بين الصداقة والتوترات... كيف كانت علاقة الملكة إليزابيث بشقيقتها الوحيدة مارغريت؟

الملكة البريطانية إليزابيث الثانية تجلس الى جانب شقيقتها مارغريت (وسائل إعلام بريطانية)
الملكة البريطانية إليزابيث الثانية تجلس الى جانب شقيقتها مارغريت (وسائل إعلام بريطانية)
TT

بين الصداقة والتوترات... كيف كانت علاقة الملكة إليزابيث بشقيقتها الوحيدة مارغريت؟

الملكة البريطانية إليزابيث الثانية تجلس الى جانب شقيقتها مارغريت (وسائل إعلام بريطانية)
الملكة البريطانية إليزابيث الثانية تجلس الى جانب شقيقتها مارغريت (وسائل إعلام بريطانية)

وُلدت الملكة البريطانية إليزابيث الثانية عام 1926، وكانت الابنة الأولى للملك جورج السادس، وتبعتها بعد أربع سنوات شقيقتها الوحيدة، الأميرة مارغريت، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».
عاشت الفتاتان في «145 بيكاديللي»، خلال الجزء الأول من طفولتهما، قبل الانتقال إلى قصر باكنغهام، عندما أصبح والدهما ملكاً.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1568314546531475460?s=20&t=wk1gRWeZT8Pnv_nkGICXAA
«إليزابيث هي كبريائي. مارغريت هي فرحتي»، هكذا قال والدهما ذات مرة عن ابنتيه، لكن ما رأي الشقيقتين إحداهما في الأخرى؟
* علاقة فريدة
بينما كانت الأميرتان الصغيرتان قريبتين للغاية في طفولتهما، قيل إن لهما شخصيتين مختلفتين تماماً، وكانت إليزابيث الأكبر سناً تهتم بأختها الصغرى المشاغبة.
مثل العديد من الأشقاء، كانت علاقة الملكة والأميرة مارغريت معقدة، وهي حقيقة تضخمت وسط الاختلاف في المكانة بين المرأتين، الذي توطد مع تتويج إليزابيث ملكة عام 1953.
رغم أن هذا جعل الأميرة مارغريت واحدة من رعايا إليزابيث؛ فقد ورد أن الشقيقتين تتمتعان «بالحب والصداقة والتواطؤ الذي كان مثيراً للإعجاب»، وفقاً لرينالدو هيريرا، صديق العائلة المالكة الذي وقال: «لم أسمع أبداً الأميرة مارغريت تشير إلى الملكة علناً على أنها أي شيء سوى الملكة؛ في السر، كانت تناديها (ليليبت)، لقبها منذ الطفولة، أو ببساطة (أختي)».
حتى بعد تتويج الملكة، اشتهرت هي والأميرة مارغريت عن طريق خط هاتفي مباشر يربط المرأتين بين مسكن كل منهما في قصر باكنغهام وقصر كنسينغتون، حيث ورد أنهما تحادثتا يومياً.
بينما كانت الملكة الشابة متجهة إلى حياة واجب وتفانٍ لبلدها، لم يكن لدى مارغريت مثل هذه الالتزامات.

* بعض التوترات
منذ الخمسينات فصاعداً، أصبحت الأميرة مارغريت من أشهر الشخصيات الاجتماعية في العالم، وتشتهر بحبها للحفلات والأزياء والرومانسية. اشتهرت بأنها وقعت في حب الكابتن بيتر تاونزند، الذي كان مُطلّقاً، مما يعني أنه لم يُسمح لهما بالزواج في كنيسة إنجلترا التي كانت الملكة ترأسها.
بينما تم حض الشابة على الانتظار حتى تبلغ 25 عاماً حيث لا تعود بحاجة إلى إذن الملكة للزواج، واجه بيتر والأميرة عقبات داخل النظام الملكي وتدقيق مكثف من وسائل الإعلام. ونتيجة لذلك، أصدرت مارغريت بياناً أكد فيه أن خطبتها قد فُسخت، وأنهما قررا عدم الزواج.
البيروقراطية والاهتمام المحيط بعلاقة الزوجين ودور الملكة في هذا بلا شك وضعت علاقة الشقيقتين تحت ضغط وتوتر كبيرين.
تزوجت الأميرة مارغريت من المصوِّر أنتوني أرمسترونغ جونز، وأنجبت منه طفلين، ديفيد وسارة، قبل الطلاق عام 1978. وأثار الطلاق الكثير من الدعاية السلبية، وتميز العقدان الأخيران من حياتها بالوعكات الصحية، فأصيبت بثلاث سكتات دماغية بين عامي 1998 و2001، وتوفيت في 9 فبراير (شباط) 2002، بعد إصابتها بجلطة دماغية رابعة، عن عمر يناهز 71 عاماً.

* رابطة أساسية
رغم الاختلافات بينهما، فإن المرأتين تشتركان في «رابطة أولية أساسية» وفقاً لكاتب السيرة أندرو مورتون الذي كتب في «إليزابيث ومارغريت: العالم الحميم للشقيقتين وندسور»: «طيلة حياتهما تميزت إليزابيث ومارغريت بالاختلاف. الأخت الحكيمة الأكبر سناً تتطابق مع الأخت الصغيرة التي تسبب المشكلات».
وكشفت الملكة التي لم تذرف الدموع في جنازة زوجها الأمير فيليب عام 2021 مشاعر نادراً ما تظهر علناً، في جنازة أختها «الحبيبة».
كتب رينالدو هيريرا: «أعتقد أنها المرة الوحيدة التي يرى فيها أي شخص الملكة تُظهر مشاعرها في الأماكن العامة... لا تشرح أبداً أي شيء للعالم، ما تشعر به أو لماذا تفعل ما تفعله، الأمر جزء من عظمتها».


مقالات ذات صلة

شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

العالم شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

أعلنت شرطة لندن، الثلاثاء، توقيف رجل «يشتبه بأنه مسلّح» اقترب من سياج قصر باكينغهام وألقى أغراضا يعتقد أنها خراطيش سلاح ناري إلى داخل حديقة القصر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق شاشة لتوفير خصوصية خلال اللحظة الأهم في تتويج الملك تشارلز

شاشة لتوفير خصوصية خلال اللحظة الأهم في تتويج الملك تشارلز

قال قصر بكنغهام وصناع شاشة جديدة من المقرر استخدامها خلال مراسم تتويج الملك تشارلز الأسبوع المقبل إن الشاشة ستوفر «خصوصية مطلقة» للجزء الأكثر أهمية من المراسم، مما يضمن أن عيون العالم لن ترى الملك وهو يجري مسحه بزيت. فالشاشة ثلاثية الجوانب ستكون ساترا لتشارلز أثناء عملية المسح بالزيت المجلوب من القدس على يديه وصدره ورأسه قبل وقت قصير من تتويجه في كنيسة وستمنستر بلندن في السادس من مايو (أيار) المقبل. وقال قصر بكنغهام إن هذه اللحظة تاريخيا كان ينظر إليها على أنها «لحظة بين الملك والله» مع وجود حاجز لحماية قدسيته.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم استقالة رئيس هيئة «بي بي سي» على خلفية ترتيب قرض لجونسون

استقالة رئيس هيئة «بي بي سي» على خلفية ترتيب قرض لجونسون

قدّم رئيس هيئة «بي بي سي» ريتشارد شارب، أمس الجمعة، استقالته بعد تحقيق وجد أنه انتهك القواعد لعدم الإفصاح عن دوره في ترتيب قرض لرئيس الوزراء آنذاك بوريس جونسون. وقال شارب، «أشعر أن هذا الأمر قد يصرف التركيز عن العمل الجيد الذي تقدّمه المؤسسة إذا بقيت في المنصب حتى نهاية فترة ولايتي». تأتي استقالة شارب في وقت يتزايد التدقيق السياسي في أوضاع «بي بي سي».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

أكد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»، اليوم (الثلاثاء)، أنه يتعين على البريطانيين القبول بتراجع قدرتهم الشرائية في مواجهة أزمة تكاليف المعيشة التاريخية من أجل عدم تغذية التضخم. وقال هيو بيل، في «بودكاست»، إنه مع أن التضخم نجم عن الصدمات خارج المملكة المتحدة من وباء «كوفيد19» والحرب في أوكرانيا، فإن «ما يعززه أيضاً جهود يبذلها البريطانيون للحفاظ على مستوى معيشتهم، فيما تزيد الشركات أسعارها ويطالب الموظفون بزيادات في الرواتب». ووفق بيل؛ فإنه «بطريقة ما في المملكة المتحدة، يجب أن يقبل الناس بأن وضعهم ساء، والكف عن محاولة الحفاظ على قدرتهم الشرائية الحقيقية».

«الشرق الأوسط» (لندن)
«التنمر» يطيح نائب رئيس الوزراء البريطاني

«التنمر» يطيح نائب رئيس الوزراء البريطاني

قدّم نائب رئيس الوزراء البريطاني، دومينيك راب، استقالته، أمس، بعدما خلص تحقيق مستقلّ إلى أنّه تنمّر على موظفين حكوميين. وفي نكسة جديدة لرئيس الوزراء ريشي سوناك، خلص تحقيق مستقلّ إلى أنّ راب، الذي يشغل منصب وزير العدل أيضاً، تصرّف بطريقة ترقى إلى المضايقة المعنوية خلال تولّيه مناصب وزارية سابقة. ورغم نفيه المستمر لهذه الاتهامات، كتب راب في رسالة الاستقالة الموجّهة إلى سوناك: «لقد طلبتُ هذا التحقيق، وتعهدتُ الاستقالة إذا ثبتت وقائع التنمّر أياً تكن»، مؤكّداً: «أعتقد أنه من المهم احترام كلمتي». وقبِل سوناك هذه الاستقالة، معرباً في رسالة وجهها إلى وزيره السابق عن «حزنه الشديد»، ومشيداً بسنوات خدمة

«الشرق الأوسط» (لندن)

«منتدى تورايز» يُطلق من الرياض مبادرة لتسهيل سفر الملايين

مبادرة «التأشيرة عبر الملف الشخصي» تُمكِّن المؤهلين من الحصول على تأشيراتهم إلكترونياً خلال دقائق (وزارة السياحة)
مبادرة «التأشيرة عبر الملف الشخصي» تُمكِّن المؤهلين من الحصول على تأشيراتهم إلكترونياً خلال دقائق (وزارة السياحة)
TT

«منتدى تورايز» يُطلق من الرياض مبادرة لتسهيل سفر الملايين

مبادرة «التأشيرة عبر الملف الشخصي» تُمكِّن المؤهلين من الحصول على تأشيراتهم إلكترونياً خلال دقائق (وزارة السياحة)
مبادرة «التأشيرة عبر الملف الشخصي» تُمكِّن المؤهلين من الحصول على تأشيراتهم إلكترونياً خلال دقائق (وزارة السياحة)

أطلق «منتدى تورايز 2025» السياحي العالمي خلال نسخته الافتتاحية في الرياض، مبادرة «التأشيرة عبر الملف الشخصي (Visa by Profile)»، الأولى من نوعها على مستوى العالم، التي تهدف إلى تسهيل إجراءات ملايين المسافرين الجُدد حول العالم.

وتُمكِّن هذه المبادرة الرائدة حاملي بطاقات «فيزا» المؤهلين الراغبين في زيارة السعودية من معالجة سريعة لتأشيراتهم السياحية والحصول عليها إلكترونياً خلال دقائق معدودة عبر استخدام بيانات جواز السفر والبطاقة فقط، حيث صُممت لأتمتة عملية إصدار التأشيرات بالكامل، من خلال تكامل بين الجهات الحكومية والمطارات والأنظمة الرقمية التي تُشغِّلها مكاتب الائتمان والبنوك.

وطُوِّرت المبادرة، التي أعدتها الهيئة السعودية للسياحة، بالشراكة مع وزارات «الخارجية، والداخلية، والسياحة»، وبالتعاون مع شركة «فيزا» والبنوك المشاركة؛ بهدف تقليل التحديات أمام السفر، واستقطاب السياح، وتسريع إجراءات اتخاذ القرار بشأن التأشيرات عبر التكامل الرقمي والتعاون التنظيمي، وبالاعتماد على تقييم جدارتهم الائتمانية لضمان الملاءة المالية، بما يسهم في تلبية متطلبات الدول.

وستكون المبادرة متاحة أمام البنوك الراغبة في المشاركة، على أن تُطلق خلال عام 2026، مع استمرار التوسع تبعاً لانضمام المزيد من البنوك إليها، وبقية مقدمي البطاقات الائتمانية.

من جانبه، قال أحمد الخطيب، وزير السياحة، إن المبادرة «تعني الوصول إلى الفرص، والتنقّل، والتواصل»، مضيفاً: «من خلال توحيد الجهود بين المؤسسات المالية والجهات السياحية، نبني إطاراً أكثر ذكاءً للسفر العالمي يُبسّط الإجراءات، ويُوسّع نطاق الوصول على مستوى واسع».

وأشار الخطيب، الذي يرأس مجلس إدارة «تورايز»، إلى أن المبادرة تمثل تحولاً جوهرياً في تسهيل الدول لحركة الأفراد، وأنظمة أكثر كفاءة، وتجربة أكثر مرونة للمسافرين حول العالم.

بدوره، أوضح المهندس وليد الخريجي نائب وزير الخارجية، أن المبادرة أطلقت لتسهيل قدوم الزوار إلى السعودية من حملة بطاقات فيزا المؤهلين عبر المنصة، وسيتمكنون من الحصول على تأشيرة زيارة سياحية تصدر بشكل إلكتروني وفوري بكل يسر وسهولة.

وأكد الخريجي أن هذه الخطوة الرائدة وغير المسبوقة عالمياً تأتي ضمن جهود السعودية المستمرة في تعزيز السياحة ودخول الزوار من خلال تيسير الإجراءات، مما يُعزِّز مكانتها وجهة سياحية رائدة عالمياً.

من ناحيته، أبان راجيف جاروديا، الرئيس العالمي لحلول الحكومات في «فيزا»، أن التعاون مع «تورايز» والجهات الحكومية السعودية بالمبادرة «يُبنى على إطار عمل التأشيرات الحالي في البلاد، ما يجعل العملية أسرع وأكثر أماناً وسهولة للمستخدم، عبر تمكين الموافقات الآمنة على التأشيرات، وتوفير طرق رقمية يستفيد منها المسافرون والحكومات والشركاء».


منتَجات «ترمب»... أحذية وعطور وشموع وأكواب وهواتف للبيع

أحدث طراز أحذية رياضية من توقيع ترمب (متجر ترمب الإلكتروني)
أحدث طراز أحذية رياضية من توقيع ترمب (متجر ترمب الإلكتروني)
TT

منتَجات «ترمب»... أحذية وعطور وشموع وأكواب وهواتف للبيع

أحدث طراز أحذية رياضية من توقيع ترمب (متجر ترمب الإلكتروني)
أحدث طراز أحذية رياضية من توقيع ترمب (متجر ترمب الإلكتروني)

ما هي تلك القارورة التي عطّر بها دونالد ترمب الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير خارجيته؟ هل هو عطر من علامة تجارية معروفة، أو أنه العطر الذي يستخدمه الرئيس الأميركي شخصياً؟

تأتي الإجابة عن الأسئلة أعلاه مفاجئة، عندما يتّضح أنّ ترمب قد حوّل اللحظة التي جمعته بنظيره السوريّ إلى ما يُشبه الإعلان التجاري لعطرٍ يحمل اسمه. أهدى سيّد البيت الأبيض ضيفه كولونيا «Victory النصر 45 – 47»، وهو عطرٌ من مجموعةِ عطورٍ ومنتجات تحمل اسم ترمب متوفرة للبيع إلكترونياً عبر متجره الخاص.

عطور ترمب... بين 199 و249$

اسمُ العطر تذكيرٌ بفوز ترمب بالولايتين الرئاسيتين الأميركيتين الـ45 والـ47، أما ثمنُه فـ249 دولاراً. وفق وصف الموقع الإلكتروني الذي يبيع منتجات ترمب، فإنّ هذا العطر الذي صُممت قارورته على هيئة تمثال مذهّب للرئيس الأميركي، مخصص للرجال الذين يقودون بقوّة وثقة: «إنه أكثر من كولونيا، هو احتفالٌ بالصمود والنجاح». وبخصوص الرائحة، فهي تمزج ما بين نبتة «الفوجير» ونبات الهال وزهرة الجيرانيوم، إضافةً إلى خشب العنبر.

أما النسخة النسائية من عطر ترمب، والتي أرسل منها قارورة إلى زوجة الشرع، فتأتي في علبة حمراء. وتمتزج فيها روائح الفانيليا والحمضيات والزهور والفراولة.

النسختان النسائية والرجالية من عطر ترمب «النصر 45-47» (متجر ترمب الإلكتروني)

ليس «فيكتوري» العطر الوحيد الذي يحمل توقيع ترمب؛ فقد سبقَه إلى المجموعة عطر «Fight Fight Fight» (حارِب حارِب حارِب)، والذي يحمل صورة الرئيس الأميركي وهو يرفع قبضة النصر. يبلغ سعره 199 دولاراً وهو مخصّص، وفق وصف الموقع، لـ«الوطنيّين الذين لا يستسلمون، تماماً مثل الرئيس ترمب».

عطر «حارِب حارِب حارِب» من توقيع دونالد ترمب (متجر ترمب الإلكتروني)

ملابس رجالية من توقيع ترمب

مثلُه مثل أي مصمّم أزياء أو علامة تجارية عالمية، لدى ترمب موقع إلكتروني لتسويق المنتجات التي تحمل اسمه. في «Trump Store» (متجر ترمب)، تتنوّع السِّلع ولا ينتهي التصفّح. من الملابس والأحذية والحقائب والساعات، إلى الأكواب والشموع المعطّرة، مروراً بالبطّانيات والوسادات والمناشف، وصولاً إلى ثوب الاستحمام والخفّ، وليس انتهاءً بالهواتف الذكيّة المذهّبة.

تعود بدايات هذا المشروع التجاري إلى عام 2004، يوم كان ترمب رجل أعمال يركّز على الصفقات العقارية. بموازاة انشغاله بـ«البيزنس»، أطلق خطّه للملابس الرجالية الجاهزة، موكلاً مهمة التصنيع إلى إحدى أهم شركات الخياطة في الصين.

أكثر من 20 عاماً واكبت خلالها ثياب ترمب تحوّلات الموضة، وهي ما زالت تباع عبر المتجر الإلكتروني. تضمّ المجموعة حالياً القمصان، والسترات، والسراويل الرياضية، وربطات العنق، والقبّعات، والأحذية، والجوارب. التصاميم بسيطة ويحمل معظمها اسم ترمب، أما الأسعار فتتراوح ما بين 20 دولاراً و200 دولار.

تضم مجموعة ترمب للملابس الرجالية كل ما يلزم الرجل من الحذاء إلى القبعة (متجر ترمب الإلكتروني)

«ترمب»... صُنع في الصين

عام 2017، وبالتزامن مع ترشّحه الأول إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية، حوّل دونالد ترمب مشروعه التجاري المتواضع إلى متجرٍ إلكتروني. منذ ذلك الحين، ما عادت تقتصر السلع المعروضة للبيع على الملابس الرجالية. كما سائر المشاهير، انضمّت الكتب والأقلام واللوازم المكتبيّة والأواني المطبخية والأكواب ومجموعة كبرى من الأغراض التي تحمل توقيعه وصوره إلى الموقع.

ومع مرور السنوات وصولاً إلى ولايته الثانية، اتّسعت المروحة التجارية. فمَن يدخل المتجر الإلكتروني حالياً، سوف يجد مستلزمات شخصية ومنزلية كثيرة، وليس مجرّد تذكارات تحمل صور ترمب واسمَه.

أدوات مطبخية في متجر ترمب الإلكتروني

ينضوي المتجر تحت لواء «مؤسسة ترمب»، أما إدارته فيتولّى الإشراف عليها ولداه دونالد جونيور وإريك. ورغم موجة الغضب التي أثارتها تصريحاته حول المهاجرين، والتي أدّت إلى فسخ عقود تعاونٍ بينه وبين شركات مصنّعة في الشرق الأقصى، فإنّ معظم منتجات متجره ما زالت تصنّع بواسطة اليد العاملة في الصين، وبنغلاديش، وإندونيسيا، وتركيا.

حذاء «حارب من أجل أميركا»

أحدثت مجموعة الأحذية التي أطلقها ترمب العام الماضي جلبة، لا سيّما أن عدداً منها حمل توقيعه الشهير، وهو شارك شخصياً في الترويج لها من خلال حضور حفلات إطلاقها والظهور منتعلاً إياها. تتنوّع الأحذية ما بين رياضية للرجال والنساء، وأخرى مستوحاة من الحذاء العسكري، بأقمشتها المرقّطة وتصاميمها التي تقتبس العلم الأميركي، كما أنها تحمل عبارات مثل «حارب من أجل أميركا». أما الأسعار فتتراوح ما بين 200 و300 دولار.

أحذية عسكرية من مجموعة ترمب (متجر ترمب الإلكتروني)

تضمّ منتجات ترمب كذلك عدداً من آلات الغيتار الكلاسيكية والكهربائية، وكلّها مذيّلة باسمه. تتراوح أسعارها ما بين ألف و11 ألف دولار، أما أغلى نسخة منها فهي موقّعة بخطّ يده وتحمل رسم النسر الأميركي.

ووفق تقرير الأرباح السنوية الصادر عن «مؤسسة ترمب» في 2024، فإنّ مبيعات آلات الغيتار وحدها قد حقّقت مليوناً و55 ألف دولار.

يبلغ سعر الغيتار الأغلى من مجموعة ترمب 11500 دولار (متجر ترمب الإلكتروني)

أرباح مليونية لمنتجات ترمب

وفق تقرير نشرته شبكة «إن بي سي» الإخبارية الأميركية، فإنّ عام 2024 كان مثمراً جداً على مستوى مبيعات منتجات ترمب. حقق كتاب «Save America» (أنقذوا أميركا) وحده أرباحاً بقيمة 3 ملايين دولار، أما الأحذية والعطور فقد وصلت مبيعاتها إلى 2.5 مليون دولار.

لساعات اليد حصّتها من الأرباح كذلك، فهي حصدت 2.8 مليون دولار. وتتراوح أسعار تلك الساعات ما بين 500 ألف و3000 آلاف دولار، أما تصاميمها فمستوحاة من مسيرته في سدّة الرئاسة الأميركية؛ إذ تحمل إحدى المجموعات اسم «يوم التنصيب»، في حين يُطلق على مجموعات أخرى صفات يحب ترمب أن يتشبّه بها، مثل «محارب»، و«مقاتل»، و«إعصار». وبصفته رجل أعمال عتيقاً ومحترفاً، لا يتردد ترمب في التسويق لساعاته كلما اقتضت الحاجة، أو كلما أُطلق تصميم جديد منها.

أحدث السلع المنضمّة إلى مجموعة ترمب التجارية، هاتفٌ ذكيّ مذهّب يحمل اسم «T1»، ويبلغ سعره 499 دولاراً. وتفاخر «مؤسسة ترمب» بأن هاتفه صُنع داخل الأراضي الأميركية وبأيادي أبناء البلد.

تحمل سلَع ترمب اللون الذهبي ومنها هاتف «T1» الجديد (متجر ترمب الإلكتروني)

بثروةٍ تخطّت 5 مليارات دولار في يونيو (حزيران) الماضي وفق مجلة «فوربس»، لا يكفّ دونالد ترمب عن التذكير بما كتبه في مقدمة كتابه «فن الصفقة» (Art of Deal). يقول: «أنا لا أفعل ذلك من أجل المال. لديّ ما يكفي منه، أكثر بكثير ممّا سأحتاج مدى الحياة. أفعل ذلك لأن الصفقات هي فنّي الخاص. أشخاص آخرون يرسمون بجمال، أو ينظمون الشعر الرائع... أنا أحب أن أبرم الصفقات، لا سيما الكبيرة منها».


«كوتة» زيارة «المتحف الكبير» تفجّر جدلاً في مصر

المتحف الكبير يستقبل نحو 19 ألف زائر يومياً (تصوير: عبد الفتاح فرج)
المتحف الكبير يستقبل نحو 19 ألف زائر يومياً (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

«كوتة» زيارة «المتحف الكبير» تفجّر جدلاً في مصر

المتحف الكبير يستقبل نحو 19 ألف زائر يومياً (تصوير: عبد الفتاح فرج)
المتحف الكبير يستقبل نحو 19 ألف زائر يومياً (تصوير: عبد الفتاح فرج)

تبدو معدلات الزيارة المرتفعة التي يشهدها المتحف المصري الكبير منذ افتتاحه مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري مستمرة في فرض تحديات تنظيمية على مسؤولي المتحف، مع تدفق أعداد كبيرة من الزوار يومياً من المصريين والأجانب، بما في ذلك آليات الزيارة والحجز الإلكتروني، لضمان انسيابية الزيارة للمتحف الكبير.

وأثار نظام الحجز الإلكتروني للمتحف بتخصيص نسبة للمصريين وأخرى للأجانب جدلاً بين خبراء ومتابعين. وقد اعتبرت خبيرة الآثار المصرية مونيكا حنا عبر صفحتها على منصة «إكس» أنه «تمييز ومخالفة صريحة للدستور المصري»، وفق وصفها.

وجاء ذلك عقب مطالبات «سوشيالية» بإعطاء الأولوية للسائح الأجنبي لزيارة المتحف لتعظيم الموارد وجذب الكثير من السياح. لكن الخبير السياحي بسام الشماع قال إنه يتحفّظ على «فكرة تحديد نسبة أو (كوتة) للمصريين لزيارة المتحف»، معتبراً أن هذا «الإجراء لا يُعمل به في أي من المتاحف الكبرى حول العالم»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «لا يتم تخصيص نسب للمواطنين وأخرى للسياح في المتاحف العالمية مثل متحف (اللوفر) أو (المتحف البريطاني)، على الرغم من الإقبال الجماهيري الكبير عليهما؛ فالمشكلة الأساسية ليست في حجم الزائرين، بل في آليات إدارة الحركة داخل المتحف، وهي أمور يمكن التنسيق فيها ما بين القائمين على المتحف وشركات السياحة والمرشدين السياحيين الذين يملكون خبرة ميدانية واسعة في تنظيم الوفود وضبط تدفّق الزائرين داخل القاعات».

الدرج العظيم بالمتحف (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأشار الشماع إلى إمكانية تطبيق عدة بدائل دون اللجوء إلى «إجراءات تمييزية»، منها «تنظيم دخول القاعات التي هي أكثر جذباً، وقصر الزيارة داخلها على مدة زمنية محددة، للسماح لعدد آخر بالدخول، وعلى رأسها قاعة (توت عنخ آمون) وفق نظام الفترات الزمنية المتبع في المتاحف العالمية عند زيارة قطع شهيرة مثل (لوحة رشيد) الحجرية أو لوحات مثل (الموناليزا)؛ إذ نجد طوابير منظمة يحترمها السائح، كما يمكن تدريب المصريين على ثقافتها».

ويشدد على أن «هذه الإجراءات يمكن استيعابها، لا سيما أن المتحف يمتد على مساحة 117 فداناً؛ أي ما يعادل خمسة أضعاف مساحة متحف (اللوفر)، وضعف مساحة (المتحف البريطاني)، وهو ما يجعل امتلاءه بالكامل غير منطقي، إذا وُضعت آليات دقيقة لتنظيم الحركة داخله».

إقبال كبير على زيارة قناع «توت عنخ آمون» (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وكان الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي للمتحف المصري الكبير، قد لفت في تصريحات صحافية، إلى أن «نظام الحجز الإلكتروني يعمل وفق آلية تُعرف باسم (الكوتة)؛ إذ يتم تخصيص حصة محددة لكل من المصريين والأجانب، بهدف تحقيق توزيع عادل للتذاكر ومنع التكدّس في أوقات الذروة».

وأوضح غنيم في تصريحاته أنه «حال كان الحجز متاحاً لفئة دون الأخرى، سواء للأجانب أو المصريين، فإن ذلك يعني أن (الكوتة) المخصصة لإحدى الفئتين قد تم حجزها بالكامل»، نافياً ما تردد عن «إتاحة نسبة أعلى للأجانب في مقابل المتاحة للمصريين».

إقبال هائل على زيارة المتحف (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب وزارة السياحة والآثار المصرية، فإن متوسط عدد زوار المتحف منذ بدء استقبال المتحف للجمهور في 4 نوفمبر الجاري، بلغ نحو 19 ألف زائر يومياً، وهو رقم «يعكس حجم الإقبال الكبير على زيارة هذا الصرح من مختلف الفئات والجنسيات».

ويبلغ سعر تذكرة زيارة المتحف المصري الكبير للزائر المصري 200 جنيه (الدولار يعادل 47 جنيهاً)، في حين يصل سعر تذكرة الزائر الأجنبي إلى 1450 جنيهاً.

جدل في مصر حول «كوتة» الزيارة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

ويرى المرشد السياحي المصري هشام سليم أن تنظيم دخول المصريين خلال الفترة الحالية قد يكون له ما يبرره، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»: «قد يكون من الجيد تنظيم دخول المصريين والأجانب خلال تلك الفترة، عبر منح فرص أكبر للسائح الأجنبي ولو لفترة ستة أشهر مقبلة، خصوصاً مع توافد عدد كبير من السياح لمواكبة افتتاح المتحف من جهة، وكذلك بدء موسم إجازات رأس السنة الجديدة، وهو من أعلى مواسم حركة السياحة المصرية».

ويضم المتحف المصري الكبير قاعات عرض أثري متنوعة تنقل الزائر في رحلة عبر عصور مصر التاريخية المختلفة، وتعد قاعة «توت عنخ آمون» أبرز وأهم قاعات المتحف المصري الكبير؛ إذ تعرض المجموعة الكاملة للفرعون الذهبي منذ اكتشاف مقبرته في وادي الملوك بالأقصر (جنوب مصر) في نوفمبر 1922؛ ما يجعل المتحف الكبير بمنزلة «بيت توت».