«العودة للمدارس»... موسم شرائي صاخب في مصر

حسومات وشعارات تجارية تواكب بدء العام الدراسي

حقائب مدرسية معروضة في وسط القاهرة
حقائب مدرسية معروضة في وسط القاهرة
TT

«العودة للمدارس»... موسم شرائي صاخب في مصر

حقائب مدرسية معروضة في وسط القاهرة
حقائب مدرسية معروضة في وسط القاهرة

يبدو شعار «العودة إلى المدارس» هو الشعار الأكثر رواجاً وصخباً في مصر هذه الأيام، فهو لسان حال الأسر المصرية، والشعار التجاري الذي ترفعه المحال والمكتبات، حيث انتظم العام الدراسي في المدارس الدولية منتصف الشهر الجاري، فيما تستقبل المدارس الحكومية والخاصة الطلاب مطلع أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
يرفع أحد المولات الشهيرة في مصر شعاراً جديداً للتسوق وهو «موسم العودة إلى المدارس خالٍ من المشكلات»، منوهاً عن معروضاته الواسعة من أحذية وحقائب مدرسية ومكتبية وحاويات الوجبات الخفيفة للأطفال، فيما يقوم الكثير من المحال التجارية في الميادين والشوارع بفرش الحقائب المدرسية بتنويعات ألوانها وأحجامها في الواجهة وأمام المحال جذباً للأسر في جولاتها الشرائية.
تقول مروة الشافعي، التي تقيم بالقاهرة، إن شراء حقائب ولوازم مدرسية ما زال طقساً سنوياً مُحبباً لأسرتها: «أبنائي في الصف الثالث الابتدائي والأول الإعدادي، ومن الصعب فرض ذوقي عليهم في اختيار حقائبهم أو أدواتهم، رغم ما يسود تلك الجولات من جدال بسبب ارتفاع أسعار بعض الأغراض التي يختارونها» كما تقول لـ«الشرق الأوسط».
تلاحظ الشافعي الارتفاع اللافت للأسعار هذا العام، مقارنةً بالأعوام الماضية، خصوصاً الحقائب وملابس المدرسة، فالحقيبة الواحدة تصل لنحو 500 جنيه مصري (الدولار الأميركي يعادل 19.4 جنيه مصري) رغم أنها غير مستوردة، وكانت مثيلتها معروضة العام الماضي بنحو 400 جنيه، وتضيف: «ميزانية الدخول للمدرسة ميزانية كبيرة بالنسبة للأسر، خصوصاً في حالة وجود أكثر من طفل بالبيت، بدايةً من الزي المدرسي، والحقائب، ولوازم المكتبات، وصولاً لوجبات الطعام التي يصطحبها معهم الأطفال كل صباح مدرسي».
يعرض محل مخصص للحقائب حسماً يصل إلى 15 في المائة على جميع المعروضات في محاولة لجذب الزبائن. يقول محمد ناجي، صاحب المحل الكائن بمدينة السادس من أكتوبر (غرب القاهرة)، إن أسعار الحقائب هذا العام تتراوح ما بين 200 جنيه و1200 جنيه مصري. مشيراً إلى أن «فارق السعر يعتمد على الخامة المستخدمة، وإذا ما كانت مستوردة أم صناعة محلية».
ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «رغم ارتفاع أسعار هذا العام، فإن الإقبال على الشراء مرتفع، وبدأ الشراء مع نهاية أغسطس (آب) حيث يحرص كثير من الأسر على شراء أدوات المدرسة مبكراً قبل نفاد المعروض، وكثير من الموديلات نفدت كميتها بالفعل مع ضغط الشراء، وهناك الكثير من الأسر التي تستعين بحقائب العام الدراسي الماضي خصوصاً إذا لم تكن متهالكة».
وفي طقس جديد تتبعه المدارس الخاصة منذ عدة سنوات، ترسل المدارس لأولياء الأمور مع مطلع سبتمبر (أيلول) قائمة بالمشتريات المكتبية، أو ما يطلق عليها «السبلاي ليست»، وهي قائمة مطلوب من الطلبة إحضارها معهم مع بداية العام الدراسي، وتشمل الأدوات المكتبية وكذلك مواد خاصة بالنظافة كالمناديل الورقية والصابون والمطهرات التي يتم استعمالها من المدرسة على مدار العام.
يقول إيهاب محمود، موظف في إحدى المكتبات بمحافظة الجيزة: «نواجه ضغطاً كبيراً هذه الأيام مع استقبال أعداد كبيرة من قوائم الطلبات المكتبية، التي تختلف من مدرسة إلى أخرى»، كما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «تشمل القوائم عادةً الدفاتر ومحافظ الأقلام، وأدوات الكتابة، وأحياناً يطلب بعض المدارس بنوداً أكثر رفاهية، مثل طلبها أنواعاً متخصصة من الألوان وكراسات الرسم، والدفاتر ذات الأوراق الملونة والمقوّاة لعمل الأنشطة الفنية، وهي تكون بطبيعة الحال ذات سعر أعلى».
موضحاً أن «أسعار قوائم المدارس المكتبية تتراوح من 500 إلى 1000 جنيه في بعض الأحيان، خصوصاً مع ارتفاع عدد البنود المطلوبة المستوردة لا سيما الألوان»، ويلفت: «بعض الأسر تتمسك بشراء الخامات الأعلى كالأقلام وأدوات الاستخدام الشخصي، وهي رغم أنها مواد بسيطة وصغيرة الحجم كالبرايات والصموغ والمماحي، فإنها تتأثر بارتفاع أسعار الاستيراد بشكل كبير».
وفقاً للإحصائيات الرسمية الصادرة عن الإدارة العامة لنظم المعلومات ودعم اتخاذ القرار بوزارة التربية والتعليم العام الماضي، فإن عدد المدارس في مصر يبلغ 57 ألفاً و749 مدرسة، بها 518 ألفاً و553 فصلاً، ويدرس فيها 24 مليوناً و403 آلاف و924 طالباً وطالبة، ويعمل فيها أكثر من مليون معلم.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
TT

الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)

أعلن الجيش السوداني، السبت، مقتل القائد العسكري في «قوات الدعم السريع» العميد جمعة إدريس، خلال قصف بالمدفعية الثقيلة استهدف تحركات قواته في المحور الجنوبي لمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور (غرب البلاد).

وقالت الفرقة السادسة مشاة، التابعة للجيش السوداني بالفاشر، في بيان على موقع «فيسبوك»، إن سلاح الطيران نفّذ، الجمعة، غارات جوية دمّرت 45 مركبة قتالية بكامل عتادها العسكري وطواقمها.

ووفقاً للبيان، حشدت «ميليشيا الدعم السريع» قوات كبيرة من الولايات ومناطق أخرى للهجوم على الفاشر وتسلُّم الفرقة السادسة.

وذكر أن القوات المسلحة أسقطت 3 مسيّرات كانت تستهدف دفاعات وارتكازات في المدينة.

«قوات الدعم السريع» تقصف مخيم زمزم (متداولة)

بدورها، قالت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين (كيان مدني)، في بيان: «إن (قوات الدعم السريع) قصفت بالمدفعية الثقيلة خلال الأيام الماضية مخيمي زمزم وأبوشوك، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى غالبيتهم من النساء والأطفال والعجزة من الجنسين».

ودعا المتحدث باسم المنسقية، آدم رجال، الأطراف المتحاربة إلى الابتعاد عن استهداف مناطق النازحين، وعدم استخدام المدنيين العزّل «دروعاً بشرية» لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية.

وطالب رجال «قوات الدعم السريع» بوقف القصف المدفعي العشوائي، والقصف الجوي من قبل الجيش السوداني، وقال: «ينبغي أن يتم وقف الحرب بشكل فوري وعاجل من خلال وقف إطلاق النار وإنهاء العدائيات مباشرة لإنقاذ حياة النازحين من الأطفال والنساء».

ودعا المتحدث باسم النازحين، آدم رجال، المجتمع الدولي إلى ممارسة المزيد من الضغوط على الأطراف المتصارعة للالتزام بالقوانين الدولية، لوضع حد للقصف العشوائي بالمدافع الثقيلة والبراميل المتفجرة في الأماكن المأهولة بالمدنيين. وقال: «لا يوجد ما يبرر هذه الأعمال الإجرامية، لقد حان الوقت لإنقاذ ما تبقى من أرواح بريئة، فالكارثة لم تعد تحتمل المزيد من التأجيل».

بقايا مقذوف مدفعي استهدف معسكر زمزم للنازحين (متداولة)

وخلال الأسبوع الماضي أفادت تقارير حكومية رسمية بمقتل أكثر من 57 مدنياً وإصابة 376 في الهجمات على الفاشر ومعسكر زمزم.

وتُعد الفاشر من أكثر خطوط المواجهة اشتعالاً بين «قوات الدعم السريع» والجيش السوداني وحلفائه الذين يقاتلون للحفاظ على موطئ قدم أخير في منطقة دارفور.

وتسيطر الدعم السريع على 4 من أصل 5 ولايات في إقليم دارفور، هي: جنوب وشرق ووسط وغرب دارفور بعد أن تمكّنت من إبعاد القوات المسلحة السودانية، فيما تقود معارك ضارية للسيطرة على مدينة الفاشر.

وفي الخرطوم بحري تجددت المعارك العنيفة، فجر السبت، بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في عدة محاور بالمدينة.

وقال سكان لـ«الشرق الأوسط» إنهم سمعوا دوي انفجارات قوية هزت أرجاء المدينة.

ووفقاً لمصادر ميدانية، تدور الاشتباكات على بعد كيلومترات من ضاحية العزبة، بعد تقدم الجيش السوداني وسيطرته على أغلب أحياء منطقة السامراب بمدينة بحري.

وأعلنت غرفة طوارئ جنوب الحزام بولاية الخرطوم عن أن 4 أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 30 آخرين، الجمعة، جراء قصف جوي بالطيران التابع للجيش السوداني على منطقة الشاحنات.

وعلى الرغم من تقدم الجيش السوداني عسكرياً خلال الأشهر الماضية في مدينة بحري، لا تزال «قوات الدعم السريع» على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد، ومناطق شاسعة في إقليم دارفور، إضافة إلى جزء كبير من كردفان إلى الجنوب.

اندلعت الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» منذ أكثر من 18 شهراً، وأدت إلى مقتل أكثر من 188 ألف شخص، وفرار أكثر من 10 ملايين شخص من منازلهم.