المنفي يبحث مع غوتيريش آخر تطورات الأوضاع في ليبيا

قال إنه مستعد لإنجاز «القاعدة الدستورية» لإجراء الانتخابات

المنفي رفقة الأمين العام للأمم المتحدة (المكتب الإعلامي للمنفي)
المنفي رفقة الأمين العام للأمم المتحدة (المكتب الإعلامي للمنفي)
TT

المنفي يبحث مع غوتيريش آخر تطورات الأوضاع في ليبيا

المنفي رفقة الأمين العام للأمم المتحدة (المكتب الإعلامي للمنفي)
المنفي رفقة الأمين العام للأمم المتحدة (المكتب الإعلامي للمنفي)

التقى محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي الليبي، أمس، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في نيويورك، وذلك على هامش انعقاد أعمال الدورة العادية الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وبحث معه آخر تطورات الأوضاع في ليبيا. كما تعهد المنفي مجدداً بإنجاز «القاعدة الدستورية» اللازمة لإجراء الانتخابات، وقال إن مجلسه «ما زال مستعداً للتدخل متى تطلب الأمر ذلك».
ونقل مكتب المنفي، أمس، أن الأمين العام أكد خلال لقائه مع رئيس المجلس الرئاسي «اهتمامه الكبير بالملف الليبي، ودعمه الكامل لجهود (الرئاسي) الليبي في تحقيق الاستقرار اللازم لإنجاز الاستحقاق الانتخابي».
وخلال اللقاء حرص المنفي على تهنئة الأمين العام على اختياره عبد الله باثيلي، ممثلاً خاصاً للأمين العام في ليبيا، مبدياً «استعداده للتعاون الكامل معه من أجل تحريك العملية السياسية؛ خصوصاً إنجاز (القاعدة الدستورية)».
وسبق للمنفي التلويح بالتدخل في حال فشل مجلسي: النواب، و«الأعلى للدولة» في إقرار قاعدة دستورية، وقال خلال لقاء سابق جمعه بوفد قبائلي، إن مجلسه «مستعدّ لإنتاج قاعدة دستورية، إذا استمر عدم التوافق بين المجلسين». ولم يصدر أي تعليق حينها على تصريحات المنفي من قبل رئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري؛ لكن رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، رد بالقول بأنه «ليس من صلاحيات المجلس الرئاسي وضع قاعدة دستورية انتخابية».
واستبق المنفي لقاء غوتيريش باجتماعه مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، مساء أول من أمس؛ حيث استعرض اللقاء أهم الملفات السياسية والأمنية في ليبيا. ونقل مكتب المنفي «تأكيد الجانبين وحرصهما على متابعة كل ما من شأنه دعم الاستقرار، والوصول إلى الانتخابات الليبية في أقرب الآجال».
في سياق ذلك، أوضح مكتب المنفي أنه افتتح مساء أمس بمقر البعثة الليبية في نيويورك، رفقة وزيرة الخارجية والتعاون الدولي بحكومة «الوحدة الوطنية» (المؤقتة) نجلاء المنقوش، الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب. وشدد المنفي خلال كلمة الافتتاح على ضرورة تعزيز آليات العمل المشترك، وتنسيق المواقف العربية تجاه أبرز القضايا في المنطقة.
وعُقد بمقر بعثة ليبيا الدائمة لدى الأمم المتحدة الاجتماع التشاوري لوزراء خارجية الدول العربية، المشاركين في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ77، برئاسة المنقوش، بصفتها رئيسة الدورة العادية الـ158 للمجلس الوزاري للجامعة العربية، بحضور المنفي وأبو الغيط. وقالت وزارة الخارجية إن الاجتماع بحث عملية التنسيق حول أهم الموضوعات المطروحة على جدول أعمال الدورة الحالية للجمعية العامة؛ بهدف ضمان أكبر قدر من التأييد والدعم للقضايا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، ومختلف القضايا الأخرى المتعلقة بالعالم العربي.
كما نوهت الخارجية إلى أن المنقوش التقت على هامش الاجتماعات باربرا آي ليف، مساعدة وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية؛ حيث ناقش اللقاء العلاقة الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، والجهود المشتركة لتعزيز الاستقرار في ليبيا؛ مجددة دعم ومساندة بلادها للموقف الدولي الداعم للانتخابات الوطنية، باعتباره حلاً وحيداً للأزمة السياسية لتحقيق تطلعات الشعب الليبي.
وكان المنفي قد شارك بنيويورك في أعمال قمتي التعليم والتنمية المستدامة على هامش أعمال الدورة العادية الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بحضور عدد من رؤساء وزعماء وملوك العالم.


مقالات ذات صلة

«ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

شمال افريقيا «ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

«ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

حلت نجلاء المنقوش، وزيرة الشؤون الخارجية الليبية، أمس بتونس في إطار زيارة عمل تقوم بها على رأس وفد كبير، يضم وزير المواصلات محمد سالم الشهوبي، وذلك بدعوة من نبيل عمار وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج. وشدد الرئيس التونسي أمس على موقف بلاده الداعي إلى حل الأزمة في ليبيا، وفق مقاربة قائمة على وحدتها ورفض التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية. وأكد في بيان نشرته رئاسة الجمهورية بعد استقباله نجلاء المنقوش ومحمد الشهوبي، وزير المواصلات في حكومة الوحدة الوطنية الليبية، على ضرورة «التنسيق بين البلدين في كل المجالات، لا سيما قطاعات الاقتصاد والاستثمار والطاقة والأمن».

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا محادثات سعودية ـ أممية تتناول جهود الحل الليبي

محادثات سعودية ـ أممية تتناول جهود الحل الليبي

أكدت السعودية أمس، دعمها لحل ليبي - ليبي برعاية الأمم المتحدة، وشددت على ضرورة وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الليبية، حسبما جاء خلال لقاء جمع الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي، مع عبد الله باتيلي الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا ورئيس البعثة الأممية فيها. وتناول الأمير فيصل في مقر الخارجية السعودية بالرياض مع باتيلي سُبل دفع العملية السياسية في ليبيا، والجهود الأممية المبذولة لحل الأزمة. إلى ذلك، أعلن «المجلس الرئاسي» الليبي دعمه للحراك الشبابي في مدينة الزاوية في مواجهة «حاملي السلاح»، وضبط الخارجين عن القانون، فيما شهدت طرابلس توتراً أمنياً مفاجئاً.

شمال افريقيا ليبيا: 12 عاماً من المعاناة في تفكيك «قنابل الموت»

ليبيا: 12 عاماً من المعاناة في تفكيك «قنابل الموت»

فتحت الانشقاقات العسكرية والأمنية التي عايشتها ليبيا، منذ رحيل نظام العقيد معمر القذافي، «بوابة الموت»، وجعلت من مواطنيها خلال الـ12 عاماً الماضية «صيداً» لمخلَّفات الحروب المتنوعة من الألغام و«القنابل الموقوتة» المزروعة بالطرقات والمنازل، مما أوقع عشرات القتلى والجرحى. وباستثناء الجهود الأممية وبعض المساعدات الدولية التي خُصصت على مدار السنوات الماضية لمساعدة ليبيا في هذا الملف، لا تزال «قنابل الموت» تؤرق الليبيين، وهو ما يتطلب -حسب الدبلوماسي الليبي مروان أبو سريويل- من المنظمات غير الحكومية الدولية العاملة في هذا المجال، مساعدة ليبيا، لخطورته. ورصدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، في تقر

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا حل الأزمة الليبية في مباحثات سعودية ـ أممية

حل الأزمة الليبية في مباحثات سعودية ـ أممية

أكدت السعودية دعمها للحل الليبي - الليبي تحت رعاية الأمم المتحدة، وضرورة وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الليبية، وجاءت هذه التأكيدات خلال اللقاء الذي جمع الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي مع عبد الله باتيلي الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا. واستقبل الأمير فيصل بن فرحان في مقر وزارة الخارجية السعودية بالرياض أمس عبد الله باتيلي وجرى خلال اللقاء بحث سُبل دفع العملية السياسية في ليبيا، إضافة إلى استعراض الجهود الأممية المبذولة لحل هذه الأزمة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا «الرئاسي» الليبي يدعم «حراك الزاوية» ضد «حاملي السلاح»

«الرئاسي» الليبي يدعم «حراك الزاوية» ضد «حاملي السلاح»

أعلن «المجلس الرئاسي» الليبي، عن دعمه للحراك الشبابي في مدينة الزاوية (غرب البلاد) في مواجهة «حاملي السلاح»، وضبط الخارجين عن القانون، وذلك في ظل توتر أمني مفاجئ بالعاصمة الليبية. وشهدت طرابلس حالة من الاستنفار الأمني مساء السبت في مناطق عدّة، بعد اعتقال «جهاز الردع» بقيادة عبد الرؤوف كارة، أحد المقربين من عبد الغني الككلي رئيس «جهاز دعم الاستقرار»، بالقرب من قصور الضيافة وسط طرابلس. ورصد شهود عيان مداهمة رتل من 40 آلية، تابع لـ«جهاز الردع»، المنطقة، ما أدى إلى «حالة طوارئ» في بعض مناطق طرابلس. ولم تعلق حكومة عبد الحميد الدبيبة على هذه التطورات التي يخشى مراقبون من اندلاع مواجهات جديدة بسببها،

خالد محمود (القاهرة)

الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار

أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
TT

الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار

أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)

استعادت قوات الجيش السوداني، السبت، مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار في جنوب شرقي البلاد، ما يسهل على الجيش السيطرة على كامل الولاية. وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، مئات الأشخاص يخرجون إلى الشوارع احتفالاً باستعادة المدينة التي ظلت لأكثر من 5 أشهر تحت سيطرة «قوات الدعم السريع».

وقال مكتب المتحدث الرسمي باسم الجيش، في بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، إن «القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى دخلت رئاسة الفرقة 17 مشاة بمدينة سنجة». ولم يصدر أي تعليق من «قوات الدعم السريع» التي كانت استولت في مطلع يوليو (حزيران) الماضي، على مقر «الفرقة 17 مشاة» في مدينة سنجة بعد انسحاب قوات الجيش منها دون خوض أي معارك. ونشر الجيش السوداني مقاطع فيديو تظهر عناصره برتب مختلفة أمام مقر الفرقة العسكرية الرئيسة.

بدوره، أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة وزير الثقافة والإعلام، خالد الأعيسر، عودة مدينة سنجة إلى سيطرة الجيش. وقال في منشور على صفحته في «فيسبوك»، نقلته وكالة أنباء السودان الرسمية، إن «العدالة والمحاسبة مقبلتان وستطولان كل من أسهم في جرائم، وستتم معاقبة المجرمين بما يتناسب مع أفعالهم».

وأضاف أن «الشعب السوداني وقواته على موعد مع تحقيق مزيد من الانتصارات التي ستعيد للبلاد أمنها واستقرارها، وتطهرها من الفتن التي زرعها المتمردون والعملاء ومن يقف خلفهم من دول وأطراف متورطة».

وفي وقت سابق، تحدث شهود عيان عن تقدم لقوات الجيش خلال الأيام الماضية في أكثر من محور صوب المدينة، بعد أن استعادت مدينتي الدندر والسوكي الشهر الماضي، إثر انسحاب «قوات الدعم السريع». وقال سكان في المدينة لـ«الشرق الأوسط»، إن قوات الجيش وعناصر المقاومة الشعبية انتشروا بكثافة في شوارع سنجة، وإنهم فرحون بذلك الانتصار.

مسلّحون من «قوات الدعم السريع» في ولاية سنار بوسط السودان (أرشيفية - مواقع التواصل)

وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، خاض الجيش معارك ضارية ضد «قوات الدعم السريع»، نجح من خلالها في استعادة السيطرة على منطقة «جبل موية» ذات الموقع الاستراتيجي التي تربط بين ولايات سنار والجزيرة والنيل الأبيض. وبفقدان سنجة تكون «قوات الدعم السريع» قد خسرت أكثر من 80 في المائة من سيطرتها على ولاية سنار الاستراتيجية، حيث تتركز بقية قواتها في بعض البلدات الصغيرة.

يذكر أن ولاية سنار المتاخمة لولاية الجزيرة في وسط البلاد، لا تزال تحت سيطرة «قوات الدعم السريع»، التي تسيطر أيضاً على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم ومنطقة غرب دارفور الشاسعة، إضافة إلى جزء كبير من ولاية كردفان في جنوب البلاد.

ووفقاً للأمم المتحدة نزح أكثر من نحو 200 ألف من سكان ولاية سنار بعد اجتياحها من قبل «قوات الدعم السريع».

واندلعت الحرب بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في منتصف أبريل (نيسان) 2023، بعد خلاف حول خطط لدمج «الدعم السريع» في الجيش خلال فترة انتقالية كان من المفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات للانتقال إلى حكم مدني، وبدأ الصراع في العاصمة الخرطوم وامتد سريعاً إلى مناطق أخرى. وأدى الصراع إلى انتشار الجوع في أنحاء البلاد وتسبب في أزمة نزوح ضخمة، كما أشعل موجات من العنف العرقي في أنحاء البلاد.