ليبيا: «النواب» و«الدولة» للاتفاق على قاعدة دستورية للانتخابات

صالح اتهم المجلس الرئاسي بـ«الانحياز» لرئيس حكومة الوحدة

صورة وزعها المنفي لاجتماعه مع المشري في العاصمة طرابلس أمس
صورة وزعها المنفي لاجتماعه مع المشري في العاصمة طرابلس أمس
TT

ليبيا: «النواب» و«الدولة» للاتفاق على قاعدة دستورية للانتخابات

صورة وزعها المنفي لاجتماعه مع المشري في العاصمة طرابلس أمس
صورة وزعها المنفي لاجتماعه مع المشري في العاصمة طرابلس أمس

أعلن عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي، عن «بوادر اتفاق» مع مجلس الدولة لحسم «القاعدة الدستورية» للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة. كما أبلغ صالح جلسة لمجلس النواب في مدينة بنغازي (شرق) بأن هناك تفاهماً وتقارباً مع مجلس الدولة، وقال إن «لديه نية للتعاون من أجل إخراج البلاد من هذه الأزمة»، لافتاً إلى أنه تم استبعاد شروط الترشح للرئاسة من القاعدة الدستورية، وترك هذه المسألة للجسم التشريعي الجديد.
وانتخب مجلس النواب في تصويت بالإجماع عبد الله بورزيزة رئيساً للمحكمة العليا، الذي رشحته جمعيتها العمومية بتزكية من مجلس الدولة، بدلاً من رئيسها الحالي محمد الحافي، الذي أعلن صالح أنه بلغ سن التقاعد، وتم التمديد له لخمس سنوات، مبرزاً أن مجلس النواب بصدد النظر خلال جلسته المقبلة في مقترح قدمه أعضاؤه بإنشاء محكمة دستورية.
واتهم صالح المجلس الرئاسي، الذي يرأسه محمد المنفي، بالانحياز إلى عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة» (منتهية الولاية)، وقال إن المجلس الرئاسي «لم يلتفت إلى منح الثقة لحكومة الاستقرار الجديدة»، برئاسة فتحي باشاغا، المدعوم من مجلس النواب. كما اتهم المجلس الرئاسي باستغلال عدد من أعضاء مجلس النواب ومنحهم وظائف في الدولة، والذين عُيّنوا مؤخرا كسفراء وطالب بإسقاط عضويتهم وقبول استقالة من قدمها. وتساءل عما إذا كان الهدف هو «تفريغ مجلس النواب من الكفاءات إنْ وُجدت؟ فهل هي رشوة أو وعد بها؟»، معتبراً أن ذلك بمثابة تعدٍّ على المجلس والناخبين.
وبعدما أوضح أن محافظ مصرف ليبيا المركزي ورئيسي ديوان المحاسبة وهيئة الرقابة الإدارية، فقدوا الصفة القانونية ويجب التحقيق معهم، دعا صالح إلى إسقاط عضوية النواب الذين يتغيبون، والذين تولوا مناصب تنفيذية في الدولة، لإخلالهم بواجبات الوظيفة، حسب اللائحة.
وكان عبد الله بليحق، الناطق باسم مجلس النواب، قد أعلن انطلاق أعمال جلسته في مقره المؤقت في مدينة بنغازي، برئاسة صالح، الذي أمر لاحقاً بقطع البث المباشر عن الجلسة، بعد طلب عدد من النواب التشاور حول موضوع تغيير رئيس المحكمة العليا.
من جهة ثانية، تلقى المنفي لدى استقباله أمس، المبعوث الجزائري الخاص، إبراهيم مراد، رسالة خطية من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، تضمنت دعوته للمشاركة في القمة العربية المقبلة بالجزائر. ورحب المنفي في بيان وزعه مكتبه بالدعوة الموجهة إليه، معرباً عن تطلع المجلس الرئاسي للعمل مع الجزائر لضمان نجاح القمة العربية، في تعزيز العمل العربي المشترك.
في غضون ذلك، تعهد باشاغا بأن تعمل حكومته، المدعومة من مجلس النواب، على «إنهاء الممارسات التي كشف عنها تقرير الشفافية المالية، الصادر عن وزارة الخارجية الأميركية، بشأن حجم الفساد المالي في الحكومة» المنتهية الولاية، في إشارة إلى حكومة الدبيبة.
وقال في بيان مساء أول من أمس: «يجب أن تنتهي هذه الممارسات، وهو ما سوف تعمل عليه حكومتي»، مشيراً إلى أنه سيعمل أيضاً على تطبيق مبدأي المحاسبة والشفافية والامتثال في كل مؤسسات الدولة، والعمل وفقاً لميزانية معتمدة من مجلس النواب. كما أكد ضرورة استقلالية المؤسسة الوطنية للنفط، والحفاظ على الموارد الطبيعية للبلاد، من خلال آلية واضحة لإدارتها، وبما يعود بالنفع على الشعب الليبي مباشرةً، معتبراً أن إرساء الديمقراطية يمر عبر تحقيق الاستقرار المالي.
من جهتها، جددت ألمانيا على لسان سفيرها، ميخائيل أونمخت، خلال لقائه مساء أول من أمس في العاصمة طرابلس مع رئيس المفوضية العليا للانتخابات، عماد السائح، استعدادها لتقديم الدعم الفني والاستشاري لتعزيز جاهزية المفوضية، وتوفير مناخ ملائم لتنفيذ الاستحقاقات المرتقبة، كما أشاد بجهود المفوضية التي اضطلعت بها في التعامل مع المراحل الانتخابية السابقة.
إلى ذلك، أعلن حسين الناعم، الناطق باسم مديرية أمن سبها، أن التحقيقات لا تزال جارية للكشف عن أسباب انفجار مستودع الوقود، الذي وقع بالمدينة. كما نقلت الوكالة عن المسؤول الإعلامي لمركز سبها الطبي أن الانفجار لم يسجل أي حالة وفاة، وأن معظم الإصابات كانت متوسطة، مبرزاً أن معظم المصابين غادروا المستشفى بعد تلقيهم العلاج. وهذا الانفجار هو الثاني من نوعه خلال هذا العام، الذي تشهده المدينة بسبب عمليات تهريب الوقود، وتخزين كميات كبيرة منه بطرق غير آمنة.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

حكومة موازية لـ«الدعم السريع» في الخرطوم

محمد حمدان دقلو (حميدتي) في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»
محمد حمدان دقلو (حميدتي) في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»
TT

حكومة موازية لـ«الدعم السريع» في الخرطوم

محمد حمدان دقلو (حميدتي) في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»
محمد حمدان دقلو (حميدتي) في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»

أعلنت «قوات الدعم السريع» تشكيلَ إدارة مدنية (حكومة ولائية) في العاصمة السودانية الخرطوم، وذلك بعد 19 شهراً من سيطرتها على معظم أنحاء ولاية الخرطوم، بما في ذلك القصر الرئاسي والوزارات.

وفيما كُلّف عبد اللطيف عبد الله الأمين الحسن برئاسة هذه الإدارة الموازية للحكومة المدعومة من الجيش، تمت تسمية مجلس تأسيس مدني (مجلس تشريعي ولائي) من 90 شخصاً، برئاسة نايل بابكر نايل المك ناصر، بهدف «تقديم الخدمات وبسط الأمن» وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المواطنين.

وظلّت الخرطوم بلا حكومة أو إدارة مدنية منذ انتقال العاصمة فعلياً إلى مدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر، بينما يحكم «والي الخرطوم» المُكلف من قِبَل قائد الجيش من مدينة أم درمان ومحلية كرري. من جهة ثانية، أعلن الجيش السوداني، الجمعة، إبطال هجمات بالمسيّرات استهدفت مطار مروي في شمال البلاد، في أكبر هجوم يستهدف البلدة التي اندلعت فيها شرارة الحرب بين الجيش و«الدعم السريع» في أبريل (نيسان) 2023.