رحيل هشام سليم... «أيقونة دراما التسعينات» في مصر

صارع السرطان في العامين الأخيرين من حياته

هشام سليم مع ماجدة الرومي في «عودة الابن الضال»
هشام سليم مع ماجدة الرومي في «عودة الابن الضال»
TT

رحيل هشام سليم... «أيقونة دراما التسعينات» في مصر

هشام سليم مع ماجدة الرومي في «عودة الابن الضال»
هشام سليم مع ماجدة الرومي في «عودة الابن الضال»

أسدل الموت الستار على صراع الفنان المصري هشام سليم مع السرطان، ليكتب نهاية للمعاناة التي استمرت لنحو عامين، ابتعد خلالهما عن عدسات المصورين، وأضواء الدراما كثيراً، ليرحل في هدوء عن عمر ناهز 64 عاماً.
سليم الذي مر شريط حياته سريعاً، ويعرفه الجميع من خلال السينما، بداية من براءة الطفولة، مروراً بالمراهقة والشباب، ثم النضوج وحتى تغير الملامح بفعل الزمن، جدد أحزان الوسط الفني بعد ساعات قليلة من ابتهاج نجوم الفن خلال احتشادهم في أولى دورات مهرجان القاهرة للدراما، مساء الأربعاء، ليشارك عدد منهم في جنازته عقب صلاة العصر يوم أمس الخميس، ويدخل بعضهم في نوبات بكاء.
ونعى عدد كبير من الفنانين والرياضيين والشخصيات العامة والإعلاميين والمتابعين على «السوشيال ميديا» الفنان الراحل بكلمات مؤثرة، متذكرين أبرز أدواره الفنية، ومواقفه الإنسانية الجريئة.


... ومع ابنه نور

ونشر نقيب المهن التمثيلية، أشرف زكي، صورة للفنان عبر حسابه على «إنستغرام»، وعلق عليها قائلاً: «وداعاً صديق العمر».
ونعى النجم أحمد عز، الفنان الراحل قائلاً في تصريحات صحافية إنه تحامل على نفسه أثناء التصوير رغم اشتداد آلام المرض عليه، مشيراً إلى أن «الفن المصري فقد قيمة إنسانية وفنية مهمة برحيله».
ونعت الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي، زميلها الراحل بمنشور مؤثر عبر حسابها على «تويتر»، قائلة: «هشام الزمن الجميل، كم أوجعت قلبي اليوم برحيلك المبكر، بالأمس فقط، كنا وكان يوسف شاهين وكان (عودة الابن الضال) يزرعني وإياك أمل ندي على دروب الحياة، فكيف حدث وانقلب بنا الدهر هكذا، فأضحى الألم مع الأيام يطوي آلاماً والخوف يطوي مخاوف».
مضيفة «(عودة الابن الضال) الذي عشته أنا واقعاً مريراً، في سلسلة حروب لبنان الفتاكة ونسخة طبق الأصل عن هذا الفيلم الجميل، عشته أنت نضالاً لحياة أفضل وفن أجمل وعائلة أكثر تماسكا... يا زميلي وصديقي لا كلام أجده معبراً بما يكفي عن حزني اليوم».
وأحدثت تدوينة الرومي التي وُصفت بأنها «مُبكية»، تفاعلاً كبيراً في الأوساط المصرية والعربية، حين تساءلت: «أمضيت أنت أم مضى الزمن الجميل الذي عشناه ومعه ضحكاتنا وقهقهاتنا البريئة؟ أرحلت أنت أم رحل إلى الأبد معك بعض من قلبي الطفولي؟ أيجب أن أترحم عليك وأنت، يا زميلي وصديقي، في حضن الرب؟ أم أترحم على من تحرقه دموعه عليك اليوم؟».


... ومع أمير كرارة

وتابعت: «هشام، يا أيها العزيز الغالي غلاوة العمر، الساكن أضلع القلب منذ ذاك الزمن الجميل، تفضل بقبول محبتي الصادقة ودمعتي الموجعة وليتفضل أهلك الأكارم وكل قلب يحترق على رحيلك اليوم، بقبول عزائي الآتي إليهم من أعماق فؤادي ببالغ التأثر».
فيما اكتفت النجمة شريهان، بالتعليق على الخبر بجملة واحدة: «توأم عمري... هشام سليم»، في إشارة إلى مشاركته في أعمال مهمة من بينها مسرحية «شارع محمد علي»، وفيلم «كريستال».
وربط متابعون على السوشيال ميديا بينه وبين الراحل ممدوح عبد العليم، الذي جسد دور شقيقه علي في مسلسل «ليالي الحلمية»... «عادل البدري لحق بعلي البدري».
وفسر الناقد المصري محمود عبد الشكور سبب حزن الوسط الفني والجمهور لرحيل سليم بأنه «كان يتمتع بصورة جيدة داخل الوسط الفني، وسيرته رائعة، ويحترم مهنته ونفسه، حتى اعتبره البعض نموذجاً للفنان».
ويضيف عبد الشكور لـ«الشرق الأوسط»: «يوجد إحساس عام لدى كثيرين بأن سليم لم يأخذ كامل فرصته هو وأبناء جيله، على غرار الراحل ممدوح عبد العليم، ومحسن محيي الدين، فهؤلاء كانوا يعبرون حرفياً عن جيلنا الذي تشكل في السبعينات، كنا نرى فيهم صبانا وحبنا للحياة واكتشاف العالم في أدوارهم الأولى، وكنا نرى فيهم شخصيات نعرفها في الواقع». لافتاً إلى أن فيلم «عودة الابن الضال» يعد من أهم أعماله رغم صغر سنه وقت تمثيله.
سليم المولود في عام 1958 بدأ مشواره الفني مبكراً، عبر مشاركته في فيلم «إمبراطورية ميم» عام 1972 أمام فاتن حمامة، وأحمد مظهر، قبل أن يعاود الظهور في فيلمي «أريد حلاً» عام 1975، و«عودة الابن الضال» 1976، ثم بدأ مسيرته التلفزيونية في ثمانينات القرن الماضي، قبل أن يتألق ويتوهج في التسعينات، تاركاً أعمالاً مميزة على غرار «الراية البيضا»، و«ليالي الحلمية»، «أرابيسك»، «هوانم جاردن سيتي»، و«أماكن في القلب»، و«لقاء على الهواء».
بينما كانت آخر أعماله في موسم دراما رمضان قبل الماضي من خلال مشاركته بمسلسل «هجمة مرتدة» مع أحمد عز.
وبعيداً عن أعماله المهمة وإطلالاته المميزة على الشاشات، تطرق متابعون إلى موقفه الشجاع تجاه قضية عبور ابنه نور جنسياً، إذ اعتبره كثيرون قدوة ونموذجاً للأب القوي والشجاع، مستشهدين بتصريحاته التي قال فيها لابنه: «أنا بحبك وهفضل أحبك أنت ابني وأي حاجة حصلت أنا موجود عشانك... الحياة صعبة وهتبقى صعبة وتحتاج رجل وشخصية».
هشام سليم ابن اللاعب والممثل الشهير صالح سليم، تخرج من معهد السياحة والفنادق في عام 1981، وكان يهيئ نفسه للعمل في مجال السياحة والفنادق في حال توقفه عن التمثيل الذي كان يراه «غير مضمون»، قائلاً في تصريحات تلفزيونية سابقة: «الممثل ممكن يشتغل النهاردة، وبكره لأ، اسمه يبقى لامع النهاردة، بكره ميبقاش لأي سبب، حياة الفنان غير مضمونة نهائياً، بسبب حالته الصحية أحياناً، وخروج شائعات تؤثر على مسيرته، بالإضافة إلى ظهور منافسين جدد».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


البرهان بحث مع زيلينسكي «أنشطة روسية»

حديث بين قائد الجيش السوداني والرئيس الأوكراني في مطار شانون بإيرلندا أمس (د.ب.أ)
حديث بين قائد الجيش السوداني والرئيس الأوكراني في مطار شانون بإيرلندا أمس (د.ب.أ)
TT

البرهان بحث مع زيلينسكي «أنشطة روسية»

حديث بين قائد الجيش السوداني والرئيس الأوكراني في مطار شانون بإيرلندا أمس (د.ب.أ)
حديث بين قائد الجيش السوداني والرئيس الأوكراني في مطار شانون بإيرلندا أمس (د.ب.أ)

بحث قائد الجيش السوداني رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، أمس، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي «أنشطة الجماعات المسلحة غير الشرعية التي تموّلها روسيا»، في السودان، حسب إفادة للرئيس زيلينسكي على منصة «إكس» (تويتر سابقاً).

وقال زيلينسكي إنَّه التقى البرهان في مطار شانون الآيرلندي، في «لقاء غير مرتّب مسبقاً»، ووجَّه الشكر إلى السودان على «الدعم الثابت لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها». وقال: «ناقشنا التحديات الأمنية المشتركة، ولا سيما أنشطة الجماعات المسلحة غير الشرعية التي تموّلها روسيا». وذكر زيلينسكي أيضاً أنَّه دعا البرهان إلى «دعم مبادرة تصدير الحبوب من أوكرانيا» التي أعلنها الرئيس الأوكراني أواخر العام الماضي، للمساعدة في دعم الأمن الغذائي في العالم.

إلى ذلك، أعلنت أوكرانيا، السبت، أنَّ عشرات الأشخاص بينهم «شخصيات قيادية في البحرية الروسية» قُتلوا أو جُرحوا في هجوم صاروخي شنَّته، الجمعة، على مقر قيادة أسطول البحر الأسود الروسي في مدينة سيفاستوبول الساحلية في القرم.


باتيلي يدعو سلطات شرق وغرب ليبيا  للتضامن من أجل تجاوز مأساة الزلزال

باتيلي يتفقد الأضرار في درنة (البعثة الأممية)
باتيلي يتفقد الأضرار في درنة (البعثة الأممية)
TT

باتيلي يدعو سلطات شرق وغرب ليبيا  للتضامن من أجل تجاوز مأساة الزلزال

باتيلي يتفقد الأضرار في درنة (البعثة الأممية)
باتيلي يتفقد الأضرار في درنة (البعثة الأممية)

دعا المبعوث الأممي لليبيا عبد الله باتيلي، اليوم (السبت)، السلطات في شرق وغرب ليبيا للاجتماع وتقييم متطلبات إعادة البناء بعد الفيضانات التي اجتاحت مناطق واسعة في شرق البلاد.

وقال باتيلي على منصة «إكس» (تويتر سابقا) بعد اجتماعه بأعضاء من لجنة الشؤون السياسية في المجلس الأعلى للدولة: «شددت على ضرورة أن تجتمع السلطات في الشرق والغرب من أجل إجراء تقييم مشترك لحاجيات الاستجابة العاجلة وإعادة البناء».

وأضاف: «من المهم للغاية أن يرتقي القادة السياسيون إلى مستوى اللحظة وأن يعملوا يداً بيد من أجل تجاوز آثار المأساة»، مشيراً إلى أن التنسيق بين المؤسسات في شرق ليبيا وغربها لم يكن على مستوى التضامن الذي أبداه المواطنون الليبيون.

كانت مناطق شرق ليبيا قد تعرض لسيول جارفة جراء الاعصار «دانيال» مما أودى بحياة الآلاف وخلف دمارا واسعا وألحق أضرارا جسيمة بالبنية التحتية.


وزير الخارجية المصري: نواجه أزمات مركبة ويجب التعامل فوراً مع أزمة الديون

وزير الخارجية المصري سامح شكري يتحدث أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة (إ.ب.أ)
وزير الخارجية المصري سامح شكري يتحدث أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة (إ.ب.أ)
TT

وزير الخارجية المصري: نواجه أزمات مركبة ويجب التعامل فوراً مع أزمة الديون

وزير الخارجية المصري سامح شكري يتحدث أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة (إ.ب.أ)
وزير الخارجية المصري سامح شكري يتحدث أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة (إ.ب.أ)

قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، اليوم السبت، إن بلاده «وجدت نفسها أمام أزمات مركبة لا يد لها فيها» ودون دعم المؤسسات الدولية التي أنشئت لمساعدة هذه الدول، داعياً لضرورة التعامل الفوري مع أزمة الديون التي تعاني منها الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، حسب تعبيره.

وطالب شكري في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بضرورة تعزيز أدوات التمويل القائمة وحقوق السحب الخاصة لصندوق النقد الدولي. وأضاف: «نحن بحاجة لإعادة الثقة بالأدوات الاقتصادية للنظام العالمي»، وفق ما نقلته وكالة أنباء العالم العربي.

واتهم وزير الخارجية المصري إثيوبيا بخرق القانون الدولي من خلال قيامها «بملء وتشغيل سد النهضة بشكل أحادي».

وقال شكري في كلمته «مصر تعاني من مشكلات مائية وتواجه ندرة مائية حادة وهناك عجز مائي يزيد على 50 في المائة من احتياجاتنا المائية».

وأكد شكري رفض بلاده لأي إجراءات أحادية في إدارة الموارد المائية العابرة للحدود ومنها سد النهضة الإثيوبي وأنه «ليس هناك مجال للاعتقاد بإمكانية فرض الأمر الواقع عندما يتعلق الأمر بحياة المصريين».

وأبدى شكري حرص بلاده على التفاوض بجدية للوصول إلى اتفاق ملزم فيما يتعلق بقواعد ملء وتشغيل سد النهضة.

وأعلنت إثيوبيا في وقت سابق من الشهر الحالي إتمام الجولة الرابعة من ملء سد النهضة.

ودعا شكري إلى توسيع تمثيل قارة أفريقيا في مجلس الأمن «تصحيحاً للظلم التاريخي الذي وقع عليها»، مؤكداً أهمية «تعزيز الأمن الجماعي من خلال العمل المشترك».

وفيما يتعلق بالصراعات في الشرق الأوسط، أكد وزير الخارجية المصري أن بلاده تسعى لإقرار السلام في السودان وليبيا وسوريا واليمن وفقاً لمبادئ القانون الدولي ومقررات الشرعية الدولية.


وزير خارجية تونس: لن نقبل بتوطين المهاجرين غير الشرعيين في بلادنا

وزير الخارجية التونسي نبيل عمار (أ.ف.ب)
وزير الخارجية التونسي نبيل عمار (أ.ف.ب)
TT

وزير خارجية تونس: لن نقبل بتوطين المهاجرين غير الشرعيين في بلادنا

وزير الخارجية التونسي نبيل عمار (أ.ف.ب)
وزير الخارجية التونسي نبيل عمار (أ.ف.ب)

قال وزير الخارجية التونسي نبيل عمار، اليوم السبت، إن بلاده ترفض أي شكل من أشكال توطين المهاجرين غير الشرعيين ودعا لمكافحة الهجرة غير النظامية.

وطالب عمار، في كلمته أمام الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، دول «العبور والمصدر والمقصد» بتحمل مسؤولياتها.

ويستغل الآلاف من مواطني دول أفريقيا جنوب الصحراء تونس معبرا للوصول إلى الأراضي الأوروبية هربا من الظروف الاقتصادية الصعبة في بلادهم والصراعات الأهلية وتغير المناخ.

وتحولت مدينة صفاقس التونسية هذا العام إلى نقطة الانطلاق الرئيسية لمحاولات عبور البحر المتوسط للوصول إلى الأراضي الأوروبية، وتعاني المدينة من الارتفاع الهائل في أعداد الوافدين وزيادة الاحتكاك بالسكان المحليين.


هل يقوض «دانيال» تفاهمات «النواب» و«الدولة» بشأن الانتخابات الليبية؟

صورة تبين حجم الدمار الذي لحق بدرنة جراء إعصار دانيال (رويترز)
صورة تبين حجم الدمار الذي لحق بدرنة جراء إعصار دانيال (رويترز)
TT

هل يقوض «دانيال» تفاهمات «النواب» و«الدولة» بشأن الانتخابات الليبية؟

صورة تبين حجم الدمار الذي لحق بدرنة جراء إعصار دانيال (رويترز)
صورة تبين حجم الدمار الذي لحق بدرنة جراء إعصار دانيال (رويترز)

عدَّ متابعون للشأن الليبي أن تبعات إعصار «دانيال» لن تتوقف عند ما خلفه من قتلى ومفقودين ونازحين، وتدمير واسع لبنية المدن والمناطق التي اجتاحها، بل ستمتد لتؤثر على المشهد السياسي برمته. وهو ما أثار أيضاً تساؤلاً حول إن كان إعصار «دانيال» سيقوض تفاهمات مجلسي «النواب» و«الدولة» بشأن الانتخابات الليبية؟

من اجتماعات المجلس الأعلى للدولة (المجلس)

وطالب المجلس الأعلى للدولة، برئاسة محمد تكالة، في بيان له مؤخراً مجلس النواب بـ«إلغاء قانون اعتماد ميزانية الطوارئ» لمواجهة كارثة السيول بالمنطقة الشرقية، وإعادة إعمار درنة المنكوبة. ورأى خبراء أن «بيان (الدولة) لا يثير المخاوف فقط حول عرقلة جهود الإعمار، بقدر ما ينذر بانتهاء تفاهمات المجلسين السابقة حول المسار السياسي، وتحديداً التوافق على (خريطة طريق)، تتضمن تشكيل حكومة جديدة موحدة تضطلع بمهمة الإشراف على العملية الانتخابية».

وأكد عضو المجلس الأعلى للدولة، عادل كرموس، لـ«الشرق الأوسط» أن اعتراض مجلسه «لا ينصب تحديداً على المبلغ المرصود لإعادة إعمار المدينة من قبل البرلمان، بل على قيام الأخير بالتصويت، وإقرار مشروع قانون الميزانية العامة للدولة لعام 2023 في الأسبوع الأول من الشهر الحالي من دون العرض عليه، ثم القانون الأخير بشأن ميزانية الطوارئ، وهو ما يعد مخالفة لبنود الاتفاق السياسي».

من لقاء سابق لأعضاء مجلس النواب (مجلس النواب)

وكان البرلمان الليبي قد أقرَّ في جلسة طارئة عقدها منتصف الشهر الحالي «ميزانية طوارئ بقيمة 10 مليارات دينار ليبي لمعالجة آثار الفيضانات في المناطق المتضررة». وقد قوبل هذا القرار بالرفض من قبل «الأعلى للدولة»، الذي أكد أن «الإنفاق لمواجهة أي احتياجات طارئة مخصص له بند بقانون الميزانية العامة للدولة، تتولى الحكومة طبقاً له الصرف على تلك الاحتياجات، هو أمر لا يحتاج إلى تدخل تشريعي».

وأضاف «الأعلى للدولة» في بيان له حينها أن «قانون الميزانية تتولى إعداده السلطة التنفيذية، ويخضع لقواعد عرضه على المجلس الأعلى للدولة، هو ما لم يحدث»، مشدداً على أن تخصيص ميزانية للإعمار مسألة «تحتاج إلى إعطائها الوقت الكافي من الدراسة، وتحديد الاحتياجات والأولويات، وهي مسألة أمن قومي لا يحق لأي جهة التفرّد بها».

وأشار كرموس إلى أن الإعصار «أدى لتأجيل تساؤلات هامة حول إذا ما كان المصرف المركزي، برئاسة الصديق الكبير، سيقوم بصرف تلك الميزانية من عدمه، كونها مقدمة من قبل الحكومة المكلفة من البرلمان، برئاسة أسامة حماد، لا من قبل حكومة الوحدة الوطنية، التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة، التي تحظى بالاعتراف الأممي».

وأبدى كرموس تفهماً لما يطرح أخيراً عن عودة محتملة للتوتر في للعلاقة بين «النواب» و«الدولة»، في ظل تغيير رئاسة الأخير بتولي تكالة مهام المسؤولية في أوائل أغسطس (آب) الماضي، خلفاً لخالد المشري، الذي قطع شوطاً كبيراً في التقارب مع «النواب» خلال الفترة الأخيرة من رئاسته. إلا أنه أشار في الوقت ذاته إلى «تكرار الخلافات بين المجلسين خلال السنوات الماضية، وحتى في ظل رئاسة المشري حول قوانين الميزانية».

ووفق مراقبين «لا يزال الغموض يحيط بموقف تكالة بشأن مصير توافقات مجلسه السابقة مع مجلس النواب، وتحديداً فيما يتعلق بتنفيذ خريطة طريق للمسار التنفيذي للقوانين الانتخابية»، التي تتضمن تشكيل حكومة جديدة، مما يعني الصدام مع حكومة الدبيبة.

وهنا يرى كرموس أنه من «المبكر إصدار الأحكام بأن الرئاسة الجديدة لـ(الأعلى للدولة) لا ترغب في استمرار التفاهم مع مجلس النواب، وتحديداً حول تشكيل حكومة جديدة تتولى إدارة البلاد، مما يمهد لإنهاء حكومة الدبيبة، فضلاً عن هذا يعد قرار كافة أعضاء الأعلى للدولة لا الرئاسة فقط»، مشدداً على أن «عدم قيام البعثة الأممية بأي خطوة للمضي قدماً في العملية السياسية حتى الآن، قد يترجم بكونه تماهياً مع بقاء حكومة الدبيبة في السلطة».

من جانبه، اعتبر رئيس الهيئة التأسيسية لحزب «التجمع الوطني الليبي»، أسعد زهيو، أن بيان «الأعلى» للدولة يمثل «عودة للخلافات بين المجلسين حول الكثير من قضايا المشهد السياسي في ليبيا». وقال زهيو لـ«الشرق الأوسط»: «للأسف فإن كل القوى المتصدرة للمشهد السياسي تعمل على زيادة تعقيده، فبغض النظر عن كيفية تحديد البرلمان للمبلغ الذي أقره لإعادة إعمار في درنة، فهو بالأساس لا يملكه، أي أنه لن يطبق، و(الأعلى للدولة) ربما يعرف هذا جيداً؛ لكنه يعترض في إطار اعتباره أن خطوة (النواب) جاءت متجاوزة لدوره».

إلا أن زهيو قال إن قرار (الأعلى للدولة) يمكن أن يوصف أيضاً بأنه «دعم سياسي لموقف حكومة الدبيبة، واللجنة المالية التي شكلها المجلس الرئاسي قبل شهرين لتحديد، ومتابعة أوجه الإنفاق الحكومي وعدالة توزيعه في البلاد».

جانب من اجتماع تكالة والدبيبة (حكومة الوحدة)

وكان تكالة قد اجتمع الخميس الماضي بالعاصمة طرابلس مع كل من الدبيبة والنائب بالمجلس الرئاسي عبد الله اللافي، لاستعراض جهود الإنقاذ والإغاثة، والدعم والمساعدة المتواصلة في مدينة درنة وباقي مدن الشرق الليبي.

وهنا شدد زهيو على أن «هدف البرلمان من تشريع تلك الميزانية لإعادة الإعمار هو قطع الطريق على حكومة الدبيبة لإقرار ميزانية لذات الهدف»، مضيفاً: «لقد طالبت حكومة الوحدة أخيراً البنك الدولي بمساعدتها في إعمار المناطق المنكوبة، لعدم قدرتها على الدخول لأراضي المنطقة الشرقية، وإبرام عقود الإعمار مع الشركات والدول، وهذا أيضاً في إطار (إذكاء الخصومة السياسية مع مجلس النواب)، الذي عقد رئيس الحكومة المكلفة من قبله أسامة حماد اجتماعات بالفعل مع بعض شركات الإعمار».


سيف الإسلام: انهيار ليبيا عام 2011 سبب ما وقع في درنة

سيف الإسلام القذافي أثناء تقديمه أوراق ترشحه للرئاسة قبل نهاية العام الماضي (صفحته على «إكس»)
سيف الإسلام القذافي أثناء تقديمه أوراق ترشحه للرئاسة قبل نهاية العام الماضي (صفحته على «إكس»)
TT

سيف الإسلام: انهيار ليبيا عام 2011 سبب ما وقع في درنة

سيف الإسلام القذافي أثناء تقديمه أوراق ترشحه للرئاسة قبل نهاية العام الماضي (صفحته على «إكس»)
سيف الإسلام القذافي أثناء تقديمه أوراق ترشحه للرئاسة قبل نهاية العام الماضي (صفحته على «إكس»)

في أحدث ظهور إعلامي له، عدَّ سيف الإسلام، النجل الثاني للعقيد الراحل معمر القذافي، انهيار ليبيا ودولتها عام 2011 هو سبب ما حصل في درنة.

وقال سيف الإسلام القذافي، في بيان مطول، مساء أمس الجمعة، إن الميزانيات التي خُصصت لسد درنة وعموم السدود في البلاد، والمُقدرة بمئات الملايين، اختفت بعد سقوط نظام القذافي، مضيفاً أن الشعب الليبي «يدفع ثمن صراع عبثي بين حكومات لا هم لها إلا تحقيق المكاسب»، لافتاً إلى أن «مشاكل أهالي درنة لن تُحل، ولن يحصلوا على شيء بسبب عدم وجود دولة في ليبيا».

وتابع سيف موضحاً أن «الليبيين سمعوا من القنوات والإذاعات الدولية عن إعصار سيضرب مدينة بنغازي، فإذا به يلتف ويضرب درنة من الخلف»، مشيراً إلى أن سكان المدينة اتجهوا للداخل، بناء على التعليمات التي وصلتهم، وهذا «خطأ بشري آخر بسبب غياب الدولة ومؤسساتها». وتساءل: أين اختفى مبلغ الـ2 مليار الذي رُصد منذ عامين لإعمار درنة نتيجة الخراب الذي طالها بسبب الحروب المتعاقبة؟

اجتماع وزير الصحة بحكومة الاستقرار مع ممثل منظمة الصحة العالمية (حكومة الاستقرار)

من جهة أخرى، أكد محمد حمودة، الناطق باسم حكومة «الوحدة» لـ«الشرق الأوسط»، أن البنك الدولي قام بتشكيل فريق لتقييم الأضرار وخصص ميزانية، لافتاً إلى أن البنك قرر الاستجابة لطلب الحكومة تخصيص قيمة مالية، وفريق لتقييم الأضرار بالمناطق المتضررة، وشق الأعمال طويلة المدى، والتي تتطلب المزيد من الإجراءات من طرف الدولة الليبية والبنك.

لكنه عدَّ في المقابل أن «إدارة صندوق لإعادة الإعمار، والإشراف عليه، يتطلبان إجراءات خاصة من الحكومة ومن البنك الدولي، وهو أمر غير متاح حالياً ولم يتحقق بعد»، على حد قوله.

بدوره، كرر ريتشارد نورلاند، السفير والمبعوث الأميركي الخاص، وقوف بلاده إلى جانب الشعب الليبي في هذه الأوقات الصعبة، ودعا إلى الوحدة الوطنية لمساعدة المجتمعات المتضررة من الفيضانات على التعافي وإعادة الإعمار.

وقال نورلاند، في بيان، مساء أمس الجمعة، عبر منصة «إكس»: «سنواصل العمل مع الشركاء الليبيين والدوليين لضمان تقديم المساعدة الإنسانية لأولئك الذين هم في أمسّ الحاجة إليها».

وأضاف نورلاند أنه شكر عسير المضاعين، رئيسة بعثة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بليبيا، على دعمها لتوفير المساعدة الإنسانية، بما في ذلك الملاجئ ومواد أخرى غير غذائية لأولئك الذين يحتاجونها في المناطق المتضررة من الفيضانات، لافتاً إلى أن المفوضية تلعب دوراً حيوياً في تنسيق جهود الأمم المتحدة مع السلطات في الشرق والغرب؛ دعماً لاستقرار وتعافي ليبيا طويل الأمد.

كما أوضح نورلاند أنه ناقش مع توحيد باشا، مدير المنظمة الدولية للهجرة بليبيا، التعاون السريع على الاستجابة لإعصار «دانيال»، وأهمية التعاون بين الشرق والغرب لتحقيق الاستقرار والتعافي على المدى الطويل في ليبيا، مشيداً بما وصفه بالدعم الحيوي للمنظمة لتوفير المساعدة الإنسانية للمناطق المتضررة من الفيضانات في ليبيا.


المغرب: حملات بيطرية لإسعاف الحيوانات بالمناطق المتضررة من الزلزال

جهود بياطرة الجمعية لإسعاف دواب في مناطق «زلزال الحوز» (الشرق الأوسط)
جهود بياطرة الجمعية لإسعاف دواب في مناطق «زلزال الحوز» (الشرق الأوسط)
TT

المغرب: حملات بيطرية لإسعاف الحيوانات بالمناطق المتضررة من الزلزال

جهود بياطرة الجمعية لإسعاف دواب في مناطق «زلزال الحوز» (الشرق الأوسط)
جهود بياطرة الجمعية لإسعاف دواب في مناطق «زلزال الحوز» (الشرق الأوسط)

في خضم مشاهد الهبّة التضامنية التي نظمها المغاربة خلال محنة «زلزال الحوز»، بشكل أبرز قيم التضامن التي تجمعهم، وكشف عن وحدتهم وأصالتهم، وقدرتهم على الصبر في أوقات الشدة والمحن، والتعامل بكبرياء مع الأحزان، ومسارعتهم إلى التآزر ومد يد المساعدة لمن هم في حاجة إليها، جاءت صور إسعاف الحيوانات والرفق بها في المناطق المنكوبة لتمنح هذه الهبّة أبعاداً راقية وأكثر إنسانية.

جانب من الحملات البيطرية لإسعاف الحيوانات في مناطق «زلزال الحوز» (الشرق الأوسط)

وكان لافتاً للانتباه خلال الأيام التي تلت فاجعة الزلزال، أن المغاربة أدركوا أن تضامنهم يجب أن يشمل أيضاً كل المنكوبين بالمناطق المنكوبة، بما في ذلك الماشية والدواب التي يمتلكها السكان للاستعانة بها في التنقل، بالإضافة إلى كلاب الحراسة.

وخلال الأيام التي تلت الهزة الأرضية، وعبر مختلف الطرق الرابطة بين أقاليم مراكش والحوز وشيشاوة وأزيلال وتارودانت، كانت هناك على الدوام شاحنات من أحجام مختلفة في طريقها إلى المناطق المتضررة، محملة بالأفرشة والأغطية والخيام والمواد الغذائية، وغيرها. كما كانت هناك شاحنات محملة بأعلاف للماشية.

بيطري يقدم الإسعافات لحمار مصاب (الشرق الأوسط)

ولخّص أحد المغاربة، الذين تنقلوا إلى المناطق المنكوبة تلبية لنداء التضامن، طبيعة وأبعاد التضامن مع الحيوانات التي عانت بدورها من الزلزال، وكتب في سياق تفاعله مع الحدث: «لقد نثرنا القمح والإعانات في أعالي الجبال، حتى لا يقال إن الطير والوحوش ماتت جوعاً في المغرب»، وذلك في إشارة إلى دعوة منسوبة للخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز، قال فيها: «انثروا القمح على رؤوس الجبال حتى لا يقال جاع طير في بلاد المسلمين».

وعلى غرار الفِرق التي قصدت المنطقة للمساهمة في جهود البحث والإنقاذ الموجهة للسكان، كانت هناك فرق أخرى ركزت اهتمامها وجهدها على الدواب التي عانت مما عاناه سكان المنطقة. ويمكن القول إن المجهود الذي قامت، وتقوم به «جمعية الرفق بالحيوان والمحافظة على الطبيعة»، يبقى أبرز نموذج لهذا النوع من التدخل الميداني، والتنوع المسجل على مستوى التعاطي مع مخلفات الزلزال.

إسعاف دابة تعرضت لكسر خلال الزلزال (الشرق الأوسط)

يقول حسن المريني، الطبيب البيطري المسؤول عن الجانب التقني بالجمعية في مراكش، لـ«الشرق الأوسط»، إن تدخلات الجمعية على مستوى الإسعافات، وتقديم إعانات من الأعلاف لمالكي الدواب، برمجت في 3 مراحل: الأولى تمثلت في تقديم إسعافات مباشرة للدواب المتضررة، كالحمير والبغال والأبقار، موضحاً أن هذه المرحلة بدأت في اليوم الثالث للكارثة، انطلاقاً من أحد الدواوير (الكفور) المتضررة بمنطقة إمليل بالحوز، القريبة من قمة جبل «توبقال»، التي تشتغل فيها الجمعية وفق برنامج عمل منذ نحو ربع قرن.

بيطري يبحث عن حيوانات ودواب تعرضت للأذى خلال الزلزال (الشرق الأوسط)

وأضاف المريني أن التدخلات كانت من خلال فريقين بيطريين، قصدا مناطق متضررة بإقليمي الحوز (أمزميز وويرغان وإمليل) وشيشاوة، بشكل يومي، مشيراً في هذا السياق إلى تراجع عدد التدخلات المتعلقة بإسعاف الدواب المعطوبة، بعد مرور أسبوعين على الزلزال.

أما في المرحلة الثانية، فقد أوضح المريني أنهم راسلوا السلطات لكي يكون التدخل لإسعاف الدواب من خلال طلبات يعبر عنها سكان المناطق المتضررة عبر اتصالات هاتفية، ومن خلال رقم هاتفي جرى تعميمه لهذا الغرض. في حين أن المرحلة الثالثة التي بدأت منذ الأسبوع الثاني بعد الزلزال، فقد همت توزيع الأعلاف في 7 دواوير تضررت أكثر بفعل الزلزال، غطت حاجيات نحو 400 من البغال، التي تلعب دوراً حيوياً على مستوى السياحة الجبلية التي تميز هذه المنطقة.

وقال المريني إن كمية الأعلاف التي وُزعت بهذه المنطقة ناهزت 20 طناً، تم توفيرها من طرف الجمعية بتنسيق مع شريكين، موضحاً أن هناك دفعة ثانية من الأعلاف سيتم توجيهها إلى مناطق أخرى متضررة.

وجواباً عن سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول الأضرار التي لحقت بالدواب والماشية، وإن كانت هناك إحصاءات في هذا الشأن، أكد المريني عدم وجود أرقام تتعلق بالماشية التي هلكت أو أصيبت بفعل الزلزال، لكنه أوضح أن نسبة الدمار الذي أصاب دواوير ومناطق كثيرة، وأعداد الضحايا والمصابين، هي كلها مؤشرات على حجم الأضرار المسجلة على مستوى الدواب، التي تقاسم السكان المجال الجغرافي نفسه.

ورأى المريني أن تزامن وقوع الزلزال مع ترحال البعض بماشيته ودوابه للرعي خفف من حجم الخسائر، التي كان يمكن أن تسجل على مستوى الإنسان والحيوان على حد سواء. وشدد على الدور الذي تلعبه الدواب والماشية في المناطق التي ضربها الزلزال، خصوصاً الجبلية منها، وبوصفها أيضاً مصدراً للرزق، ووسيلة للنقل والتبضع والتسوق (الحمير والبغال). وشبّه المريني الأدوار التي تلعبها الدواب في المناطق الجبلية بالأدوار التي لعبتها خلال الزلزال، من خلال توظيفها في إيصال المساعدات إلى سكان عدد من القرى المتضررة، التي وجدت نفسها معزولة عن العالم بفعل الانهيارات الصخرية التي أغلقت الطرق.

تجدر الإشارة إلى أن فكرة «جمعية الرفق بالحيوان والمحافظة على الطبيعة»، التي تقدم اليوم خدماتها بالمجان، وتخصص حصراً للدواب وحيوانات الاستئناس، التي في ملك المعوزين الذين لا قدرة لهم على تحمل مصاريف العلاج، انطلقت في بداية عشرينات القرن الماضي، عقب زيارات قامت بها سيدة بريطانية تدعى كيث هوصالي إلى المنطقة المغاربية، قبل أن تنخرط، بداية من 1923، في عملية تحسيس وحث مالكي الخيول والبغال والحمير على الرفق بالحيوان.


الجزائر: تفكيك شبكتين لتهريب المهاجرين عبر البحر المتوسط

عناصر من الشرطة الجزائرية (أرشيفية - رويترز)
عناصر من الشرطة الجزائرية (أرشيفية - رويترز)
TT

الجزائر: تفكيك شبكتين لتهريب المهاجرين عبر البحر المتوسط

عناصر من الشرطة الجزائرية (أرشيفية - رويترز)
عناصر من الشرطة الجزائرية (أرشيفية - رويترز)

قالت الشرطة الجزائرية، اليوم (السبت)، إنها فككت شبكتين لتهريب المهاجرين بصورة غير شرعية عبر البحر في منطقة عين تيموشنت بغرب البلاد. كما ذكرت الشرطة، في بيان نقلته وكالة أنباء العالم العربي، أنها ألقت القبض على 17 شخصاً وضبطت قاربين وأدوات وأجهزة تستخدم في عمليات الإبحار السرية.

وقال مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لتطوير الأبحاث في الجزائر: «المقاربة الأمنية للهجرة السرية لم تعطِ النتائج المرجوة منها، بدليل أن الظاهرة ازدادت نمواً في الفترة الأخيرة».

وأضاف لوكالة أنباء العالم العربي: «لهذا يجب على السلطات أن تعتمد مقاربة مختلفة تأخذ بعين الاعتبار الجانب الوقائي لإقناع الشباب بأن الظروف مهيأة لهم لبناء المستقبل في بلادهم. على السلطات أن تقنع هؤلاء الشباب بأنهم لن يجدوا الجنة تنتظرهم في أوروبا».

ووفقاً لخياطي، لا توجد إحصاءات دقيقة لعدد المهاجرين غير الشرعيين الذين يصلون إلى أوروبا انطلاقاً من السواحل الجزائرية. وبشكل عام، قال رئيس الهيئة الوطنية لتطوير الأبحاث إن مركز الدراسات للعلوم الاجتماعية في الجزائر يسجل ما بين 2000 و3 آلاف حالة هجرة غير شرعية سنوياً.

وذكرت قوات الدرك الجزائرية، في بيان أمس (الجمعة)، أنها تمكنت بالتنسيق مع حرس السواحل من تفكيك شبكة دولية في وهران بغرب البلاد تعمل في تهريب المهاجرين بطريقة غير شرعية.

وتتقاضى شبكات تهريب البشر مبالغ تتراوح بين 600 ألف دينار ومليون دينار جزائري (الدولار يساوي 137 ديناراً)، مقابل إيصال شخص واحد إلى السواحل الأوروبية، بحسب مصادر أمنية.

وزادت في الأشهر القليلة الماضية، حالات عبور البحر المتوسط انطلاقاً من سواحل دول شمال أفريقيا من قبل المهاجرين الأفارقة الساعين إلى الوصول إلى أوروبا هرباً من الظروف الاقتصادية الصعبة والصراعات الأهلية وتغير المناخ في بلادهم.


البرهان مستعد للقاء حميدتي... ويفضل السلام على الحرب

TT

البرهان مستعد للقاء حميدتي... ويفضل السلام على الحرب

لقاء البرهان وزيلينسكي في مطار شانون الآيرلندي السبت (أ.ف.ب)
لقاء البرهان وزيلينسكي في مطار شانون الآيرلندي السبت (أ.ف.ب)

قال قائد الجيش السوداني، رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، إنه مستعد للحوار مع "قائد قوات التمرد" محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الذي يخوض حرباً ضده، مشيراً إلى أنه يفضل التوصل إلى حل سلمي لإنهاء الصراع في السودان. وأكد البرهان في لقاءات عقدها مع وسائل إعلام عربية وغربية في نيويورك، أنه "واثق من النصر"، لكنه اعترف بأنه اضطر إلى نقل مقر قيادته إلى بورتسودان لأن القتال في العاصمة الخرطوم جعل من المستحيل على الحكومة الاستمرار.

زيلينسكي يثمن دعم السودان

والتقى البرهان، السبت، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وبحث معه «أنشطة الجماعات المسلحة غير الشرعية التي تمولها روسيا»، في السودان، حسب إفادة للرئيس زيلينسكي على منصة إكس (تويتر سابقاً).

لقاء البرهان وزيلينسكي في مطار شانون الآيرلندي السبت (أ.ف.ب)

وقال زيلينسكي إنه التقى البرهان في مطار شانون الآيرلندي، في «لقاء غير مرتب مسبقاً»، ووجه الشكر إلى السودان على «الدعم الثابت لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها». وقال: «ناقشنا التحديات الأمنية المشتركة، ولا سيما أنشطة الجماعات المسلحة غير الشرعية التي تمولها روسيا». وذكر زيلينسكي أيضاً أنه دعا البرهان «إلى دعم مبادرة تصدير الحبوب من أوكرانيا» التي أعلنها الرئيس الأوكراني أواخر العام الماضي، للمساعدة في دعم الأمن الغذائي في العالم.

البرهان: مستعدون للحوار

وفي مقابلة مع قناة «بي بي سي»، أعلن البرهان استعداده، من حيث المبدأ، للاجتماع مع حميدتي، والتحدث إليه «ما دام أنه ملتزم بحماية المدنيين... وهو ما تم الاتفاق عليه في جدة». وقال: «نحن مستعدون للمشاركة في المفاوضات». وأضاف: «إذا كانت قيادة هذه القوات المتمردة ترغب في العودة إلى رشدها وسحب قواتها من المناطق السكنية والعودة إلى ثكناتها، فسوف نجلس مع أي منهم... خاصة إذا التزم بما تم الاتفاق عليه في جدة. سنجلس لحل هذه المشكلة». ونفى البرهان أن يصبح السودان «دولة فاشلة مثل الصومال، أو مقسمة مثل ليبيا». وأكد أن «السودان سيبقى موحداً، ودولة سليمة، وليس دولة فاشلة. لا نريد ما حدث في الدول الأخرى التي ذكرتها. الشعب السوداني الآن متحد خلف قضية واحدة: إنهاء هذا التمرد سلمياً أو بالقتال».

«معلومات مختلقة»

كما نفى رئيس مجلس السيادة أن تكون قواته تستهدف المدنيين، رغم تقارير للأمم المتحدة ومؤسسات خيرية عن وجود أدلة على شن قواته غارات جوية عشوائية على المناطق السكنية، واعتبر أن ما أشارت إليه هذه التقارير هو «معلومات مختلقة». وأضاف: «هناك اختلاق لبعض القصص من جانب قوات المتمردين، فهم يقصفون المدنيين ويصورون الأمر كما لو كانت القوات المسلحة هي من فعلت ذلك».

المبعوث الأممي إلى السودان المستقيل فولكر بيرتيس في جلسة سابقة لمجلس الأمن (الأمم المتحدة)

وكان الممثل الخاص السابق للأمم المتحدة في السودان، فولكر بيرتيس، أكد لمجلس الأمن أن «القصف الجوي العشوائي، في كثير من الأحيان، يقوم به أولئك الذين لديهم قوة جوية، وهي القوات المسلحة السودانية». وفي مقابلة مع وكالة «رويترز»، أكد البرهان أنه لم يطلب دعماً عسكرياً خلال جولة إقليمية قام بها في الآونة الأخيرة، وإنه يفضل التوصل إلى حل سلمي للصراع الذي أودى بحياة الآلاف وتسبب في نزوح ملايين المدنيين.

دول الجوار والمرتزقة

وقال البرهان إنه طلب من الدول المجاورة التوقف عن إرسال مرتزقة لدعم قوات «الدعم السريع». وأشار إلى أن الغرض من الزيارات كان البحث عن حلول، وليس الدعم العسكري، لكنه طلب من الدول الأخرى وقف الدعم الخارجي الذي يؤكد أن قوات «الدعم السريع» تتلقاه. وقال البرهان: «طلبنا من جيراننا مساعدتنا لمراقبة الحدود لوقف تدفق المرتزقة، وهناك كثير من المقاتلين الأجانب في هذه القوات أتوا من جميع دول الجوار، وسيكونون في المستقبل خطراً على الدولة السودانية ودول الإقليم». وجدد البرهان في مقابلة مع قناة «الحرة»، السبت، التزامه بنقل السلطة إلى المدنيين عبر حوار سياسي، بعد إيقاف الحرب وترتيب الأوضاع الأمنية، يفضي إلى تشكيل حكومة مدنية كاملة، تشرف على الفترة الانتقالية حتى إجراء الانتخابات.

منبر جدة هو الأفضل

وقال البرهان إن منبر «جدة»، بوساطة المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية، «من أفضل المبادرات المطروحة إلى الآن، ومتى كانت هناك دعوة للانخراط فيها حتماً سنكون أول المستجيبين»، مشيراً إلى أنه سيزور الرياض في الأيام المقبلة.

ممثلون عن طرفَي النزاع السوداني خلال توقيع اتفاق جدة في مايو (رويترز)

ورداً على سؤال عما إذا كان قد استمع إلى خطاب قائد قوات «الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو (حميدتي) الموجه للجمعية العامة للأمم المتحدة، قال إنه «لا يستمع للأحاديث التي لا يعلم مصدرها»، مؤكداً أن قوات «الدعم السريع» قتلت المواطنين في الخرطوم ودارفور ونهبت وسرقت ممتلكاتهم. وقال البرهان إن حديث «حميدتي» عن تشكيل حكومة في الخرطوم، حديث للاستهلاك الإعلامي ولن يجد من يعترف بها. ونفى البرهان اتهامات الأمم المتحدة والخارجية الأميركية للجيش بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، وقال: «هذه اتهامات غير صحيحة»، مشيراً إلى أن قوات الجيش موجودة في مواقعها ولا تتحرك أو تهاجم، وإنما تدافع عن نفسها، وقوات «الدعم السريع» والمجموعات الإرهابية والمرتزقة التي استعانت بها هم (الذين) يقتلون المواطنين. ورأى البرهان في خروجه من قيادة الجيش في الخرطوم انتصاراً للجيش وليس هزيمة له، مشيراً إلى أن هناك هيئة مقتدرة من الضباط تدير العمليات العسكرية، ولا تتأثر بغياب فرد أو مجموعة.


مصر: دعوات للتريث والنأي بالنفس في قضية مينينديز

السيناتور الأميركي المخضرم روبرت مينينديز (أ.ب)
السيناتور الأميركي المخضرم روبرت مينينديز (أ.ب)
TT

مصر: دعوات للتريث والنأي بالنفس في قضية مينينديز

السيناتور الأميركي المخضرم روبرت مينينديز (أ.ب)
السيناتور الأميركي المخضرم روبرت مينينديز (أ.ب)

رفض مراقبون وخبراء مصريون ما اعتبروه «زجاً باسم مصر في قضايا سياسية داخلية بالولايات المتحدة»، وربطوا بين اتهام رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ وزوجته بـ«قبول مئات آلاف من الدولارات مقابل مساعدات للحكومة المصرية»، وبين احتدام الصراع الحزبي قبيل سباق الانتخابات الرئاسية الأميركية، لكنهم لم يستبعدوا في الوقت ذاته وجود محاولات لـ«التربص» بمصر.

واستقال السيناتور الأميركي المخضرم، روبرت مينينديز، في وقت متأخر مساء (الجمعة)، من منصبه رئيساً للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، على خلفية اتهامه بـ«تقاضي الرشوة». وبحسب تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، أمس (الجمعة)، فقد وجّهت «اتهامات فيدرالية بالفساد» للسيناتور الأميركي، لاستخدامه منصبه في مجموعة واسعة من «المخططات الفاسدة في الداخل والخارج»، تضمنت «تزويد الحكومة المصرية سراً بمعلومات حساسة عن الحكومة الأميركية».

وقالت الصحيفة إن لائحة الاتهام تتكون من 3 تهم رئيسية ضد مينينديز، من نيوجيرسي، وزوجته و3 رجال أعمال من نيوجيرسي، وهي الاتهامات التي نفاها مينينديز وزوجته.

وتفاعلت وسائل إعلام مصرية مع التقارير المتعلقة بالاتهامات الموجهة إلى السيناتور مينينديز، إذ بثّت قناة «القاهرة الإخبارية» المصرية عدة مقابلات مع محللين ومسؤولين أميركيين سابقين، اعتبروا فيها أن قضية مينينديز «تنطوي على أبعاد سياسية». وربطوا بين القضية وبين احتدام الصراع بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، مع اقتراب المنافسة في الانتخابات الرئاسية.

من جانبه، قال وزير الخارجية المصري الأسبق، رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، السفير محمد العرابي، إن هذه الاتهامات الموجهة للسيناتور الأميركي «لا تزال في مرحلة التحقيقات، ولا يمكن التعليق على أمور لم تثبت صحتها بعد». ودعا العرابي إلى «التريث في تناول الأمور المتعلقة بمثل هذا النوع من القضايا»، مشيراً إلى أن «السياسة الأميركية والصراع الحزبي المحتدم هناك تؤدي إلى كثير من المعارك بين نواب ورموز الحزبين». وشدد في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على «ضرورة عدم الانسياق وراء محاولات الزج باسم مصر في معترك سياسي داخل الولايات المتحدة، ولا يوجد أي موقف رسمي بشأنه».

وهذه ليست المرة الأولى التي يضطر فيها مينينديز (69 عاماً)، الذي خدم في الكونغرس منذ عام 2006، إلى التخلي عن منصبه في لجنة العلاقات الخارجية. فقد استقال مينديز في عام 2015 بعد أن وجّهت إليه اتهامات في نيوجيرسي بقبول رشى من طبيب عيون في فلوريدا، لكن القضية أبطلت لعدم تمكن المحلفين من التوصل إلى حكم بالإجماع.

في السياق ذاته، أشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والجامعة الأميركية، الدكتور طارق فهمي، إلى أن «توجيه الاتهامات لنواب ونافذين في السياسة الأميركية وارتباطهم بجماعات ضغط داخلية، تعد من الأمور المعتادة في السياسة الأميركية، فهناك اتهامات توجه للعشرات من الساسة بالولايات المتحدة يومياً، تتعلق بارتباطهم بجماعات ضغط مثل الآيرلنديين واليهود وغيرهم».

وأوضح فهمي لـ«الشرق الأوسط» أن «الاتهامات الموجهة للسيناتور الأميركي لا تزال حتى الآن موضع تحقيقات، ولم تصل إلى مستوى المحاكمة، وهناك إجراءات معقدة في هذا الشأن في نظام التقاضي الأميركي»، مؤكداً أنه «لا يوجد ما يدين الحكومة المصرية في كل ما تم تداوله من معلومات عبر وسائل الإعلام بشأن القضية».

ولم يستبعد أستاذ العلوم السياسية وجود «نوع من التربص السياسي بمصر، من خلال الزجّ باسمها في قضية لا تزال موضع تحقيق»، منوهاً بـ«الضغوط التي مارستها جماعات ضغط في الكونغرس الأميركي لتقليص المعونة الأميركية لمصر».

وكان السيناتور الأميركي، كريس ميرفي، قد أعلن منتصف سبتمبر (أيلول) الحالي أن إدارة الرئيس جو بايدن تعتزم حجب 85 مليون دولار من المساعدات العسكرية المقدمة إلى مصر. وأرجع ذلك إلى ما وصفه بعدم التزام القاهرة بشروط الولايات المتحدة، فيما يخص الإفراج عن السجناء السياسيين، وعدد من القضايا الأخرى المتعلقة بالديمقراطية وحقوق الإنسان.

وتقدم واشنطن مساعدات عسكرية لمصر، تبلغ قيمتها نحو 1.3 مليار دولار سنوياً، وذلك بعد توقيع مصر معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1979، ويرتبط جزء صغير من هذه المساعدات (نحو 320 مليون دولار) بسجل القاهرة في الديموقراطية وحقوق الإنسان.

السيسي خلال لقائه وفداً من الكونغرس الأميركي بالقاهرة في أغسطس الماضي (الرئاسة المصرية)

ويحرص الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على عقد لقاءات منتظمة مع أعضاء بارزين في الكونغرس الأميركي، سواء في القاهرة، أو خلال زياراته للولايات المتحدة. وقد استقبل الرئيس المصري وفداً موسعاً رفيع المستوى من الحزبين الديمقراطي والجمهوري بالكونغرس، نهاية أغسطس (آب) الماضي، ضمّ السيناتور ليندساي غراهام عضو مجلس الشيوخ، والسيناتور روبرت مينينديز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، الذي وجّهت له الاتهامات مؤخراً. بالإضافة إلى عدد من مسؤولي وأعضاء اللجان بمجلسي النواب والشيوخ، وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية المصري.

ووفق بيان للرئاسة المصرية حينها، فإن اللقاء شهد «تأكيد قوة ومتانة الشراكة الاستراتيجية الممتدة منذ عقود بين مصر والولايات المتحدة، والأهمية التي توليها الدولتان لتعزيز علاقاتهما على جميع المستويات، الرسمية والبرلمانية والشعبية».