طلاب في ريف درعا الغربي يحتجون على تردي الخدمات التعليمية

جانب من احتجاجات الطلاب في مدينة طفس بريف درعا الغربي قبل أيام (شبكة «درعا 24»)
جانب من احتجاجات الطلاب في مدينة طفس بريف درعا الغربي قبل أيام (شبكة «درعا 24»)
TT

طلاب في ريف درعا الغربي يحتجون على تردي الخدمات التعليمية

جانب من احتجاجات الطلاب في مدينة طفس بريف درعا الغربي قبل أيام (شبكة «درعا 24»)
جانب من احتجاجات الطلاب في مدينة طفس بريف درعا الغربي قبل أيام (شبكة «درعا 24»)

شهدت مدينة طفس بريف درعا الغربي وقفة احتجاجية على تردي واقع المدارس والخدمات التعليمية في المنطقة، شارك فيها عدد من الأهالي وطلاب المدارس من مختلف المراحل التعليمية، تحت شعار «من حقي أن أتعلم». ورفع مشاركون في الاحتجاج لافتات تدين الواقع الخدمي والتعليمي السيئ في المنطقة، وطالبوا بحق المنطقة في التعليم، كبقية تلاميذ سوريا. كما رفع بعض المحتجين شعارات تندد بوزير التربية السوري، دارم طباع، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومدير تربية درعا، منهل العمارين.
وقال أحد المدرسين في ريف درعا الغربي لـ«الشرق الأوسط» إن الوقفة الاحتجاجية جاءت نتيجة التهميش للمدارس، ورفضاً لواقع العملية التعليمية في مناطق ريف درعا الغربي، خصوصاً في مدينة طفس، مشيراً إلى أن خدمات مديرية التربية مقطوعة منذ سنوات عن المنطقة، وأهمها ترميم المدارس المدمَّرة، سواء بشكل كلي أو جزئي، إضافة إلى النقص الحاد في المستلزمات الأساسية للعملية التعليمية من مقاعد وأدوات لوجيستية أخرى، ونقص الكوادر التعليمية.
وأضاف أن مدينة طفس تحتوي على 19 مدرسة لجميع مراحل التعليم الابتدائية والإعدادية والثانوية، وتعتبر مدارس التعليم الابتدائي أكثر المدارس التي تعاني التهميش وتحتاج إلى ترميم وصيانة كاملة، موضحاً أن هناك «جيلاً كاملاً من التلاميذ في المرحلة الابتدائية في خطر، فالظروف المعيشية والاقتصادية والمادية والأمنية أبعدت كثيرين عن مقاعد الدراسة، لكن من غير المنطقي أن يكون تهميش الحكومة للمدارس سبباً في إبعاد التلاميذ عن المدرسة. التلاميذ يحتاجون إلى بيئة وجو ملائم لتلقي العملية التعليمية. وحتى المدرسون بحاجة لمثل هذا الجو كي يتمكنوا من غرس حب الوطن في نفوس التلاميذ، وإيصال الشعور لهم بأن الوطن يهتم بهم وبتعليمهم، بدلاً من شعورهم بتهميش الوطن لهم». وقال: «لا بد للجيل الجديد أن ينشأ ولديه ثقة بالوطن بعد حالة الحرب والظروف القاهرة التي يراها في المجتمع»، داعياً جميع الأطراف إلى «فصل التعليم عن السياسة»، باعتبار مناطق ريف درعا الغربي ومدينة طفس من مناطق التسويات جنوب سوريا التي كانت مناطق تسيطر عليها المعارضة قبل عام 2018، واستمرت في تمردها على قوات الحكومة السورية بعد اتفاق التسوية.
وأشار المدرّس إلى أن مدير التربية في درعا، منهل العمارين، أجرى، قبل عام، جولة ميدانية، واطلع على واقع المدارس في مدينة طفس، ورافقه حينها وفد من الشرطة العسكرية الروسية، ووثقت حينها مديرية التربية واقع المدارس وحاجتها للصيانة، ووعد مدير التربية آنذاك بمعالجة وضع الأبنية المدرسية، وإصلاحها، وسد نقص الكوادر التعليمية، والالتزام بالخطة الدراسية.
لكن المصدر نفسه أكد أن هذه الوعود لم تُنفّذ في جميع مدارس المدينة؛ فقد جرت ورش قامت ببعض الإصلاحات في المدارس الثانوية والإعدادية، ولكنها ما زالت تعاني مشكلات لوجيستية ونقصاً في وسائل التعليم الحديثة، كما أن هناك حاجة لترميم المدارس بشكل جيد يليق بالعملية التعليمية، بحسب المدرّس نفسه.
وفي الإطار ذاته، قال أحد المدرسين، بمنطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي، إن الوقفة الاحتجاجية «منظر حضاري يسمح للطلاب بالتعبير عن حاجتهم للتعليم، وتحسين واقعهم التعليمي»، ولفت إلى تأخُّر وصول الكتب التعليمية، رغم مرور أسابيع على بداية العام الدراسي الجديد.
وأضاف أن العديد من المدارس في قرى ومدن ريف درعا الغربي متضررة بشكل كبير بفعل العمليات العسكرية التي عانت منها المنطقة، متهماً الحكومة السورية بأنها لم توفّر الخدمات لمناطق ريف درعا الغربي، رغم أنها استعادت السيطرة عليها منذ عام 2018.
في المقابل، قال مصدر حكومي إن عملية ترميم المدارس جنوب سوريا تشارك فيها جهات عدة، بينها منظمات من المجتمع المدني تتلقى مشاريع للقيام بإصلاحات وعمليات ترميم من مديرية التربية التابعة للحكومة السورية، لافتاً إلى أنه في العادة تتم دراسة كل حالة على حدة، لتحديد حاجة كل مدرسة للترميم والإصلاح، وهذا الأمر يرتبط بعدد الطلاب الذين يتم استيعابهم في المدرسة، وكمية الأضرار والميزانية المتوفرة للإصلاح. وقال إنه يتم تفضيل المناطق النائية التي تفتقر للمدارس على المناطق التي تتوافر فيها مدارس ما زالت قادرة على استكمال العملية التعليمية، أو تكون أقل تعرضاً للضرر من غيرها من المؤسسات التعليمية.
وأشار المصدر إلى أن متطلبات العملية التعليمية في محافظة درعا كثيرة، كونها من المحافظات التي شهدت سنوات طويلة من الحرب التي دمرت البنى التحتية فيها.
وأوضح أن العديد من أبناء المحافظة تمكنوا، هذا العام، رغم ظروفهم الصعبة، من إحراز تفوق على مستوى القطر السوري في الشهادات العلمية الثانوية والأساسية، إضافة إلى مشاركة العديد من أبناء المحافظة في مسابقات علمية عالمية.


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر
TT

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر

خلافاً للكثير من القادة الذين عاشوا في الظل طويلا، ولم يفرج عن أسمائهم إلا بعد مقتلهم، يعتبر محمد حيدر، الذي يعتقد أنه المستهدف بالغارة على بيروت فجر السبت، واحداً من قلائل القادة في «حزب الله» الذين خرجوا من العلن إلى الظل.

النائب السابق، والإعلامي السابق، اختفى فجأة عن مسرح العمل السياسي والإعلامي، بعد اغتيال القيادي البارز عماد مغنية عام 2008، فتخلى عن المقعد النيابي واختفت آثاره ليبدأ اسمه يتردد في دوائر الاستخبارات العالمية كواحد من القادة العسكريين الميدانيين، ثم «قائداً جهادياً»، أي عضواً في المجلس الجهادي الذي يقود العمل العسكري للحزب.

ويعتبر حيدر قائداً بارزاً في مجلس الجهاد في الحزب. وتقول تقارير غربية إنه كان يرأس «الوحدة 113»، وكان يدير شبكات «حزب الله» العاملة خارج لبنان وعين قادة من مختلف الوحدات. كان قريباً جداً من مسؤول «حزب الله» العسكري السابق عماد مغنية. كما أنه إحدى الشخصيات الثلاث المعروفة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، مع طلال حمية، وخضر يوسف نادر.

ويعتقد أن حيدر كان المستهدف في عملية تفجير نفذت في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2019، عبر مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما في محلة معوض بضاحية بيروت الجنوبية.

عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت منطقة البسطة في قلب بيروت (أ.ب)

ولد حيدر في بلدة قبريخا في جنوب لبنان عام 1959، وهو حاصل على شهادة في التعليم المهني، كما درس سنوات عدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، وخضع لدورات تدريبية بينها دورة في «رسم وتدوين الاستراتيجيات العليا والإدارة الإشرافية على الأفراد والمؤسسات والتخطيط الاستراتيجي، وتقنيات ومصطلحات العمل السياسي».

بدأ حيدر عمله إدارياً في شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني اللبناني، ومن ثم غادرها للتفرغ للعمل الحزبي حيث تولى مسؤوليات عدة في العمل العسكري أولاً، ليتولى بعدها موقع نائب رئيس المجلس التنفيذي وفي الوقت نفسه عضواً في مجلس التخطيط العام. وبعدها بنحو ثماني سنوات عيّن رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «المنار».

انتخب في العام 2005، نائباً في البرلمان اللبناني عن إحدى دوائر الجنوب.