الأمم المتحدة تحذّر من تدهور أكثر للأوضاع في السودان

فولكر: إطالة أمد الأزمة السياسية يصعّب العودة للانتقال الديمقراطي

فولكر بيرتس الموفد الأممي إلى السودان (أ.ف.ب)
فولكر بيرتس الموفد الأممي إلى السودان (أ.ف.ب)
TT

الأمم المتحدة تحذّر من تدهور أكثر للأوضاع في السودان

فولكر بيرتس الموفد الأممي إلى السودان (أ.ف.ب)
فولكر بيرتس الموفد الأممي إلى السودان (أ.ف.ب)

حذّر رئيس البعثة الأممية في السودان فولكر بيرتس، من تدهور أكثر للأوضاع في السودان حال لم يتم التوصل إلى حل سياسي لتشكيل حكومة مدنية ذات مصداقية، كاشفاً عن عودة تدريجية لعناصر النظام المعزول إلى المشهد السياسي. وفي غضون ذلك، تجددت في الخرطوم الاحتجاجات الرافضة لاستمرار الحكم العسكري في البلاد.
وأضاف بيرتس في إحاطة لمجلس الأمن الدولي، أمس: «هنالك فرصة للتوصل إلى اتفاق سياسي لبدء مرحلة انتقالية جديدة نحو الحكم الديمقراطي». وقال إن السودان يحتاج إلى حكومة مدنية قادرة على بسط سلطتها في جميع أنحاء البلاد حتى تتمكن من تهيئة الظروف للدعم الدولي بما في ذلك تخفيف الديون.
وذكر أن البلاد تشهد احتجاجات مستمرة منذ 25 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قُتل خلالها 117 وأُصيب الآلاف، وفي الوقت ذاته لا تزال جهود الشباب والنقابات المهنية مستمرة لتحقيق أهداف ثورة ديسمبر (كانون الأول).
وأشار إلى خطوات مهمة اتُّخذت من الجيش السوداني فيما يتعلق بالعملية السياسية، صاحبها بعض التطورات في صفوف القوى المدنية. وأضاف أن إعلان الجيش الانسحاب من الساحة السياسية، ولّد زخماً وظهرت رؤية مشتركة وسط المدنيين، مشيراً إلى مسودة مشروع الدستور التي تقدمت بها نقابة المحامين، وحظيت بدعم طيف واسع من القوى السياسية، بما في ذلك ائتلاف المعارضة في «قوى الحرية والتغيير» والفصائل المسلحة الموقِّعة على اتفاق «جوبا» للسلام.
وقال المبعوث الأممي إن «الآلية الثلاثية التي تتكون من بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة التنمية الأفريقية الحكومية (إيقاد) شاركت في جميع المبادرات، وبصدد مقارنة الرؤى السياسية والدستورية التي صدرت من بعض الجهات».
وأشار إلى أن جميع الجهات المعنية في السودان عبّرت عن رغبتها في أن تلعب الآلية الثلاثية دوراً مهماً للتقدم بمقترحات أو التوسط للوصول إلى اتفاق مع الجيش.
وتابع بالقول: «لا يزال هنالك الكثير من الخلافات حول تقسيم السلطة ودور الجيش على وجه الخصوص، لكن تم تجسير الهوة إلى حد كبير، وهنالك توافق واسع حول تشكيل حكومة كفاءات وطنية برئيس وزراء مدني». واسترسل: «هنالك فرصة لإنهاء الأزمة، وينبغي على الجيش والقوى المدنية اغتنامها، والآلية الثلاثية على استعداد لجمع بين جميع الأطراف حول رؤية واحدة لتجاوز الخلافات المتبقية».
وقال: «منذ 25 من أكتوبر الماضي يفتقر السودان إلى حكومة شرعية تعمل بشكل كامل، وإن قرار الجيش الانسحاب من المشهد السياسي، إلى جانب المبادرات المدنية، يمثل فرصة للقوات العسكرية والمدنية للتوصل إلى اتفاق للمضيّ قدماً، لكن كلما طال الشلل السياسي صعبت العودة إلى المرحلة الانتقالية».
ودعا بيرتس مجلس الأمن والمجتمع الدولي لدعم جهود بعثة الأمم المتحدة والآلية الثلاثية، وأن يقدم دعماً متسقاً للسودان في هذه المرحلة. وقال: «إن حالة حقوق الإنسان في السودان لم تتحسن، ومنذ إحاطتي الأخيرة قُتل 20 محتجاً وأُصيب 1400». وندد باستخدام العنف المفرط واستهداف المرافق الصحية (المستشفيات)، والعاملين في المجال الطبي. وأضاف أن الأزمة السياسية في الخرطوم تسهم في انعدام الاستقرار في مناطق أخرى من البلاد، ومن المقلق زيادة العنف في إقليمي دارفور والنيل الأزرق، مشيراً إلى أن عدم تنفيذ اتفاقية «جوبا» للسلام يسهم في زعزعة البلاد.
وقال المبعوث الأممي إن الاحتياجات الإنسانية وصلت إلى معدلات قياسية بسبب عدم الاستقرار السياسي والأزمة الاقتصادية، وزيادة الاقتتال الداخلي والفيضانات وقلة المحاصيل الزراعية، وإن نحو 11 مليون شخص يواجهون الجوع الحاد، والأعداد في زيادة مستمرة، وخطة الاستجابة الإنسانية للعام الحالي لا تتجاوز 32 في المائة من التمويل الدولي المرصود.
وفي غضون ذلك تصدت قوات الأمن السودانية بالغاز المسيل للدموع لمئات من المتظاهرين على بُعد مئات الأمتار من القصر الجمهوري بالخرطوم.
وكانت لجان المقاومة الشعبية التي تقود الحراك الاحتجاجي قد دعت إلى مظاهرة مليونية لمطالبة الجيش بتسليم السلطة للمدنيين.
وفي موازاة ذلك، التقى ائتلاف المعارضة «قوى الحرية والتغيير» القنصل المصري بالخرطوم أحمد عدلي، وبدروه أبدى موقف بلاده الداعم لمسودة مشروع الدستور الانتقالي التي تقدمت بها نقابة المحامين السودانيين.
وأكد عدلي تعاون بلاده مع كل الأطراف السودانية والمجتمع الدولي والإقليمي من أجل الاستقرار وتحقيق طموحات الشعب السوداني.
وأشار إلى أن مشروع الدستور الانتقالي الصادر عن ورشة نقابة المحامين السودانيين يعد أساساً جيداً للحوار بين جميع الأطراف السودانية لتحقيق التوافق الوطني.
وأمّن الطرفان على أهمية دور مصر في الإسهام في إيجاد مَخرج يُنهي الأزمة السياسية الراهنة في البلاد.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
TT

الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)

أعلن الجيش السوداني، السبت، مقتل القائد العسكري في «قوات الدعم السريع» العميد جمعة إدريس، خلال قصف بالمدفعية الثقيلة استهدف تحركات قواته في المحور الجنوبي لمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور (غرب البلاد).

وقالت الفرقة السادسة مشاة، التابعة للجيش السوداني بالفاشر، في بيان على موقع «فيسبوك»، إن سلاح الطيران نفّذ، الجمعة، غارات جوية دمّرت 45 مركبة قتالية بكامل عتادها العسكري وطواقمها.

ووفقاً للبيان، حشدت «ميليشيا الدعم السريع» قوات كبيرة من الولايات ومناطق أخرى للهجوم على الفاشر وتسلُّم الفرقة السادسة.

وذكر أن القوات المسلحة أسقطت 3 مسيّرات كانت تستهدف دفاعات وارتكازات في المدينة.

«قوات الدعم السريع» تقصف مخيم زمزم (متداولة)

بدورها، قالت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين (كيان مدني)، في بيان: «إن (قوات الدعم السريع) قصفت بالمدفعية الثقيلة خلال الأيام الماضية مخيمي زمزم وأبوشوك، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى غالبيتهم من النساء والأطفال والعجزة من الجنسين».

ودعا المتحدث باسم المنسقية، آدم رجال، الأطراف المتحاربة إلى الابتعاد عن استهداف مناطق النازحين، وعدم استخدام المدنيين العزّل «دروعاً بشرية» لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية.

وطالب رجال «قوات الدعم السريع» بوقف القصف المدفعي العشوائي، والقصف الجوي من قبل الجيش السوداني، وقال: «ينبغي أن يتم وقف الحرب بشكل فوري وعاجل من خلال وقف إطلاق النار وإنهاء العدائيات مباشرة لإنقاذ حياة النازحين من الأطفال والنساء».

ودعا المتحدث باسم النازحين، آدم رجال، المجتمع الدولي إلى ممارسة المزيد من الضغوط على الأطراف المتصارعة للالتزام بالقوانين الدولية، لوضع حد للقصف العشوائي بالمدافع الثقيلة والبراميل المتفجرة في الأماكن المأهولة بالمدنيين. وقال: «لا يوجد ما يبرر هذه الأعمال الإجرامية، لقد حان الوقت لإنقاذ ما تبقى من أرواح بريئة، فالكارثة لم تعد تحتمل المزيد من التأجيل».

بقايا مقذوف مدفعي استهدف معسكر زمزم للنازحين (متداولة)

وخلال الأسبوع الماضي أفادت تقارير حكومية رسمية بمقتل أكثر من 57 مدنياً وإصابة 376 في الهجمات على الفاشر ومعسكر زمزم.

وتُعد الفاشر من أكثر خطوط المواجهة اشتعالاً بين «قوات الدعم السريع» والجيش السوداني وحلفائه الذين يقاتلون للحفاظ على موطئ قدم أخير في منطقة دارفور.

وتسيطر الدعم السريع على 4 من أصل 5 ولايات في إقليم دارفور، هي: جنوب وشرق ووسط وغرب دارفور بعد أن تمكّنت من إبعاد القوات المسلحة السودانية، فيما تقود معارك ضارية للسيطرة على مدينة الفاشر.

وفي الخرطوم بحري تجددت المعارك العنيفة، فجر السبت، بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في عدة محاور بالمدينة.

وقال سكان لـ«الشرق الأوسط» إنهم سمعوا دوي انفجارات قوية هزت أرجاء المدينة.

ووفقاً لمصادر ميدانية، تدور الاشتباكات على بعد كيلومترات من ضاحية العزبة، بعد تقدم الجيش السوداني وسيطرته على أغلب أحياء منطقة السامراب بمدينة بحري.

وأعلنت غرفة طوارئ جنوب الحزام بولاية الخرطوم عن أن 4 أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 30 آخرين، الجمعة، جراء قصف جوي بالطيران التابع للجيش السوداني على منطقة الشاحنات.

وعلى الرغم من تقدم الجيش السوداني عسكرياً خلال الأشهر الماضية في مدينة بحري، لا تزال «قوات الدعم السريع» على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد، ومناطق شاسعة في إقليم دارفور، إضافة إلى جزء كبير من كردفان إلى الجنوب.

اندلعت الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» منذ أكثر من 18 شهراً، وأدت إلى مقتل أكثر من 188 ألف شخص، وفرار أكثر من 10 ملايين شخص من منازلهم.