الأزهر يدعو قادة الأديان لتعزيز السلام بـ«خطاب موحد»

المؤسسة تتطلع للتعاون مع الكنيسة الأرثوذوكسية في روسيا

أمين «البحوث الإسلامية» بالأزهر خلال مشاركته بمؤتمر قادة الأديان (المركز الإعلامي لمشيخة الأزهر)
أمين «البحوث الإسلامية» بالأزهر خلال مشاركته بمؤتمر قادة الأديان (المركز الإعلامي لمشيخة الأزهر)
TT

الأزهر يدعو قادة الأديان لتعزيز السلام بـ«خطاب موحد»

أمين «البحوث الإسلامية» بالأزهر خلال مشاركته بمؤتمر قادة الأديان (المركز الإعلامي لمشيخة الأزهر)
أمين «البحوث الإسلامية» بالأزهر خلال مشاركته بمؤتمر قادة الأديان (المركز الإعلامي لمشيخة الأزهر)

دعا الأزهر، قادة الأديان في العالم، إلى «تبني (خطاب واحد) يُعزز قيم المحبة والسلام». في حين تطلع الأزهر إلى «تعزيز التعاون مع الكنيسة الأرثوذوكسية في روسيا لإحلال السلام»، جاء ذلك في ختام أعمال «المؤتمر السابع لزعماء الأديان» الذي عقد بالعاصمة الكازاخية نور سلطان، بمشاركة 100 وفد قادمين من 60 دولة، تحت عنوان «دور قادة الأديان العالمية والتقليدية في التنمية الروحية والاجتماعية للبشرية في فترة ما بعد وباء (كوفيد - 19)».
ووفق إفادة لمشيخة الأزهر (الجمعة)، فقد أكد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الدكتور نظير عياد، إن «وباء (كوفيد - 19) قد حل بالعالم في وقت عصيب، تعاني فيه أكثر الدول من مشكلات اقتصادية كبيرة تتعلق بالطاقة والغذاء والدواء، حيث ألقت التأثيرات السلبية لتلك الجائحة بظلالها على الحالة الروحية والدينية للإنسان»، مؤكداً أن «العالم بحاجة ماسة لمعالجة الآثار الروحية والنفسية التي ورثها الإنسان بعد اجتياح هذا الوباء للعالم»، موضحاً خلال كلمته بمؤتمر زعماء الأديان، أن «من أهم التحديات التي خلفها (كوفيد - 19) غياب البعد الأخلاقي (العادل) في كثير من الأحيان، وتغليب الأطماع الاقتصادية الخاصة، و(الأنانية العنصرية)، على حساب الإنسان وحقه في العيش الكريم، والعلاج الصحي المناسب».
ودعا الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، قادة الأديان حول العالم، إلى «ضرورة التعاون (الجاد) لتجاوز التحديات والعقبات الاجتماعية التي سببها الوباء»، مؤكداً أن «دور المؤسسات الدينية في العالم، يجب ألا يقف عند حدود الإشراف على أداء الشعائر، وإلقاء العظات وفقط؛ بل يجب أن يمتد ليشمل المشاركة (الجادة) في معالجة كل ما يصيب المجتمعات من مشكلات».
وطالب عياد بـ«تأسيس لجنة من قادة وزعماء الأديان، لبحث سبل تعزيز ودعم البعد الأخلاقي والإنساني في الإعلام والصحة والتعليم والسياسة والاقتصاد والأمن، لضمان تحقيق تنمية اجتماعية عادلة بلا تمييز». كما دعا زعماء الأديان لـ«تبني خطط عملية جادة وجديدة، تهدف إلى تحقيق التنمية الروحية والاجتماعية في العالم بالفترة بعد جائحة (كورونا)».
وشدد الدكتور عياد على «تكاتف جهود قادة الأديان لوضع خطط عمل لمناهضة الأفكار الطائفية والعنصرية»، مؤكداً «ضرورة إجراء تعاون عملي وجاد بين قادة وزعماء الأديان للعمل على إصدار تشريعات وقوانين دولية، للحد من ظاهرة التقلبات المناخية التي قد تقف حائلاً ضد كل سبل التنمية المنشودة».
عياد وجّه الدعوة لقادة الأديان إلى «تجاوز كافة الصراعات الجدلية التي قد تؤجج مشاعر (الكراهية والعنف)»، مؤكداً «ضرورة تبني (خطاب واحد) يعزز قيم المحبة والرحمة والسلام».
في غضون ذلك، أشار شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، إلى «تطلع الأزهر للعمل المشترك وتعزيز التعاون مع الكنيسة الأرثوذوكسية في روسيا، من أجل إحلال السلام والأخوة محل (الكراهية والتعصب والحروب)»، لافتاً إلى «انفتاح الأزهر على مختلف المؤسسات الدينية في الشرق والغرب، بما يخدم تعزيز قيم التعايش والأخوة والسلام العالمي»، مشدداً على أن «الوقت الحالي يحتاج إلى مزيد من التضامن والتكاتف لمواجهة التحديات المعاصرة»، جاء ذلك خلال استقبال شيخ الأزهر، بمقر إقامته بنور سلطان (مساء الخميس)، وفداً من الكنيسة الأرثوذوكسية الروسية المشارك في مؤتمر زعماء الأديان، برئاسة رئيس دائرة العلاقات الخارجية بالكنيسة الأرثوذوكسية الروسية المتروبوليتان أنطوني.
ونقل المتروبوليتان أنطوني، تحيات رئيس الكنيسة الأرثوذوكسية الروسية البطريرك كيريل، إلى شيخ الأزهر، مؤكداً أن «البطريرك كيريل مهتم بحوار الأديان، وقد أنشأ مجلساً خاصاً للحوار بين الأديان في الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، يجتمع فيه كل قادة الأديان في روسيا لمناقشة مختلف القضايا والموضوعات ذات الصلة».


مقالات ذات صلة

كاتدرائية نوتردام الفرنسية تتعافى من الحريق... وتكشف عن هيئتها الجديدة للعالم

يوميات الشرق جانب من كاتدرائية نوتردام دو باريس في باريس، بعد ترميمها، 29 نوفمبر 2024 (رويترز)

كاتدرائية نوتردام الفرنسية تتعافى من الحريق... وتكشف عن هيئتها الجديدة للعالم

بعد أكثر من خمس سنوات من أعمال ترميم واسعة، كشفت كاتدرائية نوتردام في العاصمة الفرنسية باريس عن هيئتها الجديدة للعالم اليوم الجمعة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا أعضاء فرع الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية يحضرون اجتماعاً في دير القديس بانتيليمون في كييف يوم 27 مايو 2022 (رويترز)

الأمم المتحدة قلقة من حظر أوكرانيا الكنيسة الأرثوذكسية الروسية

أعلن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أنه يدرس حظر كييف للكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية المرتبطة بروسيا، قائلاً إنه يثير مخاوف جدية بشأن حرية المعتقد.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
آسيا البابا فرنسيس أثناء وصوله إلى مطار سوكارنو هاتا الدولي في جاكرتا (أ.ف.ب)

البابا فرنسيس يصل إلى إندونيسيا في مستهل أطول رحلة خارجية خلال ولايته

البابا فرنسيس يصل إلى إندونيسيا في محطة أولى ضمن جولة له على 4 دول. وتتمحور الزيارة بشكل خاص حول الحوار الإسلامي المسيحي.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
أميركا اللاتينية الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي خلال زيارته إلى القدس 6 فبراير 2024 (أ.ب)

كيف تحول تأييد الرئيس الأرجنتيني لإسرائيل واهتمامه المتزايد باليهودية مصدر قلق لبلاده؟

لقد أظهر الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، وهو كاثوليكي بالميلاد، اهتماماً عاماً متزايداً باليهودية، بل وأعرب حتى عن نيته في التحوّل إلى اليهودية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
آسيا رجال الشرطة يقفون للحراسة مع وصول المسلمين لأداء صلاة الجمعة في مسجد جيانفابي في فاراناسي 20 مايو 2022 (أ.ف.ب)

الهند: قوانين مقترحة للأحوال الشخصية تثير مخاوف المسلمين

من المقرر أن تطرح ولاية هندية يحكمها حزب رئيس الوزراء ناريندرا مودي قوانين الأحوال الشخصية العامة الجديدة المثيرة للجدل والتي ستطبَّق على جميع الأديان.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».