الجيش الإسرائيلي يؤكد انسحاب ميليشيات إيرانية في سوريا

ترجيح وجود ضغوط أميركية وروسية على طهران

صورة وزعتها «سانا» الرسمية لعملية إصلاح مدرج في مطار دمشق تضرر بغارة إسرائيلية (أ.ب)
صورة وزعتها «سانا» الرسمية لعملية إصلاح مدرج في مطار دمشق تضرر بغارة إسرائيلية (أ.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي يؤكد انسحاب ميليشيات إيرانية في سوريا

صورة وزعتها «سانا» الرسمية لعملية إصلاح مدرج في مطار دمشق تضرر بغارة إسرائيلية (أ.ب)
صورة وزعتها «سانا» الرسمية لعملية إصلاح مدرج في مطار دمشق تضرر بغارة إسرائيلية (أ.ب)

أكد مصدر إسرائيلي رفيع المستوى أنَّ قيادة الجيش والمخابرات الإسرائيلية تدرس ما إذا كان انسحاب الميليشيات الموالية لإيران من مواقع عدة في سوريا هو تكتيك أم إعادة انتشار، أو قرار استراتيجي ناجم عن الضغوط التي تتعرض لها طهران.
وكان هذا المصدر يعقّب على تصريحات نسبت إلى «قائد كبير في الجيش الإسرائيلي» جاء فيها أنَّ الانسحاب كان نتيجة للغارات الجوية وعمليات القصف التي نفذتها القوات الإسرائيلية في السنوات الأخيرة ضد هذه المواقع، في إطار حربها لمنع التموضع العسكري الإيراني في المنطقة.
وقد فوجئ المراقبون بتلك التصريحات؛ خصوصاً أنها جاءت في إطار إحاطة لوسائل الإعلام العبرية؛ حيث إن إسرائيل لا تتحدث عادة بالتفصيل عن غاراتها، وفي غالبية الحالات تمتنع عن الإشارة إليها أو تأكيدها أو نفيها. ومع ذلك، فإن المصدر المذكور لم يستبعد أن يكون انسحاب الميليشيات نتيجة للضغوط الأميركية والروسية على إيران. وقال إن «الأميركيين يتفاوضون مع طهران حول الاتفاق النووي، ويطرحون من آن لآخر اقتراحات صفقات في مجالات أخرى للتعويض عن مغادرتهم المنطقة. والروس من جهتهم يريدون تثبيت نظام بشار الأسد ويرون في نشاط الميليشيات الإيرانية سبباً للغارات الإسرائيلية التي تمس بهيبة النظام في دمشق وتشوش عملية استقراره».
وكان المسؤول الرفيع في الجيش الإسرائيلي قال خلال الإحاطة، مساء الخميس، لوسائل إعلام إسرائيلية، إن الميليشيات المنسحبة تشمل عناصر إيرانية وأخرى تابعة لها، من بينها ميليشيا «حزب الله» اللبناني. وأشار، وفقاً لمراسل هيئة البث الإسرائيلي الرسمية (كان 11)، إلى أن الفصائل الموالية لإيران في سوريا تعرضت لـ«ضربة قوية» بسبب الهجمات الأخيرة التي نُسبت إلى إسرائيل في سوريا. وقال إن الانسحاب تم من مواقع عسكرية في أعقاب الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على مواقع في دمشق وحلب وفي محيط مدينة مصياف في ريف حماة الغربي.
وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أشار إلى أن الجيش الإسرائيلي نفّذ نحو 25 هجوماً في سوريا منذ مطلع العام الجاري، لتضاف إلى مئات، وربما آلاف الغارات والهجمات الصاروخية في سوريا منذ عام 2011، في إطار محاولة منع التموضع الإيراني، ومن دون رد إيراني أو الميليشيات الموالية لها.
وبحسب صحيفة «هآرتس»، فإن رئيس النظام السوري بشار الأسد طلب من الإيرانيين منذ ثلاث سنوات أن يمتنعوا عن شن هجمات ضد إسرائيل من الأراضي السورية، وذلك من أجل «تقليص الاحتكاك مع إسرائيل».
يذكر أنَّ وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس كان قد صرح خلال محاضرته في المؤتمر السنوي لمعهد سياسة مكافحة الإرهاب في جامعة «رايخمان» في هرتسيليا مطلع الأسبوع، بأن الجيش الإسرائيلي «بحاجة إلى مواصلة العمل ضد المؤسسة الإيرانية في سوريا، وضد العناصر الإرهابية الأخرى». وكشف أنَّ إيران تقيم 10 مصانع لصنع أسلحة متطورة في سوريا، وتعمل مؤخراً على إقامة مصانع كهذه في اليمن ولبنان. وقال إن المنشآت العسكرية السورية تُستخدم لتصنيع صواريخ دقيقة التوجيه لصالح «حزب الله» اللبناني وفصائل إيرانية أخرى في المنطقة. ولفت إلى أن هذه المواقع، ومنها مركز البحوث العلمية بالقرب من مدينة مصياف شمال غرب سوريا، تشكل «تهديداً محتملاً للمنطقة ولإسرائيل».


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

شؤون إقليمية الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس (الأربعاء) زيارة لدمشق تدوم يومين واستهلها بجولة محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد تناولت تعزيز العلاقات المتينة أصلاً بين البلدين. وفيما تحدث رئيسي عن «انتصارات كبيرة» حققتها سوريا، أشار الأسد إلى أن إيران وقفت إلى جانب الحكومة السورية مثلما وقفت هذه الأخيرة إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. ووقع الأسد ورئيسي في نهاية محادثاتهما أمس «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد». وزيارة رئيسي لدمشق هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني منذ 13 سنة عندما زارها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

ربع سكان إسرائيل ونحو 40 % من الأطفال يواجهون انعدام أمن غذائي

متظاهرون يرفعون لافتات خلال احتجاجات مناهضة لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب (أرشيفية - أ.ف.ب)
متظاهرون يرفعون لافتات خلال احتجاجات مناهضة لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

ربع سكان إسرائيل ونحو 40 % من الأطفال يواجهون انعدام أمن غذائي

متظاهرون يرفعون لافتات خلال احتجاجات مناهضة لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب (أرشيفية - أ.ف.ب)
متظاهرون يرفعون لافتات خلال احتجاجات مناهضة لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب (أرشيفية - أ.ف.ب)

في وقت جنت فيه البنوك والشركات الكبرى ومصانع الأسلحة في إسرائيل أرباحاً كبيرة، أشار تقرير اقتصادي جديد، الاثنين، إلى أن نحو ربع المواطنين يعيشون في حالة فقر وانعدام أمن غذائي، ونحو 34 في المائة منهم من الأطفال في البلاد (وهم 1.075.500) مليون طفل. ولدى الدخول في التفاصيل يتضح أن غالبية هؤلاء الفقراء هم من المواطنين الذين يعيشون في عائلات كثيرة الأولاد، من العرب (فلسطينيي 48) ومن اليهود المتدينين (الحريديم).

وقد وردت هذه المعطيات في تقرير نشرته منظمة «لاتت»، التي تتابع الأوضاع الاقتصادية الاجتماعية للمواطنين بشكل مستقل عن التقارير الرسمية. وجاء فيها أن الوضع الاقتصادي للأسر التي تدعمها «لاتت» ومنظمات الإغاثة المماثلة، تراجَع لدى 65 في المائة. وأن نحو نصف الأهل الذين يحصلون على المساعدات اضطروا إلى التخلي عن بدائل حليب الأم أو استخدام كمية أقل من الكمية التي أوصي بها، وأن 80 في المائة من الأهل الذين يحصلون على المساعدات لم يكن لديهم المال لشراء ما يكفي من الطعام.

وأكد التقرير أن هذا الوضع ترك أثره حتى على القرارات المتعلقة بصحة المدعومين. وأفاد 86.4 في المائة منهم بأنهم اضطروا إلى التخلي عن المساعدة النفسية، فيما أكد 70.8 في المائة أنهم تخلوا عن شراء الأدوية أو العلاج الطبي اللازم.

وحسب التقرير، يعيش في إسرائيل 2.756.000 مليون شخص فقير، أي 28.7 في المائة من إجمالي السكان، بينهم 1.240.000 مليون طفل، يشكلون 39.6 في المائة من الأطفال. ويحذر التقرير من وجود أسر في الطبقة المتوسطة والمنخفضة خطراً ملموساً من التدهور إلى الفقر. وفي ظل اتساع الأزمة، أفادت 70.9 في المائة من الجمعيات التي تساعد على توفير المواد الغذائية بانخفاض التبرعات العام الماضي.

بالإضافة إلى ذلك، وفقاً للتقرير، ارتفع الحد الأدنى لتكلفة المعيشة الشهرية للأسرة في إسرائيل في العام الماضي بنسبة 6.9 في المائة، بينما في عام 2023 كان الحد الأدنى لتكلفة المعيشة الشهرية لأسرة مكونة من بالغين وطفلين 12.735 شيقل (الدولار الأمريكي يعادل 3.6 شيقل). وفي عام 2024، وصل إلى 13.617 شيقل، وهذا يعني مبلغاً إضافياً قدره 10.500 شيقل لكل أسرة في السنة.

ومن المؤشرات التي تظهر في التقرير أن 84.8 في المائة من العائلات المدعومة تعاني «نقص الطاقة» وتواجه صعوبات في تدفئة المنزل في الشتاء، وتبريده في الصيف، أو أنه لا يمكنها فعل ذلك أبداً. وجرى قطع التيار الكهربائي عن 22.1 في المائة من العائلات المدعومة في السنة الأخيرة، بسبب عدم تسديد حساب الكهرباء.

وفيما يتعلق بالتعليم، أفاد التقرير بأن التحصيل الدراسي تراجع لدى 44.6 في المائة من الأطفال في العائلات المدعومة، بينما هذه النسبة هي 14.1 في المائة لدى إجمالي السكان. وتسرب 22.8 في المائة من الأطفال في هذه العائلات من المدارس، و18.9 في المائة اضطروا إلى الانتقال إلى مدارس داخلية بسبب الضائقة الاقتصادية.

المعروف أن هذه المعطيات لا تعكس بعد تأثير الحرب وتبعاتها على المجتمع الإسرائيلي. ويُتوقَّع أن تزداد الأوضاع الاقتصادية حدةً مع بدء تطبيق الإجراءات الاقتصادية التي أقرتها الحكومة لتسديد تكاليف الحرب الباهظة، التي تقدَّر في الحسابات المتفائلة بأكثر من 200 مليار شيقل، حتى الآن، وهي تشمل زيادة ديون الدولة بنسبة 10 في المائة. ولكي تعوض الحكومة هذه الخسائر قررت إجراء تخفيضات كبيرة في خدمات الدولة وارتفاع كبير في الأسعار وزيادة الضرائب وتجميد الأجور والرواتب. وقد رفضت الحكومة إجراء أي تخفيض في ميزانيات الاستيطان، وأقرَّت زيادة كبيرة في ميزانيات الجيش.