أرمينيا تعلن التوصل إلى هدنة مع أذربيجان

روسيا تؤكد أنَّ لجهودها الدبلوماسية فضلاً كبيراً في الاتفاق

خلال تشييع جماعي للجنود الأذربيجانيين الذين سقطوا في المواجهات مع أرمينيا في مقبرة قرب باكو، أمس (إ.ب.أ)
خلال تشييع جماعي للجنود الأذربيجانيين الذين سقطوا في المواجهات مع أرمينيا في مقبرة قرب باكو، أمس (إ.ب.أ)
TT

أرمينيا تعلن التوصل إلى هدنة مع أذربيجان

خلال تشييع جماعي للجنود الأذربيجانيين الذين سقطوا في المواجهات مع أرمينيا في مقبرة قرب باكو، أمس (إ.ب.أ)
خلال تشييع جماعي للجنود الأذربيجانيين الذين سقطوا في المواجهات مع أرمينيا في مقبرة قرب باكو، أمس (إ.ب.أ)

أعلنت أرمينيا في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس الأربعاء، الاتفاق على هدنة مع أذربيجان بعد أعمال عنف على مدار يومين مرتبطة بالنزاع المستمر منذ عقود بين الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين على منطقة ناغورني قره باغ.
ولم تصدر تصريحات من أذربيجان بخصوص الهدنة التي من شأنها أن توقف القتال الأكثر دموية بين البلدين منذ عام 2020.
وروسيا هي القوة الدبلوماسية الأهم في المنطقة، ولديها ألفان من جنود حفظ السلام هناك. وتوسطت موسكو في الاتفاق الذي أنهى القتال في عام 2020، والذي أطلق عليه حرب قره باغ الثانية وقتل فيه المئات. ونقلت وكالات أنباء روسية عن أمين مجلس الأمن الأرميني، أرمين غريغوريان، قوله للتلفزيون المحلي: «بفضل تدخل المجتمع الدولي، تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار». وجاء في الإعلان أن الهدنة سارية منذ عدة ساعات. وقالت وزارة الدفاع في أرمينيا في وقت سابق إن إطلاق النار في المناطق الحدودية توقف. ويلقي كل طرف باللوم على الآخر في تجدد الاشتباكات.
وكان رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان أبلغ البرلمان في وقت سابق أن 105 من جنود بلاده قتلوا منذ بدء العنف هذا الأسبوع.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن أذربيجان أعلنت الخميس مقتل 21 جندياً إضافياً في المواجهات الحدودية مع أرمينيا خلال الأسبوع الراهن لترتفع حصيلة قتلاها إلى 71 قتلوا منذ ليل الاثنين - الثلاثاء. وأكد غريغوري كاراسين، العضو البارز في مجلس الاتحاد الروسي، المجلس الأعلى في البرلمان، لوكالة الإعلام الروسية أن الجهود الدبلوماسية الروسية لها فضل كبير في التوصل إلى الهدنة.
وقال كاراسين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحدث إلى باشينيان. ودعا بوتين إلى الهدوء بعد اندلاع العنف ودعت دول أخرى الجانبين إلى ضبط النفس.
وقال باشينيان في كلمته أمام البرلمان إن بلاده وجهت نداء لـ«منظمة معاهدة الأمن الجماعي» بقيادة موسكو لمساعدتها على استعادة وحدة أراضيها.
ونقلت وكالة «تاس» للأنباء عن باشينيان قوله: «إذا قلنا إن أذربيجان شنت عدواناً على أرمينيا، فمعنى هذا أنها تمكنت من بسط سيطرتها على بعض الأراضي». وتتقاتل أرمينيا وأذربيجان منذ عقود بسبب نزاع على منطقة ناغورني قره باغ، وهي منطقة جبلية معترف بها دولياً كجزء من أذربيجان، لكنها موطن لعدد كبير من الأرمن.
واندلع القتال أول مرة قرب انتهاء الحكم السوفياتي، وسيطرت القوات الأرمينية على مساحات شاسعة من الأراضي داخل المنطقة وحولها في أوائل التسعينيات. واستعادت أذربيجان أغلب تلك الأراضي بدعم من تركيا خلال ستة أسابيع في عام 2020. ومنذ ذلك الحين، تقع مناوشات بينهما من وقت لآخر، رغم الاجتماعات بين باشينيان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف بهدف التوصل إلى تسوية سلمية شاملة.
وأثار الاستياء داخل أرمينيا بسبب هزيمة 2020 احتجاجات متكررة ضد باشينيان، الذي نفى تقارير تفيد بأنه وقع اتفاقاً مع باكو.
وقد يؤدي نشوب صراع شامل بين أرمينيا وأذربيجان إلى خطر انجرار روسيا وتركيا إليه، ويزعزع استقرار ممر مهم لخطوط الأنابيب التي تنقل النفط والغاز، مثلما تعطل الحرب في أوكرانيا إمدادات الطاقة.
وقال نائب وزير الخارجية الأرميني باروير هوفهانيسيان لـ«رويترز» إن هناك مخاوف من أن تتصاعد الاشتباكات الدامية إلى مستوى الحرب فيما سيصبح ثاني صراع مسلح كبير في دول الاتحاد السوفياتي السابق، في وقت ينشغل فيه الجيش الروسي بغزو أوكرانيا. واتهمت أذربيجان بدورها أرمينيا، المتحالفة عسكرياً مع موسكو وتضم قاعدة عسكرية روسية، بقصف وحداتها العسكرية.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الثلاثاء الماضي إن روسيا يمكنها «إشعال الاضطرابات» أو استخدام نفوذها في المنطقة للمساعدة في «تهدئة الأجواء». ودعت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا خلال محادثات هاتفية مع نظيريها من البلدين، إلى «وقف الضربات على الأراضي الأرمينية».


مقالات ذات صلة

واشنطن تواصل وساطتها بين أذربيجان وأرمينيا

العالم واشنطن تواصل وساطتها بين أذربيجان وأرمينيا

واشنطن تواصل وساطتها بين أذربيجان وأرمينيا

واصلت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، وساطتها سعياً إلى تسوية على إقليم ناغورنو كاراباخ المتنازع عليه بين أذربيجان وأرمينيا، في خطوة ردت عليها موسكو بالتأكيد على أنه «لا بديل» عن وساطتها في هذه القضية.

علي بردى (واشنطن)
العالم وكالة تاس: محادثات سلام بين أرمينيا وأذربيجان قريباً

وكالة تاس: محادثات سلام بين أرمينيا وأذربيجان قريباً

نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن أمين مجلس الأمن الأرميني قوله إن أرمينيا وأذربيجان ستجريان محادثات في المستقبل القريب بشأن اتفاق سلام لمحاولة تسوية الخلافات القائمة بينهما منذ فترة طويلة، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء. ولم يفصح المسؤول أرمين جريجوريان عن توقيت المحادثات أو مكانها أو مستواها.

«الشرق الأوسط» (يريفان)
العالم أرمينيا تدعو روسيا إلى مواصلة السيطرة على طريق حيوي في ناغورني قره باغ

أرمينيا تدعو روسيا إلى مواصلة السيطرة على طريق حيوي في ناغورني قره باغ

دعا رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان اليوم (الخميس) روسيا، الوسيط في النزاع مع أذربيجان، إلى الحفاظ على سيطرتها على طريق حيوي في منطقة ناغورني قره باغ المتنازع عليها، حيث أقامت باكو مؤخراً نقطة تفتيش، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية. منذ وقف إطلاق النار في العام 2020، نشرت روسيا في ناغورني قره باغ كتيبة من قوات حفظ السلام لتضمن حركة المرور في ممر لاتشين، وهو الشريان الوحيد الذي يربط أرمينيا بهذه المنطقة الانفصالية ذات الغالبية الأرمينية. لكن أقامت أذربيجان الأحد الماضي نقطة تفتيش على مدخل الممر، وهو أمر غير مسبوق. وقبل ذلك، اتهمت أرمينيا باكو بقطع هذا الطريق الحيوي منذ نحو ستة أشهر.

«الشرق الأوسط» (يريفان)
العالم أرمينيا تشكو أذربيجان لمحكمة العدل الدولية

أرمينيا تشكو أذربيجان لمحكمة العدل الدولية

ذكرت وكالة «تاس» الروسية للأنباء، اليوم الأربعاء، أن أرمينيا قدمت شكوى لمحكمة العدل الدولية بشأن إقامة أذربيجان نقطة تفتيش عند بداية ممر لاتشين. وهذا الممر هو الطريق الوحيد الذي يربط بين أرمينيا وإقليم ناغورني قرة باغ، وهو إقليم معترف به دوليا كجزء من أذربيجان إلا أن غالبية سكانه من الأرمن. ودارت حرب خاطفة بين أرمينيا وأذربيجان، وهما جمهوريتان سوفياتيتان سابقتان تقعان في منطقة القوقاز، خريف عام 2020 للسيطرة على ناغورني قره باغ. وأدى هذا النزاع إلى هزيمة عسكرية لأرمينيا واتفاق لوقف إطلاق النار برعاية روسيا التي نشرت قوات لحفظ السلام.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم اتهامات متبادلة بين أذربيجان وأرمينيا ترفع التوتر في جنوب القوقاز

اتهامات متبادلة بين أذربيجان وأرمينيا ترفع التوتر في جنوب القوقاز

أعربت موسكو عن «قلق بالغ» بعد تعرض اتفاق وقف النار بين أرمينيا وأذربيجان إلى هزة قوية.

رائد جبر (موسكو)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.