اتهامات للإسلاميين بإثارة فتنة بين مكونات الجيش السوداني

«الحرية والتغيير»: نميز بوضوح بين المؤسسة العسكرية وقادتها

TT

اتهامات للإسلاميين بإثارة فتنة بين مكونات الجيش السوداني

حذر تحالف المعارضة السودانية «الحرية والتغيير» من محاولات مَن أطلقت عليهم «الإسلاميين» لـ«دق إسفين» بين مكونات المؤسسة العسكرية السودانية وإشاعة حالة من الاستقطاب الحاد بين مكوناتها ودفعها للاصطدام، لفتح الباب لهم للعودة للمشهد السياسي مرة أخرى، ولو أدى ذلك لحرب طاحنة بين مكونات البلاد، وفي الوقت ذاته أكد التحالف حرصه على تكوين جيش واحد قومي ومهني.
وحذر التحالف السياسي الذي أطاح قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بحكومته في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، من جهات تنتمي للنظام البائد وتجتهد في خلق حالة استقطاب حاد بين القوات المسلحة والدعم السريع وحركات الكفاح المسلح، بهدف إدخال البلاد في «حرب أهلية طاحنة» تعيدهم للمشهد السياسي مجدداً. وقال تحالف الحرية والتغيير، في بيان حصلت عليه «الشرق الأوسط»، أمس، إنه يميز بين القادة والمؤسسة العسكرية، ويعمل على الحفاظ على مصالح البلاد العليا وسلامتها وأمنها ويعطيها أولوية قصوى، ما يجعله يرفض أن يكون طرفاً فيما سمّاه «المعادلة الاستقطابية». وتعهد التحالف بالعمل بالوسائل المدنية السلمية لـ«طي الصفحة وفتح الطريق لمشروع وطني ديمقراطي، يصب في مصلحة الوطن ومؤسساته المدنية والعسكرية، ليقوم كل بدوره دون خلط ضار». وأضاف: «القوات المسلحة السودانية تضررت من مغامرات ومشروعات الذين استغلوا اسمها لتمرير مشروعات سياسية لا علاقة لها بمهامها المنصوص عليها في الدستور والقانون». وتابع: «موقفنا ونضالنا بالوسائل المدنية والسياسية في قوى الحرية والتغيير، ضد هذه المجموعات لخلافنا مع مشروعها السياسي وليس مع بزتها العسكرية».
ودعا تحالف «الحرية والتغيير» إلى النأي بالمؤسسة العسكرية عن أي «أجندة سياسية حزبية»، وبناء دولة ديمقراطية توفر فرصة حقيقية للمؤسسة العسكرية لتتوحد وتصبح مؤسسة حديثة حسنة التدريب والتسليح، تعبر عن تنوع البلاد وتحميها من المهددات الخارجية. وحمّلت «الحرية والتغيير» حكم الجبهة الإسلامية القومية وحزب المؤتمر الوطني المحلول مسؤولية ما سمّته «الضرر البالغ الذي أصاب المؤسسة العسكرية»، وأرجعته إلى اختراق الإسلاميين لها ونشر كوادرهم الحزبية داخلها، وتصفية «الضباط الوطنيين بالإعدامات والفصل والتشريد»، وإدخالها في حروب داخلية لخدمة مشروعهم الآيديولوجي المُستبد.
وقالت إن سياسات الإسلاميين أضعفت الجيش السوداني، وعزلته عن العالم وأفقرت تسليحه وتدريبه، وأنشأت «ميليشيات موازية» له، وعمّقت ظاهرة تعدد الجيوش، وتابعت: «خرجت المؤسسة العسكرية من حقبة الإسلاميين (منهكة)، بيد أن ثورة ديسمبر (كانون الأول) أتاحت فرصة ذهبية لإعادة بنائها وتعميق الوشائج بينها وبين المكونات الشعبية المدنية». وأكد التحالف أن «المشروعات التي قام بها بعض قادة القوات المسلحة، أدخلتها في علاقة صراعية مع بقية مكونات الشعب». وأضاف: «هذا أمر خطير يهدد أمن البلد وسيادته»، وتابع: «من يستهدف المؤسسة العسكرية هو من يزج بها في أتون الصراع السياسي، ونحن الأحرص على تقديرها واحترامها ومساعدتها على أداء مهامها المنصوص عليها في الدستور والقانون، بإبعادها عن أي شكل من أشكال الاستقطاب السياسي». وتعهد التحالف بوضع قضية الوصول لجيش واحد قومي ومهني «أولوية قصوى» لأي مشروع انتقال مدني ديمقراطي. وقال: «الوصول للجيش الواحد هو عملية مركبة، تتم بالتوافق بين العسكريين والمدنيين على خطة شاملة ومفصلة وواضحة للإصلاح الأمني والعسكري»، وبحسب التحالف، فإن الإصلاح «يشمل دمج كل القوات الموازية في جيش واحد، وإنهاء كل الأنشطة السياسية الحزبية داخل المؤسسات العسكرية والأمنية، ومراجعة النشاط الاقتصادي وضبطه وحصره ضمن ولاية مؤسسات الدولة المالية».
ودعا التحالف إلى مواصلة «المقاومة السلمية الجماهيرية»، والتحسب لما سمّاه «مخططات النظام البائد التي تستهدف إشعال فتنة وطنية، عبر التعريف الزائف لطبيعة الصراع الحالي، كصراع بين المدنيين والعسكريين وهو تعريف مضلل، فالصراع هو بين حملة مشروع التحول المدني الديمقراطي ودعاة مشروعات الاستبداد والفساد».


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الصين ومصر تتفقان على ضرورة تشجيع السلام في الشرق الأوسط

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (يسار) ونظيره الصيني وانغ يي يتصافحان بعد إحاطة مشتركة في دار الضيافة الحكومية دياويوتاي في بكين، 13 ديسمبر 2024 (رويترز)
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (يسار) ونظيره الصيني وانغ يي يتصافحان بعد إحاطة مشتركة في دار الضيافة الحكومية دياويوتاي في بكين، 13 ديسمبر 2024 (رويترز)
TT

الصين ومصر تتفقان على ضرورة تشجيع السلام في الشرق الأوسط

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (يسار) ونظيره الصيني وانغ يي يتصافحان بعد إحاطة مشتركة في دار الضيافة الحكومية دياويوتاي في بكين، 13 ديسمبر 2024 (رويترز)
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (يسار) ونظيره الصيني وانغ يي يتصافحان بعد إحاطة مشتركة في دار الضيافة الحكومية دياويوتاي في بكين، 13 ديسمبر 2024 (رويترز)

قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن بكين اتفقت مع مصر على ضرورة أن يشجع البلدان على السلام والمفاوضات لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.

وأدلى وانغ بهذه التصريحات خلال اجتماع مع نظيره المصري بدر عبد العاطي في بكين، اليوم (الجمعة)، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (يسار) ونظيره الصيني وانغ يي خلال إحاطة مشتركة في دار ضيافة الدولة دياويوتاي في بكين، 13 ديسمبر 2024 (رويترز)

وقال وانغ إن البلدين يشعران بقلق بالغ إزاء الوضع الحالي في سوريا، ودعا إلى احترام سيادة البلاد واستقلالها وسلامة أراضيها. كما قال وانغ إن البلدين يرحِّبان باتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان.