«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة 75 نقطة ويؤكد استمرار التشديد النقدي

يسعى لاستعادة خفض الأسعار

جيروم باول رئيس الفيدرالي الأميركي خلال مؤتمر صحافي أمس (أ.ف.ب)
جيروم باول رئيس الفيدرالي الأميركي خلال مؤتمر صحافي أمس (أ.ف.ب)
TT

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة 75 نقطة ويؤكد استمرار التشديد النقدي

جيروم باول رئيس الفيدرالي الأميركي خلال مؤتمر صحافي أمس (أ.ف.ب)
جيروم باول رئيس الفيدرالي الأميركي خلال مؤتمر صحافي أمس (أ.ف.ب)

رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي)، أسعار الفائدة للمرة الثالثة على التوالي، بمقدار 75 نقطة أساس، أمس (الأربعاء)، كما كان متوقعاً على نطاق واسع في الأسواق، لتصل إلى 3 و3.25 في المائة.
ورغم أن الأسواق كانت قد سعرت هذا الارتفاع في الفائدة، فإن الأنظار كانت تتجه إلى تصريحات رئيس الفيدرالي الأميركي، الذي أوضح أن سياسة التشديد النقدي ما زالت مستمرة. وعلى الفور تراجعت أسعار الأسهم الأميركية ومؤشرات بورصة وول ستريت الرئيسية.
قال جيروم باول، رئيس الفيدرالي الأميركي، إن البنك المركزي الأميركي مستمر في تشديد السياسة النقدية، للسيطرة على ارتفاع الأسعار للوصول إلى مستهدفات التضخم حول 2 في المائة.
وعزا باول، الاستمرار في رفع الفائدة، إلى أن «التضخم ما زال أعلى بكثير من المستهدف 2 في المائة، وخفضه يعيد استقرار الأسعار»، مشيراً إلى «استمرار ارتفاع أسعار الطاقة، وهو ما يشير إلى استمرار المخاطر المرتبطة بالأسعار».
وأشار باول إلى مزيد من الزيادات الكبيرة هذا العام ضمن توقعات جديدة تظهر استهداف رفع معدل سعر الفائدة إلى 4.40 في المائة بنهاية العام قبل الوصول بها إلى 4.60 في المائة في عام 2023 لكبح التضخم.
وخفض الفيدرالي توقعاته لنمو الاقتصاد الأميركي في هذا العام على نحو ملحوظ مقارنة بتوقعاته قبل ثلاثة أشهر. وأوضح المجلس أن من المتوقع أن ينمو أكبر اقتصاد في العالم في العام الحالي بمعدل 2.‏0 في المائة بتراجع بمقدار 5.‏1 نقطة مئوية من معدل النمو الذي كان المجلس توقعه في يونيو (حزيران) الماضي.
والفيدرالي الأميركي في موقف لا يحسد عليه، إذ إن ارتفاع معدلات التضخم لمستويات قياسية، يجبر الفيدرالي على زيادة أسعار الفائدة، في الوقت الذي تتأثر معدلات النمو بالسلب، وسط توقعات بدخول الاقتصادات في ركود اقتصادي، قد تصل إلى مرحلة ركود تضخمي.
وسجل الاقتصاد الأميركي انكماشاً بنسبة 0.9 في المائة خلال الربع الثاني من العام الحالي، على أساس سنوي. وتسجيل انكماش لمدة ربعين متتاليين يعني الدخول في انكماش تقني للاقتصاد.
وكان الاقتصاد الأميركي قد سجّل انكماشاً بنسبة 1.6 في المائة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام، مقارنة بالفترة نفسها من 2021، بينما يتوقع صندوق النقد الدولي أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي لأميركا بنسبة 2.3 في المائة بنهاية العام الجاري.
ومن المتوقع أن يرتفع معدل البطالة إلى 3.8 في المائة هذا العام و4.4 في المائة في عام 2023، كما يُتوقع أن يعود التضخم ببطء إلى المعدل المستهدف لمجلس الاحتياطي الاتحادي والبالغ 2 في المائة في عام 2025، ولا يُتوقع إجراء أي تخفيضات في أسعار الفائدة حتى عام 2024.
في الأثناء، رفعت بنوك مركزية خليجية، أسعار الفائدة أيضاً، لارتباط عملتها بالدولار. وقال بنك الكويت المركزي إنه رفع سعر الخصم بواقع 25 نقطة أساس إلى 3 في المائة اعتباراً من يوم الخميس، بعد أن رفع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) معدل الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس.
والدينار الكويتي مرتبط بسلة عملات تشمل الدولار، ما يمنحه مرونة أكبر في الابتعاد عن سياسة المركزي الأميركي مقارنة بدول الخليج العربية الأخرى التي تربط عملاتها بالدولار.
وقال مصرف البحرين المركزي أيضا، إنه رفع معدل الفائدة الرئيسي على الودائع لمدة أسبوع واحد بمقدار 75 نقطة أساس إلى 4 في المائة، نظراً لأن الدينار البحريني مرتبط بالدولار. كما رفع مصرف البحرين المركزي معدل الفائدة على الإيداع لليلة واحدة بمقدار 75 نقطة أساس إلى 3.75 في المائة، وفائدة الإيداع لأربعة أسابيع إلى 4.75 في المائة وفائدة الإقراض إلى 5.25 في المائة. ورفع مصرف قطر المركزي سعر فائدة الإقراض 75 نقطة أساس.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

وزير الاقتصاد الألماني يطالب بتغيير قواعد ديون الاتحاد الأوروبي

وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك يتحدث قبل «مؤتمر الصناعة 2024» (د.ب.أ)
وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك يتحدث قبل «مؤتمر الصناعة 2024» (د.ب.أ)
TT

وزير الاقتصاد الألماني يطالب بتغيير قواعد ديون الاتحاد الأوروبي

وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك يتحدث قبل «مؤتمر الصناعة 2024» (د.ب.أ)
وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك يتحدث قبل «مؤتمر الصناعة 2024» (د.ب.أ)

قال وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، إنه يسعى لتغيير قواعد الديون التي تم التفاوض عليها بشق الأنفس داخل الاتحاد الأوروبي، واصفاً إياها بـ«الخطر الأمني» لأنها تمنع الإنفاق الضروري على الدفاع وغيرها من الأولويات.

وأضاف المرشح عن حزب «الخضر» لمنصب المستشار في مؤتمر صناعي في برلين يوم الثلاثاء: «هذه القواعد لا تتناسب مع متطلبات العصر»، وفق «رويترز».

وأشار هابيك إلى أن الحكومة الائتلافية تفاوضت بشكل غير صحيح على إصلاحات القواعد الأوروبية، دون أن يذكر كريستيان ليندنر، وزير المالية السابق المسؤول عن تلك المفاوضات.

وأدى نزاع حول الإنفاق إلى انهيار الائتلاف الحاكم في ألمانيا في وقت سابق من هذا الشهر، بعدما قام المستشار أولاف شولتز بإقالة ليندنر، المعروف بتوجهاته المتشددة في مجال المالية العامة، ما فتح الباب لإجراء انتخابات مبكرة في فبراير (شباط) المقبل.

وفي إشارة إلى مطالبات بإعفاء الإنفاق الدفاعي من القيود المفروضة على الاقتراض بموجب الدستور، قال هابيك: «لا يمكننا التوقف عند مكابح الديون الألمانية». وأضاف أن ألمانيا قد تضطر إلى تحقيق مزيد من المدخرات في موازنتها لعام 2025 للامتثال لقواعد الاتحاد الأوروبي المالية، حتى إذا التزمت بالحد الأقصى للاقتراض بنسبة 0.35 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي كما ينص دستور البلاد.

وبعد أشهر من النقاشات، وافق الاتحاد الأوروبي في نهاية عام 2023 على مراجعة قواعده المالية. وتمنح القواعد الجديدة، التي دخلت حيز التنفيذ في أبريل (نيسان) الدول أربع سنوات لترتيب شؤونها المالية قبل أن تواجه عقوبات قد تشمل غرامات أو فقدان التمويل الأوروبي. وإذا اقترن مسار خفض الديون بإصلاحات هيكلية، يمكن تمديد المهلة إلى سبع سنوات.

وأشار هابيك إلى أن القواعد الجديدة قد تسمح بزيادة الاقتراض إذا أسهم ذلك في زيادة النمو المحتمل.

وردّاً على انتقادات هابيك، قال ليندنر إن الدول الأوروبية بحاجة إلى الالتزام بحدود إنفاقها، مشيراً إلى «قلقه الشديد» بشأن مستويات الديون المرتفعة في فرنسا وإيطاليا. وأضاف ليندنر لـ«رويترز»: «الوزير هابيك يلعب باستقرار عملتنا». وأكد قائلاً: «إذا شككت ألمانيا في قواعد الاتحاد الأوروبي المالية التي تفاوضت عليها بشق الأنفس أو خالفتها، فإن هناك خطراً في انفجار السد».