إسرائيل توسع عملياتها في الضفة وتنفذ اعتقالات في القدس

استباقاً لتدهور محتمل في الأعياد اليهودية... وتحذير أممي من فقدان السيطرة

مواجهة بين فلسطينيين وجنود إسرائيليين قرب الخليل، أمس (إ.ب.أ)
مواجهة بين فلسطينيين وجنود إسرائيليين قرب الخليل، أمس (إ.ب.أ)
TT

إسرائيل توسع عملياتها في الضفة وتنفذ اعتقالات في القدس

مواجهة بين فلسطينيين وجنود إسرائيليين قرب الخليل، أمس (إ.ب.أ)
مواجهة بين فلسطينيين وجنود إسرائيليين قرب الخليل، أمس (إ.ب.أ)

تستعد إسرائيل لتطبيق سلسلة من الخطط ستوسع معها عملياتها في مدن الضفة الغربية، مع التركيز على نابلس وجنين شمالاً، قبل بدء الأعياد اليهودية نهاية الشهر الحالي.
وفي ظل عمل الجيش المتواصل في الضفة، أعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها بادرت إلى القيام ببضع خطوات لمنع تصاعد أمني مع اقتراب الأعياد اليهودية. ومن بين الخطوات تنفيذ اعتقالات احترازية وإصدار أوامر إبعاد عن الحرم القدسي والقدس.
وقالت مصادر في الشرطة والأوقاف الإسلامية إن كلا الطرفين يكثفان الاتصالات والتعاون فيما بينهما للحيلولة دون تصعيد الأوضاع في الأقصى المبارك.
وكان وزير الأمن الداخلي عومر بار ليف قد عقد جلسة بحضور مسؤولين كبار من الأجهزة الأمنية والشرطة، واستمع إلى تحذير من مغبة أن ينتشر التصعيد في الضفة إلى داخل إسرائيل وخصوصاً إلى منطقة القدس.
وجاءت الخطوات الإسرائيلية في ظل تقديرات متصاعدة بأن الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية ستتدهور مع دخول الأعياد اليهودية، وهو ما سيضطر إسرائيل إلى توسيع عملياتها في شمال الضفة الغربية، خصوصاً بعدما اتضح لإسرائيل أن أحد منفذي عملية الجلمة الأسبوع الماضي هو ضابط في الأمن الفلسطيني.
وذكرت وسائل إعلام عبرية أمس السبت أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تشعر بالقلق أكثر مع زيادة مشاركة عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية في العمليات المسلحة.
وأشارت قناة «ريشت كان» العبرية، إلى أن هناك قلقاً إسرائيلياً أيضاً من تصدي عناصر الأجهزة الأمنية للقوات الإسرائيلية التي تقوم بنشاطات عسكرية في مدن الضفة الغربية. أضافت أنه «خلال العملية في كفر دان قرب جنين يوم الخميس والتي قتل فيها الفتى عدي صلاح، أصيب فلسطيني آخر كان مسلحاً ويطلق النار على القوات الإسرائيلية، وتبين أنه عنصر في أجهزة الأمن الفلسطينية وحالته خطيرة».
وبحسب القناة، فإن «مدير شرطة جنين سائد زهران شارك في جنازة التشييع الخاصة بالطفل»، معتبرة ذلك «مؤشراً على توجه جديد لدى عناصر السلطة الفلسطينية رغم أنه لا توجد تعليمات بذلك من قبل كبار المسؤولين».
ولفتت القناة إلى أن «هذه المشاركة ليست الأولى، خصوصاً أنه اعتقل وأصيب عدد آخر من عناصر الأمن الفلسطيني في حوادث مماثلة مؤخراً، كما أن أحمد عابد أحد منفذي عملية الجلمة عنصر في جهاز الاستخبارات الفلسطينية».
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد قد اعتبر «أن حقيقة أن أحد المسلحين المتورطين في قتل ضابط في الجيش الإسرائيلي فجر الأربعاء هو عنصر في أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية يُعتبر تصعيداً»، ملمحاً إلى أن الحادثة تمثل فقداناً للسيطرة من قبل السلطة الفلسطينية.
والاتهامات المتزايدة للسلطة جاءت في وقت لم تتجاوب فيه مع ضغوط إسرائيلية للعمل ضد المسلحين في شمال الضفة.
وكنوع من الضغط الإضافي، قرر الجيش الإسرائيلي تشديد إجراءات التعامل مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية، بما في ذلك اعتقال أي مشتبه فيه أو ناشط في هذه الأجهزة من دون التنسيق مع الفلسطينيين. ومع هذا التصعيد، أعرب منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، عن القلق البالغ إزاء تدهور الوضع والخسائر اليومية غير المقبولة في الأرواح في الضفة الغربية المحتلة.
وحذر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، من مغبة «خروج الوضع عن السيطرة». وقال في المؤتمر الصحافي اليومي من المقر الدائم في نيويورك، نقلاً عن وينسلاند في سلسلة تغريدات عبر حسابه على موقع «تويتر»، إنه «لا يمكن أن يكون هناك رابحون إذا استمر العنف الحالي في التصعيد».
وأشار إلى أن المدنيين يستمرون في دفع ثمن الفشل السياسي. وتابع «أن العنف واستخدام القوة لا يؤديان إلا إلى إدامة الأزمة، وينبغي أن يتوقف ذلك، ونحن نعمل مع جميع الأطراف المعنية للحد من التوترات على الفور».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

الجيش الإسرائيلي يعلن «تطويق» جباليا في شمال قطاع غزة

فلسطينيون يفحصون أنقاض مسجد شهداء الأقصى في دير البلح بعدما تعرض للتدمير في غارة إسرائيلية (إ.ب.أ)
فلسطينيون يفحصون أنقاض مسجد شهداء الأقصى في دير البلح بعدما تعرض للتدمير في غارة إسرائيلية (إ.ب.أ)
TT

الجيش الإسرائيلي يعلن «تطويق» جباليا في شمال قطاع غزة

فلسطينيون يفحصون أنقاض مسجد شهداء الأقصى في دير البلح بعدما تعرض للتدمير في غارة إسرائيلية (إ.ب.أ)
فلسطينيون يفحصون أنقاض مسجد شهداء الأقصى في دير البلح بعدما تعرض للتدمير في غارة إسرائيلية (إ.ب.أ)

أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، أن قواته «تطوق» منطقة جباليا في شمال قطاع غزة بعد تقييم يفيد بأن حركة «حماس» تعيد بناء قدراتها هناك بعد أشهر من القتال والغارات الجوية.

وأوضح الجيش الإسرائيلي، في بيان: «استكملت الفرق القتالية للواءي 401 و460 تطويق المنطقة وتواصل العمليات فيها»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، في منشور عبر منصة «إكس»: «بدأت قوات الفرقة 162 الليلة الماضية العمل في منطقة جباليا بعد ورود معلومات استخبارية مسبقة وبعد تقييم وضع مستمر، وأعمال القوات في الميدان التي دلت على وجود مخربين وبنى إرهابية في المنطقة إلى جانب محاولات لترميم بنى إرهابية من قبل (حماس)».

مشيراً إلى أنه «قبل بداية العملية هاجمت قوات سلاح الجو عشرات الأهداف العسكرية لمساندة القوات المناورة ومن بينها مستودعات أسلحة وبنى تحت أرضية وخلايا مخربين وبنى عسكرية إضافية».

بينما أعلن المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، عن تنفيذ عدة غارات على جباليا طوال الليل، مما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا.

وتخوض الفصائل الفلسطينية، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، اشتباكات ضارية مع القوات الإسرائيلية في شمال قطاع غزة.

وذكر المركز الفلسطيني للإعلام، الأحد، أن «اشتباكات ضارية تخوضها المقاومة مع قوات الاحتلال في المحاور الشرقية من جباليا وفي مخيم جباليا شمال قطاع غزة».

واستهدفت القوات الإسرائيلية جباليا بشكل منتظم منذ بدء الحرب في غزة، مما دفع الكثير من سكانها إلى النزوح.

واندلعت الحرب في قطاع غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، إثر هجوم غير مسبوق شنته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل.

وأدت الحرب التي بدأتها إسرائيل على قطاع غزة عقب الهجوم إلى مقتل أكثر من 41 ألف شخص، وإصابة نحو 100 ألف جريح منذ 7 أكتوبر 2023، وتدمير واسع النطاق لقطاع غزة.