ماذا يعني إعلان بوتين التعبئة الجزئية؟

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
TT

ماذا يعني إعلان بوتين التعبئة الجزئية؟

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس (الأربعاء) بالتعبئة العسكرية الجزئية لتعزيز قواته بعد انتكاسة كبيرة في ساحة المعركة بأوكرانيا، وذلك في محاولة للتغلب على المد العسكري في صراع يعتبره فاصلاً بين الشرق والغرب.
وفي خطاب إلى الأمة بثه التلفزيون، قال بوتين إنه «يدافع عن الأراضي الروسية»، مشيراً إلى أن «الغرب يريد تدمير البلاد».

* فماذا يعني إعلان بوتين التعبئة الجزئية؟
وفقاً لتقرير نشرته شبكة «بي بي سي» البريطانية، تخطط روسيا لاستدعاء نحو 300 ألف جندي احتياطي، لديهم خبرة قتالية أو مهارات عسكرية متخصصة.
ولن يشمل ذلك الطلاب أو المجندين الذين يخدمون لفترات إلزامية مدتها 12 شهراً في القوات المسلحة.
ولكنه قد يشمل العديد من ضباط الاحتياط الذين تجاوزت أعمارهم الـ60. سواء كانوا رجالاً أو نساءً، وفقاً للتشريعات الروسية.
ويمكن لروسيا من الناحية النظرية حشد نحو 25 مليون شخص للخدمة العسكرية، لكن هذا لم يتم النظر فيه بعد.
ووفقاً لوزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، فستكون المهمة الرئيسية لجنود الاحتياط، هي تعزيز خط الجبهة في أوكرانيا والذي يمتد لنحو 1000 كيلومتر.
وستمتد التعبئة على مدى أشهر، وقد قال بوتين في وقت سابق إن روسيا مستعدة لخوض معركة طويلة.
وتقول وكالة «رويترز» للأنباء إنها أول تعبئة روسية منذ الحرب العالمية الثانية، لكن الكرملين أرسل بالفعل آلاف المجندين للقتال في أفغانستان في الثمانينيات، ثم إلى الشيشان في التسعينيات.
قُوتل العديد من المجندين غير المدربين تدريباً جيداً في تلك الحروب المكلفة، ويبدو أن الكرملين هذه المرة حريص على تجنب تأجيج المشاعر المناهضة للحرب.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1572552680236531712?s=20&t=SVy3vpQ3Sf7xiGYfIRkYsw
* هل القوات الروسية أقوى من القوات الأوكرانية؟
الجيش الروسي متفوق عددياً على الجيش الأوكراني، لكن التكتيكات الأوكرانية في ساحة المعركة والأسلحة الغربية الدقيقة ضيقت هذه الفجوة.
وبلغ تعداد قوات الغزو الروسي الأولية في فبراير (شباط) نحو 190 ألف جندي، بالإضافة إلى آلاف المقاتلين الموالين لروسيا في منطقة دونباس.
وأطلق الكرملين منذ بداية الحرب حملة تجنيد ضخمة، وقدم حوافز مالية كبيرة للمجندين، ونجح بالفعل في ضم قوات إضافية، خاصة من المناطق الفقيرة في سيبيريا والقوقاز، بما في ذلك المقاتلين الشيشان ذوي الخبرة.
وحالياً يزيد الحد الأقصى لعدد الأفراد في القوات المسلحة الروسية قليلاً عن مليون عسكري وما يقرب من 900 ألف موظف مدني.
لكن بوتين وقع الشهر الماضي مرسوماً بتجنيد 137 ألفاً آخرين.
ويُلزم الرجال الروس الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و27 عاماً بأداء الخدمة العسكرية، عادة لمدة عام واحد، ولكن هناك العديد من الإعفاءات لأسباب طبية أو للطلاب.
وقبل الغزو كانت أعداد الجيش الأوكراني نحو 196 ألف جندي نشط. لكن كييف أمرت بتعبئة جماهيرية، الأمر الذي عزز هذا الرقم.

* لماذا اتخذت روسيا قرار التعبئة الآن؟
يقول محللون وسياسيون غربيون إن الهجوم المضاد الكبير الذي شنته أوكرانيا في منطقة خاركيف الشمالية قد وضع الكرملين في موقف ضعيف، وهو ما يفسر الخطوة الأخيرة لفلاديمير بوتين.
وأعلن وزير الدفاع شويغو أمس (الأربعاء)، عن أول تحديث روسي بشأن أعداد الضحايا منذ ما يقرب من ستة أشهر، وقال إن 5397 جندياً روسيا قتلوا منذ بدء الصراع.
لكن هذا الرقم لا يزال أقل بكثير من التقديرات التي قدمتها وزارة الدفاع البريطانية في يونيو (حزيران) والتي زعمت مقتل نحو 25 ألف جندي روسي، بينما تزعم أوكرانيا أن الرقم يبلغ نحو 50 ألف قتيل.


مقالات ذات صلة

الكرملين يتهم كييف بمحاولة اغتيال بوتين بمسيرتين

العالم الكرملين يتهم كييف بمحاولة اغتيال بوتين بمسيرتين

الكرملين يتهم كييف بمحاولة اغتيال بوتين بمسيرتين

قال الكرملين الأربعاء إنه أسقط طائرتين مسيّرتين أطلقتهما أوكرانيا، واتّهم كييف بمحاولة قتل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأوضح الكرملين في بيان: «استهدفت مسيّرتان الكرملين... تم تعطيل الجهازين»، واصفاً العملية بأنها «عمل إرهابي ومحاولة اغتيال رئيس روسيا الاتحادية». وقال الكرملين إن العرض العسكري الكبير الذي يُقام في 9 مايو (أيار) للاحتفال بالنصر على ألمانيا النازية في عام 1945 سيُنظم في موسكو رغم الهجوم بمسيَّرات. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف قوله: «العرض سيقام. لا توجد تغييرات في البرنامج».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
شؤون إقليمية تدشين أول مفاعل نووي لتوليد الكهرباء في جنوب تركيا

تدشين أول مفاعل نووي لتوليد الكهرباء في جنوب تركيا

أكّدت تركيا وروسيا عزمهما على تعزيز التعاون بعد نجاح إطلاق أكبر مشروع في تاريخ العلاقات بين البلدين اليوم (الخميس)، وهو محطة «أككويو» النووية لتوليد الكهرباء التي أنشأتها شركة «روسآتوم» الروسية للطاقة النووية في ولاية مرسين جنوبي تركيا. وأعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، خلال مشاركته إلى جانب نظيره الروسي فلاديمير بوتين، عبر تقنية الفيديو الخميس، في حفل تزويد أول مفاعل للمحطة التركية بالوقود النووي، أن تركيا ستصبح من خلال هذا المشروع واحدة من القوى النووية في العالم.

يوميات الشرق محمد بن سلمان وبوتين يبحثان العلاقات

محمد بن سلمان وبوتين يبحثان العلاقات

أجرى الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي اتصالاً هاتفياً بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس. وقدم الرئيس الروسي في بداية الاتصال التهنئة لولي العهد بعيد الفطر المبارك. وجرى خلال الاتصال استعراض العلاقات الثنائية بين السعودية وروسيا وسبل تطويرها في مختلف المجالات.

«الشرق الأوسط» (جدة)
بوتين يقر بـ«صعوبات» في دونباس

بوتين يقر بـ«صعوبات» في دونباس

اعترف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الخميس، بالصعوبات التي تواجهها قوات بلاده في إقليم دونباس بشرق أوكرانيا، وطالب بوضع تصورات محددة حول آليات تطوير الحكم الذاتي المحلي في المناطق التي ضمتها روسيا الخريف الماضي. وقال بوتين خلال ترؤسه اجتماعاً لمجلس تطوير الحكم الذاتي المحلي الذي استحدث لتولي الإشراف على دمج المناطق الجديدة، إنه على اتصال دائم مع حاكم دونيتسك دينيس بوشيلين. وخاطب بوشيلين قائلاً: «بالطبع، هناك كثير من المشكلات في الكيانات الجديدة للاتحاد الروسي.

العالم تقرير: المعارضة الروسية مشتتة وتعول على هزيمة في أوكرانيا

تقرير: المعارضة الروسية مشتتة وتعول على هزيمة في أوكرانيا

في روسيا وفي المنفى، أُضعفت المنظمات والمواطنون المناهضون للحرب ولبوتين بسبب القمع وانعدام الوحدة بين صفوفهم، وفق تقرير نشرته الأربعاء صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية. حسب التقرير، يعتبر المعارضون الديمقراطيون الروس أن هزيمة الجيش الروسي أمر مسلَّم به. «انتصار أوكرانيا شرط أساسي للتغيير الديمقراطي في روسيا»، تلخص أولغا بروكوبييفا، المتحدثة باسم جمعية الحريات الروسية، خلال اجتماع نظمه المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (إيفري) مع العديد من ممثلي المعارضة الديمقراطية الروسية، وجميعهم في المنفى بأوروبا. يقول المعارضون الروس إنه دون انتصار عسكري أوكراني، لن يكون هناك شيء ممكن، ولا سيما تمرد السكان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

أميركا وأوكرانيا تستعدان من جديد لتوقيع صفقة المعادن

صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)
صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)
TT

أميركا وأوكرانيا تستعدان من جديد لتوقيع صفقة المعادن

صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)
صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)

قال 4 أشخاص مطلعين، الثلاثاء، إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب وأوكرانيا تخططان لتوقيع صفقة المعادن التي نوقشت كثيراً بعد اجتماع كارثي في ​​المكتب البيضاوي، يوم الجمعة، الذي تم فيه طرد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من المبنى.

وقال 3 من المصادر إن ترمب أبلغ مستشاريه بأنه يريد الإعلان عن الاتفاق في خطابه أمام الكونغرس، مساء الثلاثاء، محذرين من أن الصفقة لم يتم توقيعها بعد، وأن الوضع قد يتغير.

تم تعليق الصفقة يوم الجمعة، بعد اجتماع مثير للجدل في المكتب البيضاوي بين ترمب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أسفر عن رحيل الزعيم الأوكراني السريع من البيت الأبيض. وكان زيلينسكي قد سافر إلى واشنطن لتوقيع الصفقة.

في ذلك الاجتماع، وبّخ ترمب ونائب الرئيس جي دي فانس زيلينسكي، وقالا له إن عليه أن يشكر الولايات المتحدة على دعمها بدلاً من طلب مساعدات إضافية أمام وسائل الإعلام الأميركية.

وقال ترمب: «أنت تغامر بنشوب حرب عالمية ثالثة».

وتحدث مسؤولون أميركيون في الأيام الأخيرة إلى مسؤولين في كييف بشأن توقيع صفقة المعادن على الرغم من الخلاف الذي حدث يوم الجمعة، وحثوا مستشاري زيلينسكي على إقناع الرئيس الأوكراني بالاعتذار علناً لترمب، وفقاً لأحد الأشخاص المطلعين على الأمر.

يوم الثلاثاء، نشر زيلينسكي، على موقع «إكس»، أن أوكرانيا مستعدة لتوقيع الصفقة، ووصف اجتماع المكتب البيضاوي بأنه «مؤسف».

وقال زيلينسكي، في منشوره: «اجتماعنا في واشنطن، في البيت الأبيض، يوم الجمعة، لم يسر بالطريقة التي كان من المفترض أن يكون عليها. أوكرانيا مستعدة للجلوس إلى طاولة المفاوضات في أقرب وقت ممكن لإحلال السلام الدائم».

ولم يتضح ما إذا كانت الصفقة قد تغيرت. ولم يتضمن الاتفاق، الذي كان من المقرر توقيعه الأسبوع الماضي، أي ضمانات أمنية صريحة لأوكرانيا، لكنه أعطى الولايات المتحدة حقّ الوصول إلى عائدات الموارد الطبيعية في أوكرانيا. كما نصّ الاتفاق على مساهمة الحكومة الأوكرانية بنسبة 50 في المائة من تحويل أي موارد طبيعية مملوكة للدولة إلى صندوق استثماري لإعادة الإعمار تديره الولايات المتحدة وأوكرانيا.

يوم الاثنين، أشار ترمب إلى أن إدارته لا تزال منفتحة على توقيع الاتفاق، وقال للصحافيين إن أوكرانيا «يجب أن تكون أكثر امتناناً».

وأضاف: «وقف هذا البلد (الولايات المتحدة) إلى جانبهم في السراء والضراء... قدمنا لهم أكثر بكثير مما قدمته أوروبا لهم، وكان يجب على أوروبا أن تقدم لهم أكثر مما قدمنا».