سبيل غصوب: ذهبت للبحث عن تاريخ عائلتي في قبو البيت الباريسي

«بيروت على السين» فتحت باب جائزة «غونكور» لمرشح لبناني شاب

سبيل غصوب (تصوير: باتريس نورمان)
سبيل غصوب (تصوير: باتريس نورمان)
TT

سبيل غصوب: ذهبت للبحث عن تاريخ عائلتي في قبو البيت الباريسي

سبيل غصوب (تصوير: باتريس نورمان)
سبيل غصوب (تصوير: باتريس نورمان)

من المفاجآت غير المتوقعة، فوز الكاتب اللبناني - الفرنسي، الشاب سبيل غصوب (33 عاماً)، في تصفية المرحلة الأولى لجائزة «غونكور» الأدبية الرفيعة، عن روايته «بيروت على السين»، الصادرة عن «دار ستوك» في باريس. وتضم اللائحة 15 اسماً، يعلن عن اختيار 4 من بينها في شهر 25 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وللمصادفة أن ذلك سيكون في بيروت هذه السنة، ضمن «مهرجان كتب بيروت»، الذي ينظمه «المعهد الفرنسي» في لبنان، بديلاً عن «معرض الكتاب الفرنكوفوني» المعتاد، ويحضره ما يقارب 50 كاتباً بالفرنسية. أما اسم الفائز النهائي في «غونكور»، أرقى جائزة أدبية فرنسية، فيعلن عنه يوم الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
لكن غصوب يقول، إنه بكى، حين علم باختياره، وبكت أمه معه التي كانت مع والده في لبنان، وأعلمها بالنبأ عبر الهاتف. فالقصة هي قصتها مع زوجها الكاتب قيصر غصوب، وتلك الرحلة إلى باريس للدراسة عام 1975 التي تحولت إلى هجرة قسرية بسبب الحرب التي اشتعلت، ويبدو أنها لم تنته إلى الآن. لم يتمكن الزوجان، رغم محاولاتهما الحثيثة، من تحقيق رغبتهما في العودة النهائية، وبقيت غصة البعد عن الوطن متأججة، حملها الابن، كمن يمسك جمراً. يقول سبيل غصوب لـ«الشرق الأوسط»: «أردت هذا الكتاب، تحية لوالديّ، ولكن أيضاً وددت أن أفهم من خلاله ما عاشاه أثناء سنوات الحرب، وهما في فرنسا، بعيدان عن عائلتيهما. بماذا كانا يفكران؟ كيف اجتازا تلك السنوات الصعبة؟ هذا الجزء من حياتهما، بقي طي الكتمان، لأنهما لزما حياله الصمت التام. أردت أن أفهم، أن أدعهما يتحدثان، يرويان، تلك التجربة التي لا أعرف عنها شيئاً».

اللغة والمنفى

تبدأ رواية «بيروت سور سين» أو «بيروت على السين» بعبارة من الأب الذي يقول لولده «تريدني أن أروي لك قصة حياتي بالعربية أم بالفرنسية؟» طلب الابن من والديه أن يتكلما. هو لا يعرف عما عليه أن يسأل. بل هو يفضل أن يدعهما يسترسلان كيفما شاءا. فالأمر في غاية الحساسية، وهو لا يريد أن يتسبب لهما بألم هما بغنى عنه. يرتبكان صحيح، لكن الكلام يجرّ الكلام، وتنساب خيوط الحكاية.
يقول غصوب في حديثه معنا «كان والداي يبكيان أحياناً، ويضحكان أحياناً أخرى، وهما يقصان مسار حياتهما». والحقيقة، أن الكتاب بقدر ما يمكن أن يبعث الحزن في النفس، مكتوب بأسلوب ساخر وظريف، يعكس روح النكتة داخل عائلة فكهة، نعيش معها يومياتها، وتقلباتها. ولا يتوانى الكاتب عن تطعيم جمله ببعض العبارات اللبنانية، حين يرى ذلك أدعى لإعطاء الجمل هويتها ونكهتها.
ندخل في حميمات الأسرة، الوالد الشاعر، المسرحي، الصحافي، الأم التي تعمل في غاليري للفن، وتنقل لأبنائها هذا الشغف بأرض الأجداد، بمسلكها، بالوجبات اللبنانية، وشتلات زرعتها على بلكونتها الصغيرة، بمجموعات «الواتساب» التي تضم واحدتها أكثر من 100 شخص من العائلة، تبقى على تواصل معهم، رغم الهجرة والشتات.

اختلاط الخاص بالعام روائياً

القصة تخرج من العائلي لتختلط فيها تعقيدات التركيبة السياسية اللبنانية، وبشاعة الانقسامات الآيديولوجية، من خلال قريب يقاتل من أجل استعادة فلسطين، وقريب ثانٍ، من جهة أخرى يقاتل مع «حزب الكتائب»، ولا يرى عدواً خطراً من الفلسطينيين على بلده. جزء من العائلة في باريس، بينما جزء آخر يقرر أن يعيش الحرب في لبنان. ثم تأخذنا القصة إلى امتداد هذه الصراعات إلى فرنسا نفسها، والانفجارات المتفرقة التي شهدتها باريس في الثمانينات من القرن الماضي، حيث يبدو أن الحرب تطارد العائلة وتحاصرها حتى في مهجرها. باستثناء دروس الوالد في اللغة العربية التي بقيت ثقيلة على القلب، انتظر غصوب إقامته في لبنان، ليتعلم جيداً، ما كان صعباً من دون مراس.
هذا هو العمل الثالث لسبيل غصوب، وجميعها تدور حول لبنان. بعد رواية «بيروت بين قوسين» و«الأنف اليهودي»، جاءت «بيروت على السين»؛ مما يستدعي السؤال حول سبب تركيز الكاتب على لبنان، رغم أنه مولود في فرنسا، وعاش وتعلم هناك؟ يقول «عاش والداي عمرهما كله في فرنسا، وهما ينتظران العودة إلى لبنان، لكن ذلك الحلم لم يتحقق. نقلا إلى هذه الرغبة الجارفة، حملتها في نفسي كما فيروس، لا أستطيع الفكاك منه. علينا إذن، أن نصلح البلد لنتمكن من العودة إليه، لعلنا بالكتابة نفهم أكثر، نتمكن من فعل شيء». ولكن هل ستستمر في الكتابة عن لبنان؟ «كل ما أعرفه أن كتبي الثلاثة المقبلة، لن تكون عن لبنان، ولكنه سيكون حاضراً في شخصية، في فصل أو مقطع، وليس المحور الرئيس».

البساطة سرّ الدماثة

قصة «بيروت على السين» سحرها، في بساطتها، في التفاصيل الحميمة الدافئة لعائلة لبنانية، التي يقصها الابن/الراوي، ليحدثنا عن مأكلها، مزاحها، قلقها، رغباتها، وقوتها في التغلب على سوداويتها. هي تفاصيل جمعها غصوب على مدار سنوات، من مصادر متعددة. فما باح به الوالدان، وسجله الابن من أحاديث على مدار ست سنوات، مع أنه كثير، لم يكفه وحده. يذكر لنا «ذهبت للبحث عن حكاية عائلتي في قبو المبنى الذي يسكنون فيه. هناك حيث يحتفظون بالكتب والصور والصحف والأوراق والرسائل، قضيت وقتاً طويلاً أنبش عن حكاية أهلي، التي هي أيضاً حكاية لبنانيين كثر. حملت نحو 20 صندوقاً كبيراً من القبو إلى بيتي، أنظر حولي، لا أعرف ما أفعل بكل هذا الأرشيف، الذي يحيط بي، طوال الوقت. هل معرض؟ هل كتاب؟».
حين حلت ثورة 17 أكتوبر (تشرين الأول) عام 2019 في لبنان، ركب سبيل الطائرة مسرعاً إلى لبنان، ليكتب، ليشارك ويرى بأم العين ما يحدث. رجع بعد عشرين يوماً إلى باريس، وفي نيته تأليف كتاب عن مشاهداته وتجربته هذه. عما رأى، لكنه اقتنع في النهاية أنه ليس الشخص المناسب للكتابة في الموضوع. ثمة من يعايشون التطورات عن قرب، أكثر منه. ثم قرر كتابة رواية تحكي ما دار في رأس وليد جنبلاط عندما اغتيل والده وما جال في وجدانه من خواطر بعدها على مدار سنين. يقول غصوب «حين أرسلت ما يزيد على 150 صفحة كتبتها، لأستشير أحد أصدقائي في لبنان، وأعرف رأيه، قال لي: ولماذا تكتب عن هؤلاء السياسيين الذين دمروا حياتنا ولا يزالون؟ لنحكِ قصتنا نحن، لا قصصهم هم. حينها فكرت بأهلي، وكيف تألموا وهم يتابعون الحرب الأهلية عن بعد، تماماً، كما كنت أعتصر وأنا أتابع الثورة على مسافة من لبنان».

ماذا أكتب في ظل الثورة؟

شرع حينها، في كتابة قصة شاب، يكتشف الحرب من خلال الأهل ورواياتهم، ويكون بفضل حكاياهم روايته الذاتية. «نحو ثلاث سنوات وأنا أجري مقابلات مع والدي وأسجل. تركت لهما حرية الكلام عما يريدانه، والسكوت عما يحبان الاحتفاظ به». «شخصياً لم أكن أرغب في كتابة نص درامي، حزين، يثقل القلب، بل على العكس، أردت للفيلم، أن يكون ظريفاً مضحكاً ومسلياً، وقد بذلت جهداً كبيراً لأجل ذلك».
كم هائل من المعلومات، عشرات الساعات من المقابلات، كل تفصيل يبدو غالياً ومهماً من الصعب الاستغناء عنه، لكن في النهاية، كان لا بد من الاختيار. «أكتب بالفرنسية، وعليّ أن، آخذ في عين الاعتبار، أن القارئ الفرنسي، لا يملك بالضرورة كل الخلفيات التي لدي. بعد أن كتبت الرواية وضمنتها معلومات عن مختلف الميليشيات التي تواجدت أثناء الحرب، طلب مني ناشري أن أحذفها، وأبسّط الفكرة».

الواقع والتخييل

يصرّ سبيل غصوب، على أن يصف عمله بأنه رواية، رغم أنه في بداية الكتاب، يعرفنا بشخصياته، كل أفراد العائلة في القصة يحتفظون بأسمائهم الحقيقية، نقع عن وقائع نعرف أنها حدثت بالفعل، أسماء شوارع، شخصيات معروفة كما جورج إبراهيم عبد الله. أين التخييل في «بيروت على السين»؟ نقرأ مثلاً عن علاقة الصداقة التي ربطت الوالد بالرسام الراحل شفيق عبود في باريس، عن الشاعر جوزف حرب الذي كان إلى جانب الوالد يوم زفافه. في رأي سبيل «بقدر ما أوهم القارئ بأنني أنقل له الواقع، وأغريه بأن يصدقني، أكون قادراً على أن أفعل ما أشاء، أن أملأ المساحات التي أريد بالخيال، والحس الروائي. وأنا أحب أن ألعب هذه اللعبة». هي رواية إذن؛ لأنك مُحال أن تتمكن من رواية الواقع، لأن لكل طريقته في رؤية الحقيقة، وقص الحكاية، «والحرب، كل فيها يقدم روايته الخاصة حولها، بحيث تتعدد الروايات بتعدد النصوص».
لم يصدّق سبيل، أن روايته اختيرت بين الروايات الـ15على لائحة «غونكور»، صحيح أن الأسماء ستخضع للغربلة، وأن المنافسة قوية وليست بسهلة، لكن يكفي أن يكون في مثل هذا العمر الصغيرة، وتكون روايته عن لبنان، ويتم اختيارها لجائزة فرنسية أدبية مرموقة، لا، بل هي الأهم أدبياً.
إن لم يصل سبيل إلى «غونكور»، فلا بأس أيضاً أن يفوز بـ«غونكور» الطلبة التي يتم التصويت عليها في المدارس الثانوية، بعد قراءة النصوص التي اختارتها اللجنة. سبيل غصوب، فاز على أي حال، فهذا الاختيار، لفت الأنظار إلى موهبة صاعدة. «الجائزة أهميتها، أنها تزيد من مبيع الكتاب، وتمنحني الراحة المادية التي تفسح لي فرصة الكتابة، دون الحاجة إلى البحث عن تمويل».


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

رغم المرض... سيليون ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
TT

رغم المرض... سيليون ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)

لم يمنع المرض النجمة العالمية سيلين ديون من إحياء افتتاح النسخة الـ33 من الألعاب الأولمبية في باريس، مساء الجمعة، حيث أبدعت في أول ظهور لها منذ إعلان إصابتها بمتلازمة الشخص المتيبس.

وأدت المغنية الكندية، الغائبة عن الحفلات منذ 2020، أغنية «L'hymne a l'amour» («نشيد الحب») لإديت بياف، من الطبقة الأولى لبرج إيفل.

ونجحت الفنانة الكندية رغم أزمتها الصحية الأخيرة في مواصلة شغفها كمغنية عالمية، كما أثارث النجمة البالغة من العمر 56 عاماً ضجة كبيرة بين معجبيها في عاصمة الأنوار هذا الأسبوع الحالي، حيث شوهدت محاطة بمعجبيها.

وتعاني ديون بسبب هذا المرض النادر، الذي يسبب لها صعوبات في المشي، كما يمنعها من استعمال أوتارها الصوتية بالطريقة التي ترغبها لأداء أغانيها.

ولم يشهد الحفل التاريخي في باريس عودة ديون للغناء المباشر على المسرح فقط، بل شمل أيضاً أداءها باللغة الفرنسية تكريماً لمضيفي الأولمبياد.

وهذه ليست أول مرة تحيي فيها سيلين ديون حفل افتتاح الأولمبياد، إذ أحيته من قبل في عام 1996، حيث أقيم في أتلانتا في الولايات المتحدة الأميركية.

وترقبت الجماهير الحاضرة في باريس ظهور ديون، الذي جاء عقب أشهر عصيبة لها، حين ظهر مقطع فيديو لها وهي تصارع المرض.

وأثار المشهد القاسي تعاطف عدد كبير من جمهورها في جميع أنحاء المعمورة، الذين عبّروا عبر منصات التواصل الاجتماعي عن حزنهم، وفي الوقت ذاته إعجابهم بجرأة سيلين ديون وقدرتها على مشاركة تلك المشاهد مع العالم.

وترتبط المغنية بعلاقة خاصة مع فرنسا، حيث حققت نجومية كبيرة مع ألبومها «دو» («D'eux») سنة 1995، والذي تحمل أغنياته توقيع المغني والمؤلف الموسيقي الفرنسي جان جاك غولدمان.

وفي عام 1997، حظيت ديون بنجاح عالمي كبير بفضل أغنية «My Heart will go on» («ماي هارت ويل غو أون»)، في إطار الموسيقى التصويرية لفيلم «تايتانيك» لجيمس كامرون.