، التي حلّت بمدينة درنة ومدن ومناطق الجبل الأخضر.

غطاسون من فريق الإنقاذ الإماراتي يبحثون عن مزيد من الجثث في شاطئ درنة (أ.ف.ب)

في المقابل، أصدر الدبيبة قراراً يمنح مصلحة المرافق التعليمية الإذن بالتعاقد لصيانة عدد من المدارس بالمدن المنكوبة في شرق ليبيا، وتخصيص 92.8 مليون دينار لصيانة 117 مدرسة ومرفقاً تعليمياً بالمدن المتضررة جراء الفيضانات، البالغ عددها 15 مدينة، وطالب بالتزام المصلحة بوضع جدول زمني محدّد للانتهاء من مشروعات الصيانة المكلفة بها.

وكان الدبيبة قد أصدر تعليماته خلال اجتماعه مع وزير التربية والتعليم، موسى المقريف، ومديري المصالح التابعة لها، بالمباشرة الفورية لأعمال الصيانة الشاملة للمدارس المتضررة من الفيضانات في المدن المنكوبة بشرق ليبيا، على أن يتولى فرع مصلحة المرافق التعليمية بالمنطقة الشرقية مسؤولية إتمام العقود مع الشركات المنفذة لعمليات الصيانة، وفق مقاييس معتمدة وجدول زمني محدد.

بدوره، أكد رئيس مجلس الدولة، محمد تكالة، خلال لقائه مع وكيل وزارة السياحة نصر الدين الفزاني بطرابلس على الوقوف مع الوزارة لمعالجة هذه الأضرار، ودعم قطاع السياحة الداخلية وتطويرها للحفاظ على الموروث الثقافي للبلاد، مشيراً إلى بحث الأضرار التي لحقت ببعض المناطق، والمعالم السياحية بالمنطقة الشرقية جراء الفيضانات.

اجتماع تكالة مع وفد الأمازيغ بطرابلس (مجلس الدولة الليبي)

كما تعهد تكالة لدى استقباله وفدا ضم عمداء بلديات وبعض أعيان مكون الأمازيغ في ليبيا، بمحاولة ضمهم إلى لجنة (6 + 6) المشتركة، التي تضم مجلسي النواب والدولة لوضع القوانين الانتخابية. وقال تكالة إن الوفد أعرب عن استياء أمازيغ ليبيا لعدم تمثيلهم في هذه اللجنة، مؤكدين أهمية وجود تمثيل أمازيغي قوي وفاعل، يعكس أهمية المكون الأمازيغي وحقوقهم السياسية والثقافية.

وأعلن تكالة أنه سينظر في هذا المطلب، من خلال تعزيز التواصل والحوار مع المكون الأمازيغي، والرجوع إلى أعضاء المجلس الأعلى للدولة عبر الجلسات، وطرح الموضوع للتشاور والتداول، بهدف الوصول إلى حلول تلبي مطالب المكون وتعزز دوره في اللجنة.

اللواء أحمد المسماري أكد أن العدد الإجمالي للجثامين المكتشفة في مدينة درنة بلغ حتى الآن 4120 قتيلاً (أ.ف.ب)

إلى ذلك، بدأت (الأربعاء) مراسم تأبين ضحايا الفيضانات والسيول بدرنة والجبل الأخضر، بحضور ممثلين من المدن والقبائل الليبية كافة. ومن المقرر أن يستمر هذا المأتم الجماعي لمدة عشرة أيام لاستقبال تعازي كل الليبيين. وطبقاً لما أعلنه اللواء أحمد المسماري، الناطق باسم حفتر، فقد بلغ العدد الإجمالي للجثامين المكتشفة في مدينة درنة حتى الآن 4120 قتيلاً، لافتا لانتشال 91 جثة على مدى اليومين الماضيين.

وأكدت هيئة السلامة الوطنية، في بيان مقتضب مواصلة فرقها للبحث والإنقاذ البحري عمليات البحث والإنقاذ بعدد من المواقع المجاورة لمدينة درنة، رغم سوء الحالة الجوية واضطراب البحر وعلو أمواجه.


مصر تدعو روسيا لتغليب «الحلول الدبلوماسية» في أزمتها مع أوكرانيا

السيسي يلتقي نيكولاي باتروشيف أمين مجلس الأمن الروسي في القاهرة (الرئاسة المصرية)
السيسي يلتقي نيكولاي باتروشيف أمين مجلس الأمن الروسي في القاهرة (الرئاسة المصرية)
TT

مصر تدعو روسيا لتغليب «الحلول الدبلوماسية» في أزمتها مع أوكرانيا

السيسي يلتقي نيكولاي باتروشيف أمين مجلس الأمن الروسي في القاهرة (الرئاسة المصرية)
السيسي يلتقي نيكولاي باتروشيف أمين مجلس الأمن الروسي في القاهرة (الرئاسة المصرية)

طالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي روسيا بتغليب الحلول الدبلوماسية في أزمتها مع أوكرانيا، و«دعم جميع المساعي الرامية لسرعة تسويتها سياسيا، بما يحفظ الأمن والسلم الدوليين، ويُنهي كذلك التداعيات الاقتصادية السلبية».

واستقبل السيسي، اليوم (الأربعاء)، نيكولاي باتروشيف، أمين مجلس الأمن الروسي، الذي يزور القاهرة برفقة عدد من كبار المسؤولين الروس، في لقاء تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية في عدد من المجالات، فضلاً عن تبادل وجهات النظر بشأن الموضوعات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وفق المتحدث الرئاسي المصري المستشار أحمد فهمي.

وقال فهمي في بيان، إن أمين مجلس الأمن الروسي نقل تأكيد بوتين «الأهمية التي توليها روسيا تجاه ترسيخ العلاقات الثنائية بمصر، في إطار اتفاق الشراكة والتعاون الاستراتيجي بين البلدين»، مثمناً مسيرة التعاون الثنائي بين البلدين، وزيادة التبادل التجاري. بالإضافة إلى المشروعات التنموية المشتركة الجاري تنفيذها، وفي مقدمتها إنشاء محطة «الضبعة» للطاقة النووية لتوليد الكهرباء، والمنطقة الصناعية الروسية في محور قناة السويس.

وبشأن آخر تطورات أوضاع الأزمة الروسية - الأوكرانية، ومستجدات التحركات الروسية في هذا الإطار على المستوى الدولي، أكد السيسي موقف مصر بأهمية «تغليب الحلول الدبلوماسية للأزمة، ودعم جميع المساعي الرامية لسرعة تسويتها سياسيا، بما يحفظ الأمن والسلم الدوليين، ويُنهي كذلك التداعيات الاقتصادية السلبية، التي أحدثت ضرراً كبيراً للدول ذات الاقتصادات الناشئة، خاصة فيما يتعلق بالأمن الغذائي العالمي الذي يتعرض لمخاطر جادة».

وكان باتروشيف قد أجرى مشاورات أمنية روسية - مصرية في القاهرة، أمس (الثلاثاء)، مع مستشارة الرئيس المصري لشؤون الأمن القومي فايزة أبو النجا، ومستشار رئيس الجمهورية لشؤون مكافحة الإرهاب مجدي عبد الغفار، بمشاركة رئاسة الوزارات والإدارات للبلدين.

وبحسب بيان للسفارة الروسية في القاهرة، فإن المناقشة شملت مجموعة واسعة من المواضيع، التي تهدف إلى تعزيز التفاعل بين روسيا الاتحادية ومصر في الصيغ الثنائية والمتعددة الأطراف. وتم على وجه الخصوص التأكيد على «مزاج التعاون المثمر داخل مجموعة بريكس ومنصة الأمم المتحدة»، فضلا عن تبادل شامل لوجهات النظر حول القضايا الأمنية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والبحر الأبيض المتوسط ​​ومنطقة الصحراء والساحل. كما تم التطرق إلى موضوع أوكرانيا. وأكد الطرفان التزامهما بمواصلة التفاعل النشط وتعزيز التنسيق في الشؤون الدولية والإقليمية.

وأضافت السفارة أنه تم أيضا مناقشة خطط التعاون في مجال الأمن المالي، من خلال أجهزة الاستخبارات ووكالات إنفاذ القانون والإدارات العسكرية بالتفصيل، والتركيز على العمل المشترك لمكافحة الإرهاب، وكشف قنوات تمويله، وتحديد قنوات تحركات المسلحين، ومكافحة تهريب المخدرات، والهجرة غير الشرعية، والاتجار بالبشر. إضافة إلى التعاون في مجال أمن المعلومات الدولي، وتفاعل المراكز الوطنية للرد على الهجمات الإرهابية الإلكترونية.


الجزائر: حقوقيون يرحبون بمطالب «أممية» بالإفراج عن معتقلي الحراك

إحدى المظاهرات الشعبية التي اجتاحت شوارع العاصمة أيام الحراك الشعبي (أ.ف.ب)
إحدى المظاهرات الشعبية التي اجتاحت شوارع العاصمة أيام الحراك الشعبي (أ.ف.ب)
TT

الجزائر: حقوقيون يرحبون بمطالب «أممية» بالإفراج عن معتقلي الحراك

إحدى المظاهرات الشعبية التي اجتاحت شوارع العاصمة أيام الحراك الشعبي (أ.ف.ب)
إحدى المظاهرات الشعبية التي اجتاحت شوارع العاصمة أيام الحراك الشعبي (أ.ف.ب)

رحب نائب رئيس «الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان»، سعيد صالحي، بدعوة مسؤول أممي السلطات الجزائرية إلى الإفراج عن معتقلي الحراك الشعبي، فيما أكد وزير الاتصال محمد لعقاب خلال لقاء له مع المسؤول نفسه أن الحكومة «لا تمارس أي نوع من التضييق على الحريات».

وقال صالحي لـ«الشرق الأوسط» إنه عبر عن «ارتياحه لمطالب المقرر الأممي (الخاص بحرية التجمع السلمي كليمنت نياتولسي فول)، التي تعد في الوقت نفسه مطالب النشطاء والمنظمات الحقوقية، وتتعلق أساسا برفع الحصار عن الحريات وعن الناشطين، كما تتعلق بإطلاق سراح سجناء الرأي».

وأنهى مقرر الأمم المتحدة لحرية التجمع، كلمنت فول، أمس الثلاثاء، مهمة بالجزائر دامت عشرة أيام، التقى خلالها وزيري العدل والاتصال، وناشطين معارضين وأعضاء بالمجتمع المدني، بحث معهم مدى احترام السلطات الحق في تنظيم التجمعات السلمية، وأسباب سجن ناشطين معارضين، وكذا الظروف التي تشتغل فيها التنظيمات الحقوقية.

سعيد صالحي نائب رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان (من حسابه بفيسبوك)

وأوضح صالحي أنه التقى بنياتولسي فول في وقت سابق: «ووافيناه بتقرير مفصل عن وضع حقوق الإنسان بالجزائر، وأظن أنه أدى مهمته كاملة بالجزائر، إذ سنحت له الفرصة التنقل إلى أرض الواقع في بعض الولايات، والتعرف على واقع حقوق الإنسان، واستمع مباشرة لانشغالات النشطاء المستقلين، وأتمنى أن تفتح زيارته أفقا جديدا، وتكون فرصة للسلطة من أجل تصويب المسار، والسعي نحو انفتاح ديمقراطي حقيقي».

أمين عام الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان (يسار) مع المقرر الأممي لحرية التجمعات (من حسابه الشخصي بفيسبوك)

وغادر صالحي الجزائر إلى بلد أوروبي؛ حيث يقيم بصفته لاجئا سياسيا منذ أكثر من عام. وحلت الحكومة «الرابطة الحقوقية» بقرار قضائي العام الماضي، بحجة أنها منقسمة إلى عدة أجنحة، وأن مسؤوليها يعيشون كلهم في الخارج. فيما أكد صالحي أن قرار الحل «تعسفي».

وقال فول في مؤتمر صحافي في ختام زيارته: «أدعو الحكومة الجزائرية، وأحثها على التخلي عن التهم والعفو عن الأشخاص المدانين بتورطهم في الحراك». ولم يذكر المقرّر الأممي عدد الأشخاص المعنيين بهذا العفو، لكن وفق «اللجنة الوطنية للإفراج عن المعتقلين»، لا يزال عشرات ممن على صلة بالحراك أو بالدفاع عن الحريات الفردية، مسجونين في الجزائر.

رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني الجزائري (يمين) مع الخبير الأممي (مرصد المجتمع المدني)

وشدد الخبير الأممي أنه «على الحكومة معالجة مناخ الخوف، الناجم عن سلسلة من التهم الجنائية الموجهة ضد الأفراد والجمعيات، والنقابات والأحزاب السياسية بموجب قوانين مفرطة التقييد». وخص بالذكر المادة 87 من قانون العقوبات الخاصة بـ«الأعمال الإرهابية والمساس بأمن الدولة»، و«تأسيس الجمعيات والمنظمات»، التي تعدها السلطات «إرهابية».

كما طالب الحكومة الجزائرية بـ«السماح للمجتمع المدني بانتقاد السياسات العامة»، مشيرا إلى أن «الجهات الفاعلة في المجتمع المدني، التي التقيتها طالبت بالاعتراف بها، والتعاون معها كشركاء موثوق بهم في تنمية بلدهم».

وزير العدل الجزائري (يمين) مع المقرر الأممي (وزارة العدل)

كما التقى فول الخميس الماضي وزير الاتصال محمد لعقاب، الذي صرح بأنه أبلغ المبعوث الأممي بأن القوانين الجزائرية المتعلقة بالصحافة «لا تنص على عقوبة سالبة للحرية، وأن العقوبات المادية (التي أنزلتها محاكم ببعض الصحافيين) طفيفة، ولا تتعلق إطلاقا بحرية التعبير وإنما بطرق التسيير». وكان الوزير يشير، ضمنا، إلى سجن الصحافي إحسان القاضي، بتهمة «تلقي أموال من الخارج»، وإغلاق منصته الإخبارية «ماغراب إيمرجنت»، و«راديو إم»، الذي يتبع لها. وعرف القاضي بكتاباته الحادة ضد السلطة.

وزير الاتصال الجزائري (يمين) مع مقرر الأمم المتحدة لحرية التجمع (وزارة الاتصال)

وتناول لعقاب في تصريحاته «موضوع الرقابة في العمل الإعلامي»، مبرزا أنها «غير موجودة في الجزائر عدا الرقابة البعدية، إذا ما تعلق الأمر بنشر خطاب الكراهية والتمييز، أو الإساءة لرموز الدولة أو الشتم، والقذف والتجريح... وكلها أفعال يجرمها القانون الجزائري».


حفتر يبحث مع قيادة «الدفاع» الروسية الوضع في ليبيا

المشير حفتر رفقة نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكوروف خلال وصوله إلى موسكو أمس (أ.ف.ب)
المشير حفتر رفقة نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكوروف خلال وصوله إلى موسكو أمس (أ.ف.ب)
TT

حفتر يبحث مع قيادة «الدفاع» الروسية الوضع في ليبيا

المشير حفتر رفقة نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكوروف خلال وصوله إلى موسكو أمس (أ.ف.ب)
المشير حفتر رفقة نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكوروف خلال وصوله إلى موسكو أمس (أ.ف.ب)

أجرى قائد «الجيش الوطني» الليبي، المشير خليفة حفتر، محادثات في العاصمة الروسية مع مسؤولين في وزارة الدفاع الروسية، ركزت وفقا لمعطيات نشرتها «القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية» على تطورات الأوضاع في ليبيا والعلاقات الثنائية.

وكان لافتاً أن موسكو تكتمت على المستوى الرسمي على مجريات الزيارة التي بدأت أمس الثلاثاء، وتجنبت وزارة الدفاع نشر تفاصيل عن المحادثات. فيما نقلت وسائل إعلام حكومية روسية عن مصادر ليبية خبر وصول حفتر إلى موسكو، وكان في استقباله نائب وزير الدفاع يونس بك يفكوروف. ووصفت الزيارة بأنها «رسمية». مشيرة إلى أنه تم عزف النشيدين الوطنيين لروسيا الاتحادية وليبيا خلال مراسم الاستقبال. وحملت تلك المعطيات مؤشرات على الاهتمام الروسي بالزيارة، على الرغم من قلة المعلومات التي تسربت حولها.

ويحمل توقيت الزيارة دلالات، خصوصا وأنها تأتي مباشرة بعد زيارة قام بها قبل أيام إلى بنغازي الجنرال مايكل لانغلي، قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم)، بحضور السفير والمبعوث الأميركي الخاص ريتشارد نورلاند، والقائم بالأعمال الأميركي جيرمي برنت، وركزت على ملفي الوجود العسكري الروسي عبر مجموعة «فاغنر». بالإضافة إلى ملف النفط. ولم تستبعد مصادر أن يكون حفتر نقل إلى الجانب الروسي أجواء لقائه مع الوفد الأميركي، خصوصا مع تردد معطيات عن أن واشنطن طلبت من حفتر العمل على تقليص الوجود العسكري الروسي من خلال مجموعة «فاغنر».

ويعد هذا الملف رئيسياً على طاولة المحادثات الروسية - الليبية، خصوصاً في إطار سعي وزارة الدفاع أخيراً إلى ترتيب الوضع حول نشاط «فاغنر» في أفريقيا عموماً، بعد مقتل زعيمها يفغيني بريغوجين.

وكان يفكوروف، الذي تم تكليفه بمهمة إعادة ترتيب العلاقة مع مقاتلي «فاغنر» المنتشرين في عدة بلدان أفريقية، بينها ليبيا، قد قام بجولة أفريقية مهمة الشهر الماضي، حملته إلى مالي وبوركينا فاسو والنيجر وليبيا. ونقلت وسائل إعلام روسية أن الجنرال الروسي سعى إلى إقناع مجموعات «فاغنر» المنتشرة في هذه البلدان بإعلان الولاء لوزارة الدفاع، كما أنه قدم تطمينات في البلدان التي زارها بأن نشاط المجموعة في المهام الأمنية والعسكرية الموكلة إليها «سوف يتواصل، ولكنه سيكون تحت إشراف مباشر من الوزارة».

المشير خليفة حفتر يؤدي التحية العسكرية لدى وصوله إلى المطار العسكري بموسكو أمس (أ.ف.ب)

ووفقاً لمعطيات مصادر مقربة من «فاغنر»، فقد تعرضت الوحدات التي رفضت الانصياع لهذه الطلبات في ليبيا وبلدان أخرى إلى هجمات وتفجيرات استهدفت مقراتها. وقالت صحيفة «إر بي كا» الروسية المستقلة إن زيارة حفتر تشمل مواصلة النقاشات، التي بدأها مع يفكوروف خلال زيارة الأخير إلى بنغازي. وقالت إنه «بالنظر إلى الوضع الصعب في عدد البلدان الأفريقية، أصبح حفتر حالياً شريكاً أكثر أهمية من السابق بالنسبة إلى روسيا».

وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ عام 2018 شاركت مجموعة «فاغنر» في الصراع الليبي بشكل مباشر إلى جانب حفتر. ومن بين أمور أخرى، كان مقاتلو المجموعة يشاركون في حماية حقول النفط، ووفقاً لمعطيات فقد انتشر في ذلك الوقت نحو ألفي مقاتل من مجموعة «فاغنر» في ليبيا.

وفي المحور الثاني لزيارة حفتر، برزت معطيات عن محادثات أجرتها وزارة الدفاع عبر يفكوروف مع الجنرال الليبي لتوسيع الوجود العسكري الروسي المباشر في ليبيا.

وكانت صحيفة «كوميرسانت» الرصينة قد أفادت في تقرير لها بأن روسيا «تحاول ترتيب حضور ثابت لسفنها الحربية على الموانئ الليبية، وسط التنافس مع الولايات المتحدة على النفوذ في البحر الأبيض المتوسط».

ونقلت الصحيفة عن مصادر غربية أنه لمناقشة الحقوق طويلة المدى في الرصيف البحري في شرق ليبيا، فقد التقى كبار المسؤولين، بمن فيهم نائب وزير الدفاع يونس بك يفكوروف في الأسابيع الأخيرة مع المشير حفتر، الذي يسيطر على الجزء الشرقي من البلاد.

ووفقاً لمعطيات قدمها مسؤولون ليبيون، فقد طلب الجانب الروسي الإذن بالوصول إلى موانئ بنغازي، أو طبرق للتزود بالوقود، وإصلاح السفن البحرية وتجديد الإمدادات. فيما تشير مصادر «كوميرسانت» إلى أن هذين الميناءين لديهما بالفعل بنية تحتية قادرة على تلبية المتطلبات الروسية. ومع ذلك، يبدو أنه «ليس من الواضح بعد ما إذا كانت روسيا تريد تطوير هذه الموانئ، أو تمركز الموظفين هناك، أو تخزين الذخيرة أو تخزين البضائع الأخرى».

وبحسب معطيات محلية فإن روسيا، التي تراقب التحركات الأميركية في ليبيا وحولها، تسعى إلى تسريع خطواتها لتثبيت حضورها المباشر في ليبيا، في إطار تحرك واسع لتعزيز الحضور الروسي في القارة الأفريقية عموما.