«غازبروم»: لا بديل للغاز الروسي في أوروبا

فنزويلا تعرض المساعدة وتنتقد العقوبات

«غازبروم»: لا بديل للغاز الروسي في أوروبا
TT

«غازبروم»: لا بديل للغاز الروسي في أوروبا

«غازبروم»: لا بديل للغاز الروسي في أوروبا

قال أوليغ أكسيوتين، نائب الرئيس التنفيذي لعملاق الطاقة الروسي «غازبروم»، يوم الخميس، إنه لا يوجد بديل للغاز الروسي لأوروبا. وأضاف، في مؤتمر صحافي، أنه لا يمكن توقع إمدادات إضافية كبيرة من الغاز الطبيعي المسال في المستقبل المنظور.
حديث أكسيوتين يتزامن مع عدد من العروض والمباحثات التي تجريها أوروبا في سياق رحلة البحث عن بدائل، وفي أحدث هذه التوجهات، أكد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الأربعاء، أن كراكاس «مستعدة لتزويد السوق العالمية» بالنفط والغاز، مديناً أزمة الطاقة التي نجمت عن فرض عقوبات «غير عقلانية» على روسيا، على حد قوله، بعد غزوها لأوكرانيا.
وقال مادورو، خلال زيارة إلى كراكاس للأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) هيثم الغيص، إن «فنزويلا مستعدة وراغبة في أداء دورها وإمداد سوق النفط والغاز الذي يحتاج إليه الاقتصاد العالمي، بطريقة مستقرة وآمنة». وأكد الرئيس الفنزويلي أن حكومته «أصلحت» صناعتها النفطية التي انخفض إنتاجها إلى مستويات تاريخية بعد سنوات من سحب الاستثمارات ونقص الصيانة.
ويبلغ إنتاج فنزويلا حالياً نحو 700 ألف برميل يومياً مقابل 2.3 مليون برميل في 2002.
وفرضت الولايات المتحدة سلسلة عقوبات على كراكاس في 2019، تشمل حظراً على النفط الفنزويلي بعد إعادة انتخاب مادورو في 2018 لولاية ثانية في تصويت قاطعته المعارضة.
وأعلنت إدارة الرئيس جو بايدن في مايو (أيار) تخفيفاً محدوداً لبعض تلك العقوبات، في خطوة جاءت مع ارتفاع أسعار الطاقة بسبب الحرب في أوكرانيا. وأدان مادورو «أزمة الطاقة» الناتجة عن العقوبات المفروضة على روسيا التي وصفها بأنها «غير منطقية وغير مبررة».
وخفضت روسيا أكبر مورد لأوروبا، بشكل حاد شحناتها من الغاز، ما أثار مخاوف من حدوث نقص في الغاز وارتفاع الأسعار. ودعا مادورو إلى «سعر عادل ومتوازن» قدره مائة دولار للبرميل.
كما دعا من جديد شركات النفط الأجنبية إلى الإنتاج في فنزويلا. وقال: «نحن مستعدون... لزيادة إنتاج النفط بشكل تدريجي ومتسارع لتوسيع وزيادة إنتاج المنتجات المكررة». وقال إن «فنزويلا لديها أكثر من خمسين مشروعاً للغاز من الدرجة الأولى مع دراسات زلزالية تم إجراؤها وكل الضمانات القانونية ليتمكن المستثمرون الدوليون» من الحضور «لإنتاج الغاز في فنزويلا ونقله إلى الأسواق الدولية».
وفي سياق البحث عن بدائل أيضاً، قال كلاوديو ديسكالزي، الرئيس التنفيذي لمجموعة «إيني» الإيطالية للطاقة، يوم الأربعاء، إنه يجب على إيطاليا أن تزيد قدراتها لاستيراد الغاز الطبيعي المسال من العام المقبل. وأبلغ ديسكالزي مؤتمراً للأعمال أن إيطاليا ضمنت واردات إضافية من الغاز من الجزائر والنرويج للتعويض عن هبوط في الإمدادات من روسيا، لكنها تحتاج إلى مرافئ إضافية للغاز الطبيعي المسال لاستقبال المزيد من الوقود من بضع دول.
وقال ديسكالزي إن المجموعة التي استوردت العام الحالي نحو 21 مليون متر مكعب من الغاز من روسيا من بين ما إجماليه 29 مليار متر مكعب استوردتها إيطاليا، ستستبدل ما يزيد قليلاً على 50 في المائة من الإمدادات الروسية بدءاً من شتاء هذا العام. وأضاف أنه في شتاء 2024 - 2025، ستكون «إيني» قد استبدلت الغاز الروسي بنسبة 100 في المائة.
وقال ديسكالزي إن الجزائر في الوقت الحالي ضاعفت إلى المثلين تدفقاتها من الغاز إلى إيطاليا. وأضاف قائلاً: «ثم لدينا مساهمات أخرى مثل مساهمة من النرويج. في المستقبل ستكون لدينا أيضا مساهمات من مصر ونيجيريا وأنغولا والكونغو عبر الغاز الطبيعي المسال».
في المقابل، وفي إطار التهوين من أثر العقوبات على روسيا، ذكر ايغور سيتشين، الرئيس التنفيذي لشركة النفط الروسية «روزنفت»، يوم الخميس، أن الشركة المملوكة للدولة حققت أرباحاً من ارتفاع الأسعار في أعقاب الحرب في أوكرانيا، وسوف تدفع لحملة الأسهم عائدات مؤقتة، بالإضافة إلى رفع عائدات نهاية العام.
وقال سيتشين، في بيان، إن أرباح الشركة ارتفعت بنسبة 13 في المائة على أساس سنوي في النصف الأول من 2022 لتصل إلى 432 مليار روبل (7.25 مليار دولار). وفي حين أن المبيعات ارتفعت بنسبة 5.7 في المائة، كان هذا نتيجة لمضاعفة المبيعات المحلية، بينما جرى خفض الصادرات بشكل هائل جراء العقوبات الغربية. وأعلنت أوروبا عن خطط لوقف روسيا عن تصدير النفط عبر مسارات بحرية بحلول نهاية العام. وأشار سيتشين إلى الخطط قائلاً: «إنه ضغط غير مسبوق وعقوبات غير قانونية».
وتمتلك شركة النفط البريطانية بريتش بتروليوم (بي بي) 19.75 في المائة من «روزنفت». غير أنه بعد بداية الغزو الروسي، علقت «بي بي» المشروعات المشتركة مع «روزنفت»، وسحبت ممثليها من مجلس الإدارة.


مقالات ذات صلة

خلاف «النسبة» يهيمن على {المركزي} الأوروبي

الاقتصاد خلاف «النسبة» يهيمن على {المركزي} الأوروبي

خلاف «النسبة» يهيمن على {المركزي} الأوروبي

يتجه المصرف المركزي الأوروبي الخميس إلى إقرار رفع جديد لمعدلات الفائدة، وسط انقسام بين مسؤوليه والمحللين على النسبة التي يجب اعتمادها في ظل تواصل التضخم والتقلب في أداء الأسواق. ويرجح على نطاق واسع أن يقرّر المصرف زيادة معدلات الفائدة للمرة السابعة توالياً وخصوصاً أن زيادة مؤشر أسعار الاستهلاك لا تزال أعلى من مستوى اثنين في المائة الذي حدده المصرف هدفاً له.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد انقسام أوروبي حول خطط إصلاح قواعد الديون

انقسام أوروبي حول خطط إصلاح قواعد الديون

واجه وزراء مالية دول الاتحاد الأوروبي، يوم الجمعة، اقتراحا من قبل المفوضية الأوروبية لمنح دول التكتل المثقلة بالديون المزيد من الوقت لتقليص ديونها، بردود فعل متباينة. وأكد وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر أن مقترحات المفوضية الأوروبية لمراجعة قواعد ديون الاتحاد الأوروبي «ما زالت مجرد خطوة أولى» في عملية الإصلاح.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
الاقتصاد نمو «غير مريح» في منطقة اليورو... وألمانيا تنجو بصعوبة من الركود

نمو «غير مريح» في منطقة اليورو... وألمانيا تنجو بصعوبة من الركود

ارتفع الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو بنسبة بلغت 0,1 % في الربع الأول من العام 2023 مقارنة بالربع السابق، بعدما بقي ثابتا في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام 2022، وفق أرقام مكتب الإحصاء الأوروبي (يوروستات). بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي برمّته، انتعش نمو الناتج المحلي الإجمالي بزيادة بلغت نسبتها 0,3 % بعد انخفاض بنسبة 0,1 % في الربع الأخير من العام 2022، وفق «يوروستات». وفي حين تضررت أوروبا بشدة من ارتفاع أسعار الطاقة عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما يغذي تضخما ما زال مرتفعا للغاية، فإن هذا الانتعاش الطفيف للنمو يخفي تباينات حادة بين الدول العشرين التي تشترك في العملة الموحدة. وخلال الأش

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الاقتصاد «النقد الدولي» يدعو البنوك المركزية الأوروبية لعدم التوقف عن رفع أسعار الفائدة

«النقد الدولي» يدعو البنوك المركزية الأوروبية لعدم التوقف عن رفع أسعار الفائدة

قال مدير صندوق النقد الدولي لمنطقة أوروبا اليوم (الجمعة)، إنه يتعين على البنوك المركزية الأوروبية أن تقضي على التضخم، وعدم «التوقف» عن رفع أسعار الفائدة، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية». وأوضح ألفريد كامر، خلال إفادة صحافية حول الاقتصاد الأوروبي في استوكهولم، «يجب قتل هذا الوحش (التضخم).

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
الاقتصاد أوروبا تشتري الوقت لتقليص الديون

أوروبا تشتري الوقت لتقليص الديون

من المقرر أن تحصل دول الاتحاد الأوروبي المثقلة بالديون على مزيد من الوقت لتقليص الديون العامة، لتمكين الاستثمارات المطلوبة، بموجب خطط إصلاح اقترحتها المفوضية الأوروبية يوم الأربعاء. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين: «نحتاج إلى قواعد مالية ملائمة لتحديات هذا العقد»، وأضافت «تمكننا الموارد المالية القوية من الاستثمار أكثر في مكافحة تغير المناخ، ولرقمنة اقتصادنا، ولتمويل نموذجنا الاجتماعي الأوروبي الشامل، ولجعل اقتصادنا أكثر قدرة على المنافسة». يشار إلى أنه تم تعليق قواعد الديون والعجز الصارمة للتكتل منذ أن دفعت جائحة فيروس «كورونا» - حتى البلدان المقتصدة مثل ألمانيا - إلى الا

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
TT

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصربية إن صربيا أُبلغت رسمياً بأن قرار العقوبات سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير (كانون الثاني)، لكنه لم يتلقَّ حتى الآن أي وثائق ذات صلة من الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

تعتمد صربيا بشكل شبه كامل على الغاز الروسي الذي تتلقاه عبر خطوط الأنابيب في الدول المجاورة، ثم يتم توزيع الغاز من قبل شركة صناعة البترول الصربية (NIS)، المملوكة بحصة أغلبية لشركة احتكار النفط الحكومية الروسية «غازبروم نفت».

وقال فوسيتش إنه بعد تلقي الوثائق الرسمية، «سنتحدث إلى الأميركيين أولاً، ثم نذهب للتحدث إلى الروس» لمحاولة عكس القرار. وأضاف: «في الوقت نفسه، سنحاول الحفاظ على علاقاتنا الودية مع الروس، وعدم إفساد العلاقات مع أولئك الذين يفرضون العقوبات».

ورغم سعي صربيا رسمياً إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، فقد رفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى شحنات الغاز الروسية الحاسمة.

وقال فوسيتش إنه على الرغم من التهديد بالحظر، «لست مستعداً في هذه اللحظة لمناقشة العقوبات المحتملة ضد موسكو».

وعندما سئل عما إذا كان التهديد بفرض عقوبات أميركية على صربيا قد يتغير مع وصول إدارة دونالد ترمب في يناير، قال فوسيتش: «يجب علينا أولاً الحصول على الوثائق (الرسمية)، ثم التحدث إلى الإدارة الحالية، لأننا في عجلة من أمرنا».

ويواجه الرئيس الصربي أحد أكبر التهديدات لأكثر من عقد من حكمه الاستبدادي. وقد انتشرت الاحتجاجات بين طلاب الجامعات وغيرهم في أعقاب انهيار مظلة خرسانية في محطة للسكك الحديدية في شمال البلاد الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). ويعتقد كثيرون في صربيا أن الفساد المستشري والمحسوبية بين المسؤولين الحكوميين أديا إلى العمل غير الدقيق في إعادة بناء المبنى، الذي كان جزءاً من مشروع سكة ​​حديدية أوسع نطاقاً مع شركات حكومية صينية.