تصاعد القلق الدولي من التحشيد العسكري في الأزمة الإثيوبية

كندا وبريطانيا تحذران من تحركات إريتريا بعد مخاوف أميركية

جانب من عمليات إنقاذ ضحايا الاشتباكات في شمال تيغراي بإثيوبيا (أ.ب)
جانب من عمليات إنقاذ ضحايا الاشتباكات في شمال تيغراي بإثيوبيا (أ.ب)
TT

تصاعد القلق الدولي من التحشيد العسكري في الأزمة الإثيوبية

جانب من عمليات إنقاذ ضحايا الاشتباكات في شمال تيغراي بإثيوبيا (أ.ب)
جانب من عمليات إنقاذ ضحايا الاشتباكات في شمال تيغراي بإثيوبيا (أ.ب)

تصاعدت وتيرة القلق الدولي من إشارات التحشيد العسكري المتتابعة في الأزمة الإثيوبية، وبعد أيام من إعلان الولايات المتحدة حالة «القلق المتزايد» جراء استمرار القتال بين الحكومة المركزية الإثيوبية ومتمردي جبهة «تيغراي»، دخلت كندا وبريطانيا على خط التحذيرات ودعت الدولتان رعاياهما في إريتريا إلى «الحذر» بعد إعلانها حشد قواتها رداً على تجدد القتال في شمال إثيوبيا.
وخرق تجدد القتال الشهر الماضي الهدنة التي تم التوصل إليها في مارس (آذار) بين إثيوبيا وجبهة تحرير شعب تيغراي، ما بدد الآمال في التوصل إلى حل سلمي للحرب المستمرة بينهما منذ نحو عامين.
وأعلنت الحكومتان البريطانية والكندية أن «إريتريا دعت قواتها المسلحة إلى التعبئة»، موجهة تحذيراً لرعايا البلدين عبر سفارتيهما إلى «ضرورة تقييد تحركاتهم عقب دعوة القوات المسلحة إلى التعبئة».
وأبدت سلطات تيغراي منذ ذلك الحين استعدادها لإجراء محادثات برعاية الاتحاد الأفريقي، لكن الحكومة الإثيوبية لم ترد علنا على المبادرات، باستثناء إعلانها أنها ما زالت «ملتزمة» بعملية السلام التي يقودها الاتحاد الأفريقي.
وتبادل الجانبان الاتهامات ببدء القتال الذي امتد من المناطق المحيطة بجنوب تيغراي إلى جبهات أخرى أبعد في الشمال والغرب، ما دفع القوات الإريترية التي دعمت القوات الإثيوبية خلال المرحلة الأولى من الحرب إلى الاستنفار.
وجاء في تحذيرات السفر التي نُشرت في وقت متأخر الجمعة الماضي، أن «السلطات المحلية أصدرت دعوة عامة لحشد القوات المسلحة استجابة للنزاع في شمال إثيوبيا»، وأنه «يمكن فرض تدابير أمنية إضافية في غضون مهلة قصيرة في جميع أنحاء البلاد».
وحكمت «جبهة تحرير شعب تيغراي» إثيوبيا لعقود قبل أن يتولى رئيس الوزراء آبي أحمد منصبه عام 2018، وصنفت حكومته الجبهة «جماعة إرهابية»، وتعتبر مطالبتها بالسلطة في تيغراي أمراً غير شرعي.
وقال دبلوماسي من منطقة القرن الأفريقي لـ«رويترز»: «الحراس عند السفارات وعند المقار التابعة للأمم المتحدة عبروا عن مخاوفهم من أن يتم أخذهم من مواقعهم بسبب انتشار التجنيد الإجباري».
وقال جيتاتشو رضا المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، التي تسيطر على منطقة تيغراي في شمال إثيوبيا، في تغريدة (السبت) إن إريتريا تستدعي «جنود احتياط يبلغون من العمر 60 عاما» للقتال.
وجاءت التحذيرات الكندية البريطانية، بعد أيام من إعلان الولايات المتحدة حالة «القلق المتزايد» من المعارك الدائرة شمال إثيوبيا، مناشدة طرفي النزاع بمواصلة التزامهما بإجراء محادثات سلام لإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو سنتين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافيين، قبل أيام: «نشعر بقلق متزايد من النشاط العسكري المتعاظم شمال إثيوبيا. ندين بشدة استئناف الأعمال العدائية». وأضاف أن «هذه الأعمال لا تتماشى مع الرغبة المعلنة من جانب كل من الحكومة الإثيوبية وسلطات إقليم تيغراي» المتمرد، في إجراء محادثات سلام.


مقالات ذات صلة

ما مستقبل الخلاف بين متمردي «أوروميا» والحكومة الإثيوبية؟

العالم ما مستقبل الخلاف بين متمردي «أوروميا» والحكومة الإثيوبية؟

ما مستقبل الخلاف بين متمردي «أوروميا» والحكومة الإثيوبية؟

أثار عدم التوصل إلى اتفاق، بعد محادثات سلام أولية بين الحكومة المركزية الإثيوبية، ومتمردي إقليم «أوروميا»، تساؤلات حول مستقبل تلك المحادثات، واحتمالات نجاحها، وأسباب تعثرها من البداية. ورأى خبراء أن «التعثر كان متوقعاً؛ بسبب عمق الخلافات وتعقيدها»، في حين توقّعوا أن «تكون المراحل التالية شاقة وصعبة»، لكنهم لم يستبعدوا التوصل إلى اتفاق. وانتهت الجولة الأولى من المحادثات التمهيدية بين الطرفين، دون اتفاق، وفق ما أعلنه الطرفان، الأربعاء.

العالم رئيس الحكومة الإثيوبية يُعلن مقتل عضو بارز في الحزب الحاكم

رئيس الحكومة الإثيوبية يُعلن مقتل عضو بارز في الحزب الحاكم

أعلن رئيس الحكومة الإثيوبية آبي أحمد اليوم (الخميس) مقتل مسؤول الحزب الحاكم في منطقة أمهرة الواقعة في شمال البلاد. وقال آبي أحمد عبر «فيسبوك»، إنّ «أولئك الذين لم يتمكّنوا من كسب الأفكار بالأفكار، أخذوا روح شقيقنا جيرما يشيتيلا». واتهم أحمد، وفقا لما نقلته وكالة «الصحافة الفرنسية»، «متطرّفين يتسمون بالعنف» بالوقوف وراء هذا العمل الذي وصفه بـ«المخزي والمروّع».

«الشرق الأوسط» (أديس أبابا)
العالم محادثات سلام «غير مسبوقة» بين حكومة إثيوبيا ومتمردي «أورومو»

محادثات سلام «غير مسبوقة» بين حكومة إثيوبيا ومتمردي «أورومو»

تنطلق في تنزانيا، الثلاثاء، محادثات سلام غير مسبوقة بين الحكومة الفيدرالية الإثيوبية ومتمردي إقليم أوروميا، ممثلين في «جبهة تحرير أورومو» التي تخوض معارك مع القوات الحكومية بشكل متقطع منذ عقود. وتسعى أديس أبابا لإبرام اتفاق سلام دائم مع متمردي الإقليم، الذي يشغل معظم مناطق وسط البلاد، ويضم مجموعة من الفصائل المسلحة التابعة لقومية الأورومو، على غرار ما حدث في «تيغراي» شمالاً، قبل 5 أشهر، خشية دخول البلاد في حرب جديدة مع تصاعد التوتر بين الجانبين. وأعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الذي زار مدينة نكيمتي بالإقليم مؤخراً، أن «جولة مفاوضات ستبدأ معهم (جيش تحرير أورومو) الثلاثاء في تنزانيا»، في أ

محمد عبده حسنين (القاهرة)
شمال افريقيا هل تستغل إثيوبيا اضطرابات السودان لحسم «الخلاف الحدودي»؟

هل تستغل إثيوبيا اضطرابات السودان لحسم «الخلاف الحدودي»؟

عاد الخلاف الحدودي بين إثيوبيا والسودان، بشأن منطقة «الفشقة»، إلى الواجهة، بعد أنباء سودانية عن نشاط «غير اعتيادي» للقوات الإثيوبية ومعسكراتها، في المنطقة المتنازع عليها، منذ بداية الاضطرابات الأخيرة في السودان.

محمد عبده حسنين (القاهرة)
أفريقيا إثيوبيا: متمردو تيغراي يُظهرون «جدية» في تنفيذ اتفاق السلام

إثيوبيا: متمردو تيغراي يُظهرون «جدية» في تنفيذ اتفاق السلام

أظهر متمردو إقليم «تيغراي» شمال إثيوبيا، «جدية» في تنفيذ اتفاق السلام، الموقَّع قبل نحو 5 أشهر، مع الحكومة الفيدرالية بأديس أبابا، وذلك بتسليمهم مزيداً الأسلحة، ضمن عملية نزع سلاح الإقليم ودمج مقاتليه في الجيش الوطني. وحسب نائب مفوض «إعادة التأهيل الوطني»، العميد ديريبي ميكوريا، اليوم (الخميس)، فإن «الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي سلمت الدفعة الأولى من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة المتنوعة التي تم جمعها حول منطقة دينقولات في إقليم تيغراي». وأنهى اتفاق السلام، الموقّع في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حرباً عنيفة استمرت عامين، راح ضحيتها الآلاف، حسب منظمات دولية.

محمد عبده حسنين (القاهرة)

أميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا تدعو إلى «خفض التصعيد» بسوريا

سوريان يشاهدان المعارك في سراقب 28 نوفمبر (أ.ف.ب)
سوريان يشاهدان المعارك في سراقب 28 نوفمبر (أ.ف.ب)
TT

أميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا تدعو إلى «خفض التصعيد» بسوريا

سوريان يشاهدان المعارك في سراقب 28 نوفمبر (أ.ف.ب)
سوريان يشاهدان المعارك في سراقب 28 نوفمبر (أ.ف.ب)

دعت الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة إلى خفض التصعيد فوراً في سوريا، وذلك بعد الاشتباكات التي أفادت تقارير بأنها شهدت سيطرة تحالف من الفصائل المتمردة بقيادة جماعة هيئة تحرير الشام على مدينة حلب من قوات الحكومة السورية خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وقالت الدول الأربع الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بيان مشترك صدر مساء أمس الأحد: «نراقب من كثب التطورات في سوريا وندعو جميع الأطراف إلى خفض التصعيد وضمان حماية المدنيين والبنية التحتية لتجنب المزيد من النزوح وتعطيل الوصول الإنساني». وأضاف البيان: «إن التصعيد الحالي يؤكد فقط الحاجة الملحة إلى حل سياسي للصراع بقيادة سورية»، بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254 وقد تم اعتماد هذا القرار في عام 2015، ويدعو إلى إجراء محادثات سلام بين الحكومة السورية وقوات المعارضة.

وفي الوقت نفسه، أعلن الرئيس السوري بشار الأسد عن شن هجوم مضاد في أعقاب خسارة حلب.

وشن الطيران الحربي الروسي أربع غارات جوية، الأحد، استهدفت مشفى الجامعة وسط مدينة حلب، أسفرت عن سقوط 5 قتلى عسكريين ومدنيين، بالإضافة إلى عدد كبير من الجرحى، وفق ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أشار إلى أن أربعة مدنيين قُتلوا بينهم سيدة وعنصر في الدفاع المدني، إضافةً إلى نحو 50 جريحاً، جراء غارات جوية روسية استهدفت مخيماً للمهجرين في حي الجامعة بمدينة إدلب.