أنباء عن محاولة انقلاب على الجولاني... و«هيئة تحرير الشام» تنفي

نشر أبو ماريا القحطاني صورة مع قائدها تؤكد ولاءه

حفل تخرج دفعة جديدة من مقاتلي هيئة تحرير الشام بريف إدلب في 13 سبتمبر (إ.ف.ب)
حفل تخرج دفعة جديدة من مقاتلي هيئة تحرير الشام بريف إدلب في 13 سبتمبر (إ.ف.ب)
TT

أنباء عن محاولة انقلاب على الجولاني... و«هيئة تحرير الشام» تنفي

حفل تخرج دفعة جديدة من مقاتلي هيئة تحرير الشام بريف إدلب في 13 سبتمبر (إ.ف.ب)
حفل تخرج دفعة جديدة من مقاتلي هيئة تحرير الشام بريف إدلب في 13 سبتمبر (إ.ف.ب)

شهدت مدينة إدلب ومناطق محيطة بها وأخرى حدودية، في شمال غربي سوريا، ليلة الأربعاء - الخميس، استنفاراً كبيراً لجهاز الأمن العام وعناصر من فصيل «هيئة تحرير الشام»، تزامن مع قطع لشبكات الإنترنت عن بعض المناطق، وسط أنباء عن حدوث تمرد في صفوف الهيئة ومحاولة انقلاب فاشلة على زعيمها أبو محمد الجولاني، في حين نفى مكتبها الإعلامي الأنباء، وأرجع الاستنفار إلى «مهمة أمنية واسعة لضبط الأمن في محافظة إدلب».
وتداول ناشطون وصفحات على مواقع التواصل ومجموعات «واتساب» و«تلغرام»، أخباراً عن انقلاب فاشل نفذه كل من مظهر الويس وميسر بن علي الجبوري (الهراري)، المعروف بأبو ماريا القحطاني، اللذان يمثلان جناح الصقور في الهيئة، وشرعيان في فصيل الهيئة، ضد قائدها العام، أبو محمد الجولاني. وقالت الأخبار، إنه جرت ملاحقتهم من قِبل جهاز الأمن العام وعناصر الهيئة في مدينة إدلب ومناطق أطمة ودير حسان وسرمدا، القريبة من الحدودية السورية - التركية، شمال إدلب، وترافق كل ذلك مع قطع في شبكات الإنترنت عن بعض المناطق، دون توفر مزيد من المعلومات.
ونفى المكتب الإعلامي في الهيئة، على تطبيق «تلغرام»، الأنباء المتداولة عن محاولة تمرد أو انقلاب حصلت داخل صفوف الفصيل، وأرجع سبب الاستنفار الذي شهدته مدينة إدلب ومناطق أخرى شمال غربي سوريا خلال الساعات الماضية، إلى خلافات عائلية وأخرى بين مُهجرين من مدينة حماة وآخرين في منطقة إدلب؛ «وعليه استنفرت القوى الأمنية العاملة في محافظة إدلب عناصرها، لضبط الأمن وعدم إثارة الفوضى والنعرات المناطقية في إدلب، ومنع المساس بأمن المنطقة وتخريب المؤسسات الإدارية فيها».
ونفى أبو ماريا القحطاني، في خبر نشره على قناته الرسمية في موقع «تلغرام»، انقلابه على القائد العام لـ«هيئة تحرير الشام» أبو محمد الجولاني، مؤكداً عدم وجود خلافات بينهما، وأرفق الخبر بصورة تجمعه مع الأخير، وذلك بعد ساعات من تداول صفحات ومجموعات أنباء عن قيادته انقلاب على زعيم الهيئة الجولاني.
مراقبون في إدلب، استبعدوا حدوث محاولات تمرد أو انقلاب داخل فصيل «هيئة تحرير الشام» على زعيمها أبو محمد الجولاني؛ نظراً للحشود الأمنية التي استنفرت في معظم أرجاء مدينة إدلب ومناطق أخرى في شمال غربي سوريا. كما أن الهيئة تشهد منذ سنوات خلافات حادة بين كوادرها وتياراتها المتشددة والمعتدلة، وأطاحت الخلافات السابقة داخلها عدداً من رموزها، كابو الفتح الفرغلي وأبو اليقظان (المصريين)، وآخرين من حملة الفكر الجهادي المتشدد، فضلاً عن انقلاب الهيئة، مؤخراً، على حلفائها من الفصائل المتشددة وحلها نهائياً؛ الأمر الذي أثار غضب البعض في صفوفها واعتبروا قراراتها «تراجعاً عن مشروعها الجهادي».
وكان المكتب الإعلامي في «هيئة تحرير الشام»، المعروفة اختصاراً بـ«هتش»، قد نفى في أغسطس (آب) الماضي، أنباء تداولها ناشطون وجهات إعلامية، عن استقالة زعيمها وقائدها العسكري أبو محمد الجولاني، وتعيين الشرعي مظهر الويس بدلاً منه قائداً عاماً للفصيل بدعم من مجلس الشورى العام للهيئة.
ويعدّ أبو ماريا القحطاني، وهو عراقي الجنسية، أحد أهم الشخصيات العسكرية والأمنية النافذة في فصيل الهيئة، ومقرّب من زعيمها، وكان له دور في قيادة قطاع مناطق البادية السورية ومناطق شمال شرقي سوريا. أما مظهر الويس، فهو داعية ومفكر جهادي من بلدة العشارة في ريف دير الزور، جرى اعتقاله من قِبل السلطات عام 2008 وسُجن في سجن صيدنايا (سيئ الصيت)، وأُفرج عنه في أبريل (نيسان) 2013، لينضم إلى «جبهة النصرة» ويُعين شرعياً بارزاً فيها ليصبح أحد أبرز شرعيي الهيئة.
وغيّرت الهيئة اسمها على مراحل، بدءاً من «جبهة النصرة» بعد اندلاع الحرب السورية، مروراً بـ«جبهة فتح الشام» بعد إعلانها الانفكاك عن «القاعدة» عام 2016، وعندما ضمت لاحقاً فصائل مجاهدة أخرى، أصبحت «هيئة تحرير الشام»، قبل أن تُدرج على قوائم الإرهاب من قِبل الولايات المتحدة الأميركية، وأعلنت الهيئة في مرات عدة أن ذلك القرار «تصنيف غير عادل» في مواجهتها.


مقالات ذات صلة

«قصف إسرائيلي» يُخرج مطار حلب من الخدمة

المشرق العربي «قصف إسرائيلي» يُخرج مطار حلب من الخدمة

«قصف إسرائيلي» يُخرج مطار حلب من الخدمة

أعلنت سوريا، أمس، سقوط قتلى وجرحى عسكريين ومدنيين ليلة الاثنين، في ضربات جوية إسرائيلية استهدفت مواقع في محيط مدينة حلب بشمال سوريا. ولم تعلن إسرائيل، كعادتها، مسؤوليتها عن الهجوم الجديد الذي تسبب في إخراج مطار حلب الدولي من الخدمة.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي لا تأكيد أميركياً لقتل تركيا زعيم «داعش» في سوريا

لا تأكيد أميركياً لقتل تركيا زعيم «داعش» في سوريا

في حين أعلنت الولايات المتحدة أنها لا تستطيع تأكيد ما أعلنته تركيا عن مقتل زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي أبو الحسين الحسيني القرشي في عملية نفذتها مخابراتها في شمال سوريا، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن قوات بلاده حيدت (قتلت) 17 ألف إرهابي في السنوات الست الأخيرة خلال العمليات التي نفذتها، انطلاقاً من مبدأ «الدفاع عن النفس».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي إردوغان يعلن مقتل «الزعيم المفترض» لتنظيم «داعش» في سوريا

إردوغان يعلن مقتل «الزعيم المفترض» لتنظيم «داعش» في سوريا

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، يوم أمس (الأحد)، مقتل «الزعيم المفترض» لتنظيم «داعش» في سوريا خلال عملية نفذتها الاستخبارات التركية. وقال إردوغان خلال مقابلة متلفزة: «تم تحييد الزعيم المفترض لداعش، واسمه الحركي أبو الحسين القرشي، خلال عملية نفذها أمس (السبت) جهاز الاستخبارات الوطني في سوريا». وكان تنظيم «داعش» قد أعلن في 30 نوفمبر (تشرين الأول) مقتل زعيمه السابق أبو حسن الهاشمي القرشي، وتعيين أبي الحسين القرشي خليفة له. وبحسب وكالة الصحافة الفرنيسة (إ.ف.ب)، أغلقت عناصر من الاستخبارات التركية والشرطة العسكرية المحلية المدعومة من تركيا، السبت، منطقة في جينديرس في منطقة عفرين شمال غرب سوريا.

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)
المشرق العربي الرئيس التونسي يعيّن سفيراً جديداً لدى سوريا

الرئيس التونسي يعيّن سفيراً جديداً لدى سوريا

قالت الرئاسة التونسية في بيان إن الرئيس قيس سعيد عيّن، اليوم الخميس، السفير محمد المهذبي سفيراً فوق العادة ومفوضاً للجمهورية التونسية لدى سوريا، في أحدث تحرك عربي لإنهاء العزلة الإقليمية لسوريا. وكانت تونس قد قطعت العلاقات الدبلوماسية مع سوريا قبل نحو عشر سنوات، احتجاجاً على حملة الأسد القمعية على التظاهرات المؤيدة للديمقراطية عام 2011، والتي تطورت إلى حرب أهلية لاقى فيها مئات آلاف المدنيين حتفهم ونزح الملايين.

«الشرق الأوسط» (تونس)
المشرق العربي شرط «الانسحاب» يُربك «مسار التطبيع» السوري ـ التركي

شرط «الانسحاب» يُربك «مسار التطبيع» السوري ـ التركي

أثار تمسك سوريا بانسحاب تركيا من أراضيها ارتباكاً حول نتائج اجتماعٍ رباعي استضافته العاصمة الروسية، أمس، وناقش مسار التطبيع بين دمشق وأنقرة.


نداء أممي لجمع 370 مليون دولار لمساعدة المتضررين من الحرب في لبنان

نازحون لبنانيون من قرى حدودية مع إسرائيل في إحدى مدارس مدينة صور (أرشيفية - الشرق الأوسط)
نازحون لبنانيون من قرى حدودية مع إسرائيل في إحدى مدارس مدينة صور (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

نداء أممي لجمع 370 مليون دولار لمساعدة المتضررين من الحرب في لبنان

نازحون لبنانيون من قرى حدودية مع إسرائيل في إحدى مدارس مدينة صور (أرشيفية - الشرق الأوسط)
نازحون لبنانيون من قرى حدودية مع إسرائيل في إحدى مدارس مدينة صور (أرشيفية - الشرق الأوسط)

أطلقت الأمم المتّحدة والحكومة اللبنانية، الثلاثا،ء نداء جديدا لجمع تبرّعات بقيمة 371.4 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة للسكّان المتضرّرين في لبنان من النزاع الأخير بين إسرائيل و«حزب الله».

وفي أكتوبر (تشرين الأول) تمّ إطلاق نداء أوّل لجمع 426 مليون دولار لمساعدة النازحين من الحرب التي دارت بين الدولة العبرية والحزب الشيعي في لبنان، وقد تمّت تلبيته بمقدار 250 مليون دولار، وفقا للأمم المتّحدة. والثلاثاء، قال عمران رضا، منسّق الأمم المتّحدة للشؤون الإنسانية في لبنان إنّه «على الرّغم من أنّ وقف الأعمال العدائية يبعث ببارقة أمل، إلا أنّ أكثر من 125 ألف شخص ما زالوا نازحين، ومئات آلاف آخرين يواجهون تحدّيات هائلة في إعادة بناء حياتهم».

وأضاف في بيان أنّه في ظلّ هذه الظروف هناك حاجة إلى مبلغ إضافي قدره 371.4 مليون دولار «لدعم الجهود المبذولة لإنقاذ الأرواح ومنع تدهور الوضع المروّع أصلا».

ويهدف هذا النداء بشكل أساسي إلى توفير مساعدة لغاية مارس (آذار) لمليون لاجئ ونازح لبناني وسوري وفلسطيني هم من الأكثر تضررا من الأزمة الإنسانية. وفي سبتمبر (أيلول)، كثّفت إسرائيل قصفها على لبنان وشنّت هجوما برّيا محدودا وذلك بعد ما يقرب من عام من المعارك عبر الحدود مع «حزب الله».

ومنذ دخول وقف إطلاق النار بين الطرفين حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر (تشرين الثاني)، تمكّن أكثر من 800 ألف شخص نزحوا في لبنان بسبب النزاع من العودة إلى ديارهم، وفقا للأمم المتّحدة.